البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : كوميديا الغفران للمعري    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )

رأي الوراق :

 الحلبي 
7 - أبريل - 2006

لقد اكتشفت بعد إعادة قراءتي لرسالة الغفران للمعري أنها تكتنف على مسرحية حقيقية تنطبق عليها جميع المعايير التي وضعت للمسرح العالمي من تعريف بالمشاهد وحوار وحبكة وحل . بل إنها تحتوي على ثلاثة مشاهد غنائية أحدها غنائي راقص . وأنا الآن منهمك في إعادة ترتيب نص رسالة الغفران من دون تغيير أية كلمة على ما كتبه المعري  حتى أخرج لقراء العربية أول نص مسرحي حقيقي في أدبنا العظيمي كتبه أديب نابغة أعتز بأنه تعلم في مسقط رأسي مدينة حلب .

وسأوافيكم قريباً بمشاهد من هذه المسرحية الفريدة عبر مجالس الوراق .

 

تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
د مشهد ابن القارح مع زهير بن أبي سلمى وعبيد بن الأبرص    كن أول من يقيّم
 

هاكما مشهدان مسرحيان للمعري وفق المعايير العالمية لفن المسرح ولم أضف عليهما سوى ما ورد بين قوسين للإيضاح:

 

وينظر الشيخ في رياض الجنَّة فيرى قصرين منيفين، (فيقول لنفسه):

(ابن القارح )   : لأبلغنَّ هذين القصرين فأسأل لمن هما .

فإذا قرب إليهما رأى على أحدهما مكتوباً: هذا القصرلزهير بن أبي سلمى المزني وعلى الآخر: هذا القصر لعبيد بن الأبرص الأسديّ فيعجب من ذلك ويقول ( لنفسه) :

(ابن القارح )   : هذان ماتا في الجاهليّة، ولكّن رحمة ربنّا وسعت كلَّ شيء؛ وسوف ألتمس لقاء

                 هذين الرّجلين فأسألهما بم غفر لهما.

فيبتدىء بزهير فيجده شابّاً كالزَّهرة الجنيَّة، قد وهب له قصرٌ من ونيَّة، كأنّه ما لبس جلباب هرمٍ،

ولا تأفَّف من البرم. وكأنَّه لم يقل في الميمّية :

                   سئمت تكاليف الحياة ومن يعش    ثمانين حولاً، لا أبا لك، يسأم!

ولم يقل في الأخرى :          

                   ألم ترني عمَّرت تسعين حجّةً،      وعشراً تباعاً عشتها، وثمانيا?

(ابن القارح ) :  جَير جير! أنت أبو كعب وبُجير?

(زهيـر)     :   نعم.

(ابن القارح ) : بم غُفر لك وقد كنت في زمان الفترة والنَّاس هملٌ، لا يحسن منهم العمل?

(زهيـر)     :  كانت نفسي من الباطل نفوراً، فصادفت ملكاً غفوراً، وكنت مؤمناً بالله العظيم،

                ورأيت فيما يرى النَّائم حبلاً نزل من السَّماء، فمن تعلق به من سكَّان الأرض سلم،

                فعلمت أنَّه أمرٌ من أمر الله، فأوصيت بنيَّ وقلت لهم عند الموت: إن قام قائمٌ يدعوكم

                إلى عبادة الله فأطيعوه. ولو أدركت محمّداً لكنت أوَّل المؤمنين.

                وقلت في الميميّة، والجاهليّة على السّكنة والسّفه ضاربٌ بالجران:

                فلا تكتمن الله ما في نفوسكم         ليخفى، ومهما يكتم الله يعلم

                يؤخّر، فيوضع في كتابٍ، فيدَّخر     ليوم الحساب، أو يعجَّل فينقم

(ابن القارح ) : ألست القائل:

                وقد أغدو على ثبةٍ كرامٍ         نشاوى واجدين لما نشاء

                يجرُّون البرود وقد تمشَّت         حميّا الكأس فيهم والغناء

               أفأطلقت لك الخمر كغيرك من أصحاب الخلود ? أم حرَّمت عليك مثلما

               حرّمت على أعشى قيس?

 (زهيـر)     : إن أخا بكرٍ أدرك محمّداً فوجبت عليه الحجَّة، لأنّه بعث بتحريم الخمر، وحظر

                ما قبح من أمر؛ وهلكت أنا والخمر كغيرها من الأشياء، يشربها أتباع الأنبياء،

                فلا حجّة عليَّ.

فيدعوه الشَّيخ إلى المنادمة ؛ فيجد من ظراف النَّدماء، فيسأله عن أخبار القدماء. ومع المنصف باطيةٌ من الزُّمرُّد، فيها من الرَّحيق المختوم شيءٌ يمزج بزنجبيل، والماء أخذ من سلسبيل.

(ابن القارح )  : أين هذه الباطية من التي ذكرها السّرويُّ في قوله:

                  ولنا باطيةٌ مملوءةٌ         جونةٌ، يتبعها برذينها

                   فإذا ما حاردت أو بكأت         فتَّ عن خاتم أخرى طينها

مشهد ابن القارح مع عبيد بن الأبرص

ثم ينصرف إلى عبيد فإذا هو قد أعطي بقاء التأبيد، فيقول:

(ابن القارح )  : السلام عليك يا أخا بني أسدٍ.

( عبيد)        : وعليك السلام، وأهل الجنّة أذكياء، لا يخالطهم الأغبياء،

                 لعلَّك تريد أن تسألني بم غفر لي?

(ابن القارح )   : أجل، وإنّ في ذلك لعجباً ! أألفيت حكماً للمغفرة موجباً،

                  ولم يكن عن الرَّحمة محجَّباً?

( عبيد)         : أخبرك أنّي دخلت الهاوية، وكنت قلت في أيّام الحياة:

                   من يسأل الناس يحرموه         وسائل الله لا يخيبُ

                وسارهذا البيت في آفاق البلاد، فلم يزل ينشد ويخفُّ عني العذاب حتى أطلقت من

                القيود والأصفاد، ثم كرِّر إلى أن شملتني الرحمة ببركة ذلك البيت،

                 وإنَّ ربّنا لغفور رحيم.

فإذا سمع الشَّيخ، ثبّت الله وطأته، ما قال ذانك الرّجلان، طمع في سلامة كثير من أصناف الشعراء.

(ابن القارح )   : ألك علم بعديِّ بن زيدٍ العباديّ ?

( عبيد)         : هذا منزله قريباً منك.

الحلبي
10 - أبريل - 2006
كوميديا الغفران 0 للمسرحى الرائع / الحلبى    كن أول من يقيّم
 

    ما  كل هذا الجمال  ? وكل هذه الروعة ?  عن نفسى شخصيا ، أنتظر   ، المزيد و المزيد  000 أنا 

  بالغفران، مفتون ، مفتون0          

   يمكن الإطلاع فى مجلس الأدب  ،  ملف الكوميديا الإلهية  ،  تاريخه30يوليوسنة 2005

*عبدالرؤوف النويهى
12 - أبريل - 2006
ومشهد آخر من كوميديا الغفران للمعري    كن أول من يقيّم
 

مشهد عبور ابن القارح للصراط

 فلمّا خلص من تلك الطُّموش، قيل له: هذا الصِّراط فاعبر عليه. فوجده خالياً لا عريب عنده فبلى نفسه في العبور، فوجده نفسه  لا يستمسك. فقالت الزَّهراء، صلّى الله عليها، لجاريةٍ من جواريها:

 ( فاطمة  )    : يا فلانة أجيزيه.

 فجعلت تمارسه وهو يتساقط عن يمينٍ وشمالٍ .

( ابن القارح ) : يا هذه، إن أردت سلامتي فاستعملي معي قول القائل في الدار العاجلة:

                    ستِّ إن أعيك أمري،         فاحمليني زقفونه

( الجارية )    : وما زقفونه ?

( ابن القارح ) : أن يطرح الإنسان يديه على كتفي الآخر، ويمسك الحامل بيديه، ويحمله وبطنه إلى ظهره، أما سمعت قول الجحجلول من أهل كفرطابٍ:

                    صلحت حالتي إلى الخلف حتى         صرت أمشي إلى الورى زقفونه

( الجارية )  : ما سمعت بزقفونه، ولا الجحجلول، ولا كفرطابٍ، إلاّ الساعة.

 فتحمله وتجوز كالبرق الخاطف. فلمّا جاز ابن القارح (الصراط) ، قالت الزَّهراء، عليها السلام

 ( فاطمة  )    :  قد وهبنا لك هذه الجارية فخذها كي تخدمك في الجنان. 

فلمّا صار إلى باب الجنّة، قال له رضوان :

 ( رضوان  )    : هل معك من جوازٍ?

( ابن القارح  ) :  لا.

( رضوان  )    : فقال لا سبيل لك إلى الدخول إلاَّ به .

 فبعل الشيخ  بالأمر، ( فنظر فإذا ) على باب الجنَة من داخلٍ شجرة صفصافٍ .

 ( ابن القارح  )  : أعطني ورقةً من هذه الصَّفصافة حتى أرجع إلى الموقف فآخذ عليها جوازاً،

( رضوان  )    :  لا أخرج شيئاً من الجنَّة إلاّ بإذنٍ من العليِّ الأعلى، تقدَّس وتبارك.

                    فلمّا دجرت بالنازلة،

( ابن القارح  )  :  إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون ! لو أن للأمير أبي المرجّى خازناً مثلك،

                    لما وصلت أنا ولا غيري إلى قرقوفٍ من خزانته. والقرقوف: الدِّرهم.

 والتفت إبراهيم، صلّى الله عليه، فرآه وقد تخلف عنه، فرجع إليه فجذبه جذبة حصَّله بها في الجنة.

الحلبي
19 - أبريل - 2006