البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : المسيحيُّون والمسلمون، معًا، من أجل اللغة العربيَّة    قيّم
التقييم :
( من قبل 13 أعضاء )
 جوزف 
2 - يونيو - 2006

أعرف أنَّ الموضوع الَّذي أتكلَّم عليه في هذه السطور قد يثير جدلاً، وأعرف أنَّ الكثيرين قد يعتبرون ما أقوله تهجُّمًا عليهم أو ما شابه... ولكنِّي أقول بصدق، إنَّ كلَّ ما أقوله، هو بسبب حبِّي للُّغة العربيَّة، وخوفًا عليها ممَّا أرى وأسمع حولي.

أوَّلاً أنا لبنانيٌّ، وعلى دين المسيح، أي إنِّي مسيحيّ. كلُّ ما تعلَّمته في البيت، منذ نشأتي، هو أنَّ المسمين هم شركاءُ لنا في الوطن، وأنَّ كلَّ ما يفرِّقني عنهم، هو أنَّهم يُصلُّون بطريقةٍ مختلفة. فهم مؤمنون بالله مثلي، ومؤمنون بالمسيح مثلي، ودينهم يدعو إلى المحبَّة مثلي. وكنت أسخر من كلِّ الناس من حولي، الَّذين يتكلَّمون بالسوء على الإسلام والمسلمين...

إلى أن انتهت الحرب الأهليَّة، فصار المسلمون عندها، بالنسبة إليَّ، أصدقائي المفضَلين في المدرسة، ومصدرًا للاطِّلاع على ثقافةٍ جديدةٍ كانت معالمها غير واضحةٍ عندي...

ومع عشقي للُّغة، واحترامي للإسلام والمسلمين، درست اللغة العربيَّة وآدابها في الجامعة اللبنانيَّة، واطَّلعت على مدى ارتباط لغتي الحبيبة بالدين الإسلاميّ، ولكنِّي تعلَّمت أنَّ هذه اللغة لا تقتصر فقط على المظاهر الدينيَّة. ولعلَّ ربط اللغة بالدين بشكلٍ تامٍّ، يُفقد هذه اللغة الثير من محبِّيها، غير المؤمنين بالدين الإسلاميّ. ما أريد أن أقوله، هو أنَّ اللغة العربيَّة لم تعد لغة المسلمين وحدهم، فكثيرون من المسيحيِّين يدرسونها، ويُبدعون فيها وفي آدابها... وهي لم تكن لغة المسلمين أصلاً، أعني أنَّها كانت موجودةً قبل نزول القرآن الكريم، لذا فأنا أقترح أن نناقش هذا الأمر، وأنا مستعدٌّ أن أُوضحَ أيَّ أمرٍ ملتبسٍ في الآراء الَّتي أدليت بها، فقد تعلَّمت، كما أشرت، أن أُحبَّ المسلمين، وتعلَّمت احترامهم، رغم صعوبة الحفاظ على التعايش الطائفيِّ بين اللبنانيِّين، بسبب الأمراض الطائفيَّة الَّتي بثَّها ويبثُّها أعداء لبنان والعرب، في هٰذا الوطن، من أجل إثارة الفتنة بين أبنائه.

في النهاية، لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ الأخطل والأخطل الصغير وتوفيق يوسف عوَّاد وجبران مسعود وجبران خليل جبران كانوا كلُّهم من المسيحيِّين... المسيحيُّون والمسلمون، معًا، يَردُّون للغتنا مجدها الَّذي تستحقُّه، كونها اللغةَ الأجمل، المكتوبة بالحرف الأجمل، المنطلقة من المنطقة الأجمل، من الشرق، مهد المسيحيَّة والإسلام، أرض التعايش والمحبَّة.

 1  2  3  4 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
مختلفان ومتعايشان!    كن أول من يقيّم
 
سادتي الأعزَّاء؛
عندما استفسرتُ عن موضوع الكلام الباطل، كنتُ فعلاً أستفسر، وأستوضح المقصد، ولم أكن أستغرب شيئًا أو أستنكره. لقد اختلطت عليَّ الأمور حينها، ولم أتمكَّن من فهم المقصود من ذاك الكلام، إلى أن أوضحتماه لي، حفظكم الله.
ولكنِّي أودَُّ هنا أن أوضح أمرًا آخرَ بدا ملتبسًا بعض الشيء في كلامي على عدم الاِختلاف بين المسيحيِّين والمسلمين، حيث ذكرتُ أنَّ الصورة الَّتي ارتسمت في ذهني عندما كنت صغيرًا، هي أنَّ المسلم يصلِّي بطريقةٍ مختلفة. ولكنِّي لم أدَّعِ أنَّ هذه هي الصورة الصحيحةُ للإسلام والمسلمين.
أدرك جيِّدًا يا سادتي أنَّ هناك اختلافاتٍ كثيرةً بين المسلمين والمسيحيِّين، خاصَّةً على صعيد الممارسات الدينيَّة، وبعض التقاليد ذات الصلة، وأدرك جيِّدًا أنَّ هناك اختلافاتٍٍ كثيرةً بين الإسلام والمسيحيَّة، خاصَّةً في إيمان المسيحيِّين بأبوَّة الله للمسيح، وبالثالوث الأقدس.
وأدرك جيِّدًا أنَّ للمسيحيِّ الحقَّ في أن يكون مسيحيًّا، وللمسلم الحقَّ في أن يكون مسلمًا، وأدرك بشكلٍ قاطعٍ أنَّ كون المسلم مسلمًا، وكون المسيحيِّ مسيحيًّا، لا ينتقص من المحبَّة والتعايش بينهما، وقد لا يشعر أحدهما باختلاف الآخر عنه، إلاَّ عندما يمارس الشعائر الدينيَّة.
وفي ما يخصُّ دعوة الدينَين إلى المحبَّة، فالأمر لا جدال فيه، وهو واحدٌ من الأمور الَّتي تجعل أبناء هاتين الطائفتين متَّفقَين.
وأكثر من ذلك، لكلِّ شخصٍ الحقُّ في أن يحافظ على دينه، وفي أن يحافظ على انتشار دعوته، وفي أن يبشِّر بها، وفي أن يخفِّف من انتقال أبناء دينه إلى الإيمان بدين الآخر.
ولكن، على المؤمن بأحد الأديان أن يحترم إيمان الآخر بدين مختلف، ومن مظاهر هذا الاحترام، تبادل الزيارات والتهاني بين المسلمين والمسيحيِّين في المناسبات الدينيَّة، وهذا ما أحاول القيام به مع بعض زملائي وأصدقائي المسلمين. ومن مظاهره أيضًا، الحفاظ على كلِّ ما له قيمة دينيَّة عند الآخر، كعدم شرب الخمر أمام المسلم، والحفاظ المتبادَل على قدسيَّة دور العبادة...
لا أستطيع أن أنسى، منذ بضعة أعوام، عندما صادف أن التقى عيدا الفطر السعيد والميلاد المجيد، في فترةٍ واحدة، فكانت الاحتفالات تعمُّ لبنان، وتختلط الزينة في بعض المناطق، وكانت محطَّات التلفزة تهنِّئ اللبنانيِّين بعيدَي الفطر والميلاد.
*جوزف
13 - سبتمبر - 2006
أدركت ولم تدرك يا جوزف    كن أول من يقيّم
 
شكرا لك يا جوزف، وقد استوقفتني إدراكاتك هذه الجميلة، ولكن بقي شيء لم تدركه فاسمع لي جيدا:
أريدك أن تدرك يا جوزف مسألة في غاية الأهمية، وهي: (إيمان جدودك بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم) أريدك أن تدرك أهمية ان تؤمن بمحمد (ص) كما نؤمن نحن المسلمين بالسيد المسيح، فهل يعني إيماننا بالسيد المسيح أننا نتبع الإنجيل ? قطعا سيكون الجواب (لا) وهكذا سوف أخبرك اليوم بقصة إيمان أجدادك بنبوة محمد (ص) مع بقائهم نصارى، وهذه القصة النادرة سوف أرويها لك من (سورة المائدة) كما وردت في القرآن، وأريدك أن تدرك فيها معنى قيمة الكلمة الحرة التي أعلنها أجدادك يوما من الأيام، وحفظها لهم القرآن، وجعلها أشرف كلمة في الوجود، فقال: (فأثابهم الله) (بما قالوا) وليس بما عملوا (جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها) أريدك أن تدرك يا جوزف أن هؤلاء القسيسين والرهبان الأكابر لم يتخلوا عن إنجيلهم وإنما استمروا مستمسكين بهداه مع إيمانهم بنبوة محمد (ص) هذا ما أريد لك أن تدركه بعقلك المنفتح والحر. فما رأيك ? ? أعطني رأيك بعدما تقرأ القصة، وهي هذه:
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ 82 وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ 83 وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ 84 فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ 85
*زهير
13 - سبتمبر - 2006
تساؤل    كن أول من يقيّم
 
أخينا الأجل أستاذ زهير
 
قولك : أثابهم الله بما قالوا لا بما عملوا ( جنات تجرى من تحتها الانهار خالدين فيها) أثار فى نفسى تساؤل عن موقفنا نحن كمسلمين من النصارى إخواننا فى الأنسانية حين يؤمنون برسالة النبى محمد عليه افضل الصلاة والسلام مع بقائهم على عقيدتهم بالمفهوم الذى ذمه القرآن الكريم من هذه العقيدة. وكيف نوفّق بين الاية التى استشهدت بها وبين قوله تعالى: ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يُقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين. أكرر أن هذا مجرد تساؤل أرجو أن لا يبنى عليه أخى فى الانسانية- وما اشرف هذه الاخوة أذا خلصت النوايا- أى معنى قد يبدو فيه شىء ضمنى بان النصارى لا ينعمون بجنة الله يوم لقاءه عز وجل اذا  آمنوا برسالة محمد ولم يطرحوا عقيدتهم السابقة. ولو كانت مفاتيح الجنة فى يدى لقلتُ لكل من رقّ قلبه وفاضت عينه من الدمع لكلمات الحق: ادخلوها بسلام آمنين. وما الحكم الا لله.
alsaadi
15 - سبتمبر - 2006
جواب وشكر    كن أول من يقيّم
 

قلت: جواب وشكر، والصحيح أنه شكر وجواب: أيها الصديق الصدوق الصادق صادق  السعدي: الجواب على سؤالك يا أخي من أبسط ما يكون، ستجد في عمقه دعوة  لإعادة قراءة القرآن: إن الإسلام يا أستاذ هو دين الأنبياء كلها، ودين الله  في الوجود ودين عيسى وموسى وإبراهيم ونوح. وكيف لا يقبل الله من أهل الكتاب عملهم الصالح وهو القائل لنبيه (وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها  حكم الله) (المائدة: 43) وهو القائل لنبيه: (وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون) (المائدةَ 47)
القرآن يا أستاذ في عشرات السور ومئات الآيات دفاع عن الإنجيل ودعوة
 للنصارى أن يتمسكوا به كما أنزله الله، قد يبدو في الظاهر أن عقيدة الإنجيل مستعمرة، وهذه ظاهرة هشة لمن خبر المسيحيين وعاشرهم كما عاشرتهم  أنا طوال حياتي، ولا أجد أبلغ في هذا من قوله تعالى في سورة الرعد
(قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ

أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ
أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا

فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء  حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ

كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ

فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء

وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ

كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ) سورة الرعد (16، 17)

*زهير
15 - سبتمبر - 2006
وجبت عليك الجزية أيها السعدي    كن أول من يقيّم
 
كيف نفهم القرآن هنا تكمن المشكلة، وكيف نجرده عن التاريخ الذي وصلنا  مترهلا هرما تكاد غضون وجهه تلعب فيها التماسيح لكثرة ما خلفه فيه من الأخاديد توالي سقوط الامبراطوريات وقيامها أربعة عشر قرنا عمدت فيها الأطراف المتطاحنة في الغالب لأقرب الطرق التي تحقق مصالحها مهما كانت وعرة ومهما بدا ذلك مستفزا ومقرفا، وبكل ما يلزم من اصطناع الجبهات، وتأجيج الضغائن وخلط الأوراق والضرب بالأكف على الماء لتعويم الأصلح حينا وتعكير المياه
أحيانا كثيرة. خذ مثلا (الجزية) في مختلف إسقاطاتها على القرآن، فهل كان محمد (ص) هو الذي ابتكر من خياله هذه اللفظة، أم كانت موجودة في كل اللغات المعاصرة لنزول القرآن، وهل كانت تعني (دفع الأضرار المترتبة على العدوان وخرق العهود) وهل يكفي أن نقف عند هذه الحقيقة عندما نسبر تاريخ هذه اللفظة أم يجب علينا أيضا أن نقوم بفتح ملفاتها كاملة، وماذا طرأ عليها من تعديلات، وكيف طبقت، وكيف استثمرت من الجهات المقابلة، بما في ذلك أدوار المرتزقة والباحثين عن لقمة العيش وتجار الحروب وعصابات التهريب وسوق السوداء التي كانت تعج بأكياس الأساطير وصناديق الأسمار والتي فاجأتنا ليلة أمس بأنها سحبت البساط من تحت البابا أيضا فما رأيك يا عزيزي هل لا زلت تتساءل وهل يعني لك شيئا أن تكون البحوث المتعلقة بالجزية في مقدمة الكتب التي طبعت في أوربا في أواخر القرن الثامن عشر.
كـلما  قلنا صفا iiزمن رجعت كالريح تشتعل
*زهير
15 - سبتمبر - 2006
حول اللغة والقرآن    كن أول من يقيّم
 
 
ترددت طويلاً قبل الدخول في هذا النقاش لأنه يتطلب معارف لا أشعر بأنني أمتلكها . لكن المحاولة تستحق العناء والمخاطرة ، والمحاولة ستكون الاستزادة من التوضيحات التي ستكشف لنا ربما عبر النقاش بعض الجوانب من هذه المسألة الشائكة .
 
فهمت بأن الأستاذ زهير بحديثه يريد معنى ما قاله سبحانه وتعالى :
 
" لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الاخر اولئك سنؤتيهم اجرا عظيما " النساء 162
 
مما يعني بأن الإيمان بما أنزل من قبل الإسلام من الديانات هو جزء لا يتجزأ من الإيمان ككل . تبقى كلمة الراسخون في العلم بحاجة إلى توضيح فمن هم الراسخون في العلم ? وما هو العلم ?
 
إن فهم هذه التفاصيل يكون ربما مفتاح الدخول إلى فهم النص القرآني بهذه الخصوص أو التقدم في درجات الفهم هذه وهناك أمثلة كثيرة تدل على معنى مشابه منها :
 
وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ 46 العنكبوت
 
لكن ما يريد قوله الأستاذ زهير كما أظن ، وأرجو أن تصحح لي ، هو أن الحكمة الإلهية شاءت أن تختلف البشر وأن تتفرق فيما بينها لأن هذا التنافس هو امتحان له غاية أخلاقية هي المقصودة في قوله تعالى في سورة الحجرات :
 
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ 13
 
والكلمة الفصل هو معنى : لتعارفوا . ونكون بهذا قد عدنا إلى موضوع الملف ومسألة اللغة العربية وارتباطها بالنص القرآني بما يحمله من معاني تتجاوز حدود اللغة كبناء معرفي مستقل .
فما هي المعرفة ? وما هو التعارف ? وما هو العرف ? وما هي الأعراف ?
 
العرف له معان كثيرة أهمها : الجود والصبر . كما جاء معناه في سورة المرسلات : والمرسلات عرفا .
 
اما المعنى اللغوي عن بعض ما جاء في لسان العرب فهو :
 
وعُرْف الرمْل والجبَل وكلّ عالٍ ظهره وأَعاليه، والجمع أَعْراف وعِرَفَة وقوله تعالى: وعلى الأَعْراف رِجال؛ الأَعراف في اللغة: جمع عُرْف وهو كل عال مرتفع؛ قال الزجاج: الأَعْرافُ أَعالي السُّور؛ قال بعض المفسرين: الأعراف أَعالي سُور بين أَهل الجنة وأَهل النار، واختلف في أَصحاب الأَعراف فقيل: هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فلم يستحقوا الجنة بالحسنات ولا النار بالسيئات، فكانوا على الحِجاب الذي بين الجنة والنار، قال: ويجوز أَن يكون معناه، واللّه أَعلم، على الأَعراف على معرفة أَهل الجنة وأَهل النار هؤلاء الرجال، فقال قوم:ما ذكرنا أَن اللّه تعالى يدخلهم الجنة، وقيل: أَصحاب الأعراف أَنبياء، وقيل: ملائكة ومعرفتهم كلاً بسيماهم أَنهم يعرفون أَصحاب الجنة بأَن سيماهم إسفار الوجُوه والضحك والاستبشار كما قال تعالى: وجوه يومئذ مُسْفرة ضاحكة مُستبشرة؛ ويعرِفون أَصحاب النار بسيماهم، وسيماهم سواد الوجوه وغُبرتها كما قال تعالى: يوم تبيضُّ وجوه وتسودّ وجوه ووجوه يومئذ عليها غَبَرة ترهَقها قترة؛ قال أَبو إسحق: ويجوز أَن يكون جمعه على الأَعراف على أَهل الجنة وأَهل النار. 
 
ولفهم معنى كلمة الأعراف ، ومعناها بالعودة إلى النص القرآني وسورة الأعراف الطويلة جداً ومع هذا ففيها آية تشبه المفتاح تلخص المقصود منها ( حسب ما فهمته ) تقول :
 
" خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " 198
 
جاء في تفسيرها عند القرطبي على النحو التالي  :
 
وقيل: المراد بقوله: "خذ العفو" أي الزكاة؛ لأنها يسير من كثير. وفيه بعد؛ لأنه من عفا إذا درس. وقد يقال: خذ العفو منه، أي لا تنقص عليه وسامحه. وسبب النزول يرده، والله أعلم. فإنه لما أمره بمحاجة المشركين دله على مكارم الأخلاق، فإنها سبب جر المشركين إلى الإيمان. أي اقبل من الناس ما عفا لك من أخلاقهم وتيسر؛ تقول: أخذت حقي عفوا صفوا، أي سهلا.
قوله تعالى: "وأمر بالعرف" أي بالمعروف. وقرأ عيسى بن عمر "العرف" بضمتين؛ مثل الحلم؛ وهما لغتان. والعرف والمعروف والعارفة: كل خصلة حسنة ترتضيها العقول، وتطمئن إليها النفوس. 
وقال جعفر الصادق: أمر الله نبيه بمكارم الأخلاق في هذه الآية، وليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق من هذه الآية. وقال صلى الله عليه وسلم: (بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). 
 
إن المقصود بكلمة : لتعارفوا إذا ، هو التوصل إلى التفاهم فيما بيننا بعد أن تكون إدراكاتنا قد بلغت من الترقي المعرفي ما تستطيع أن تصل به إلى جوهر الأخلاق . وهذه الغاية المثلى هي علة وجود الإنسان على الأرض وجوهر صراعه مع نفسه ومع غيره من البشر . 
 
*ضياء
15 - سبتمبر - 2006
ونعم الفهم    كن أول من يقيّم
 
شكرا لأستاذتنا ضياء خانم: هذا ما أردت قوله تماما، وهو في القرآن معبر عنه بصور وأساليب شتى، وأكرر هنا قولك:
فهمت بأن الأستاذ زهير بحديثه يريد معنى ما قاله سبحانه وتعالى :
 
" لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الاخر اولئك سنؤتيهم اجرا عظيما " النساء 162
 
وأؤكد على قولك أيضا:
لكن ما يريد قوله الأستاذ زهير كما أظن ، وأرجو أن تصحح لي ، هو أن الحكمة الإلهية شاءت أن تختلف البشر وأن تتفرق فيما بينها لأن هذا التنافس هو امتحان له غاية أخلاقية هي المقصودة في قوله تعالى في سورة الحجرات :
 
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ 13
 
والكلمة الفصل هو معنى : لتعارفوا . ونكون بهذا قد عدنا إلى موضوع الملف ومسألة اللغة العربية وارتباطها بالنص القرآني بما يحمله من معاني تتجاوز حدود اللغة كبناء معرفي مستقل .
 
شكرا أستاذتي: ولكن إذا كان الموضوع يتطلب معارف لا تشعرين أنك تمتلكينها وأتيت بكل هذا فكيف لو امتلكتها كما تتصورين، ما شاء الله تبارك الله
*زهير
15 - سبتمبر - 2006
كلمة أخيرة    كن أول من يقيّم
 
كلمتي الأخيرة في هذا الحوار أن عصارة تجاربي في الحياة أفادتني أن الصداقة خير طريق للحوار، وأن الرجل يتقبل من صديقه أشياء كثيرة لا يمكن أن يستوعبها من كتاب ولا من أي وسيلة إعلامية، وقد عبرت عن ذلك بقولي:
ويحلو الحق مهما كان مرا إذا ما جاء من شفتي iiحميم
وحتى لا يستثمر الحوار الذي كنا فيه، أو يفسر تفسيرا يفقده قيمته الإنسانية أريد أن أصارح كل من شارك أو قرأ هذا الحوار بأنني لست رجل دين، وإنما أمتلك ثقافة دينية لا بأس بها تمكنني أن أميز الدوامة قبل الوصول إليها
، لذلك أستعير هنا من أخي جوزيف إدراكاته وأقول: والله انا أدرك أن الوضع ميئوس منه، وأنه ليس في الإمكان أبدع مما كان، وأدرك أن عقيدة الفداء والصلب هي صخرة الكنيسة، وأدرك أنه ليس من العدل أن يجري الحوار أبدا بين مسيحي ومسلم، ليست للإنجيل أي قداسة تذكر في عقيدته، وهو يطالب المسيحي قبل الحوار أن يعترف بأن كتابه المقدس محرف ومزور، وأدرك أن محمدا (ص) مات ولم يصل في كل هذه المواضيع إلى نتيجة حاسمة في حواره وهو نبي الله وآخر رسله. وأدرك أن الجن والأنس لو اجتمعت على وضع منهج لهذا الحوار لم تستطع أن تأت بمثل قوله تعالى
 (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ
وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ
وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ 46وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ
يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاء مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُون)َ( 47

ولكي تتوضح صورتي أكثر أرغب أن يعرف القراء أنني إنسان عادي جدا، بل أقل من عادي، أجلس في المقهى، وأشرب الأركيلة، وألعب الشطرنج، والورق أيضا. وأمي لا تحب إلا أن أكون أنا شريكها في ألعاب الورق (الكوتشينة) ولا ترضى أن تلعب ضدي أبدا. وهذا أنا والحمد لله رب العالمين
*زهير
17 - سبتمبر - 2006
التحاب والتأخى    كن أول من يقيّم
 

فال تعالى الم 1 غُلِبَتِ الرُّومُ 2 فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ 3 فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ 4بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ 5
يسرنى أن شارك فى هذا النقاش بهذه الاية الكريمة والتى من شأنها نشر السلام والامن بين المسلمين والمسيحيين.
اأستوقفتنى هذة الاية كتيرا....فكيف يفرح المؤمنون بإنتصار النصارى على الفرس????? وكيف يجعل الله عز وجل هذا النصر من عنده????????????
قد يقول االبعض بان فرح المسلمين انذاك مؤخر على نصرهم للروم وأن نصر الله فى الاية هو نصر المؤمنين على الروم وهو قول محتمل إذ أنه لا توجد قرينة إعراب أو قرينة معنى فى الاية
خلاصة القول أن المسلمين قد فرحوا لنصر الروم على الفرس ,وبهذا يكون أمر التحاب والتأخى مردود لديننا . وليس أدل على ذلك من أن فتح مصر أتى لا أقول لنصرة المسيحيين بل ليخلصهم من حكم الاضطهاد البيزنطى.
basem
18 - سبتمبر - 2006
تنبيه    كن أول من يقيّم
 
 
لا أرى أي رابط بين موضوع التآخي الإسلامي المسيحي وهذه الآيات الكريمة من سورة الروم . وللتذكير ، ولكي لا تختلط علينا الأمور وننتقل إلى مواضيع جانبية يمكن نقاشها في مجلس آخر ، فإن الموضوع الذي نحن بصدده هو اللغة العربية كأداة تواصل وأهميتها لكل من المسلم والمسيحي العربي وموقفه منها . 
*ضياء
18 - سبتمبر - 2006
 1  2  3  4