البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : سؤال عن وزن بيتين    كن أول من يقيّم
التقييم :

رأي الوراق :

 محمود العسكري 
27 - أبريل - 2006
ما وزن أبيات أحمد شوقي : [ مال واحتجب - وادعى الغضب ، ليت هاجري - يشرح السبب ، ... ] ? ، وما وزن أبيات إبراهيم ناجي : [ أين شط الرجاء - يا عباب الهموم ، ليلتي أنواء - ونهاري غيوم ، ... ] ? .
 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
ذاك وزنه    كن أول من يقيّم
 
أما قصيدة شوقي  : 
( مـال واحتجب وادعى الغضب )
فمن مشطور المتدارك  .  وأما قصيدة ناجي  وهي في ديوانه ( ليالي القاهرة ) ص 54 - دار الشروق ، فلم أستطع تبين الوزن ، وإن كنت أراها من الرمل ، ولعل أحد المتذوقين للشعر يخبرنا الخبر اليقين .
*منصور مهران
29 - أبريل - 2006
وزن بيتين    كن أول من يقيّم
 

مع الشكر لأخي منصور .. أظن قصيدة إبراهيم ناجي ، التي مطلعها :

أين شط الرجاء يا عباب iiالهموم
لـيـلتي iiأنواء ونهاري  iiغيوم
 أظنها من مشطور المتدارك .. والأخوان منصور وزهير أعلم مني بالزحافات والعلل .. فالتفعيلات المستخدمة في أبيات القصيدة في الحشو ( فاعلن .. فعِلن ..  فعْلن   ) وفي العروض والضرب ( فاعلان ..  فعِلان ..فعْلان )

ولا أستبعد رائحة مجزوء الرمل كما أسلف الأخ منصور ، وإن كنت أستبعد ( فعلان ) في عروضه وضربه .. وأظن الدكتور إبراهيم ناجي يرمي من وراء هذه القصيدة إلى مجاراة شوقي ومن قبله البارودي في هذه الأوزان ، وأحسب أن البارودي أسبق من شوقي إليها .. ولكن لا تحضرني الآن أبيات البارودي ..  

*داوود
29 - أبريل - 2006
انتبهت بعد لأي    كن أول من يقيّم
 
أبيات إبراهيم ناجي من مجزوء المديد ، ومعذرة إليكم .
*منصور مهران
1 - مايو - 2006
بين المديد والمتقارب    كن أول من يقيّم
 
قولك يا أخي منصور مقبول تماما .. وأنا معك في قولك مجزوء المديد .. ولكنني لا أجد لدي ما يدفع المتقارب .. فأرجو أن تساعدني في بيان ذلك .. وجزاك الله خيرا ..
*داوود
2 - مايو - 2006
البحر من جديد    كن أول من يقيّم
 

أخي منصور .. تحية وبعد .. إذا قطعنا البيتين بطريقتنا غير العددية وجدنا ما يلي :

أين شط الرجاء : /ه//ه/ه//ه ه على المديد والرمل: فاعلاتن فعول .. وعلى المتدارك: فاعلن فاعلان ..

يا عباب الهموم: /ه//ه/ه//ه ه  على المديد والرمل: فاعلاتن فعول .. وعلى المتدارك: فاعلن فاعلان ..

ليلتي أنواء: /ه//ه/ه/ه ه على المديد والرمل: فاعلاتن فان .. وعلى المتدارك: فاعلن فعْلان ..

ونهاري غيوم ///ه/ه//ه ه على المديد والرمل: فعِلاتن فعول .. وعلى المتدارك: فعِلن فاعْلان ..

فعلى المديد والرمل يظل الضرب والعروض (فعول.. فان) فهل تجدون في زحافات فاعلن المديد أو فاعلاتن الرمل مثل هذين الزحافين?.مع أن فاعلاتن تزاحف إلى فاعلن ، فهل تزاحف فاعلن المزاحفة إلى ( فعولْ أو فالْ )

وعلى المحدث يكون الضرب والعروض ( فاعلان .. فعْلان) ولا أود الدخول في ما أصاب فاعلن من علة التذييل فصارت إلى فاعلان ، ولا ما أصابها من زحاف التشعيث وعلة التذييل فصارت إلى (فالان) فنقلت إلى (فعْلان) ..

أرجو أن أكون وفقت في هذا ، فلست على مزيد علم بالزحافات والعلل خاصة .. والشكر موصولا لكل من أسهم ويسهم في مجالس الوراق ..

*داوود
4 - مايو - 2006
تعليق بدل الأول الذي تأخر نشره    كن أول من يقيّم
 
 

الأخوة الأعزاء ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد ..

أرجو أن تسمحوا لي بالاشتراك في هذه المناقشة المفيدة ، والواقع أني كنت أود منذ مدة طويلة أن أتدخل في هذا النقاش الشيق إلا أنني فضلت أن أتريث حتى يستقر الأمر وتنجلي حقيقة الوزنين المذكورين .

أما وقد توقف الحوار عند مداخلة الأخ داوود التي جعلت الوزن في أبيات إبراهيم ناجي يترجح تارة في كونه من الرمل أو المديد وتارة أخرى من المتدارك . وله كل  الحق في ذلك الترجيح طالما أن الخليل لم يتعرض لهذا النسق الذي لم يكن من بين شواهده . ولو كان هذا النسق من الرمل أو المديد فهو إذن على عروض لم يشر إليها الخليل، وأما إذا كان من المتدارك فهذا البحر خارج عن بحور الخليل الخمسة عشر. وإذن فباب الاجتهاد مفتوح ، ولا يجوز لأحد أن يزعم بأن رأيه فيه نهائي .

وأما ما أراه فهو أن محاولة الأخ داوود رد هذا البحر إلى المديد أو الرمل غير مقنعة لأن كلا البحرين المذكورين يبتدئان بتفعيلتين مغايرتين لنسق تفاعيل أبيات ناجي ، فالمديد يبدأ بالتفعيلتين : فاعلاتن فاعلن ، والرمل بالتفعيلتين : فاعلاتن فاعلاتن وأما تفعيلتا أبيات ناجي فهما إذا ربطناهما بالمديد أو الرمل لا يخرجان عن : فاعلاتن فعولن . فالملاحظ إذن أن التفعيلة الثانية لا يمكن أن تنسجم مع التفعيلة الثانية لأي من البحرين المديد والرمل . ولذا لا يبقى صحيحا إلا الخيار الثاني وهو أنه من مثنى المتدارك أي على وزن : فاعلن فاعلن . وقلت  مثنى المتدارك لا مربعه لأن كل تفعيلتين منه بيت واحد ؛ فأبيات ناجي المذكورة هي أربعة لا أثنان ، وكل بيت منها ينتهي بضرب لا بعروض .

ففي قوله : أين شط الرجاء ، الضرب ( طررجاء ) على وزن فاعلان وهو مذال . وكذلك الحال في البيتين الآخرين : ( يا عباب الهمومْ ) ( ونهاري غيومْ ) . وأما في قوله: ليلتي أنواءْ ، فالملاحظ أن تفعيلة الضرب قد تعرضت لعلتين ، الأولى : القطع حيث تصبح ( فاعلن ) ( فَعْلُن ) كما هو الحال في بحر البسيط . والثانية علة (الإذالة) وهذه مع (القَطْع)  ليس لها نظير في الأبحر الأخرى .

ومما جاء من مربّع المتدارك قول العقاد :

يا له من فمٍ ====== يا لها من شفهْ

يا لشهد بها====== كدت أن أرشفهْ

يا لزهر بها ======كدت أن أقطفهْ

حلوة ويحها====== غضة مرهفهْ

حسرتي بعدها =====حسرة متلفهْ

وقد جاءت كل أبياتها على وزن :

فاعلن فاعلن ===== فاعلن فاعلن

فلا أثر لزحاف أو علة بها . وقد قال عنها طه حسين : " في هذه الأبيات تظهر براعة العقاد ويظهر كل ما يملأ قلب العقاد من غناء يجمع بين الحلاوة والقوة ويغري الملحنين بتلحينها في هذه الأبيات " .

أما أبيات شوقي فالمؤكد عندي أنه قد اقتدى في وزنها بأبيات للبارودي في قوله :

املأ القدحْ ===== واعْصِ من نَصَحْ

واروِ غُلّتي ======== بابنة الفرحْ

فالفتى متى ========ذاقها انشرَحْ

وقد رأيت الدكتور عبد العزيز نبوي في مقال له نشر على موقع جريدة شباب مصر الإلكترونية يقع على موشح لأبي بكر ابن الأبيض وفيه قوله :

ليلُ هَجرِها

فوق نحرها

بين شعرها

وقد حكم بذلك على أن البارودي لم يخترع هذا الوزن ، ولكننا لو نظرنا إلى الموضوع من زاوية تأثيره نجد أن أثر البارودي أكبر من الأثر الذي كان لابن الأبيض ومن المؤكد أن شوقي كان متأثرا بالبارودي وليس بغيره . وكذلك الحال عند شاعر حديث هو محمد علي أحمد في قوله على هذا الوزن المستحدث :

جئت من طريقْ======= بحره عميقْ

يسلب النهى ======== سره الغميقْ

وهذا الوزن الذي لم يضع له أحد اسما يتفق عليه إنما يوافق في تفعيلته الوحيدة تفعيلة شطر المقتضب الأولى ، ويمكن تسميته المقتضب القصير .

*سليمان
20 - مايو - 2006
المتدارك لا المتقارب..    كن أول من يقيّم
 

عزيزي سليمان ..

وردت كلمة المتقارب في مداخلتي سهوا ، وإنما أردت المتدارك ، وكل كلامي حولها .. أما المديد والرمل فمن اقتراح الأخ الكريم منصور مهران مشكورا .. ولقد قارنت بين اتلمديد والرمل من جهة ، وبين المتدارك من جهة ثانية ، وربما أخطأت التعبيرمرة فقلت المتقارب ..فكل كلمة متقارب من كلامي أعني بها المتدارك ، فياليتني قلت الخبب أو المحدث ! وأرجو من الأخ العزيز زهير أن يصوب هذا مشكورا ؛ لأن قارب المتقارب لا يبرح مخيلتي ..

وإنني أشكرك أخي سليمان على ذكر ما أخذه شوقي من البارودي لأنني قرأته قديما ، وكنت أبحث عنه منذ زمن ..

أما وزن المقتضب ففيه نظر ، وقد أعود إليه ، ولكن لا أدري لم صمت عن هذا أستاذنا زهير حفظه الله ?.

وأما أبيات العقاد التي استجادها طه حسين ، فهي دليل فساد ذوق طه أكثر من دليل فساد شاعرية العقاد .. وكنت أرى أن طه حسين كان بذلك يستفز الشعراء الذين دعاهم إلى مبايعة العقاد بعد شوقي ، وخيرا فعلو بتجاهل الأمر كله .. يجب أن نضرب صفحا عن شاعرية العقاد والرافعي ، فنثرهذا وفكر ذاك أسمى من شعرهما بكثير .. وكان مما استجاده لويس عوض ختن طه حسين في الذوق قول أحدهم ( ورمش عين الحبيب يفرش على فدان ) فدونك الذوق الرفيع .. وأستميحك عذرا على استعجالي ..

*داوود
20 - مايو - 2006
تدخل سريع    كن أول من يقيّم
 

يعذرني الأستاذ داود عن عدم الاستجابة لتصويب زلة قلم لا تخفى على المشارك، وكيف لا تكون زلة قلم، من علامة في منزلة الأستاذ داود. وقد أكون أنا أيضا وقعت في أمثال ذلك من غير أن أدري. وأريد أن أجيبه إلى مسألة المقتضب، فما ساقه أستاذنا سليمان وسماه (المقتضب القصير) هو المتدارك الحادي عشر في رأي شيخنا أبي عروض =المرحوم جلال حنفي= وقد أورده في كتابه (العروض: تهذيبه وإعادة تدوينه) (ص227) ومثل له ببائية شوقي: (مال واحتجب) وأرى أن الأستاذ سليمان يشاركني الرأي، وإلا فما الفرق بين (ليس من نأى) في بائية شوقي، و(يسلب النهى) في البيتين اللذين مثّل بهما للمقتضب القصير. وكلي ثقة بأن أستاذنا سليمان لا يرى في مداخلتي هذه تعصبا عليه. وأما أبيات ناجي التي أولها: (أين شط الرجاء) فقد عدها الشيخ جلال من المتدارك السابع (ص220) ومثل له بالأبيات: 

الــزمـان iiالـذي قـد  خـلا لا iiيعود
إنـنـي فـي iiصفو ف الوغى ذو صيال
غـيـر  أنـي iiجبا نٌ أمـام iiالـجـمال
 وأعتذر من عدم مشاركتي في هذا الملف لأنني مشغول جدا.

*زهير
21 - مايو - 2006
مشطور المتدارك    كن أول من يقيّم
 

أخوي زهير سليمان .. أما دندنتكما حول المتدارك الحادي عشر والمتدارك السابع والمقتضب القصير أو الطويل ومثنى المتدارك فما أحوي منها شيئا .. فعلمي واقف عند الخليل ، ولم أسمع قط بأن أحدا يقول إن المتدارك خارج عن بحور الخليل كما قال الأخ سليمان ، صحيح أن الأخفش استدرك البحر ، ولكن البحور ليست ملكا لأبي الخليل ولا لوالد الأخفش عليهما الرحمة .. ويطلق عروض الخليل تكريما لا تمليكا .. ولو أراد أحد - مثلي مثلا - أن يستخرج ما بقي من بحور مهملة من بطون الدوائر ، ثم يستنبط مجزوءها ومشطورها ومنهوكها ، ثم يستغرق زحافاتها وعللها ، لأمكنه أن يستخرج عشرات البحور إن لم أقل المئات ، وهذا لا يفيد لا العالم ولا المتعلم ؛ لأننا جميعا نرى التثاقل من خمسة عشر بحرا ، فكيف لو صارت مئة وخمسين أو ألفا وخمس مئة بحر ?!. إذن يكون الحق مع هواة ( النثيرة أو النسيقة )

أما قول الأخ سليمان ( المقتضب القصير ) وتعقيب الأستاذ زهير نقلا عن الحنفي أنه يدعى ( المتدارك الحادي عشر ) فعذرا لأنني لم أطلع على الكتاب ، فهل هو موجود إليكترونيا لأقوم بتحميله ?. وقد أحاول الوصول إليه في المكتبة العامة في الشارقة أو مركز جمعة الماجد بدبي إن شاء الله .. ولكن يبدو أن كل هذه الإضافات تظل في فلك الخليل أو حتى الأخفش .. فهل أوجد جلال حنفي أحد عشر متداركا وزيادة ?. أنا أرى أن هذا الحادي عشر إذا كان من المقتضب فليدع المقتضب الحادي عشر مثلا .. وأنا لا أعرف المقتضب إلا قصيرا لأنه لم يأت إلا مجزوءا ، فإن كنتم تتحدثون عن البحور المستحدثة فأنتما وذاك ..

على أية حال .. لقد كنت أرجعت أمر البيتين إلى مشطور المتدارك ، وجزى الله أخانا سليمان خيرا حيث قال ( مثنى المتدارك ) فهل هو نفسه ( المثنى ) وهنا يحضرني سؤال .. أنا أعرف المجزوء يصلح للسداسي والثماني ، والمشطور كذلك ، أما المنهوك فعلمي أنه ما حذف ثلثاه ، وهذا لا يصلح إلا للسداسي من البحور ، فماذا يدعى ما حذف ثلاثة أرباعه من الثماني ?. لا أظن المرحوم جلال حنفي إلا أنه قال شيئا في ذلك ، فأفيدوني ..ولكم مني جزيل الشكر ووافر التحية ..

*داوود
22 - مايو - 2006
المقتضب القصير جدا    كن أول من يقيّم
 

أخي الأستاذ / داوود         حفظه الله

 

هناك كثير من الأوزان التي خرجت على نظام الخليل ، والمقصود بخروج هذه الأوزان ، وبعضها بحور والبعض الآخر أعاريض وأضرب ، أنها ليست مما ذكره الخليل أو وجد عليه شواهد ، ومنها، وهو المتدارك، ما رئي في دوائره مهملا .

وقد انقسم العروضيون إزاء الاعتراف بهذه الأوزان المستحدثة إلى فريقين : الأول، وعلى رأسه الأخفش، لا يقبل إدراج هذه الأوزان في منظومة الشعر العربي ، ويشاركه الزجّاج رأيه ، أو لنقل أنه تأثّر به . وأما الثاني ، وهو رأي يُنسب خطأ إلى الخليل استنادا إلى ما توهمه ابن عبد ربه ، فيجيز مجيء الشعر على غير ما قالت العرب ، وهو ما خالفه ابن عبد ربه بشدة ، وعبر عن ذلك في أرجوزته العروضية بقوله :

وقد أجاز ذلك الخليل ======= ولا أقول فيه ما يقول

وقد لخص الزمخشري موضوع هذا الخلاف في مقدمته للقسطاس بقوله : " إن بناء الشعر العربي على الوزن المخترع ، الخارج عن بحور شعر العرب ، لا يقدح في كونه شعرا عند بعضهم . وبعضهم أبى ذلك ، وزعم أنه لا يكون شعرا حتى يُحامى فيه على وزن من أوزانهم ".

ولعلك الآن تدرك معي زيف الأسطورة التي تغلغلت في أذهان الكثير من العروضيين اللاحقين بأن الأخفش هو الذي استدرك بحر المتدارك ، وكيف ينسجم ذلك إذن مع قوله فيما وصلنا من كتابه العروض " أنهم ( ولا شك أنه يقصد الخليل ) جمعوا كل ما وصل إليهم من أبنية العرب فعرفوا عدد حروفها ساكنها ومتحركها . وهذا البناء المؤلف من الكلام هو الذي تسميه العرب شعرا . فما وافق هذا البناء الذي سمته العرب شعرا في عدد حروفه ساكنة ومتحركة ، فهو شعر ، وما خالفه وإن أشبهه في بعض الأشياء فليس اسمه شعرا " .

ويبدو الزجاج أكثر وضوحا في رأيه تجاه هذه المسألة عندما رفض الوزن الذي سمي فيما بعد بالمتدارك والخبب وغير ذلك من الأسماء ، وقال : " ولو قال لنا قائل: ما ننكر أن يكون قوله :

إن الدنيا قد غرتنا======واستهوتنا واستغوتنا

لسنا ندري ما فرّطنا======فيها إلا لو قد متنا

شعراً ، قيل له : ما تريد بقولك شعر ? إن كنت تريد أنه كأشعار العرب التي قد تتمادح بها وتتذام، وتُشبّب وتوزن الوزن الذي أحطنا به؛ فما نعرف هذا في أوزانها. وإن كنت تريد أن تجعل في أوزانها ما ليس منها فأنت بمنزلة الذي سامنا مررت بزيد . وإن كنت تقول إن هذا وزن ليس من أوزان العرب إلا أنه شعر ، قيل لك : هذا إذن شعر عندك لا عند العرب ؛ لأنها إذا سمعت هذا خالف أوزانها أنكرته ، كما أنها إذا سمعت ( مررتُ بزيدٌ ) أنكرته ... " . ( وهنا بدر لي تساؤل ، وإن كان خارج الموضوع ، ولكني أود أن أرى إيضاحا له منكم ومن الأستاذين الفاضلين زهير ومنصور ، وهو ما المعنى المباشر لكلمة ( سامنا ) هنا وكيف جرى استخدامها عند الكتاب إن كان لها من إستخدام من قبل ) .

وعذرا عن الإطالة أو الشرود في جوانب هذا الموضوع ، ولنعد إلى رد الأستاذ داوود ، وتساؤله عن مكان كتاب العروض للشيخ جلا ل الحنفي ، رحمه الله ، ففي تقديري أنه لا تخلو منه أية مكتبة عامة مما ذكرت ولا سيما تلك الي تضمها كليات الآداب في جامعاتنا العربية بلا استثناء .

أما حول تسميتي لذلك الوزن بالمقتضب القصير أو تسمية الشيخ جلال له بالمتدارك الحادي عشر فهذا راجع إلى المنهج التي اتبعه كل منا ، فهو قد عد من أشكاله في بحر المتقارب عددا جعله يميز بين كل واحد منها والآخر برقم ، وأما أنا فقد نظرت إليه من خلال اتفاق أسبابه وأوتاده بالتفعيلة الأولى من بحر المقتضب فنسبته إليه ، وهو مجرد اجتهاد لا يؤاخذ عليه صاحبه ما دام الخليل لم يعرض لهذا الذي نختلف عليه من قريب أو بعيد . ( وبالمناسبة فقد رأيت في إحصاء حديث لأوزان العقاد أنه استعمل هذا الوزن في ديوانه " عابر سبيل " ( 1937 م ) بقوله :

طار في الذرى ===== هام في السهول

ولا بد أن هذا الضرب هو ما تأثر به الشاعر محمد علي أحمد في قصيدته التي أشرنا إلى بعض أبياتها في مداخلتنا السابقة ).

والباحثون ، أخي داوود ، يختلفون ، واختلافهم نعمة ، على أمور عديدة ، ومنها تسمية هذا البحر الذي لم يعرفه الخليل ، قال الدكتور محمد عبد المجيد الطويل في كتابه " في عروض الشعر العربي " : " ويقول الدكتور عبد الله الطيب أن للمقتضب وزنا آخر ، يكون على ( فاعلات فع ) وعليه قصيدة شوقي ... وهذا الوزن في رأيي على ( فاعلن فعل ) ويكون على ذلك من المتدارك المنهوك إذا ساغ لنا ذلك ... " .

فأنا إذن مع رأي الدكتور عبد الله الطيب ، رحمه الله ، وكتابه الذي ورد فيه هذا الرأي يفوق في حجمه بأجزائه الثلاثة ، واسمه  " المرشد إلى فهم أشعار العرب" كتاب الشيخ جلال الحنفي الذي يشاركه أخي زهير رأيه .

ثم لاحظ معي كيف أن الدكتور الطويل في تسميته لهذا الوزن قد احتاط بقوله ( إذا ساغ لنا ) فالخليل لم يعرض لما سقط من شطره تفعيلتان من أصل أربع ، ولذلك رأينا الجوهري في كتابه " عروض الورقة " يستخدم في الإشارة إلى طول الشطر بقوله : الموحد ( ومنه الرجز الذي لم يذكره الخليل ، وورد في قصيدة مشهورة لسلم الخاسر ) والمثلث والمربع ( ومنه المتقارب في الشاهد الذي أورده الجوهري وهو :

وقفنا هنيّه ====== بأطلال ميّه ) .

وتقول ، يا أخي داوود : " وأنا لا أعرف المقتضب إلا قصيرا لأنه لم يأت إلا مجزوءا " ألم تسمع ياأبا سليمان أن في التنانير نوعا يقال له المينى ، وآخر يقال له المايكرو ، فما ذكرته بشأن هذا الوزن الذي رددته إلى المقتضب هو من القصير من فئة ( المايكرو ) !

     سليمان أبو ستة
*سليمان
26 - مايو - 2006
 1  2