سؤال جميل كن أول من يقيّم
أخي العزيز الأستاذ جميل: تحية طيبة وبعد:
تعرضت إلى الإشكال الذي لحق هذا العنوان في (قصة الكتاب) فكان مما قلت: (أما المقدمة الموجودة في المخطوط، فهي مقدمة منحولة لا تصمد أمام بضع خطوات من البحث العلمي، وربما رقى الشك إلى عنوان الكتاب، حيث أن الكتاب في حقيقته ليس كتاب طبقات، وهو في موضوعه أقرب إلى التسمية التي سماه بها حمزة الأصفهاني: (الاختيار من شعر المحدثين) إلا أن معظم من نقلوا عن ابن المعتز سموا كتابه: (طبقات الشعراء). وبذلك سماه ابن النديم في ترجمة ابن المعتز. وكان ابن المعتز قد كتبه في أيام قصار من أخريات حياته بعد عام 293هـ، وعني فيه بجمع المفاكهات والنوادر والمحاسن التي أثرت عن شعراء عاشوا في بلاط بني العباس وقصور وزرائهم ورجالاتهم. وأفاد الأربلي أن الكتاب يشتمل على (131) ترجمة، بينما تضم النسخة التي بين يدينا (127) ترجمة، وقد عثر الأستاذ عباس في المختصر على التراجم الخمس الساقطة، ومنها ترجمة (ابن هرمة) التي افتتح بها ابن المعتز كتابه. أما من حيث التاريخ فأقدم من ترجم لهم فيه (بشار بن برد) المتوفى سنة 167هـ وآخرهم (الناشئ) المتوفى سنة 292هـ ومحمد الشيرازي الذي قال في ترجمته: (وهو اليوم شاعر زماننا). ويؤخذ على ابن المعتز إهماله لذكر ابن الرومي الذي توفي قبله ب(13) سنة، وهو صاحب أكبر ديوان في الشعر). |