هل اقتبس كريستوفر مارلو البريطاني وغوته الألماني مسرحيتهما ( الدكتور فاوستوس ) من رسالة الملائكة للمعري ??????
لا زال أديب لغتنا الكبير يعجبنا بأعماله . فبعد اكتشاف مصدر الكوميديا الإلهية لدانته وأنها كانت من رسالة الغفران للمعري ، فقد اكتشفت أن مصدر فكرة مسرحية الدكتور فاوستوس لكل من مارلو وغوته هي مقدمة رسالة الملائكة لأبي العلاء المعري...فأبو العلاء مثل فاوستوس يحاول إلهاء الملائكة بالصعب من اللغة العربية كي لا يقبضوا روحه.وهاكم مشهدين من رسالة الملائكة التي قمت بتحويلها إلى مشاهد مسرحية حقيقية مثلما فعلت برسالة الغفران التي أوردت مشاهد منها في مجلس الوراق دون المساس باللغة الأصلية للمعري. وماورد بين قوسين أضيف للإيضاح :
ومن أراد المزيد عن هذه المسرحية الرائعة فليكتب إليّ على العنوان:
saghirab@scs-net.com
مشهد ملكي الموت منكر ونكير
ثم يلقى ملكي الموت منكراً ونكيراً فيداريهما بسؤال .
( أبو العلاء ) : كيف جاء اسماكما عربيين منصرفين وأسماء الملائكة أكثرها من الأعجمية مثل
إسرافيل وجبريل وميكائيل ?
( أنكر ونكير ) : هات حجتك وخل الزخرف عنك.
( أبو العلاء ) : قد كان ينبعي لكما أن تعرفا ما وزن ميكائيل وجبريل على اختلاف اللغات فيهما
إذ كانا أخويكما في عبادة الله .
( أنكر ونكير ) : ( هاتِ ما عندك )
( أبو العلاء ) : فما تريان في وزن موسى، كليم الله ، الذي سألتماه عن دينه وحجته.
( أنكر ونكير ) : موسى اسم أعجمي إلا انه يوافق من العربية وزن مُفعل و فُعلى، أما مفعل فإذا
كان من ذوات الواو مثل أوسيت وأوريت فإنك تقول موسى ومورى وإذا كان من
ذوات الهمزة فإنك تخفف حتى تكون خالصة من مفعل، تقول آنيت العشاء فهو مؤنى
فإن خففت قلت مونى. قال الحطيئة:
وآنيتُ العشاء إلى سُهَيل أو الشعرى فطال بي الأناء
وإذا قيل موسى فُعلى فإن جعل أصله الهمز وافق فعلى من ماس بين القوم إذا أفسد
بينهم.قال الأفوه:
إما تري رأسي ازرى به ماس زمان ذي انتكاس مؤوس
ويجوز إن يكون فُعلى من ماس يميس فقلبت الياء واواً للضمة كما قالوا الكوسى
وهي من الكيس ولو بنوا فُعلى من قولهم هذا أعيش من هذا وأغيظ منه لقالوا
العوشى والغوظى.
( أبو العلاء ) : لله أنتما ! لم اكن أحسب أن الملائكة تنطق بمثل هذا الكلام ولا تعرف أحكام
العربية .
ثم يغشى عليه من الخيفة فإذا أفاق أشار إليه الملكان بالإرزبة فيعاجلهما بالسؤال.
( أبو العلاء ) : تثبـّتا رحمكا الله ! كيف تصغّران الإرزبة وتجمعانها جمع التكسير.
( أنكر ونكير ) : أُرَيْزبّة ( بالتشديد ) .
( أبو العلاء ) : هذا وهم ، إنما ينبغي أن تصغّر أُريزبَة بالتخفيف، وكذلك في جمع التكسير
أرازب، بالتخفيف .
( أنكر ونكير ) : كيف قالوا علابيّ فشددوا كما قال القريعي:
وذي نخوات طامح الطرف جاذبت حبالى فلوى من علابيّه مدي
( أبو العلاء ) : قلت ليس الياء كغيرها من الحروف لأنها وإن لحقها التشديد ففيها عنصري اللين. ( أنكر ونكير ) : أليس قد زعم صاحبكم عمرو بن عثمان المعروف بسيبويه أن الياء إذا شددت ذهب
منها اللين وأجاز في القوافي " حيا " مع " ظبي "
( أبو العلاء ) : قد زعم ذلك، إلا إن السماع من العرب لم يأت فيه نحو ما قال.
( أنكر ونكير ) : لو جمع ما علمه أهل الأرض على اختلاف الازمنة لبلغ علم واحد من الملائكة
يعدونه فيهم ليس بعالم.
( أبو العلاء ) : يا سبحان الله ! قد صارت لي بكما وسيلة فوسّعا لي في " الجدف " ، إن شئتما
بالفاء وان شئتما بالثاء لأن إحداهما تبدل من الأخرى،كما قالوا مغاثير ومفافير
وأثافي وافافي وثوم وفوم. وكيف تقرأان رحمكما الله هذه الآية :
" وفومها وعدسها وبصلها " ?
أبالثاء كما في مصحف عبد الله بن مسعود ام بالفاء كما في قراءة الناس ?
وما الذي تختاران في تفسير الفوم أهو الحنطة كما قال أبو محجن:
قد كنت احسبني كأغنى واحد قدم المدينة عن زراعة فوم
أم هو هذا الثوم الذي له رائحة كريهة والى ذلك ذهب الفراء وقد جاء في الشعر
الفصيح . قال الفرزدق:
من كل أغبر كالراقود حجزته إذا تعشى عتيق التمر والثوم
( أنكر ونكير ) : إنما يوسِع لك في ريمك عملُك.
( أبو العلاء ) : الله أنتما ما أفصحكما لقد سمعت في الحياة الدنيا أن الريم القبر.
وسمعت قول الشاعر:
إذا مت فاعتادي القبور وسلمي على الريم اسقيت السحاب الغواديا
فكيف تبنيان رحمكما الله من الريم مثل إبراهيم ? أتريان فيه رأي الخليل وسيبويه
فلا تبنيان مثله من الأسماء العربية أم تذهبان إلى ما قاله سعيد بن مسعدة فتجيزان أن
تبنيا من العربي مثل الأعجمي ?
( أنكر ونكير ) : ترَباً لك ولمن سميت ! أي علم في ولد آدم ! إنهم لقوم جاهلون ،
( فاذهب إلى الجحيم ) .
( يقذفان بأبي العلاء إلى مدخل النار حيث يقف مالك خازن النار )
يتبع
|