البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : المسيحيُّون والمسلمون، معًا، من أجل اللغة العربيَّة    قيّم
التقييم :
( من قبل 13 أعضاء )
 جوزف 
2 - يونيو - 2006

أعرف أنَّ الموضوع الَّذي أتكلَّم عليه في هذه السطور قد يثير جدلاً، وأعرف أنَّ الكثيرين قد يعتبرون ما أقوله تهجُّمًا عليهم أو ما شابه... ولكنِّي أقول بصدق، إنَّ كلَّ ما أقوله، هو بسبب حبِّي للُّغة العربيَّة، وخوفًا عليها ممَّا أرى وأسمع حولي.

أوَّلاً أنا لبنانيٌّ، وعلى دين المسيح، أي إنِّي مسيحيّ. كلُّ ما تعلَّمته في البيت، منذ نشأتي، هو أنَّ المسمين هم شركاءُ لنا في الوطن، وأنَّ كلَّ ما يفرِّقني عنهم، هو أنَّهم يُصلُّون بطريقةٍ مختلفة. فهم مؤمنون بالله مثلي، ومؤمنون بالمسيح مثلي، ودينهم يدعو إلى المحبَّة مثلي. وكنت أسخر من كلِّ الناس من حولي، الَّذين يتكلَّمون بالسوء على الإسلام والمسلمين...

إلى أن انتهت الحرب الأهليَّة، فصار المسلمون عندها، بالنسبة إليَّ، أصدقائي المفضَلين في المدرسة، ومصدرًا للاطِّلاع على ثقافةٍ جديدةٍ كانت معالمها غير واضحةٍ عندي...

ومع عشقي للُّغة، واحترامي للإسلام والمسلمين، درست اللغة العربيَّة وآدابها في الجامعة اللبنانيَّة، واطَّلعت على مدى ارتباط لغتي الحبيبة بالدين الإسلاميّ، ولكنِّي تعلَّمت أنَّ هذه اللغة لا تقتصر فقط على المظاهر الدينيَّة. ولعلَّ ربط اللغة بالدين بشكلٍ تامٍّ، يُفقد هذه اللغة الثير من محبِّيها، غير المؤمنين بالدين الإسلاميّ. ما أريد أن أقوله، هو أنَّ اللغة العربيَّة لم تعد لغة المسلمين وحدهم، فكثيرون من المسيحيِّين يدرسونها، ويُبدعون فيها وفي آدابها... وهي لم تكن لغة المسلمين أصلاً، أعني أنَّها كانت موجودةً قبل نزول القرآن الكريم، لذا فأنا أقترح أن نناقش هذا الأمر، وأنا مستعدٌّ أن أُوضحَ أيَّ أمرٍ ملتبسٍ في الآراء الَّتي أدليت بها، فقد تعلَّمت، كما أشرت، أن أُحبَّ المسلمين، وتعلَّمت احترامهم، رغم صعوبة الحفاظ على التعايش الطائفيِّ بين اللبنانيِّين، بسبب الأمراض الطائفيَّة الَّتي بثَّها ويبثُّها أعداء لبنان والعرب، في هٰذا الوطن، من أجل إثارة الفتنة بين أبنائه.

في النهاية، لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ الأخطل والأخطل الصغير وتوفيق يوسف عوَّاد وجبران مسعود وجبران خليل جبران كانوا كلُّهم من المسيحيِّين... المسيحيُّون والمسلمون، معًا، يَردُّون للغتنا مجدها الَّذي تستحقُّه، كونها اللغةَ الأجمل، المكتوبة بالحرف الأجمل، المنطلقة من المنطقة الأجمل، من الشرق، مهد المسيحيَّة والإسلام، أرض التعايش والمحبَّة.

 1  2  3  4 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
نحن نخاطب المسلمين    كن أول من يقيّم
 
نحن حين نربط بين اللغة العربية ،والدين الإسلامي نعرف أن اللغة العربية سبقت في وجودها الشريعة الإسلامية ونعرف أن غير المسلمين قد نطقوا بها واستعملوها وقد يبرعون فيها كما يبرع كثير في علوم شتى ،ولكننا حين نربط بين اللغة والدين الإسلامي فذلك فنحن نخاطب المسلمين الذين يؤمنون بالله ورسوله ويصدقونه فيما أخبر به عن ربه ولأنها لغة كتبنا - القران الكريم - وبها دونت سنة نبينا والحفاظ عليها هو في حقيقته حفاظ على ديننا ولذا كان هذا الربط الذي أغضبك فنحن نخاطب المسلمين بما خاطبهم به ربهم في القران فقال :"بلسان عربي مبين "،وأما قولك :"إنَّ اللغة العربيَّة لم تعد لغة المسلمين وحدهم"،فنحن لا ننكر ذلك ولكن تظل القاعدة كما هي اللغة العربية ،هي لغة القرآن والسنة ولسان أمة الإسلام قال الله تعالي (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ...) ولا تغضب فإن ما ذكرت قد أغضبي حين رأيت من يحاول فصل المسلمين عن لغتهم ودينهم بحجة أن ذلك" يُفقد هذه اللغة الكثير من محبِّيها، غير المؤمنين بالدين الإسلاميّ " -على حد زعمه - فلماذا لم تفقد اللغة العربية من ذكرت من غير المسلمين  - والحق أن العبارة يمكن أن تصاغ بوسلوب أخر أوضح  في بيان المراد " أن غير محبي الدين الإسلامي قد يتركون اللغة العربية إذا علموا أن في إحيائها إحياء لدينها الذي نزل بها " فالواجب على حد فكر صاحب الموضوع أن يتخلى المسلمون عن الربط بين القرآن ولغته كما هو في شرعتنا حتى يصوغ لمحبي اللغة العربية على حد زعمهم حب لغة القرآن !!!!!!
انتبهوا يا معشر المسلمين لهذا الفكر .
د محمد جمعة
7 - سبتمبر - 2006
علاقة الحماية    كن أول من يقيّم
 
لا يا سيِّدي، لم أوجِّه أيَّ لومٍ إلى الدين الإسلاميِّ، ولم أحاول الاِنتقاص من قدره وأهمِّيَّته، رغم عدم انتمائي له. وقد أوضحت في موضوعي أنِّي أعرف بالجدل الَّذي يمكن أن يُحدثه هذا الموضوع، وأنِّي مستعدٌّ لتوضيح أيِّ سوء فهم قد يحدث لكلامي.
لن أكرِّر ما تحدَّثتُ عنه حول صداقتي بالكثير من المسلمين، ونظرتي إلى أصدقائي المؤمنين به، ولكنِّي أودُّ أن أضيف أنِّي لا أستطيع إلاَّ أن أنظرَ باِحترام وإجلال كبيرين إلى أشياء كثيرة متعلِّقة بالدين الإسلاميِّ، ليس أقلَّها هذا الإيمان الشديد الَّذي يتمتَّع به المسلمون، إلى درجةٍ تجعلهم يضحُّون بحياتهم في سبيل الله... كما إنِّي لا أستطيع أن أنسى أو أهمل تلك الحضارة الَّتي ازدهرت وتقدَّمت وحكمت العالم، بفضل الدين الإسلاميِّ، وقد علَّمتنا الحياة أن ننظر إلى القيم من منظور المؤمن بها، هكذا أستطيع أن أرى جمال الفنِّ الإسلاميِّ، وجمال الفكر الإسلاميِّ ورقيَّه، وجمال الأدب الإسلاميِّ، والصلوات الإسلاميَّة... سأقول فقط جملةً واحدة، ردَّدتها أمام عددٍ من المتعصِّبين المسيحيِّين، وكانت سببًا في انتقادهم إيَّاي، حيث كنت أقول: عندما تتعرَّف إلى مسلمٍ وتصادقه، تمحو كلَّ الأفكار الغبيَّة الَّتي يزرعها الإعلاميُّون (وما أكثرهم) والمربُّون والمؤثِّرون في أفكارنا على أنواعهم، عندما تصادق مسلمًا، تمحو كلَّ تلك الأفكار التي اكتسبتها عن تزمُّت المسلم، وتعصُّب المسلم، وعن أشياء كثيرة تُرسَم أمامنا عن المسلم، تجعلني أخجل من تردادها.
ولكن... هناك بعض الأفكار، الَّتي تُضرُّ بالعربيَّة ولا تفيد المسلمين، والَّتي تجعلني أنتفض غضبًا عندما أسمعها، وأخشى أحيانًا انتقادها، لئلاَّ يُساءَ فهمي، بسبب انتمائي إلى المسيحيَّة. صدِّقني سيِّدي، لقد سمعت الكثير من علماء اللغة، وعندما أقول علماء لغة فأنا أقصد حملة شهادات الدكتوراة، يتكلَّمون على رفض علوم اللغة الحديثة، ويرفضون حتَّى الاِشتقاقات الجديدة، والنحت، والتوليد، وينتفضون ثورةً على التعريب... كلُّ ذلك باِسم الدين، الَّذي يدعو في شكلٍ واضحٍ إلى التعلُّم والتطوُّر والتقدُّم والبحث، عكس ما يروَّج عنه من قبل أعدائه أو حتَّى المتزمِّتين من المؤمنين به.
سيِّدي، لا يمكن للُّغة العربيَّة أن تتقدَّم إلاَّ مع الفراهيديِّ الَّذي كان يستخدم الألسنيَّة الحديثة قبل أن يعرف الغرب بوجوها، أو مع ورثته. إنَّ علاقة الدين باللغة هي علاقة حماية، لا علاقة استحواذ، كما علَّق أحد الزملاء سابقًا، فأبقوها علاقة حماية، وأبعدوا أيادي المتزمِّتين عنها، المتزمِّتين فقط...
*جوزف
7 - سبتمبر - 2006
اللغة العربية والانتماء    كن أول من يقيّم
 
 
شاء الله سبحانه وتعالى أن تكون لغة القرآن جزءا من إعجازه . ولو أن أي ضليع في اللغة العربية وآدابها استعرض كل النصوص القديمة التي دونت قبل الإسلام ، وكل النصوص التي جاءت بعده ...... لوجدنا بأن لغة القرآن لا تقلد ، ولم يسبق لها مثيل .
 
من هنا ، ومن هذا الموقع المتعالي ، لا يستطيع أحد من البشر ادعاء امتلاكه للغة العربيةمن هنا ومن نفس الموقع أيضاً ، لا يستطيع أحد اليوم ، بعد عصر النبوة ، ادعاء إدراكه لكل مفاهيم الإسلام ، لأن القرآن بإعجازه اللغوي بقي غاية في تفسير الوجود تجري وراءها الأجيال ، تلازمها الحاجة الملحة والدؤوبة لتعميق معرفتنا باللغة العربية وسبر أغوارها السحيقة .
 
من هنا أيضاً ، لا يمكن لأحد بان يدعي بأن اللغة العربية تختص به دون غيره ، فهي تعود لمن اكتسبها من إرثه الثقافي والحضاري دون أن يكون مسلماً ، وهي تعود أيضاً لمن اعتمدها لغته لأنه مسلم ودون أن يكون عربياً ، وكم من أمة استعربت بفضل القرآن .
 
اللغة العربية لا تختص بالمسلمين وحدهم ، بل هم يختصون بها لو شاؤوا اللحاق بها لما تمثله من وسيلة لا غنى عنها للتواصل مع ما جاء به الوحي الإلهي .
 
واللغة العربية لا تنتمي إلينا ، بل نحن من ينتمي إليها لو شئنا بأن لا نقطع كل صلة لنا بالماضي ونصبح كاللقيط الذي لا أب له ولا أم .
 
 
*ضياء
7 - سبتمبر - 2006
تاريخ مصر كما يحكيه الاقباط    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
تاريخ مصر كما يحكيه الأقباط سرا
عمرو على بركات
أطلت الفتنة، وإستيقظت الطائفية، لعن الله من أيقظها وطاف بها، إن كان مسلم أهبل طعن مسيحى داخل كنيسته، فان هناك مسيحى عاقل حمل سيفا و وقف خارج الكنيسة، فأصبحت المشكلة أكثر تعقيدا من ذى قبل، فمن يستطيع أن يعيد العقل إلى المسلم ويخرجه من الكنيسة? وينزع السيف من المسيحى  ويدخله الكنيسة? إن كان المسيحيون يسمعون الخطاب الاسلامى على منابر المسلمين، حيث خطب الجمعة، ودروس العشاء التى يتم الجهر بها، فان المسلمين لا يسمعون خطب الأحد، ومواعظ المسيحيين داخل كنائسهم، وعليه فنحن أمام خطاب فى اتجاه واحد،وتلك النوعية من الاتصال و التى تفتقد إلى التغذية العكسية، لإحداث التعادلية، وفى ظل الظروف المتاحة، ينتج عنها العنف، وتتحرك بها الفتن، إن البحث عن جذور الفتنة نراه قابعا هذه المرة داخل الخطاب المسيحى، المسيحى ، ويبدأ من كيف يقرأ المسيحيون تاريخ مصرعبر تراث مؤرخيهم?
المصريون الأصليون هم الأقباط و ليس المسلمون?
عام 1867م جاءت إلى مصر الآنسة" أ.ل.بتشر" الإنجليزية  لتكتب تاريخ الأمة القبطية، فأقامت مدة عشرين سنة بمصر ، طافت جائلة فى أكثر القرى والكفور، تجمع حكايات الأقباط من أفواه المصريين البسطاء، وتتحرى الأزمنة الصحيحة، حتى أتمت كتابها " تاريخ الأمة القبطية" داخل كنيسة القاهرة سنة 1897م،حيث تفتتحه بالمقدمة التى تذكر فيها" ولقد أسفر بحث الباحثين المدققين على أن أعقاب المصريين الأصليين الباقين إلى الآن هم الأقباط المسيحيين لا المسلمين" لا شك أن هذا الكتاب يعد بلا نكران هو عمدة التاريخ القبطى لدى رجال الدين المسيحى، فمن أول صفحاته يثير الشقاق بين أبناء أمة واحدة ويستحضر صورة غائبة لا قيمة لها، ولا تسفر نتائج البحث حولها عن أى إضافة علمية، أو تقرير حقيقة تاريخية، سوى عرض المرجعية المسيحية فى الشعور بالقهر والاضطهاد، فالمسيحيون يعيشون إلى جوار المسلمين وقد نزعوا عنهم صفة المواطنة الأصيلة!! فهم يرون أن المصرى المسلم، على أعقاب المستعمرين لمصر. وترى الآنسة "بتشر" أن تاريخ الأمة القبطية يبدأ منذ دخول الديانة المسيحية هذه البلاد، وانه تاريخ ممتزج من أوله لآخرة، بأقوام كثيرة مختلفة أغارت على البلاد وملكتها من رومان، و أروام، و عرب، و أكراد، وشراكسة، وأتراك وغيرهم، وهم الذين أذلوا المصريون، وجعلوا بلادهم مستباحة لهم. من هو الذى أذل المصريين? تلك القائمة من المستعمرين التى ذكرتها الآنسة"بتشر" أم تقصد الأقباط الذين سمحوا لكل هؤلاء المستعمرين بأن يذلوا مصر و يستبيحوها?
جذور الفتنة الطائفية
سنة 30 (ق.م) وقعت مصر فى قبضة المملكة الرومانية على يد "أوغسطس" القيصر، فتذكر الآنسة"بتشر" أن سكان مصر لذلك العهد يؤلفون على الإجمال من ثلاث طوائف: اليونان، واليهود، والمصريين، ومن هؤلاء يؤلف السواد الأعظم، وترجع الباحثة أن أسباب نجاح المستعمر الاجنبى فى غزو مصر، إلى وجود فتنة طائفية، ولكنها من نوع آخر عن الفتنة المعاصرة اليوم، فقد كان تنوع الآلهة المعبودة بين الأقاليم، فى السر والعلن، سببا لمنازعات ومنافسات شديدة، كثيرا ما أدت لاصلاء نار حرب داخلية بين إقليم وآخر وكان هذا من أقوى عوامل تشتيت الأمة وعجزها عن الاتحاد و الوقوف فى وجه أى عدو كان ولو أجنبيا، فقد كان معبود ممفيس الثور أبيس، وفى أمبوس التمساح، وفى أوكسيرينكون نوع من سمك النيل، وفى مدينة أسيوط الذئب، وفى سينوبوليس الكلب، وهلم جرا. ربما ما يعيشه المصريون اليوم من فتنة سببها ديانتين سماويتين فقط، مرجعيتهما لإله واحد يعد من قبيل قمة الوفاق الوطنى الطائفى، الذى يمكن أن يتوقع للشعب المصرى، حسب معايير الفتن فى مصر القديمة.
 
 
 
الإسكندرية ليه?
إن أول كنيسة تأسست فى مصر كانت فى الإسكندرية، وتثبت الآنسة"بتشر" الإجماع على أن مؤسسها هو القديس "مرقس الانجيلى" ويرجع أن زيارته الأولى لمصر كانت فى سنة 45م، وكان مرافقا له "بطرس الرسول"، وتروى أن أول من أعتنق الديانة المسيحية فى مصر على يد"مار مرقس" رجل اسكافى من الإسكندرية أسمه "أنيانوس"، وقد جاء فى رواية الباحثة، أن "مار مرقس" صنع آية مع "أونيانوس"، ويرجع انه شفاه من مرض عضال، كان لا يرجى شفاؤه منه، فأكرمه "انيانوس" على هذا الصنع الجميل، وأخذه إلى منزله ضيفا مدة من الزمن، ثم اعتنق الديانة المسيحية على يده، فاقتدى به فى ذلك خلق كثير، ولما رجع "مار مرقس" إلى فلسطين، قبل نهاية سنة 49م وسم "انيانوس" أسقفا على الكنيسة الجديدة ومعه أول ثلاثة قساوسة، وسبعة شمامسة،و قد بلغ عدد بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حتى ترسيم البابا"شنودة الثالث" عام 1971م 117عدد بطريرك،كما ورد بتقرير الحالة الدينية الصادر عن مركز الأهرام للدراسات وقت أن كانت استراتيجية، و تم تشيد أول كنيسة فى الإسكندرية ، بمكان يعرف باسم "بوكاليا"، واقع على شاطىء البحر، وقد ذكر "استرابو" المؤرخ أن البقعة المذكورة كانت قبلا مرعى للماشية، ومن ذلك اشتق أسم المكان.وظلت بلاد مصر ممثلة فى عين الكنائس الغربية بلفظة كنيسة الإسكندرية. بل توجد هناك العادات المصرية الفرعونية التى انتقلت للكنيسة الغربية عن طريق كنيسة الإسكندرية، مثل الحلة البيضاء"التونية"التى تلبس وقت الخدمة الكنائسية هى عبارة عن جبة الكتان البيضاء التى كان يلبسها كاهن إيزيس، جز الشعر من وسط الرأس فقد كان أيضا من العلامات المميزة لكهنة مصر القدماء، واستعمال الخاتم فى إكليل الزواج، عادة فرعونية قديمة انتقلت إلى الكنيسة المسيحية برمتها، ربما هذا يفسر أهمية الحدث الطائفى المؤخر لوقوعه فى المدينة الرمز للديانة المسيحية.
الصيام سبب ضعف الأقباط
ترى الآنسة"بتشر" أن الصيامات دون غيرها من موضوعات الكنيسة القبطية هى التى كثر فيها التغير عن الحالة الأصلية، وهو تغير بزيادة عدد الأصوام، ففى البدء كان على رجال الكنيسة بأسرها أن يصومون أربعين ساعة متوالية من يوم الجمعة الحزينة إلى يوم أحد القيامة، ولكن فى أواخر القرن الثانى تحول الصوم إلى أربعين يوما بدلا من ساعة، حتى بلغ التوسع أكثر من نصف السنة تقريبا، وليس هو صوم هين على المصريين، فهو ليس امتناع عن أكل اللحم، والسمك فقط، وإنما عن اللبن والبيض، والسمن، ويعيشون على البقول المطبوخة بالماء والزيت، والقبطى على حد قول الآنسة"بتشر":"لا يأكل فى المساء ما لذ من الطعام كما يفعل المسلم الذى لا يصوم من سنته سوى 28 يوما يقضى فيها نهاره على الأغلب نائما وليلة آكلا وشاربا، فكثيرا ما خارت قوى الشعب القبطى، وأضناهم الهزال، حتى لقد يعسر على الواحد منهم أن يقوم بأعماله المعتادة، وتكون من نتيجة هذه الصيامات الطويلة القاسية إضعاف عزم الأقباط، وحط قواهم، حتى لقد مضت عليهم إلى الآن قرون عديدة لم يشنوا فيها غارة واحدة دفاعا عن حريتهم واستقلالهم".إن هذا يقدم سببا مقبولا لعجز ما يزيد عن 2000 قبطى فى كنيسة بالإسكندرية عن السيطرة على فرد واحد، أهبل، هجم عليهم، فى ثلاث كنائس على التوالى، لأن الأقباط قد أنهكهم الصيام، على مر التاريخ.
المستجير من الرمضاء بالنار
أيقن الأقباط أنهم يصعب عليهم لوحدهم أن يطرحوا النير الرومانى الضاغط على أعناقهم منذ 451سنة وقتها ولذلك نظروا لمطلع القرن السابع نظرة القانط يبحثون عمن يرفع عنهم هذا الشر فعمدوا إلى العرب الذين بهرتهم فتوحاتهم، وهكذا يروى الأقباط تاريخ الفتح الاسلامى لمصر، وكما تحققت منه فى بحثها الآنسة"بتشر" قائلة:"ولكنهم لما استجاروا ب"عمر بن الخطاب" على إنقاذهم من ظلم الرومانيين وقعوا فى ما هو أشر وأنكى وظلموا من ذلك العهد لحد يومنا هذا (تقصد سنة 1897م ) يذوقون من العرب مر العذاب ويسامون أنواع الظلم والعسف، ويضطهدون اضطهادا لا يذكر يجنبه اضطهاد ديوكلتيانوس ونيرون، وكأن الشاعر العربى أحس باستجارة الأقباط بعمرو بن العاص فعناهم بقوله: المستجير بعمرو عند كربته * كالمستجير من الرمضاء بالنار"هكذا يروى تاريخ مصر داخل المجتمع المسيحى، فأى شعور باضطهاد يشكون منه? وأى وطنية يؤرخون لها? وهى ملاحظة الدكتور "حسين فوزى "فى كتابه سندباد مصرى، أن الأقباط قبل أن يخالطهم الدم العربى كانوا يطردون مستعمر من أجل قدوم مستعمر آخر، فالاضطهاد حالة يسعون للمحافظة على الشعور بها دائما على مر التاريخ.
تاريخ شكوى الاضطهاد المسيحى
ترصد الآنسة "بتشر" سنة 640 للمسيح، و 356 للشهداء، و 18 للهجرة للفتح الاسلامى لمصر، حيث كانت البلاد فى ضيق من الحكومة الرومانية الحديثة التى استردت البلاد من الفرس، وان مخطط"هرقل" الحاكم الرومانى الذى استعاد مصر من الفرس، لم يجد أمامه سوى الدين ليرفع ما حل بين المصرين من اختلاف مذهبى، ولكن ولاة الأقاليم الأقباط كانوا يخافون اليوم الذى فيه تعود سلطة هذه الحكومة، وتتملك فى رقابهم لأسباب شخصية وسياسية معا فسعوا إلى تقليص ظلها وتقويض أركانها بكل الوسائل والنفوذ. وحدثت فتنة طائفية داخل الدين المسيحى، لم يكن هناك مسلمون وقتها فى مصر حتى تاريخه، حول طبيعة السيد المسيح، ومشيئته، بين الإمبراطور الرومانى"هرقل"، و البطريرك المصرى "بنيامين" وتعرض "بنيامين" للاضطهاد،وتم نفيه، حتى أعادة "عمرو بن العاص" من منفاه فى العام الثانى عشر للنفى. وكأن طبيعة السيد المسيح والاختلاف اللاهوتى حولها، هى التى قدمت أول مبررات للمسيحين للجأر بالاضطهاد، منذ العصر الرومانى، حتى الآن.
المقوقس الخائن
يعرف المسلم المقوقس" بصرف النظر عن الاختلاف حول اسمه، وحقيقة شخصه، فهو الحاكم المصرى الذى أرسل لنبينا محمد(ص) بهدية ردا على خطابه(ص) له، اما الآنسة"بتشر" فترى أن "المقوقس" هو أكثر ولاة مصر خيانة، وأشنعهم ذنبا، وأقبحهم عذرا، ولؤما، وهو الرجل الذى يعرفه معظم المصريين لشهرته بالدناءة، والنذالة، الخائن الذى سلم مصر ل"عمرو بن العاص" فاغتصبوها، واستعملوها، ونقلوها للخلف، وظل هذا الوغد الزنيم المسمى بالأفخم، وترجمتها باليونانية"مقوقس"، وحقيقة اسمه "جرجس".وحتى قبل الإسلام كانت "بتشر"تفصل داخل المجتمع المصرى بين الحكام المعينين من قبل الحكومة الرومانية، وبين أعضاء الكنيسة المصرية الوطنية التى تسمى الآن الكنيسة القبطية،إذا فالمقوقس على حد قول "بتشر" مواطن مصرى ولكنه رومانى المعتقد والوظيفة، وفى جميع الأحوال فهو خائن للإمبراطور الرومانى، خائن لبلاده المصرية،خائن لأمته القبطية، خائن لنفسه الدنيئة، إن الأقباط يعيشون حالة ارث تاريخى مردها لأكثر من خمسة عشر قرنا من الشعور بأنهم أصحاب بلد محتل، عاجزون عن مقاومة مستعمره، وأن جميع حكامه خونة، فهم أتباع المستعمر، حتى لو كانوا مصريين، هذا الإرث مادته ثابتة، مفرداته متغيرة، بتغير اسم المستعمر، ثم نأتى اليوم فنلقى باللوم على المسلمين لأنهم مسئولون عن إزالة، ورفع هذا الشعور عن قلوب الأقباط!! ولا شك ان التيارات الإسلامية عندما ترى أن الأقباط يؤرخون للفتح الاسلامى لمصر انه تم بالخيانة، فإنهم سوف يراجعون مادتهم التاريخية فى وصف فتح مصر، ويفضلون انه يكون قد تم بالسيف عن الخيانة، ولكن الأقباط اليوم يحملون السيف الغائب عنهم فى وجه أقباط أيضا وليسوا مستعمرين، إن مصر تحتاج إلى إعادة صياغة تاريخها الذى يرويه المسلم والمسيحى على السواء، عندئذ لا نشكو فتن طائفية مصدرها مؤرخين، وليس الواقع.
عمرو على بركات
 
 
 
 
عمرو على بركات
8 - سبتمبر - 2006
إنها لغة وجود وحياة0    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
طرح الأخ الأستاذ / جوزف (يوسف ) تساؤلا بريئا أعتقد أنه لايحمل دسيسة أويسعى لفرط عقد اللغة والدين ، أو صنع مؤامرة تنال من اللغة والدين ، فهو بمنأى عن السذاجة والسطحية  ، وإنما هو مواطن عربى مسيحى أصيل يدين بالمسيحية ويتكلم العربية ،وعاؤه الثقافى الممتد عبر عصور عريقة ، ويعلم علم اليقين إلى أى مدى يرتبط الدين الإسلامى باللغة العربية ، بل الكتاب المقدس مترجم إلى العربية ، بل أصبحت اللغة العربية لغة مقدسة لديه ، فالترانيم والقداس والمواعظ بلغة عربية فصيحة راقية، و الدراسات اللاهوتية بلسان عربى مبين 0
 
لكن تحميل الألفاظ أكثر مما تحتمل ، والنيل من حرص  وغيرة السيد / جوزف  ، على لغته العربية العريقة ، وسعيه الحثيث للحفاظ على عظمتها ورقيها ورفعتها وروعتها ، لا تقابل بالطعن ولا بالتجريح ولا بالشكوك 0
 
ما ثبت لدى ومن خلال قراءة محايدة ودقيقة ومدروسة لكلمة التقديم لهذا الموضوع وردالسيد/ جوزف     00على كلمة الأستاذ الدكتور / محمد جمعة 0000استبان لى الحب والعشق والروعة لكلماته الرصينة ودقة مفراداتها ، فهو حريص عليها، مفتون بها، مغرم بحروفها 0
 
أليست لغته ?
 أليست تاريخه ?
 أليست عرضه وأرضه وروحه ?
 فلماذا لا يدافع عنها بشراسة  وصد تيارات التغريب  المنظمة على مدى عقود مضت ، وإحلال لغات آخرى بديلا عنها ، والكتابات المتدنية والساقطة فى مستنقع التفاهة والتدهور والإنحطاط   والمنتشرة بصورة تدعو للقلق من هذا التدنى المتربص بلغته العربية العريقة ????????????????
إنها لغة وجود وحياة 0
 
*عبدالرؤوف النويهى
8 - سبتمبر - 2006
إلى الفاضل جوزف    كن أول من يقيّم
 
الأستاذ الفاضل , والعربي الشريف جوزف: سلك الله بك سبل النجابة , ونصر بك العربية , وجعل الخير بين يديك, والتوفيق من حواليك , والبهجة ملأ عينيك:
 
فاعلم يا أيها الفاضل الكريم ,أنه مقرر في ملتنا : لا يروح رائحة الجنة من قتل ذميا معاهدا, و لا يكون الرجل مسلما في ديننا ما لم يومن بعيسى نبيا ,ألا وإني أشهد أن النبي عليه الصلاة السلام لم يمت حتى أوصى بكم أمته خيرا, فأمر بحفظ ذماركم , وحياطة أعراضكم, وصيانة أموالكم والنصيحة لكم. وعلى هذه السنة صار الخلفاء الراشدون من بعده , وما شاء الله من خلفاء الإسلام وأمراء دولته ,على كر الدهور.
 
أما قولك أيها الماجد النبيل:" وأن كل ما يفرقني عنهم , هو أنهم يصلون بطريقة مختلفة. فهم مومنون بالله مثلي, ومومنون بالمسيح مثلي, ودينهم إلى الحبة مثلي". فهذا باطل معلوم البطلان و بدائه العقول تدفعه. *
 
هذا وأنا مورد هنا نصا أدبيا فاخرا ماتعا يناسب المقام , ويلائم ما نحن بصدده من الكلام ,أتقدم به بين يدي الكريم جوزيف, راجيا أن يلقى استحسانه  ويحوز إعجابه:
 
كتبه الأديب الكبير أمين بك نخلة وهو مسيحي من لبنان-1901,1976- وهو الذي وضع النشيد اللبناني, يقول هذا المنصف:
 
 
 
                                                                   هوى بمحمد
 
 
محمد نغمة,لا كلمة لفرط ما مسحت على شفاه الخلائق.
تأخذ بالسمع قبل الأخذ بالذهن,وليس على بسيط الأرض عربي لا ينتفخ لها صدره,ولا ترج جوانب نفسه.
فمن لم تأخذه بالإسلام أخذته بالعروبة,ومن لم تأخذه بالعروبة أخذته بالعربية.
ومحمد لا تستطيع طائفة في العرب أن تنفرد بالتباهي به,فهو فضلا عن كونه للخلق كلهم,حيث يتشبهون بأكرم الآدميين في حفظ النفس,وحفظ الجار,وحفظ الله,فبالأجدر أن يكون للعرب ?كلهم- حيث نتشبه فوق ذلك بأبلغنا في الفصحى,وأنهضنا في الجلى,يوم حط الكفة بعرب,وشيلانها بأعجام.
وإن لغير المسلم في أرض العرب أن لا يدين بدين ابن عبد الله,وأما أن يكون فينا عربي من لحمنا ومن دمنا,ثم يغدو,لا يمت لمحمد بعصبية,ولا إلى لغة محمد ,فهو ضيف ثقيل علينا,غريب الوجه بين بيوتنا...
وها ان أقوامنا العرب في الآفاق كلما أطلق المؤذن صوته بين السماء والأرض-عند تحرك الصبح في العتمة,أو تنقل الشمس بين مبزغها و ومغربانها-أحسوا في تلك الصيحة بأن شيئا من قوميتهم يحلق في الأجواء,ويمعن في المسير من فج إلى فج...واستشعروا كبرياء العصبية لديانة من عندهم,تدق بشائرها بلغتهم,ويكبر بها على اسم صاحبهم,ويدخل فيها من باب تاريخهم.
روى لي  واحد من الذين صرفوا طويلا في باريس- وهو مسيحي من عندنا من الجبل-درس الطب هنالك,وتملأ من لغة الجماعة ومن تاريخهم وطرائق الأخذ والعطاء عندهم,أكثر بكثير مما يعرف من أشيائنا,قال:"إنه فيما هو يسير مرة في شارع كاتر فارج على مقربة من جامع باريس,بعيد الخاطر عن هذه الأرض اللبنانية,إذا تكبيرة تنطلق من المأذنة وتتعالى على الجلبة الباريسية,فأخذ صاحبنا ببغتة حلوة ملأت فؤاده,قال:"وما تمالكت أن حولت طريقي,وغشيت باحة المسجد,حيث قضيت بعض الساعة بين هاتيك القباب والقناطر,وكأني في سربي في لبنان,أنظر إلى منازلهم,وأصغي إلى أحاديثهم,وبيني وبينهم سماوات ومفازات".
وهكذا جمع محمد إليه-بفضل العربية في رسالته,والعروبة في شرعه- هذه القلوب العربية من كل ديانة,حتى ليلقى صديقنا ذاك تحت مأذنة الجامع في دار الغربة-وهو بن المسيحية كما رأيت- ما لا يجده تحت قبة الكنيسة,فمحمد إذن للعرب قاطبة,في لغة(الكتاب) و(الحديث) ونعرة الجنس وشدة الحفيظة على كرائم العنعنات,وفي تاريخ لفتح الممالك وفتح العقول ملألأ كرأد الضحى,وأخلاق عليها سلام الله,أما المسلمون فليس لهم من زيادة علينا-حيث الإنتفاع به والأخذ عنه والتباهي بذكره-إلا الإسلام.وهي زيادة ترى المسيحيين من العرب-أردت الأقحاح منهم في النسب والأدب-يتلافون فقدانها في (محمديتهم),فهم يستزيدون أكبادهم من هوى محمد,ويستزيدون ألسنتهم وأقلامهم من النصرة لشأنه,حتى ليكاد يتعادل النصيبان.
لذلك تتماوج أرض العرب اليوم بمجد واحد العرب وحبه,وتتجاوب الأصداء فيه على رمل البيد ونبت الجبال وعلى كل شاطىء وخليج,من مطلع الشمس في الزرقة المشرقية,إلى محطتها في الضحى عند حدود الصحو...حب لابن عبد الله,سواء فيه أبيض وأسود ومقيم وراحل ومسلم ونصراني,واعتزاز بابن عبد الله,وهز أعطاف على الأمم باسمه.
ويا محمد يمينا بديني,دين بن مريم,إننا في هذا الحي من العرب نتطلع إليك من شبابيك البيعة,فعقولنا في الإنجيل وعيوننا في القرآن..."اه
 
نقلا عن "الحديقة" للأستاذ محب الدين الخطيب.مع اختصار يسير.
 
والله الموفق للصواب.
 
 ___________
علق الأستاذ طه في مشاركة لاحقة على هذه العبارة بقوله: أما إيرادي لقولك: ودينهم يدعو إلى المحبة مثلي" وتعقيبه بقولي: "فهذا باطل معلوم البطلان وبدائه العقول تدفعه"  فهذا سهو مني , وإنما المقصود ما قبله فقط.
*طه أحمد
9 - سبتمبر - 2006
شكر وإيضاح وملاحظة ولوم... فاستيضاح    كن أول من يقيّم
 
حضرة السيِّد طه أحمد المحترم؛
أشعر بالخجل الشديد للكلام الَّذي مدحتمونا به، وأتقدَّم بالشكر الجزيل لكلِّ هذا الكلام الَّذي خرج عبر أناملكم بطريقةٍ عفويَّة، صادقة، والأمر جليٌّ في أسلوبكم. أمَّا الخجل، فهو عائدٌ إلى أمرٍ ما في نموِّ شخصيَّتي، فإذا امتدحني أستاذي في الصفِّ أشعر بالخجل، وإذا وجَّه إليَّ محاضرٌ ما ثناءً في الجامعة أشعر بالخجل، وإذا امتدحني والداي، أو حتَّى رئيسي في العمل أمام الموظَّفين، أشعر بالخجل.
أمَّا بعد، فإنَّ عندي ملاحظةً أرغب في إبدائها، فإنَّ أمين نخلة الَّذي تحدَّثتم عنه، ليس هو واضع النشيد الوطنيِّ اللبنانيِّ، بل إنَّ واضعه هو رشيد نخلة، فيما لحَّنه وديعٌ صبرا. ولكنَّ هذا لا ينكر ما للشاعر أمين نخلة من مكانة عالية في أدبنا الحبيب.
كما أنَّ عندي لومًا على أمرٍ بسيطٍ، قد لا يُعيره البعض أهمِّيَّةً، ولكنَّه يزعجني إلى حدٍّ كبير، إنَّها قضيَّة الألقاب. ولست أتكلَّم على ألقاب الدكتور والأستاذ والسيِّد والرئيس والنائب والشاعر والعماد ... فهذه ألقابٌ يستحقُّها أصحابها، يحصلون عليها مقابل عملٍ يؤدُّونه، أو علمٍ يحصلون عليه. وإنَّما الألقاب الَّتي تزعجني هي ألقاب البك (والَّتي نسمِّها في لبنان البَيْك) والباشا الأمير (في لبنان هي المير) والشيخ والمقدَّم (والشيخ والمقدَّم لا أقصد بهما الرتبتين العسكريَّة والدينيَّة) والألقاب الَّتي تشبهها، والَّتي يحملها صاحبها بالولادة، بمجرَّد ولادته من أبٍ يحمل أحد هذه الألقاب. لا أعرف إذا كان الشاعر أمين نخلة هو من البكوات، ولكنَّ كلمة بك وأخواتها تعيد إلى ذاكرتي صورة هذا الإقطاعيِّ الَّذي يزحف عند الباب العالي أو الصدر الأعظم للحصول على لقبه، ثمَّ يعود إلى شعبه يحتقره ويذلِّه ويستغلُّه.
أمَّا الأمر الثالث، فهو طلب توضيح حول الَّذي قصدتموه من كلامكم: "أما قولك أيها الماجد النبيل:" وأن كل ما يفرقني عنهم ، هو أنهم يصلون بطريقة مختلفة. فهم مومنون بالله مثلي، ومومنون بالمسيح مثلي، ودينهم (يدعو) إلى الحبة (المحبَّة) مثلي". فهذا باطل معلوم البطلان وبدائه العقول تدفعه."
فإنِّي، وبصدقٍ، لم أفهم ما قصدتموه من كلامكم هذا، فرجاءً أوضحوه لي، وإن كنت قد أخطأت في قولٍ ما، فرجاءً صحِّحوه لي. مع العلم أنِّي عندما قلت هذا، إنَّما كنت أنقل الصورة الَّتي ارتسمت في رأسي في صغري، وهي الصورة الَّتي رسمها لي والدي في طفولتي عن مواطنين لبنايِّين كان كلُّ ما هو حولنا، خاصَّةً الإعلام، يصوِّرهم لنا على أنَّهم وحوشٌ تسعى إلى افتراسنا، فيما كان هذا الإعلام يصوِّر لنا العصابات المحيطة بنا، والَّتي كانت تسرق بيوتنا وتبتزُّنا، على أنَّها القوى الَّتي تحمينا من الشرّ.
ختامًا، كلُّ الشكر والتقدير على ما أظهرتموه من انفتاح ومحبَّةٍ تجاهنا.
*جوزف
11 - سبتمبر - 2006
إلى الحيي الكريم جوزف    كن أول من يقيّم
 
الأستاذ الأفضل الحيي, الحاوي لخصال الخير والبر: 
 
 
هذا حديث بارع, استخرجته لك من مقاليد الحكمة المحمدية وخزائن النبوة المهدية على صاحبها الصلاة والسلام : " الحياء كله خير" و " الحياء لا يأتي إلا بخير" .
 
وهذه خصلة تدوم بها المودة, وينبل بها المرأ, فاحرص عليها وفقك الله.
 
وبعد:
 
فقد قرأت كلامك -حفظك الله -  وفهمته , وحق لك الإستفهام , وواجب علي إزالة الإبهام , وحسن الإفهام, وأنا موجز لك ذلك في هذه الكلمات:
 
أما إيرادي لقولك: ودينهم يدعو إلى المحبة مثلي" وتعقيبه بقولي: "فهذا باطل معلوم البطلان وبدائه العقول تدفعه"  فهذا سهو مني , وإنما المقصود ما قبله فقط.
 
أما اللوم فما أرى أنني مليم في قولي " أمين بك "  و لا أرى به بأسا في هذا الوقت , وكما يقال إذا انتفت العلة انتفى الحكم. وأمين نخلة من ذوي الهيآت والمروءات, فيقال له بك , من باب التقدير والإحترام, لعلو منزلته, ورفعة قدره.والله أعلم. فإن كان فيه تكدير لخاطرك, وتعكير لمزاجك, فإني أعتذر إليك حتى ترضى.
 
ثم لك الشكر الجزيل, والثناء الجميل, على تصحيح المعلومة وإماطة الوهم الذي لحق بها.
 
والله الموفق للصواب.
 
 
 
*طه أحمد
12 - سبتمبر - 2006
خطأ وصواب    كن أول من يقيّم
 
أحببت أن أتدخل في توجيه كلام الأستاذ طه المراكشي من وجهة نظري، وهو قوله لصديقنا جوزف: ("أما قولك أيها الماجد النبيل:" وأن كل ما يفرقني عنهم ، هو أنهم يصلون بطريقة مختلفة. فهم مومنون بالله مثلي، ومومنون بالمسيح مثلي، ودينهم (يدعو) إلى (المحبَّة) مثلي". فهذا باطل معلوم البطلان وبدائه العقول تدفعه."
تفاجأ صديقنا جوزف بهذا الكلام فاستفسر من الأستاذ طه ما يعني بكلامه: فكان رد الأستاذ طه بأن قوله: فهذا باطل معلوم البطلان وبدائه العقول تدفعه. يتعلق فقط بقول جوزف: (وأن كل ما يفرقني عنهم ، هو أنهم يصلون بطريقة مختلفة. فهم مومنون بالله مثلي، ومومنون بالمسيح مثلي) ومقصود الأستاذ طه أن كلام صديقنا جوزف هذا باطل، لأن المسلمين لا يؤمنون بالله ولا بالمسيح على غرار العقيدة المسيحية. وكلام الأستاذ طه هنا لا غبار عليه، والمسألة ليست تطييب خواطر يا أستاذ جوزف. لأنه حسب كلامك فإن الخلاف بين المسيحيين والمسلمين على هيئة الصلاة فقط. وقولك هذا ليس باطلا فحسب، كما رقق الأستاذ طه في جوابه، بل هو قمة البطلان. لذلك أقول لك يا صديقي العزيز جوزف: ليس العيب أن نختلف، ولو شاء الله لنا ألا نختلف لما بعث شرائع مختلفة، واسمع لقوله تعالى في القرآن: (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (المائدة: 48) أخطأت يا أخي جوزف إذ جعلت الاختلاف في الشرائع مشكلة، فالاختلاف في الشرائع عين حكمة الله. وليس المطلوب منا أن لا نختلف، ولكن المطلوب منا أن نستبق الخيرات كما هو واضح في الآية. شكرا لك على ودادك الغالي يا جوزف ويشرفني أن تكون في أصدقائي مسيحيا إلى الأبد
*زهير
12 - سبتمبر - 2006
.. الذين قالوا إنا نصارى..    كن أول من يقيّم
 
بسم الله الرحمن الرحيم* لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود و الذين أشركوا .
ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا :الذين قالوا انا نصارى ،ذلك
بأن منهم قسيسين و رهبانا وأنهم لايستكبرون *المائدة 82
يقول الجابري من هم ، يا ترى، هؤلاء النصارى الذين آمنوا
بالنبي الأمي قبل بعثته و بعدها ،والذين تعتبرهم-المسيحية الرسمية-
فرقة مبتدعة ?
لقد ترجح لدينا من خلال البحث و التقصي في كافة المراجع المتاحة...
أن المقصود بالنصارى  هم فرقة حملت هذا الاسم خلال ما يطلق عليه
-المسيحية الأولى -مسيحية القرن الأول للميلاد ، قبل أن تتأثر المسيحية
الرسمية بالفكر اليوناني و بالأفلاطونية المحدثة تحديدا ، أي قبل ظهور
عقيدة التثليث .هذه العقيدة التي تؤكد مصادرنا ،الاسلامية و المسيحية
والعلمانية ، أن من كرسها هو- بولس الرسول- الذي قام بدور مهم
للتبشيرفي أوساط -الوثنيين-في البلدان التي كانت قد انتشرت فيها
الأفلاطونية المحدثة* سوريا الكبرى ن وآسيا الصغرى ، اثينا روما الخ.
كان المسيحيون الأوائل ،وهم المقصودون بالنصارى يقولون بأن المسيح
هو المخلص الذي بشرت به التوراة ، وأنه رسول و انسان كسائر البشر،
ولدته مريم ،كما يولد سائر الناس ،ولكن بدون أب بل بنفخة من روح الله ،
وأنه جاء لتطبيق تعاليم التوراة سواء على مستوى العقيدة أوالمسلكية الدينية،
ومن هنا حرصهم على الختان و اقامة السبت و تحريم أكل الخنزير، الخ .
هؤلاء قد تنصروا و لكن دون قطيعة مع اليهودية ، معتبرين عيسى هو المسيح
الذي بشرت به التوراة .
وعندما تمكن بولس الرسول و القديس بطرس و غيرهما من مؤسسي الفكر المسيحي
من تكريس فكرة التثليث و تدشين قطيعة مع المسلكية الدينية اليهودية ،
و اقامة مسلكية خاصة بالمسيحية تنسجم مع نظرية التثليث ،قاموا هم
و أتباعهم طيلة القرنين الثاني و الثالث-وحتى الخامس- بالتضييق
على أولئك *الذين قالوا انا نصارى * فشددوا الخناق عليهم و رموهم
بلقب تحقيري هو  / الأبيونيـون / والأبيوني بالعبرية معناه الفقير .
والمقصود ليس الفقر المادي بل الفقر الفكري و الفراغ النظري ،
الشيء الذي يعني أن عقيدتهم لم تتأثر لا بالفلسفة اليونانية و لا
بالغنوصية ، وقد أطلق عليهم علماء الاسلام اسم -الموحدون -
كان أولئك النصارى على الفطرة اليهودية ، اما الحواريون
و أصحاب التثليث فقد ميزوا أنفسهم بأنهم العلماء ،الذين يعرفون
وحدهم -سر -اتحاد اللاهوت و الناسوت في شخص المسيح .. 
 
*حاولت جاهدا ان الخص موضوعا طويلا بعنوان :
الأبيونـيون -نصـارى آمنوا بمحـمد
توقيع :الجابري باشتراك مع الاتحـاد الاماراتية .
--موضوع شاركت به في : لماذا لا يوجد لدينا فلاسفة...??
-----فما رأي الأساتذة الأجلاء في هذا الطرح ?? 
*abdelhafid
13 - سبتمبر - 2006
 1  2  3  4