ما ذا تغير في الفظيلة لنسال عنها في اي زمن الفضيلة هي الفضيلة تعني ما تعنيه من الترفع عن المحقرات وارادة المعالي حيثما كانت اما ارتباطها بالعولمة فلا ارى فيه معنى ام لك راي اخر الرجاء اذكره
عمار جعفر الدوسكي
أكاديمي وباحث متخصص في شؤون تاريخ الفكر العربي الحديث
د.إسماعيل نوري الربيعي
imseer@yahoo.com
تحوّلات العالم؛الولاء للواقع وليس للأفكار
صناعة التفرّد
يرّكز العالم اهتمامه في هذه الدعوة الطاغية المتوجه نحو الحرية.فعل استقبال يبدر عن الجماهير الواسعة العريضة،وفعلٌ مباشر قوامه التفعيل والتحفيز تؤكد على توجيه قوة تركزت مكنوناتها في الجهة الليبرالية،هذا بحساب الانشغال في تقسيم العالم الى مناطق نفوذ أيديولوجي،يغلب عليها طابع التصادم والصراع والانشقاق الإنساني،حيث العداء والكراهية يصل الى مستوى يصعب الوقوف على درجة قياس له.
بقي المرتكز الاقتصادي ومعدل النمو فيه،يمثل الدالة العميقة الأثر في هذا التنافس المحتدم بين الطرفين الاشتراكي والرأسمالي،ليكون الكشف من خلال الفاعليات التي اتجه نحوها كل من الطرفين في تدبيج تحالفاته.فتثمير الازدهار والبحث الدائب عن الربحية كان الهاجس الذي ميز الفعالية الليبرالية بعمومها.حتى كان الوصول الى مجال من الحرية التي أتاحت المزيد من الانفتاح والإنجاز وصولاً الى تحقيق الأهداف الواسعة والشاملة.فيما توقفت لحظة الفعل الاشتراكي عند مجال البحث عن التحالفات المباشرة،والتي تم التعبير من خلالها عن هذا التطلع نحو بلدان العالم الثالث،التي أضحت بمثابة العبء على مستوى الأداء والإنجاز فيه.
إنها الاشتراطات التي حفزت في عمق النموذجين،وجعلت من تطلعاتهما قائمة على الاختلاف والتباين.سياق تفكير يجعل من المصلحة والمنفعة متفشية في عموم العلاقات الخاصة والعامة،حيث تكون الفسحة متاحة للجميع،هذا مع أهمية الملاحظة أن الانفتاح هذا يبقى خاضعاً لإرادة السلطة العليا التي تجعل من الأولويات في صلب عملها واتجاهاتها الرئيسة.بالمقابل اشترط النموذج المركزي للاشتراكية على مصلحة النخبة السياسية،والمتبلورة في هذا التحديد الشديد الضيق بالقيادات،التي جعلت من نفسها فوق الجماهير لاعتبارات تتعلق بالأسبقيات النضالية التي انغمست فيها،حتى غدا مشروع نضالها عبئاً لا بد للجماهير أن تدفع فاتورته.وانطلاقا من واقع التضييق وتركيز مجال التحديد.فإن البحث عن تحالفات كان مرتكزها يقوم على توسيع مجال الاستعارة المستمد من المخزون البلاغي الذي يحفل به قاموس النضال والثورية والعمل على حرية الشعوب المضطهدة وتكريس الجهود المحاربة الإمبريالية.لتكون النتيجة،نقل النخبوية النضالية من مجالها المركزي الى النموذج الفرعي،الذي أنتج عن تفريخ قادة في العديد من بلدان العالم الثالث يعتاشون على هذا التفرد والتخصيص الذي صنعوه لأنفسهم،من خلال تركيز محددات الوعي الزائف،الى الحد الذي لا يتورعون عن حق الخصوصية،ما داموا قد عملوا على تحرير الشعب.
الوقوع في شراك الهيمنة
هل كان الصراع بين القوى العظمى يقوم على تصادم الأفكار فقط،أم أن موّجهات المصالح وتوزيعاتها،كانت تحدد وجهات أخرى ومحفزات أشد أختلافا.حتى ليكون الفاصل في تحديد مجال الاختلاف القائم حول الوعي بالزمن لا سيما في طبيعة النظرة الى المستقبل،والذي لم يكن وليد رغبة بالحضور ومحاولة إشباع الذات الأيديولوجية وكل ما يتعلق بالأحاسيس والرومانسيات المتعلقة بالنضال والثورة.بل أن المتاح وفسحة الحركة كانت واقعة تحت إسار التحديد والتوزيع المسبق،انطلاقا من تقسيمات النفوذ التي تكوّن مجال العلاقات الدولية.
يفصح دور التاريخ بطريقة شديدة الوضوح،عن ضعف مساحة التنافح الأيديولوجي في المجتمع الليبرالي،الذي أوضحت رؤاه ومضامينه المباشرة عن هذا اللقاء العام والشامل بنموذج دولة الرفاهية،على الرغم من ظهور ملامح التوترات داخل هذا المجال،والمتعلقة بقضايا الأجور والتضخم وتأثيرات العولمة والاضرابات العمالية والبطالة.ولعل الفسحة التي يتيحها مجال الفعل السياسي الداخلي،ضمن المنظومة الليبرالية،يجعل من ملمح الانضواء الأيديولوجي محدود الأثر الى مدى بعيد.على الطرف المقابل يبرز مجال الأيديولوجيا بكل قوة والذي يتلاحم باليوتوبيا المستندة الى حلم الثورة العامة والشاملة،التي يجب أن تبسط أفكارها وعلاقاتها على العالم أجمع.لكن هذا الحلم سرعان وما وقع في شراك توزيع النفوذ الذي يحدده نطاق العلاقات الدولية.فلقد أشارت التجربة المباشرة الى هذا الذواء الذي عانت منه الكثير من الكيانات الثورية وفي عزّ وقوة الاتحاد السوفيتي.ولعل خيبة الأمل والرجاء بالقوة العظمى الساندة،كان قد برز في أكثر من مكان.إذ بقيت كوبا عبئا شديد الإثقال على السوفيت،في ما تم تصفية سلفادور اللندي في تشيلي،تحت عين وبصر السوفيت،تحت وازع تقسيمات النفوذ،وبذات القدر تكشف الميوعة واللين السياسي إزاء قضية الصراع العربي-الإسرائيلي،هذا بحساب موازنة القوى ومدى المبادرة الصادرة من لدن القوتين خلال عصر الحرب الباردة
.يكشف فعل المشاركة الذي يتبناه النظام السياسي،عن إمكانية الإفساح والتوسيع لمجال المساهمة الجادة والفاعلة من قبل المجموع،والذي يعبر عنه من خلال التأكيد على دور المؤسسات والهيئات المدنية،نحو تخليق المجالات الأوسع والأرحب.في الوقت الذي يتوقف نطاق الممارسة،عند هذه النظرة الجامدة الخالية من الروح،والمتوقفة عند مقولات نطق بها هذا الزعيم أو ذاك القائد في مرحلة تاريخية سابقة.
إنجاز ما لم يتم إنجازه
الفاصلة الأشد حضورا في طريقة استقراء الوعي بهذا الزخم من خلال الأفكار،تبرز في طريقة الاستجابة من قبل الفاعلين الاجتماعيين،مع أهمية تمييز الدور المهم والحافز ل اللاعبين السياسيين.فقد استطاع المكوّن الفكري الغربي الى إعمال روح العقل من خلال حفز مجال النقد الذي يطال كل شيء،من الصغير الى الكبير.من دون التوقف عند المحرمات والممنوعات أو توصيفات القائمة السوداء.حتى كان الوصول الى مرتبة يمكن إدراجها بالعليا مع الفعل التاريخي،الذي تم النظر إليه من خلال توسيع دور الإنسان فيه،وليس تحديد مجال النظر والعمل على فرز مجالات الهيمنة.
الوضوح الذي طبع المشهد العقلي الغربي،جعله يتحرر من هذه المسلمات التي تفرضها تلك الوصايات الصادرة من لدن الأيديولوجيا،التي تعمد إلى لي عنق التاريخية لتجعل منها تاريخانية قوامها الارتباط بالغايات المحددة،والتي يصل التداخل فيها الى حد الإقرار سلفاً بإنجاز ما لم يتم إنجازه بعد.ومن هذه المفارقة اللفظية،يمكن الوقوف على نظام التسمية الذي تقوم عليه الشيوعية على سبيل المثال.فهي وعلى الرغم من إقرار مريديها على أنها مرحلة لاحقة،إلا أن قواعد الإخلاص الأيديولوجي تفرض هذه التسمية،ليكون الارتباط الذي تقوم بحفزه اليوتوبيا في حلم تنقطع فيه الأواصر مع الواقع.
يمكن العثور ومن دون بذل جهد كبير،على كم هائل وواسع من الإدانة والرفض والسخط والشطب،الذي يتم إلحاقه عادة بالتاريخي.في مساحة التفعيل الأيديولوجي.حتى ليكون التاريخ وقد تمظهر في أداة للمعاقبة والمراقبة،الذي تحدده اشتراطات الأخ الأكبر،الذي يعمد الى ضبط كل شيء،الحركات والسكنات والتطلع الى قياس درجة الإخلاص العقائدي والانضباط الإيماني.ومن هنا يكون المجال الأوسع لدور أجهزة البوليس السري،التي تتوجه الى قراءة النوايا والأفكار التي يمكن أن تعّن على رؤوس الجماهير.وهكذا تبرز فوبيا السلطة،لتعبّر وبكل ما لديها من أدوات ووسائل،عن ترصدات التآمر الذي لا ينقطع من قبل الآخر،والخوض في تكريس مجال السرية والتعمية،تحت لا فتة الحفاظ على الأمن القومي.ومن هذا التراكم الذي تفرضه العقيدة الجاهزة والإيمان الافتراضي،يكون القمع وقد تجسّد في لبوس مرّكب شديد التعقيد،يكون فيه الجميع تحت طائلة سلطته،بما فيهم القامعون أنفسهم.
اللقاء مع الحقائق
التوقف الطويل من لدن الأيديولوجيا حول هذا الهوس الدوغمائي،الذي يجعل من الرأي تهمة مباشرة،يمكن من خلالها الإلغاء والتهميش والإقصاء للأفراد والجماعات.تكون بمثابة السمة الطاغية على الموّجهات الراديكالية الكامنة في النظام السياسي،لكن توصيفات من هذا النوع لا تتوقف عند الأنظمة الموغلة في الأدلجة.فالولايات المتحدة وعلى الرغم من توكيدها على التأسيس الليبرالي الذي يقوم على الحرية والديمقراطية،شملتها تفاعلات من هذا النوع،لا سيما خلال الحقبة المكارثية التي توجهت نحو محاربة الرأي تحت دعوى التهديد الشيوعي الذي بات على أبوابها.ولعل التوقف عند نموذجين من هذه الحقبة،يكشف عن تفاعلات النظام الليبرالي،الذي لا يمكن النظر إليه دائماً بهذه النموذجية والتكامل المطلق.فمن وسط هوليود حيث قلعة صناعة السينما العالمية وقع المخرج((ايلي كازان))ضحية التعاون مع اللجان الخاصة،حتى نال الاحتقار والعزل من قبل زملائه.هذا مع أهمية الالتفات الى أصوله الشرق أوربية.فيما نال((رونالد ريغان))أقصى غايات الاهتمام والرعاية الى الحد الذي غدا فيه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.
البحث عن الطريقة المثلى للالتقاء مع الحقائق التي يثبتها الواقع،هذا هو المقصد والهدف الذي ترسمته الليبرالية طريقا لها.وهكذا انغمست في مجال فعل التعديل والتجديد للرأسمالية،من دون الخضوع لقداسة يمكن أن تفرضها نظريات أو مرحلة تاريخية.والمقياس الأصل الذي تفاعلت فيه واستندت إليه يقوم على طبيعة المنجز الراهن،حيث الرخاء وابتناء نموذج دولة الرفاهية.فيما يكون النظر الى المستقبل استنادا الى ما هو كامن وحاصل.فقد أثبتت التجربة المباشرة عن عقم الانغماس في الآمال وتهويمات الأحلام،إذ مازال الغرب يتذكر سنوات الأزمة الاقتصادية العالمية 29-1933،والتي جعلت من النظام الرأسمالي على شفير النهاية.
لم يعد العالم يحتمل عصاب الانضواء الأيديولوجي،فالتجديد والإصلاح يكون الإثبات الأكثر حضوراً في تفعيل حركة الواقع،نحو تحقيق الغايات والأهداف التي تهم الإنسانية وليس الولاء للأفكار.فقد تعرضت النظرة القديمة الى النهاية،وباتت المنفعة تمثل بيان التوافق والتوائم داخل النظام الاجتماعي،الذي يجسد عموم الفعالية السياسية والاقتصادية والثقافية.وعلى هذا فإن التطبيقات صارت تعتاش على التحوير والتبادل في المضامين والرؤى والتصوّرات.ولم يعد غريبا أن تجد تطبيقات اشتراكية في صلب النظام الرأسمالي،إنه عالم المبادرة والتفاعل.
بكل بساطة الفضيلة هي الموجه لستخدامناللعولمة ولولا الفضيلة ما كنا وجدنا مساهماواحدا في مواقع معلوماتية جادة كالوراق مثلا لا يجب ان نجعل الامور كلها سوداء فمازالت الدنيا بخير