البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : سؤال عن وزن بيتين    كن أول من يقيّم
التقييم :

رأي الوراق :

 محمود العسكري 
27 - أبريل - 2006
ما وزن أبيات أحمد شوقي : [ مال واحتجب - وادعى الغضب ، ليت هاجري - يشرح السبب ، ... ] ? ، وما وزن أبيات إبراهيم ناجي : [ أين شط الرجاء - يا عباب الهموم ، ليلتي أنواء - ونهاري غيوم ، ... ] ? .
 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
عروض الخليل    كن أول من يقيّم
 

أخي سليمان .. تحية طيبة وبعد .. ويا شماتة الأستاذ زهير بكمبيوتري ، فقد طلب مني إرساله إلى الطبيب ، فزعمت له ـ صادقا ـ بأنه جهاز ممتاز ، ولكنني وجدت فيه علة صغيرة ، فعندما أصل إلى موقف حرج في الكتابة والعمل يتوقف ، فهو مصاب بداء الحِران ، وكأنه حصان كديش ، وكنت أظنه جوادا مطهما .. وقد كتبت إليك هذا الجواب مرتين ، وهذه هي الثالثة ..

لقد سعدت بتعقيبك ، وأظن تعقيبي على الميني والمايكرو هو سبب حران جهازي ، فهو محافظ ، يخجل من مثل هذه الكلمات ..

ولقد سعدت بتذكيرك لي بالدكتور الطيب طيب الله ثراه ، هذا الرجل الذي يحدثك بأسلوب أبي علي القالي والمبرد فلا تمل .. وسأحاول قريبا إن شاء الله الوصول إلى كتابه وكتاب جلال حنفي بعد انتهائي من امتحانات طلابي ..

لم تصل بي إلى قول فصل في وزن البيتين ؛ لأن ( فاعلات فع .. أو .. فاعلن فعل ) ليس من وزن البيتين .. ولا ضير ، فهذه الروح اللطيفة التي ترفرف فوق الحوار تغني عن الوصول إلى قول فصل  ..

وأما سؤالك عن ( سامنا) فليست (سامبا) حتى نرجم فيها بالعيب ، فأنت تعلم أن المعجم لا يفيد إلا بأن نربط المعنى بالسياق ، والسياق هنا غير مكتمل لدي لأن هذا الجزء من النص غير مكتمل المعالم ، وربما كنت أنت أقدر على ذلك لتوفر النص بين يديك .. ولكن دعني أرجم .. سام المرءَ الأمرَ (الذل .. الخسف ) أبعده الله عنا ، أراده عليه وكلفه إياه ( وثمة معان أخر) فقوله (سامنا مررت بزيد) : كأنه يقول من أراد أن يدخل في أوزان العرب ما ليس منها فكأنه يكلفنا أن نبحث عن قاعدة نحوية تجيز اللحن بمثل ( مررت بزيدٌ ) فإن لم تكن (زيد) بالرفع ، فكأنه يريد : من يدخل في أوزان العرب ما ليس منها فكأنه يحيلنا إلى تعقيدات علل النحو التي تبنبي جل قواعدها على شواهد مثل ( مررت بزيد .. ضرب زيد عمراً .. جاء زيد حافيا ) ومنذ خلقنا وهم يقولون ( حافيا ) فما ضرهم لو ألبسوه نعلا ولو بلا شسع ..

وقبل أن يحرن الجهاز أقول : لقد كان الميني والمايكرو يدوران حول الركبة ، والمصيبة أن بعضهم يدخل العروض الهندي ، والمايكرو فيه يدور حول السرة .. سلام ..

*داوود
28 - مايو - 2006
الميدي بديلا عن الميكرو    كن أول من يقيّم
 

أخي الأستاذ / داوود             حفظه الله

 

أحييك على حسن تقبلك للدعابة في مداخلتي السابقة ، وأما بالنسبة لوزن البيتين فما قلته من أنهما من المقتضب المايكرو يعني أنهما على وزن : ( مفعُلاتُ مُس ) وهذا الجزء القصير من المقتضب الميني: (مفعلات مستعلن) المسمى مجزوء المقتضب . وهذا المجزوء هو الشكل المستعمل من المقتضب ، أما ( الميدي ) فهو مهمل . وقد مثل الخليل للمقتضب بالشاهد التالي :

أقبلت فلاح لنا ====== عارضان كالبرد

فبيتا شوقي اللذان قصر طولهما عن طول المجزوء يعادلان قولنا :

أقبلت فلا ======عارضان كل

هذه كل الحكاية ، وأما من رآه على وزن ( فاعلن فعل ) فيلزمه أن يتوقع خبن (فاعلن) ولكن الشواهد لا تسعفنا بحدوث هذا الزحاف ، وكان هذا وراء اختيارنا ربطه بالمقتضب دون المتدارك ، آملا أن يتفهم أخي زهير وجهة نظري هذه وإن لم تكن تتفق مع نظرته .

وأشكرك حقا على تفسيرك لمعنى كلمة ( سامنا ) ، ومن المؤكد أنك فهمت معناها على الوجه الذي فهمته أنا أيضا ، ولكني استغربت لهذا التركيب اللغوي ، وفزعت إلى (الوراق) أطلب لديه ما اختزنه في ذاكرته من الاستعمال اللغوي لكلمة ( سامنا ) فوجدتها جميعا لا تخرج عما ذكرته من باب سامه الذل أو الخسف وما شابه ذلك .

أما أن أجد جملة شبيهة بما ذكره الزجاج ، فلم تسعفني اللغة التي اعتدت عليها بما يقنعني بقبولها ، ولكن لما كنت في معرض تحقيق هذا الكتاب ، فقد كان لدي خياران أحدهما أن أغير الكلمة بأخرى تعطي نفس المعنى المقصود ، والثاني أن أبقي عليها حفاظا على الأمانة في النقل ، وأثبت بالهامش ما أعتقد أنه يؤدي المعنى الصحيح ، وهذا ما اخترته وكتبت في الهامش : هكذا في الأصل ، ويمكن أن تسد مكانها عبارة

( قال لنا ) . وأما عبارة الزجاج هذه فليست إلا صدى لقول الأخفش في كتاب العروض : 56  " غير أني لا أجيز إلا ما سمعت ، كما أنه لو قلتَ: (مررت بأبوك) غيّرتُه ، وإن كنت لا أدري لعل هذه لغة للعرب . وكذلك بعض ذلك البناء الذي لم نسمع به " . فالأخفش إذن اكتفى باستخدام كلمة ( قلتَ ) بدل ( سمتنا ) التي تعطي المعنى نفسه على الوجه الذي فسرته مشكورا أخي داوود .

 وأخيرا ، فإذا كان جهازك يحرن عند ذكر الميني والمايكرو فخوّفه بالميدي !

*سليمان
29 - مايو - 2006
تحية وشكر    كن أول من يقيّم
 

أشكرك وأحييك أخي العزيز سليمان

أعود إلى العروض ، فالمقتضب القصير كما تعرف وأجهل : ( مفعلات مس) أو ( مفعلات فع) سيان .. ورموزه (/ه//ه//ه ) وهذا لا يتفق مع أي شطر من بيتي ناجي ، وتقطيع البيت الأول لكل شطر:(/ه//ه/ه//ه ه) وصدر البيت الثاني ( /ه//ه/ه/ه ه) وعجزه (///ه/ه//ه ه) فإذا كان الأمر تحديد وزن المقتضب القصير فحياك الله ، أما أن يكون هو وزن البيتين فما رأيت ذلك مناسبا .. ولا يمكن لمفعلاتُ أن تقع هنا لأن ما بعدها في المقتضب متحرك ، وما بعدها في البيت ساكن وهذا لا يتفق .. وشكرا ..

*داوود
29 - مايو - 2006
أبيات شوقي هي التي من المقتضب    كن أول من يقيّم
 

أخي العزيز الأستاذ / داوود             حفظه الله

 

كنت أظن أننا انتهينا منذ زمن بالاتفاق على تحديد وزن أبيات ناجي ، وهو أنه من المتدارك ولم يكن بيننا أي خلاف على اسم هذا الوزن بعد أن طرحنا جانبا فرضية كونه من الرمل أو المديد . فأنت قد قلت إنها من المتدارك ( فاعلن فاعلان ) أو (فاعلن فعْلان ) واكتفيت بذلك ، وأرى أن ذلك من باب التيسير والتخفف من ثقل المصطلحات ، وأما الأخ زهير فأشار إلى رأي الشيخ جلال الحنفي الذي عده من سابع المتدارك ، وقد التجأ إلى ذكر رقم لهذا الوزن بسبب من كثرة ما وجد عليه من أشكال للمتقارب مما جعله يميز بينها بالعدد . وأما أنا قد قلت إنها من مثنى المتدارك لأن شطور بيتى ناجي هي أبيات ينتهي كل منها بضرب مقيد القافية ، وهذا على خلاف أبيات العقاد التي رأينا أنها من مربع المتدارك لأن كل بيت منها يتكون من صدر وعجز . ( وليتك تعود ثانية إلى مداخلتي الأولى ) .

وأبيات ناجي كما قلنا مقيدة القوافي ، فلو أطلقناها لخرجنا إلى بحر جديد لم يذكره الخليل أيضا وحسب أبو العتاهية أنه اخترعه . فلو جعلنا ناجي يقول ( ولنأخذ مطلعها فقط ) : أين شط الرجاءِ ===== يا عباب الهمومِ

فإن وزنها يصبح ( فاعلاتن فعولن ) ، والزجاج رأى أنه من الخفيف ، واستمع إلى قوله في كتاب العروض  : " فكذلك إذا قلت لنا :

عُتبَ ما لي أراهُ ======= طارقا مذ ليالِ

هذا وزن صحيح في نفسي ؛ قيل له : هذا ليس عند العرب إلا بتصريع نبيّنه في مكانه . وإنما قرب هذا في نفسك لأن مصرّعه صحيح في كلام العرب نحو قوله أول هذه القصيدة :   

عتب ما للخيالِ ====== خبريني ومالي

فهذا من الخفيف مصرّع صحيح ؛ فإنما يلبس الأول بسبب التصريع " .

 

سليمان أبو ستة

*سليمان
29 - مايو - 2006
تحية    كن أول من يقيّم
 
أخي سليمان .. حياك الله فقد أجدت وأفدت ، والآن اتضح لي أنك تتابع القول في توضيحات ضرورية ، وأنك تمر بنا على تخوم العروض ، وهذا يحتاج من أمثالي إلى تدريبات وتدريبات . أوافقك على أن إطلاق قافية ناجي يحولها إلى الخفيف المجزوء ، والشواهد اللاحقة كذلك .. كانت هذه الأوزان مناسبة للغناء القديم: ثقيل أول بالبنصر وإيقاع سماعي دارج .. مع أطيب التحية
*داوود
1 - يونيو - 2006
أبيات شوقي    كن أول من يقيّم
 
الأخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قادني القدر اليوم إلى هذا الموضوع الجميل، وسعدت كثيراً بالحوار الراقي الذي دار بين علماء أفاضل، فأحببت أن أشاركهم الرأي حوله، لعلني أصيب من علمهم وأجرهم، فأقول:
 
بعيداً عن كل تعقيدات العروض، ومتاهات مصطلحاته، سوف أمهّد بتحديد المبدأ الذي يمكننا على أساسه أن نردّ الوزن المخترع أو الجديد إلى أحد الأوزان المعروفة، أو اعتباره وزناً جديداً مخترعاً.
.   فلا شك أن الأوزان المختلفة تتمايز عن بعضها بعضاً وفقاً لاختلاف التسلسل الحركي لأنساقها، أي وفقاً لاختلاف طرق اصطفاف المتحركات والسواكن فيها.
.   ومعلوم أيضاً أن مقصّرات البحور – من مشطورات ومجزوءات ومنهوكات – إنما تُنسب إلى بحرها بناءً على تطابق تسلسلها الحركي مع بدايات النسق التام، فكأنها مجتثة أو مقتضبة أو مقتطعة منه.
.   ونظراً إلى ظهور عشرات الصور الجديدة التي لم يذكرها الخليل ضمن صوره الثلاث والستين، فلقد أصبح من الضرورة بمكان إعادة تصنيف هذه الصور الجديدة، بردّها إلى أوزانها، أو الاعتراف بها أوزاناً جديدة. فإذا وافقت الصورة الجديدة نسقاً معروفاً كان لا بد من ردّها إليه، شريطة أن يكون التطابق متنامياً مع بدايات النسق.
.        
فإذا عدنا إلى الوزن المطروح، وجدناه جزءاً لا يتجزأ من نسق البحر المقتضب، الذي لم يذكر له الخليل سوى شكله المستخدم المعروف التالي:
مفعولاتُ مفتَعَلُن
إلا أن الشعراء لم يلتزموا هذا، فأتوا به على الشكل:
مفعولاتُ مفعولن
كما في قول شمس الدين بن المفضل:
بالبعادِ تجزيني ---- يا غزالَ يبرينِ
بالصّدودِ تقتلُني ---- والهَوانَ توليني
أيُّ حاكِمٍ يُفْتي ---- ياحبيبُ بالهُونِ
وقول أبي بكر بن رحيم:
مَنْ صَبا كما أصبو
فهْوَ للصِّبا نَهْبُ
فاعلمْ ايُّها القلبُ
وأتوا بالشكل:
مفعولاتُ مفعولْ
يقول ابن مشرف:
مِنْ نَداكَ إيقاظْ
واللسانُ لَمّاظْ
والسهامُ ألحاظْ
كما أتوا بالشكل:
مفعولاتُ مفْعو
يقول ابن خاتمة الأندلسي:
جُملةُ النّعيمِ
في ودادِ ريمِ
فاسقِني نديمي
ثمّ أتوا بالشكل:
مفعولاتُ فاعْ
كقول ابن الفضل:
شاقَتْني البُروقْ
منْ ثغرٍ يروقْ
وأخيراً الشكل:
مفعولاتُ فعْ
وهو وزن القصيدة المتنازع على بحرها.
.        
وواضح أن جميع هذه الأشكال عبارة عن مقصّرات مُستلّة من بحر المقتضب، لأنها تتوافق مع التسلسل الحركي لنسقه التام. ولذلك لا يجوز نسبته لغير المقتضب، كما لا يجوز تفعيله بغير هذا الشكل. وهو ما اختاره د.عبد الله الطيب.
في حين حار بعض المحدثين في نسبتها إلى وزنها، فنسبها د. خلوصي، وجلال الحنفي، ومحقق ديوان البارودي وغيرهم إلى المتدارك (فاعلن فعَلْ) خطلاً!! بينما حاول د.حسني يوسف ـ تعسفاً ـ أن يردّه إلى الخفيف واصلاً بين شطريه هكذا: (فاعلاتُ مستفعلن فعَلْ). بل إن د.نبوي رآه لا يخضع لنظام بحر معين، ولذلك سماه (وزن المرقص)!!
.        
أخيراً؛ إن الصورة المذكورة ليست من اختراع شوقي كما يُظن، وإن كانت قصيدته الآن أشهر ما كُتب عليها، فهي صورة أندلسية جاءت في العديد من الموشحات.
فإضافة إلى ما ذكره أخي سليمان، يقول ابن الفضل:
هذي الأربُعُ
منهمْ بلقَعُ
أينَ الأدمُعُ
---- ضرّجْها دَما
ولصفي الدين الحلي:
أجرى عبرتي
أذكى زفرتي
*عمر خلوف
23 - سبتمبر - 2006
 1  2