البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : العلوم عند العرب

 موضوع النقاش : النبات الطبي في الطب النبوي    قيّم
التقييم :
( من قبل 4 أعضاء )

رأي الوراق :

 لحسن بنلفقيه 
28 - مارس - 2006

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله : سبق و أن بدأت في مجلس  {العلوم عند العرب } ملفا باسم { النبات الطبي عند العرب } ، موضوعه تحقيق مفردات كتاب الجامع لإبن البيطار . و لقد استطعت بحمد الله و توفيقه تحقيق أسماء حرف الألف  ـ و يشمل 220 مفردة ـ  خلال سنة 2005 . و بما أن في كتاب { الجامع } ما مجموعه 2324 مادة ، فإن تحقيقه سيتطلب سنوات عديدة ، إن كان في العمر بقية .

و ارتأيت أن أفتح هنا ملفا خاصا عن { النبات الطبي في الطب النبوي } ليكون فرعا للملف الأصلي ، ألبي فيه رغبة ملحة في التعرف  على أشخاص النباتات الطبية في الأحاديث النبوية ، بعد أن أكدت الأبحاث العلمية الحديثة  ، وعلى أعلى المستويات ، صدق كل ما جاء في هديه صلى الله عليه و سلم  في التغذية و الحمية و العلاج  و غيرها من سلوكيات العيش لدى الإنسان .  فحتى حديث غطس الذبابة الذي حير الأذهان   ، جاءت التجارب المخبرية و الدراسات المتقدمة لتأكد صدق ما جاء فيه عن المصطفى صلى الله عليه و سلم ، و هو الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى ، " إن هو إلا وحي يوحى " .

و بتحقيق إسم النبات ، و ذكر أسمائه في اللغات المختلفة ، يستطيع المهتم استعمال محركات البحث بشبكة الإنترنيت ليقف على جميع المعلومات العلمية الحديثة المعروفة حتى الآن عن النبات ، مع العلم أن النتائج  العلمية تتغير و تتطورعبر الأزمنة ، و يبقى قول الرسول حقا في الدنيا و الآخرة .

Médecine du Prophète   :

         J'expose dans ce qui suit - après l'introduction - les noms scientifiques et vulgaires des plantes médicinales citées dans les paroles sacrées du Prophète Mohammed,  ou {Médecine du Prophète }, ainsi que leur utilisation dans l'alimentation, la dètétique et la phytothèrapie .

 

 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
في الطب النبوي    كن أول من يقيّم
 

سبق و أن عرّفت بالمستشرق الفرنسي " لوسيان لوكليرد Lucien Leclerc  " مترجم كتاب  { الجامع لمفردات الأدوية و الأغذية } لمؤلفه  إبن البيطار ، تحت عنوان  :  Ibn Al Baytar  ـ  Traité des simples , و اعتمدت على كتابه القيم { تاريخ الطب العربي  Histoire de la méecine arabe }  في جانب مهم من ترجمة حياة إبن البيطار. و أعود إلى اعتماد هذ المرجع الهام في تقديمي لملف { الطب النبوي } ، دون أن ننسى أن صاحبه طبيب و مستشرق فرنسي ، يحاول في بعض مقولاته أن يرجع بعض ما جاء من هدي نبوي في استعمال الأغذية و الأدوية إلى علاقات شخصية بين النبي محمد صلى الله عليه و سلم و بعض الأطباء العرب المعاصرين له . و ليس من المعقول أن ننتظر عكس هذا من مستشرق عاش في القرن التاسع عشر ، مع أن الأطباء الأوائل ،قبل لوكليرك هذا بقرون و دهور ، و على رأسهم أبقراط و جالينوس ، يرون أن صناعة الطب أصلها وحي و إلهام من الله تبارك و تعالى إلى من يختار من عباده . يقول إبن أبي أصيبعة في كتابه طبقات الأطباء ، عن جالينوس في  تفسيره لكتاب الإيمان لأبقراط  أنه قال :" و أما نحن ،  فالأصوب عندنا و الأولى أن نقول أن الله تبارك و تعالى خلق صناعة الطب و ألهمها الناس ، و ذلك أنه لا يمكن في مثل هذا العلم الجليل أن يدركه عقل الإنسان ، لكن الله تبارك و تعالى هو الخالق الذي هو بالحقيقة فقط يمكنه خلقه "... فكيف بالنسبة لأشرف خلق الله ، و هو الذي لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى  ، كما أخبرنا رب العزة .

 

 إلا أن كتاب { تاريخ الطب العربي } هذا يبقى مرجعا هاما يسحق التقدير . و هذه كلمة وجيزة في حقه :

 

         من الأعمال الجليلة التي تستحق الذكر و التنويه ، في ميدان التعريف بالطب العربي عامة و الطب النبوي خاصة ، ما قامت به وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية المغربية ، سنة 1980 ، و بأمر من ملك المغرب ، جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه ،  بإعادتها لطبع كتاب { تاريخ الطب العربي } للدكتور لوسيان لوكليرك [ طبعة 1876] .

         و مما جاء في تقديم طبعة هذا الكتاب ، للدكتور أحمد رمزي  وزير الأوقاف و الشؤون الإسلامية قوله  ـ الأصل فرنسي ، و الترجمة لي ـ :

"        بإعادة طبع هذا المؤلف ، نضع رهن إشارة الباحثين و الأطباء و الدارسين ، و سيلة فعالة للعمل ... لقد بقي تاريخ الطب العربي غير معروف بما فيه الكفاية من طرف العموم. و بقيت أصوله و إبداعاته و إسهاماته ، حتى في ذاكرة المحيط العلمي من باب المستحيل ، و مع ذلك فقد ساد هذا الطب و لعدة قرون المعرفة الطبية العالمية ، و اتخـِد كأساس للطب الغربي في عصر النهضة .

"        نعرف الآن هذه الحقائق . و يبقى أن نقدمها طبا لمعيير البحث و التاريخ . و إننا لنترك للدكتور لوسيان لوكليرك هذه المهمة ، لأنه عرف كيف يقدم في مؤفه هذا ، الحجج التاريخية بوثائق و مصادر مفهرسة [ بيبليوغرافية ] بعد أن أفرزها بغربال العالم الملاحظ المختص .

"        نتمنى أن يسد هذا المؤلف الفراغ الهائل الذي نجده في مكتباتنا عن هذه المادة ، و أن يشجع على أعمال أكثر تخصصا على ضوء الوثائق المكتشفة منذ ذال الوقت " . { الرباط في 20 ىمايو 1980 .

 

 

                                                  ...........................................

 

نبذة عن تاريخ الطب :

 

كان للعرب طرق قديمة و وسائل بدائية في العلاج ، إكتسبوها من خبراتهم المباشرة ، و جاءهم بعضها نتيجة أسفارهم التجارية و تعاملهم مع جيرانهم من الأمم المعاصرة لهم .   

         كان الطب في العصر الجاهلي و عند جميع الأمم ، مزيجا من الطقوس و الأدعية و القرابين لإخراج الأرواح الشريرة المسببة للأمراض و إزالة السحر المسلط عليهم ، مع اللجوء في كثير من الحالات إلى استعمال الأدوية التي تعرف الإنسان على خصائصها الطبية آنذاك.

         لم يحفظ التاريخ المكتوب عن العرب معلومات دقيقة عن ممارساتهم الطبية في العصر الجاهلي . و لما جاء الإسلام حرم الدين الجديد العلاج بكل ما هو حرام من أقوال و أفعال ، و أولى نبي الإسلام ، محمد بن عبد الله  صلى الله عليه و سلم ، عناية خاصة بهذا الجانب من حياة المسلمين ، حفظها التاريخ في شكل أحاديث طبية ، تشمل أقوال و أفعال رسول الله في ميدان الطب ، لأنه كان قدوة لأصحابه و عترته و عشيرته ، يرجون إليه في كل ما يتعلق بتعاليم دينهم الجديد في أمور دينهم و دنياهم ، و يعملون بأقواله و أفعاله في حياته و بعد مماته .

         إنتقل محمد نبي الإسلام إلى جوار ربه ، سنة 11 هجرية [ 632 بعد الميلاد ] ، و ترك للمسلمين كتاب الله و سنة رسوله و ما اتفق عليه جمهور أئمة الإسلام ، ليهتدوا بها في حياتهم و ينالوا بها رضى الله و رسوله  في الدنيا و الآخرة .

         و بحلول عصر الخلفاء الراشدين و من بعدهم من الأمويين و العباسيين ، إنتشرت الفتوحات الإسلامية ، و نشطت ترجمة علوم اليونان و الهند و فارس إلى اللغة العربية ، و صار طلب العلم من الباقيات الصالحات و جهادا في سبيل الله ، و خير زاد في الدنيا و الآخرة . لذا كرس جمع من المسلمين  حياتهم لدراسة علم الطب و مزاولة مهنته ، و الفوا فيه كتبا أحيت تراث الأمم الغابرة ، و بقيت مؤلفاتهم العربية مرجعا عالميا لعلم الطب حتى القرن السابع عشر ، حيث كان وقتها كتاب { القانون  لإبن سينا } كتابا مدرسيا بجامعتيْ " مونبيليه " و " لوفان " ، و كتاب أبي القاسم الزهراوي ، و هو من أطباء الأندلس ، تتناقله أيدي الجراحين في كل من إيطاليا و فرنسا .

         و بعد هجومات المغول و التثار و الصليبيين و ما ألحقوه من أضرار كان لها أثرها الوخيم في تقدم العرب ، بقيت أوروبا تعيش في الجهل و المرض لقلة أطبائها ، إلى أن ظهر الطب الحديث بين ظهرانيها فأحدث ثورة ما زالت قائمة حتى عصرنا هذا .

[ يتبع ]

*لحسن بنلفقيه
28 - مارس - 2006
الطب النبوي قديما و حديثا    كن أول من يقيّم
 

للطب النبوي في تاريخ الطب عند العرب مكانة و منزلة خاصة به . فأقوال الرسول و ممارساته في الطب تبقى أقدم وثيقة عن الطب العربي في الجاهلية و ظهور الإسلام . و بعد قرون من وفاة الرسول محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ و تقدم علم الطب عند العرب ، إهتم علماء الإسلام بالأحاديث النبوية الطبية و ألفوا فيها كتبا ضمنوها كل المعارف الطبية الجديدة و وظفوها لشرح تلكم الأحاديث و إحيائها بين المسلمين و أطلقوا عليها إسم { الطب النبوي } . و من أطباء المسلمين في العصر الحديث  ، و في هذين العقدين الأخيرين خاصة ، مجموعة من خيرة  الباحثين المتخصصين ، إتخذت من الآيات القرآنية و الأحاديث  النبوية مادة للدراسة المخبرية و التدبر في ملكوت الله و أسرار خلقه ، مسلحين باوثق التخصصات العلمية  و مجهزين  بأدق التجهيزات المبتكرة ، يعملون جماعات و فرادى ، و بدأ جهدهم و اجتهادهم  يعطي ثماره ، و هاهم اليوم يعقدون المؤتمرات العلمية في شتى بقاع العالم ، يخاطبون أرقى أمم الأرض بلسان العلم ، و يقدمون للمسلمين و غيرهم  ، تحت عنوان { الإعجاز العلمي في القرآن الكريم و السنة النبوية } تفسيرا جديدا ، يتناسب و مدارك الإنسان و ثقافته . فكما أن لكل زمان رجال كما يقال ، فكذلك لكل عصر " لسان " ، إن صح التعبير ، و لسان عصرنا هذا هو النتائج المخبرية و الكلمة و الصورة الرقمية و المعادلة الرياضية و الكلمة الطيبة و الفكرة السديدة و  و الحوار و نشر الخبر .

 

*لحسن بنلفقيه
28 - مارس - 2006
1ـ ظهور الطب عند العرب    كن أول من يقيّم
 

 

            يقول لوسيان لوكليرك   Lucien Leclerc  في كتابه " تاريخ الطب العربي Histoire de la médecine arabe "  عن ظهور الطب عند العرب  ـ  الأصل فرنسي و الترجمة لي ـ  :  " مما لا شك فيه  أن هذه الصناعة ظهرت عند العرب بنفس الطرق التي ظهرت بها عند غيرهم من الأمم ، لأن مصادر الطب تتشابه في كل بقاع الأرض ، و المقصود هنا هو الطب التقليدي أو الشعبي  قبل أن يصبح علما ،  و تعتمد أساسا على التجربة و الصدفة و الحدس و تراكم الخبرات و اكتشاف بعض الأدوية "/هـ ... و يرى إبن أبي أصيبعة ، و هو أشهر من ألف في تاريخ الطب و الأطباء عند العرب ، أن مصادر الطب متعددة : منها الوحي الإلهي ، و الإلهام ، و الأحلام ، و الصدفة ، و ملاحظة الحيوان ، و التجربة ، و الإستنتاج الصحيح ، ثم جمع النتائج و استنباط القواعد الأساسية للطب .

             و استبعد إبن المطران[2] ، بداية ممارسة الطب عند الإنسان بالوحي و الإلهام  ، فقال : " هذا كلام مشوش كله مضطرب وإن كان جالينوس قال في تفسير العهد أن هذه الصناعة وحيية إلهامية وقال فلاطن في كتاب السياسة أن اسقليبيوس كان رجلاً مؤيداً ملهما لكن تبعيد حصول هذه الصناعة باستنباط العقول خطأ وتضعيف للعقول التي استنبطت أجل من صناعة الطب " [3].  ثم  تصور إبن المطران ظهور الطب  بالملاحظة و التجربة و الحدس ثم الإستنباط ، و ذكر إبن أبي أصيبعة ذالكم التصور في تاريخه ، و نقل المستشرق لوكليرك مثالين منها في تاريخه ، و هذه أمثلة من تصور إبن المطران لبداية الطب كما جاءت في كتاب " طبقات الأطباء " و ترجمها لوكليرك :

 

" ولننزل أن أول العالم كان واحداً محتاجاً إلى صناعة الطب كحاجة هذا العالم الجم الغفير اليوم  وأنه ثقل عليه جسمه واحمرت عيناه  وأصابه علامات الامتلاء الدموي   ولا يدري ما يفعل  فأصابه من قوته الرعاف  فزال عنه ما كان يجده  فعرف ذلك  فعاوده في وقت آخر ذلك بعينه  فبادر إلى أنفه فخدشه فجرى منه الدم فسكن عنه ما كان يجده  فصار ذلك عنده محفوظاً يعلمه كل من وجده من ولده ونسله  ولطفت حواشي الصناعة حتى فـُـتِـحَ العِـرقُ بلطافة ذهن ورقة حس  ولو نزلنا  لفتح العرق أن آخر ممن هذه صفته انجرح أو انخدش فجرى منه الدم فكان له ما ذكرنا من النفع  ولطفت الأذهان في استخراج الفصد  جاز فصار هذا باباً من الطب " .[3] و النص كما هو مكتوب بدون فواصل و بدون نقط بين الجمل .

 

*لحسن بنلفقيه
29 - مارس - 2006
2ـ ظهور الطب عند العرب    كن أول من يقيّم
 

سبق لي أن ترجمت  النص الفرنسي  لهذا التصور عند لوكليرك قبل حصولي على النشرة الرقمية لكتاب طبقات الأطباء ، و هذا  نص الترجمة :

            { لنفرض أن الإنسان الأول شعر بثقل في جسمه و احمرار في عينيه نتيجة إصابته بضغط الدم و وفرته ، و لا يعرف كيف يتصرف ، و نتيجة لكثرة دمه و زيادة مرضه نزف أنفـُه و سال دمه فزالت آلامه إثر هذا النزيف ، فلاحظ هذا الحدث و سجله في ذاكرته . و بعد مدة ، عاوده نفس المرض و شعر بنفس الأعراض ، فتذكر إصابته الأخيرة  و سارع إلى خدش أنفه و إحداث النزيف ، فخفت حدة المرض و زالت آلامه و استعاد الشخص صحته ، فثبت عنده نفع إستخراج الدم في هذه الحالة ، فأخبر بها أبناءه و أقاربه ليلجأوا إليها كعلاج عند الحاجة . و بالممارسة ، تقدمت هذه العملية البسيطة  بالصناعة الطبية ، إلى أن وصلت إلى فتح الوريد بحذق و مهارة ، و اصبح الفصد [ أو فتح العروق saignée ] و الحجامة  [ scarification ] تقنيات طبية ، اشتهر العرب بممارستها منذ القديم .}

 

            و التصور الثاني لإبن المطران في كتاب الطبقات هو :

 

" وآخر امتلأ من الطعام امتلاء مفرطاً فأصابه من طبيعته أحد الاستفراغين  إما القيء وإما الاسهال بعد غثيان وكرب وقلق وتهوع ومغص وقراقر وريح جوالة في البطن، فعند ذلك الاستفراغ سكن جميع ما كان يجده  وقد كان آخر من الناس عبث ببعض اليتوعات فمغصه فأسهله وقيأه اسهالاً وقيئاً كثيراً وصارت عنده معرفة أن هذه الحشيشة تفعل هذا الفعل وأن هذا الحادث مخفف لتلك الأعراض مزيل لها فذكره لذلك الشخص وحثه على استعمال القليل منه لمّا تعوق عليه القيء والإسهال وصعبت عليه الأعراض فأداه إلى غرضه منهما وخفف عنه ما لقي من شر تلك الأعراض ولطفت الصناعة ورقت حواشيها ونظرت في باقي الحشائش الشبيهة بتلك ما منها يفعل ذلك وما منها لا يفعله وما منها يفعله بعنف وما منها يفعله بضعف " . [3]

         و هذه ترجمتي للنص الفرنسي لهذا التصور عند لوكليرك :

 

{ و قد يحدث أن يصاب إنسان ما بتخمة  أو بطنة فيشعر بقلق و تهيج و آلام في البطن و قرقرة . و بالصدفة ، أو تحت تأثير ما ، يتعرض هذا المصاب لإسهال أو تقيؤ فيحس بزوال آلامه بعد هذا الإستفراغ الطارئ  ، و يستعيد صحته  دون أن يفوته ملاحظة  أنالإسهال هو  سبب علاجه من مرضه . و لنفرض أن هذ المصاب نفسه أو أحد رفاقه أكل صدفة من نبات مُسْهِـل [ يتوع ]، فأصابه إسهال و قيء ، فلاحظ خاصية الإسهال في النبات . فبناء على تجربته الأولى التي تعرّ ف فيها على نفع الإسهال في علاج التخمة و سوء الهضم من جهة ، ثم ملاحظته الأخيرة لخاصية الإسهال في النبات  من جهة ثانية ، إستنتج هذا الشخص أن أكل النبات المسهل نافع لإستفراغ البطن المتخومة . ثم جربه عند الحاجة  وصح عنده نفعه ، فصار يلجأ إليه كدواء عند الضرورة ، فأطلع عليه ذويه و أقاربه ، و بتراكم الخبرات و مرور الزمن ، تعرف الإنسان على أشخاص  الأدوية  ، و بدأ بحثه عنها قصد استعمالها في العلاج ، و اجتمع عند بعضهم رصيد هام من التجربة و الخبرة بين قومهم و اصبحوا يلقبون بالأطباء } .

 

                        إكتفى لوكليرك بذكر هذين المثالين  عن الملاحظة . و ذكر إبن أصيبعة أمثلة أخرى  منها :

 

{ قال حبيش الأعسم أن رجلاً اشترى كبداً طرية من جزار ومضى إلى بيته فاحتاج أن ينصرف في حاجة أخرى فوضع تلك الكبد التي كانت معه على أوراق نبات مبسوطة كانت على وجه الأرض ثم قضى حاجته وعاد ليأخذ الكبد فوجدها قد ذابت وسالت دماً فأخذ تلك الأوراق وعرف ذلك النبات وصار يبيعه دواء للتلف حتى فطن به وأمر بقتله أقول هذه الحكاية كانت في وقت جالينوس وقال إنه كان السبب في مسك ذلك الرجل وفي توديته إلى الحاكم حتى أمر بقتله قال جالينوس وأمرت أيضاً في وقت مروره إلى القتل أن تشد عيناه حتى لا ينظر إلى ذلك النبات أو أن يشير إلى أحد سواه فيتعلمه منه ذكر ذلك في كتابه في الأدوية المسهلة } . [3]

*لحسن بنلفقيه
29 - مارس - 2006
3 ـ ظهور الطب عند العرب    كن أول من يقيّم
 

و هذا مثال آخر أورده إبن أبي أصيبعة في طبقاته :

 

{ وحدثني جمال الدين النقاش السعودي أن في لحف الجبل الذي بأسعرد على الجانب الآخر منه قريباً من الميدان عشباً كثيراً وأن بعض الفقراء من مشايخ أهل المدينة أتى إلى ذلك الموضع ونام على نبات هناك ولم يزل نائماً إلى أن عبر عليه جماعة فوجدوه كذلك وتحته دماً سائحاً من أنفه ومن ناحية المخرج فأنبهوه وبقوا متعجبين من ذلك إلى أن ظهر لهم أنه من النبات الذي نام عليه وأخبرني أنه خرج إلى ذلك الموضع ورأى ذلك النبات وذكر من صفته أنه على شكل الهندبا غير أنه مشرف الجوانب وهو مر المذاق قال وقد شاهدت كثيراً ممن يدنيه إلى أنفه ويستنشقه مرات فإنه يحدث له رعافاً في الوقت هذا ما ذكره ولم يتحقق عندي في أمر هذا النبات هل هو الذي أشار إليه جالينوس أو غيره قال ابن المطران فأقول حينئذ أن النفس الفاضلة المفيدة للخير نَظَرت حينئذ فعلمت وكما أن الدواء فعل ذلك الفعل فلا بد وأن يكون خَلْق دواء آخر ينفع هذا العضو ويقاوم هذا الدواء ففتش عليه بالتجربة ولم يزل يطلب في كل يوم أو في كل وقت حيواناً [*] فيعطيه الدواء الأول ثم الثاني فإن دفع ضرره فقد حصل مراده وإن لم ينفع فيه طلب غيره حتى وقع على ذلك الدواء وفي استخراج الترياق أعظم دليل على ما قلت إذ لم يكن الترياق سوى حب الغار وعسل ثم صار إلى ما صار إليه من الكثرة والنفع لا بوحي ولا إلهام ولكن بقياس وصفاء عقول وفي مدد طويلة} .[3]

 

 

و بناء على ما سبق ذكره ، كانت جزيرة العرب قبل ظهور الإسلام  تزاول نوعا من التطبيب يتلخص أساسا في عمليات الكي  و الحجامة و الفصد و تضميد الجراح و استعمال بعض الأدوية ، مع اللجوء إلى طقوس دينية و عرافة و كهانة مما تسمح به معتقداتهم الوثنية .

            و من أشهر أطباء العرب في الجاهلية : إبن حزيم ، و الحارث بن كلدة ، و النضر بن الحارث ، و إبن أبي رمثة التميمي .

 

 

 

الهامش :[1] المرجع : تاريخ الطب العربي للوكليرك ، و طبقات الأطبا لإبن أبي أصيبعة . [2] : إبن المطران : [توفى سنة 587 للهجرة ، 1191 ميلادية ] ، و هو أحد أطباء صلاح الدين الأيوبي . [3] من كتاب " طبقة الأطباء " ، النشرة الرقمية . [*] هنا إشارة هامة إلى التجارب على الحيوان لمعرفة خصائص النباتات .

 

*لحسن بنلفقيه
29 - مارس - 2006
الطب الجاهلي :    كن أول من يقيّم
 

وجدت بشبكة الإنترنيت  كتابا بعنوان {  الآداب الطبية في الإسلام  }  .... [  مع لمحة موجزة عن تاريخ الطب ] ، لمؤلفه  : جعفر مرتضى العاملي  . دار البلاغة  . الطبعة الأولى 1412 هـ  ـ  1991 م . و نظرا لعلاقة الكتاب بموضوع البحث ، و لكثرة المراجع المذكورة في هامش صفحات هذا الكتاب ، و أهميتها بالنسبة لمن أراد الرجوع إليها أو تعميق معلوماته عن هذه المادة ، رأيت من المفيد نقل بعض  أقوال صاحب هذا الكتاب مصحوبة  بذكر مراجعه فيها ما بين قوسين  في ما يلي .

جاء بكتاب { الآداب الطبية في الإسلام }  ما نصه : " الطب الجاهلي [ ص 22 ] :

... ويقولون : إن المعالجات في الجاهلية كانت تعتمد على بعض النباتات، وبالعسل وحده، أو مع مواد اخرى: شرباً تارة، وعجائن ولصقات أخرى. وبالحجامة، والفصد، والكي، وبتر الأعضاء بالشفرة المحماة بالنار.. هذا بالإضافة إلى معالجاتهم بالرقى والعزائم، والأذكار التي تطرد الجن والأرواح الشريرة... ويقول البعض: إنهم كانوا يعالجون الجراح المتعفنة والدماميل بمواد ضد العفونة، ويعالجون الأمراض المسرية بالحجر الصحي، ويعالجون الجراح بالفتائل والتضميد( عن :تاريخ طب در إيران ج2 ص118.).

ويقول الدكتور جواد علي (في كتابه : المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج8 ص415 ): ? وقد عرف الجاهليون أيضاً طريقة تغطية بعض العيوب، أو الإصابات التي تلحق بأعضاء الجسم بالوسائل الصناعية، فشدوا الأسنان، وقووها بالذهب، وذلك بصنع أسلاك منه تربط االأسنان، أو بوضع لوح منه في محل الأسنان الساقطة)  المعارف لابن قتيبة: ص82 ونزيد نحن: مسند أحمد ج1 ص73 والتراتيب الإدارية ج2 ص65و69 عن الترمذي وسنن أبي داوود.(  واتخذوا أنوفاً من ذهب لتغطية الأنف المقطوع، كالذي روي عن عرفجة بن أسعد ) أو الضحاك بن عرفجة أو طرفة بن عرفجة، كما يظهر من مراجعة المصادر الآتية ( ، من أنه اتخذ أنفاً من ذهب) بأمر من النبي (صلى الله عليه وآله). وكان قد أصيب أنفه يوم الطلاب في الجاهلية? انتهى. ولعل هذه القضية من الأمور المسلمة تاريخياً كما يعلم من مراجعة كتب الحديث والتاريخ  ( مسند أحمد ج5 ص23. وسنن أبي داوود ج4 ص92 وسنن الترمذي ج4 ص240، وسنن النسائي ج8 ص164 وطبقات ابن سعد ج7 ص30، والعقد الفريد ج6 ص354، والإصابة ج2 ص223 وج3 ص207و474 عن ابن مندة والتراتيب الإدارية ج2 ص 65 (.

.. وإن كان البعض يرى: أن ذلك لا يرتبط بالطب، وإنما بفن الصياغة.. ولكنه على أي حال يعبر عن تطور ما في توجهات الناس آنئذ حتى ليفكرون بتغطية بعض العيوب بطرق، ووسائل كهذه..

وقد عرف الجاهليون الطب البيطري أيضاً، فكانوا يعالجون الحيوان بالكي بالنار، وجب سنام الإبل، إذا أصيب بالدبرة، وقد كان العاص بن وائل بيطاراً كما يقولون ( المعارف لابن قتيبة ص250، وتاريخ التمدن الإسلامي المجلد الثاني ص24 والمفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج8 ص       417  ( .

وكانوا ينقون رحم الفرس أو الناقة من النطف، ويخرجون الولد من بطن الفرس، أو الناقة، ويعبَّر عن ذلك بلفظ ?مسي? ( المفصل في تاريخ العرب ج8 ص417 عن تاج العروس 342 ( .

وأما عن الأمراض التي كانوا يعرفونها، والنباتات التي كانوا يستعملونها، فهي كثيرة، ولسنا في صدد استقصائها. وقد ذكر أسعد علي في كتابه: ?المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام? نبذة عن تلك الأمراض ومعالجاتها، فليراجعها من أراد. ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج8 ص389. (

ثم إن هذا الذي ذكرناه إنما هو بالنسبة للطب عند الحضريين، أما طب البادية فقد كان تقليدياً موروثاً عن مشايخ الحي وعجائزه...هـ... إنتهى ما نقل من كتاب  { الآداب الطبية في اسلام  } .

*لحسن بنلفقيه
2 - أبريل - 2006
أطباء العرب في الجاهلية    كن أول من يقيّم
 
    

يقول لوكليرك في تاريخه للطب العربي : يحتفظ  تاريخ الطب عند العرب  بأسماء  أطباء في الجاهلية أو عاصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم . و أشهر هؤلاء الأطباء  هم : حجام ساباط ، و إبن حذيم ، و الحارث بن كلدة ، و النضر بن الحارث .

            و ذكر صاحب كتاب { الآداب الطبية في الإسلام  } أسماء أخرى لم يذكرها لوكليرك ، سنعرضها في حينها.

 

 

حجام  ساباط :

            قال عنه لوكليرك :" سمي بحجام ساباط  لأنه كان يقيم بقرية ساباط من مدائن فارس . و كان يجلس في الطرقات و ينتظر مرور قوافل العرب  و الجيوش ليزاول مهنته في الحجامة . عاش في الجاهلية . و كان مضرب الأمثال في البطالة و التعطل حتى قيل فيه : { أفرغ من حجام ساباط } . يحكى عنه القزويني  أنه كان يكثر من حجامة أمه ليوهم الناس أنه يعمل ، حتى ماتت من كثرة الحجامة ".

 

    و قال عنه الميداني في مجمع الأمثال : " كان حجاماً ملازماً لساباط المدائن، فإذا مر به جند قد ضرب عليهم البعث، حجمهم نسيئة بدانق واحد إلى وقت قفولهم، وكان مع ذلك يعبر الأسبوع والأسبوعان فلا يدنو منه أحد، فعندها يخرج أمه فيحجمها حتى يرى الناس أنه غير فارغ، فما زال ذلك دأبه حتى أنزف دم أمه فماتت فجأة، فسار مثلاً. قال الشاعر:

 {مطبخه قفر وطباخـه }   { أفرغ من حجام ساباط }

وقيل إنه حجم كسرى أبرويز مرة في سفره ولم يعد لأنه أغناه عن ذلك.

لم يرد ذكر  "حجام ساباط  " هذا  في كتاب { الآداب الطبية في الإسلام } .

 

إبن حــذيــم :

قال عنه لوكليرك :" اشتهر بزاولة الطب حتى قيل فيه " طب إبن حذيـم " .

و قال صاحب { الآداب الطبية } :" ابن حذيم: من تيم الرباب، وقد زعموا: أنه أطب العرب، حتى قيل: أطب في الكي من ابن حذيم.. ) تاريخ التمدن الإسلامي، المجلد الثاني ص22، والمفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج8 ص386 عن بلوغ الارب ج3 ص337). وهذه الكلمات كما ترى تدل على أنه إنما اشتهر بالكي أكثر من غيره من سائر المعالجات التي كانت معروفة آنذاك.. وليس لدينا ما يدل على براعة ما له في سائر فروع الطب وفنونه ".

 

الحارث بن كلدة :

 قال عنه لوكليرك ـ  الأصل فرنسي و الترجمة لي  ـ :" هو أول من استحق إسم طبيب ، و أول من جمع بين دراسة الطب و مزاولته . ولد بالطائف حوالي منتصف القرن السادس  الميلادي ، سافر إلى فارس ودرس الطب بها . و كانت له مع كسرى محاورات مشهورة في المسائل الطبية ، و له كتاب سماه  " المحاورة في الطب " ، موضوعه العناصر و الطبائع و الأمزجة و الحمية . و قاعدة الحمية عنده هي الإعتدال في الأكل و الشراب . عاد الحارث إلى قومه و زاول مهنة الطب ، و عاش أيام رسول الله صلى الله عليه و سلم و أيام أبي بكر و عمر و عثمان و علي رضي الله عنهم  و أيام معاوية ".... و في الآثار : مرض سعد بن أبي وقاص بمكة فعاده رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :" أدعوا له الحارث بن كلدة ، فإنه رجل يتطبب " . و لإبن أصيبعة ، مؤلف كتاب { طبقات الأطباء } ،  كلام كثير عن الحارث و محاورة كسرى له .

            للحارث بين العرب أقوال مشهورة ظنها البعض من أقوال نبي الإسلام  و نسبوها إليه ، ثم ردها علماء الحديث إلى صاحبها الحارث ، مثل القول الدائر على ألسنة الكثير من الناس :" الحمية رأس الدواء ، و المعدة بيت الداء ، و عودوا كل جسم ما اعتاد " . يقول إبن قيم الجوزية في هذا القول :" إنما هو  من كلام الحارث بن كلدة طبيب العرب ،و لا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم ، قاله غير واحد من علماء الحديث ".

           

            و يقول عنه صاحب { الآداب الطبية } :" الحارث بن كلدة، بن عمرو، بن علاج: قال أبو عمر: توفي في أول الإسلام: ولم يصح إسلامه. وتعلم الطب من رجال جند يشابوري [1]: ويقال: إنه عالج سعد بن أبي وقاص بأمر من النبي (صلى الله عليه وآله)، أو بمراجعة سعد له، بعد ان أمره (صلى الله عليه وآله) بمراجعته  )راجع: تاريخ الحكماء للقفطي: وعيون الأنباء ط. سنة 1965 ص161، وهامش الاشتقاق لابن دريد ص305، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري ص92، والإصابة ج1 ص288 والاستيعاب بهامشها ج1 ص289، والطب النبوي لابن القيم ص75 وطبقات ابن سعد ج5 ص372. والترجمة الفارسية لطبقات الأطباء والحكماء لابن جلجل ص124، والتراتيب الإدارية ج1 ص456/457 عن سنن أبي داوود وغيره، وكنز العمال ج10 ص14و46/47 عن أبي داوود، والحسن بن سفيان، وأبي نعيم. والمفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج8 ص382 عن بعض من تقدم، وعن: بلوغ الارب ج3 ص328 وشرح ديوان لبيد ص102 وأخبار الحكماء ص111 وطبقات الأطباء لابن صاعد ص27، وطبقات الأطباء لابن جلجل ص54 (.

 ويقول البعض: كان النبي (صلى الله عليه وآله) يأمر من كانت به علة أن يأتيه، فيسأله عن علته ) طبقات ابن سعد ج5 ص372 والتراتيب الإدارية ج1 ص456/457 عنه وعن ابن طرخان (.

ونسب إليه كتاب المحاورة في الطب بينه وبين كسرى، ولعله هو الذي ذكره ابن أبي أصيبعة [2]، وابن عبد ربه، وغيرهما )  مختصر التحفة الإثني عشرية هامش ص30 ( .

.............

الهامش : [1] : جنديشابور هي أشهر مدرسة طبية بفارس ، منها تخرج الحارث بن كلدة و إبنه النضر . [2] : من الثابت عند المؤرخين ، و منهم لوكليرك ، انه هو المذكور عند إبن أبي أصيبعة ، و له فيه كلام كثير و تفصيل دقيق لمحاورة كسرى للحارث في الطب و سؤاله إياه عن العرب ، و فيها كلام فيه كثير من الحكمة ، أعجب به كسرى .

[ يتبع ]

*لحسن بنلفقيه
2 - أبريل - 2006
2 ـ أطباء العرب في الجاهلية :    كن أول من يقيّم
 
    

النضر بن الحارث :

 

            قال عنه لوكليرك في تاريخه :" هو إبن الحارث بن كلدة ، سافر مثل أبيه إلى فارس طلبا للعلم ، اتصل بعلماء من ديانات مختلفة  ، و أخذ قسطا وافرا من علوم الأوائل إضافة إلى ما أخذ عن أبيه من طب . كان للنضر بن الحارث صلة رحم بالنبي محمد من جهة أمه . و ذكر له إبن سينا في قانونه حبوبا سماها " حبوب إبن الحارث " ، و هي مركبة من مواد مسهلة ، و تستعمل في علاج أمراض الصفراء و السوداء ... أسِـر النضر في غزوة بدر سنة 524 ميلادية ، و مات على يد علي بن أبي طالب ، فرثته أخته بأشعار مشهورة "./هـ إنتهى ما نقل عن لوسيان .

 

            و قال عنه صاحب كتاب " الآداب الطبية " :" النضر بن الحارث، بن كلدة، بن عبد مناف، بن عبد الدار، يقال: إنه سافر إلى البلاد، ورأى العلماء ويذكر: أنه كان له معرفة بالطب ".

 

            و جاء في  التعريف بالنضر هذا في كتاب " طبقات الأطباء " لإبن أبي أصيبعة ، و هو من كتب المكتبة التراثية لموقع الوراق ، ما نصه :
            "
النضر بن الحرث بن كلدة الثقفي هو ابن خالة النبي صلى الله علية وسلم ، وكان النضر قد سافر البلاد أيضا كأبيه واجتمع مع الأفاضل والعلماء بمكة وغيرها وعاشر الأحبار والكهنة واشتغل وحصل من العلوم القديمة أشياء جليلة القدر واطلع على علوم الفلسفة وأجزاء الحكمة وتعلم من أبيه أيضاً ما كان يعلمه من الطب وغيره وكان النضر يؤاتي أبا سفيان في عداوة النبي صلى الله علية وسلم لكونه كان ثقفياً كما قال رسول اللَّه صلى الله علية وسلم : قريش والأنصار حليفان وبنو أمية وثقيف حليفان .  وكان النضر كثير الأذى والحسد للنبي صلى الله علية وسلم ويتكلم فيه بأشياء كثيرة كيما يحط من قدره عند أهل مكة ويبطل ما أتي به بزعمه . ولم يعلم بشقاوته إن النبوة أعظم والسعادة أقدر والعناية الألهية أجل والأمور المقدرة أثبت  . وإنما النضر اعتقد أن بمعلوماته وفضائله وحكمته يقاوم النبوة وأين الثرى من الثريا والحضيض من الأوج والشقي من السعيد " .

 

            و قمت بالبحث عن " النضر بن الحارث " في المكتبة التراثية لموقع الوراق هذا فكانت النتيجة هي :

" ورد ذكر إسم النضر بن الحارث في كتب المكتب التراثية للوراق 254 مرة في 75 كتابا " . يمكن للمهتم   الإطلاع عليها .

و قد أوردت كتب التفسير خاصة المواقف العدائية للنضر بن الحارث إتجاه الإسلام . و سجلوا أقواله الضالة ، و ادعاءاته المغرضة و حربه الخاسرة ضد الديانة الجديدة . كما  اتفق المفسرون على أن النضر هذا هو صاحب قول " أساطير الأولين " في أرجح الأقوال ، يقال أنه كان على علم بقصص الأمم  السابقة : خرج إلى الحيرة في التجارة ، و اطلع على أحاديث كليلة و  د منة  ، و أخبار كسرى و قيصر ، فلما قص رسول الله صلى اله عليه و سلم أخبار من مضى ، قال النضر : " لو شئت لقلت مثل هذا " ، و كان ذلك منه وقاحة و كذبا . لذا قيل أنه هو المشار إليه في قوله تعالى ـ و الله أعلم ـ : { و إذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا . إن هذا إلا أساطير الأولين } [ الأنفال ـ 31 ] . بل و ذهب به غيه و ضلاله و حجوده إلى  أكثر من هذا : جاء في تفسير القرطبي ، في النشرة الرقمية :  روي عن  حفص بن عمر عن الحكم بن أبان عن عكرمة ، أن الآية { و من قال سأنزل مثل ما أنزل الله } [ 93 ـ الأنعام ] ، نزلت في النضر بن الحارث لأنه عارض القرآن فقال :" و الطاحنات طحنا ، و العاجنات عجنا فالخابزات خبزا فاللاقمات لقما " ....

            و جاء في تفسير القرطبي ـ ضمن ما جاء فيه عن النضر و هو كثير ـ : أُسِـر النضر في غزوة بدر و قـُتِل صبرا ، و رثته قتيلة التي قال عنها إبن هشام في السيرة أنها قتيلة بنت الحارث ، أخت النضر . و قال السهيلي :" الصحيح أنها بنت النضر لا أخته ، كذا وقع في كتاب الدلائل ، ترثي أباها حين قتله النبي صلى الله عليه و سلم صبرا ـ بالصفراء :

 

                        1 ـ   { يا راكبا إن الأثـيـــل مـظـنـــة ً }               { من صبح خامسةٍ و أنت مـوفق}

                        2 ـ   { أبـلغ بـها مـــيـتـا بأن تـحيــــة ً }               { ما إن تزال بها النجائب تخفــق }

                        3 ـ   { مني إليك و عبرة مـسـفـوحــةً }               { جادت بواكفها و أخرى تـخـنــق}

                        4 ـ   { هل يسمعني النضر إن ناديـتـه }               { أم كيف يسمع ميت لا ينطــــق }

                        5 ـ   { أمحمـد يا خير ضنء كريمــة  }               { في قومها و الفحل فحل معـرق }

                        6 ـ   { ما كان ضرك لو مننت و ربما}               { من الفتى و هو المغيظ المحنـق }

                        7 ـ   { لو كـنـت قـابـل فـديـة لـفــديـتــه}               { بأعــزما يـفــدى به ما يـنـفــــق }

                        8 ـ   { فالنضر أقرب من أسرت قرابة}               {  و أحـقـهم إن كان عـتـق يعـتق }

                        9 ـ   { ظلت سيوف بني أبيه تنوشــه  }               { لله أرحام هنـاك  تـشــقـــــــــق }

                        10 ـ { صبرا يـقـاد إلى المنية مـتعـبـا }                {  رسف المقيد وهوعـان موثـق }

 

 

*لحسن بنلفقيه
7 - أبريل - 2006
حول النباتات الطبية والعطرية    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

كم يسعدني يا اهل العلم بهذا المنبرالجميل أن احييكم على مجهوداتكم القيمة في اثراء هذا الباب من المعرفة التقليدية بالاعشاب الطبية ، احيي بصفة خاصة أ. لحسن بن لفقيه على تفضله بطرح الموضوع والاستفاضة فيه منذ عهود ما قبل الاسلام(التداوي التقليدي) ، فعصر الاسلام (الطب النبوي)  ثم عصر الطب الصناعي  الذي رغم تفوقه الكبير والعظيم في تحسين الصحة البشرية ..فانه لا زال لم يصل بعد الى المبتغى المطلوب وهو الان لا يعدو ان يكون مجرد ميكانيكا بشرية تهدأ الم المريض لفترة اوفترات معينة ليس الا ويبقى الطب المعاصر رغم اهميته الحتمية لدى الانسان غير ذلك وما العودة للبيولوجي الا خير دليل ومن هنا تاتي الحكمة التي تقول  العود على البدأ  بمعنى العودة للطبيعي واعادة تثمينه وتقييمه وجعله مسايرا للتقدم العلمي والتكنولوجي من دون اي استخدام  كميائي مسيء للبيئة الا للضرورة الملحة والشديدة والراغمة  (اعتذارا على هذا) ان العودة للطبيعي جعل العلماء يعيدون بناء نماذجهم مجددا على اساليب اجدادنا في التطبيب والاستشفاء وهكذا اضحى للنباتات الطبية والعطرية القيمة المضافة العالية على الصحة البشرية فهي من وجهة نظر الطب النبوى متكاملة الرؤية من حيث ان الاعضاء البشرية تتأثر بنسبة كبيرة بما يدخل المعدة او حتى ما قد يشكو لسائر الجسد من اعضاء اصيبت بالمرض .. والله تعالى جعل من كل نبتة نابتة حكمة ثابتة ..وفي القرآن ما يثبت ذلك جليا . هذه رؤية نسقية للتطبيب والصحة الجيدة كان اجدادنا طبقوها ويعود اليها الان علماء الغرب تت طائلة ان الطب الكميائي غير مجد في بعض الحالات المستعصية وان من الافيد استغلال المنتجات الغذائية  الطبيعية ( حتى لا اقول البيولوجية التي ينادون بها الان لانها تطرح هي كذلك صعوبات لاسيما على مستوى زراعة النباتات لان اغلبها مهجن ومخصب رغم الحرص الشديد على الصفة الطبيعية للمنتوج  وهذه وجهة نظرى فقط)

اخي الكريم هذا موضوع شديد الحساسية العلمية ولا اريد لخوض فيه  وساحيلك على زملائي الباحثين في الميدان لاستفاضة.

وساعود من حيث انت بدات ، ذكرت احد رجالات العلم في النبات الا وهو ابن البيطار الرجل الذي طرح الى جانب اخرين رجالات النباتيات هم كذلك واشد يدي على يديك هنا لتبسي القول في احدهم.

الجامع لابن البيطار هو بحق كتاب في النباتات الطبية والعطرية لانه ارس علمه المتاصل من اليونان  (ابي قراط.اسقرديوس ...) وصولا الى علماء العرب الذين فتحوا الباب على مصراعيه في هذا المجال وخاصة وان العرب عرفوا وتعرفوا وعاشوا وعايشوا حضارات متعددة وتنوعة سبقتهم في هذا وحتى موقعهم ضمن حضارات البحر الابيض المتوسط مكنهم من التبوأ بهذه المكانة العالية . فشمال البحر وجنوبه غني بالاعشاب والحشائش الطبية ذات تاريخ اثنوغرافي عميق . وما علينا الان غير استجلاء واماطة اللثام عن هذا التاريخ العظيم حتي يتبين للجميع وللحضارة العالمية مدى اهمية التصانيف التي اعدت في هذا المجال وانا كاطار باحدى المعاهد العلمية العليا بتاونات -المغرب التابع لجامعة محمد بم عبد الله -فاس اضم صوتي اليك  واشجعك على البحث المستفيض في مجال المفردات الطبية .. واتمنى ان نجد نحن جميعا اذنا صاغية في بلورة هذه القيمة العلمية لمعايشينا حتى يتفهموا بقوة ان الطبيعي هو متاصل في الطب الطبيعي-النبوي .

وانا من جهتي جاد في الشروع في انجاز مركز " ابن البيطار للبيبلوغرافيا والتوثيق بالمعهد الوطني للنباتات الطبية والعطرية  ومسؤول عن هذه الوحدة . الا انني افتقر للكثير من المخطوطات العربية وغيرها في هذا الميدان وادعوا من خلال هذا المنبر ان يلتحق بنا اهل علم النبات عند العرب للمساهمة في اغناء المكتبة وحعلها محج المهتمين والدارسين اينما وجدوا . ولك مني اجمل تحية وبارك الله فيك يا وافر العطاء ووفقك الله حتى ارى عملك في مركز المعهد الذي اشتغل به وهو بين اناملي .. والى لقاء.

عنواني الالكتروني ourzagh@hotmail.com

موقع المعهد INPMA  هو http://www.usmba.ac.ma/inpma

 موقعنا هو لا زال في بعض مواده قيد الانشاء وشكرا

*عزالدين
8 - أبريل - 2006
3 ـ أطباء العرب في الجاهلية .    كن أول من يقيّم
 

 

       

 

                                                                إبن أبي رمـثــة :

 قال عنه لوكليرك في تاريخه ما معناه :

            يعرف بالتميمي نسبة إلى قبيلة بني تميم . كان طبيبا عالما بفن الجراحة . عاش زمن النبي محمد صلى الله عليه و سلم .

            روى أنه كان يوما عند رسول الله فرأى خاتم النبوة بين كتفي الرسول  فأشار عليه بإزالته و لم يوافقه الرسول على ذلك . وهذا كل ما يعرف من أمره .

و جاء عنه في كتاب " الطبقات لإبن أبي أصيبعة :

كان طبيباً على عهد رسول اللَّه صلى الله علية وسلم ومزاولاً لأعمال اليد وصناعة الجراح وروى نعيم عن ابن أبي عيينة عن ابن أبجر عن زياد عن لقيط عن ابن أبي رمثة قال أتيت رسول اللَّه صلى الله علية وسلم فرأيت بين كتفيه الخاتم فقلت إني طبيب فدعني أعالجه فقال أنت رفيق والطبيب اللَّه قال سليمان بن حسان علم رسول اللَّه أنه رفيق اليد ولم يكن فائقاً في العلم فبان ذلك من قوله والطبيب اللَّه

قال عنه صاحبالآداب الطبية :

             "ابن أبي رمثة : كان طبيباً على عهد الرسول، يزاول أعمال اليد، وصناعة الجراح [ المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج8 ص412 ولم نستطع أن نتحقق اسم الطبيب الذي جيء به لمداواة عمر حين طعن فسقاه النبيذ ثم اللبن، فخرجا من جرحه..]

و جاء عه في القانون لإبن سينا :

" ابن أبي رمثة التميمي كان طبيباً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، مزاولاً لأعمال اليد وصناعة الجراح".

 

 و الملاحظ ، أن ما قيل هنا عن " إبن أبي رمثة " يقال هو عينه عن " أبي رمثة " نفسه ، لا عن إبنه . و منه على سبيل المثال لا الحصر :

و في الطبقات الكبرى لإبن سعد :

أخبرنا عفان بن مسلم وهشام أبو الوليد الطيالسي وسعد بن منصور قالوا أخبرنا عبيد الله بن إياد بن لقيط حدثني إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال انطلقت مع أبي نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فنظر أبي إلى مثل السلعة بين كتفيه فقال يا رسول الله إني كأطب الرجال ألا أعالجها لك فقال : لا ، طبيبها الذي خلقها .

و مثله في نفس الكتاب ، و الحديث عن أبي رمثة لوحده :

أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي حدثني حماد بن سلمة عن عاصم عن أبي رمثة قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا في كتفه مثل بعرة البعير أو بيضة الحمامة ، فقلت  : يا رسول الله ألا أداويك منها ،  فإنا أهل بيت نتطبب . فقال : يداويها الذي وضعها .

و فيه أيضا نفس القصة عن أبي رمثة و إبنه :

 أخبرنا قبيصة بن عقبة عن سفيان عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعي ابني فقال : أتحبه . قلت : نعم  . قال : لا يجنى عليك ولا تجنى عليه . فالتفت فإذا خلف كتفيه مثل التفاحة  . قلت : يا رسول الله ، إني أداوي فدعني حتى أبطها وأداويها . قال : طبيبها الذي خلقها .

و فيه كذلك :

أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعي إبن لي فقلت : يا ابني ، هذا نبي الله  . فلما رآه أرعد من هيبته . فلما انتهيت قلت : يا رسول الله إني طبيب من أهل بيت أطباء ، وكان أبي طبيبا في الجاهلية ، معروفا ذلك لنا ،  فأذن لي في التي بين كتفيك فإن كانت سلعة بططتها فشفى الله نبيه . فقال  : لا طبيب لها إلا الله  . وهي مثل بيضة الحمامة .

.......................................

و في التاريخ الكبير للبخاري  :

وقال حسن بن مدرك حدثنا يحيى قال حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك عن إياد بن لقيط العجلي عن أبي رمثة التيمي تيم الرباب قال  أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعي ابني.

...................................

 و في الإستيعاب في معرفة الأصحاب لإبن عبد البر ، بمكتبة الوراق :

حبيب بن حيان التميمي

حبيب بن حيان أبو رمثة التميمي ويقال اسم أبي رمثة حيان بن وهب ويقال رفاعي بن يثربي قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وابنه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "من هذا معك?". فقال ابني قال أما إنك لا تجني عليه ولا يجنى عليك.

أبو رمثة التيمي

من تيم الرباب ويقال: التميمي من ولد امرئ القيس ابن زيد مناة بن تميم قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مع أبيه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما هذا منك". قال: ابني قال: "أما ابنك لا تجني عليه ولا يجني عليك". اختلف في اسمه اختلافاً كثيراً فقيل حبيب بن حيان. وقيل: حيان بن وهب. وقيل: رفاعة بن يثربي. وقيل عمارة بن يثربي ابن عوف. وقيل يثربي بن عوف. عداده في الكوفيين روى عنه إياد ابن لقيط.

*لحسن بنلفقيه
12 - أبريل - 2006
 1  2