البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : عالم الكتب

 موضوع النقاش : ليس كذلك (2)    كن أول من يقيّم
 أبو النصر 
29 - مارس - 2006
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله،
وبعد،
فلا يخفى ما  لكتاب " المعجم المفهرس "(تجريد أسانيد الكتب المشهورة والأجزاء المنثورة)  للحافظ ابن حجر العسقلاني الذي جمع فيه  مروياته بالسماع والإجازة  من الكتب والفوائد والأجزاء شيئا كثيرا بل جمع أغلب التآليف الإسلامية على اختلاف فنوننها ، ولذا فهو يعد من أجمع الفهارس والأثبات، وأوسعها، وقد أصبح  لها كفهرسة بين الفهارس والأثبات مكانة عظيمة من عصر مؤلفها وعصر تلاميذه فمن بعدهم  إلى الآن، ولا أدل على ذلك من الإحالات الكثيرة عليها في الإجازات والأثبات المتأخرة التي لو اتسع الوقت لذكرت شيئا منها.
وقد ظل هذا الكتاب النفيس  مخطوطا إلى وقت قريب ، حيث تصدى الأستاذ :محمد شكور محمود المياديني لخدمته ، وإخراجه إلى النور، فقام بتحقيقه ، ونشرته مؤسسة الرسالة سنة 1418هـ في مجلد متوسط.
ومما يسجل للمحقق، ويعد في حسناته أنه لم يطل الكتاب بكثرة الحواشي والتعليقات، واكتفى بتصحيح النص، والتعليقات اليسيرة على بعض المواضع ليخرج الكتاب في حجم مناسب للقراء والمطالعين.
وغرضي من هذه الكلمة أن أنبه على  هفوة بدرت من المحقق في التعليق على الكتاب، فقد لفت انتباهي وأنا أطالعه،  من أوله ، إذ شرع  الحافظ  في ذكرأسانيده إلى البخاري  فساق ما أراده منها، ثم قال في النهاية ص/26 :" ولي في الكتاب أسانيد كثيرة بالإجازة ذكرتها في مقدمة شرح البخاري مما تمس الحاجة إليه".
وهنا  نتساءل، ما الذي يقصد الحافظ  بـالمقدمة التي يحيل إليها ? هل يقصد بها (هدي الساري)أو خطبة (مقدمة)الشرح نفسه ?
فأما المحقق الفاضل فقد علق عليه في الهامش قائلا:" واسمها هداية [كذا]الساري مقدمة فتح الباري".
وهذا ليس بسديد ، وليس بحسن في الوقت ذاته،وعلى الإنسان قبل أن يحيل على شيء ينبغي أن يتأكد منه؛ فالأمرليس هينا بل هو أمانة ومسؤلية.
والحقيقة أن الحافظ  ابن حجر إنما أحال على فتح الباري نفسه في مقدمة الكتاب، وبالفعل فقد ذكر ذلك في 1/5ــ25 من طبعة دار طيبة الجديدية، = و1/5 ـ 7 من الطبعة السلفية حيث قال :"
وقد رأيت  أن أبدأ الشرح بأسانيدي إلى الأصل بالسماع أو بالإجازة ، وأن أسوقها على نمط مخترع؛ فإني سمعت بعض الفضلاء يقول:" الأسانيد أنساب الكتب" فأحببت أن أسوق هذه الأسانيد مساق الأنساب ".ثم ذكر أسانيده إلى البخاري، وإلى رواته.
 وفي المقابل لم يذكر قط   شيئا من أسانيده إلى البخاري في هدي الساري،  وإلا فنحن نطالب المحقق أن يتفضل مشكورا فيدلنا على رقم الصفحة واسم الباب الذي  ذكر فيه ابن حجر أسانيده في المقدمة (هدي الساري)، وأظنه لو عرفها لما سكت عليها واكتفى باسم الكتاب فقط.
والعجب كل العجب أن المحقق أحال قبل ذلك في سياق الأسانيد في تصويب اسم أحد شيوخ ابن حجرإلى الفتح 1/6 من الطبعة السلفية، ولعله أخذه بواسطة ـ يعني أخذه من بعض المحققين ثم ظن بذكر اسمه ـ واكتفى بالعزو إلى الجزء والصفحة، ظنا منه أن ذلك في هدي الساري، ولو رجع إليها لم يجد شيئا، وإلا فما هذا التناقض فأسانيد ابن حجر إلى البخاري في الصفحة الأولى هي في الفتح كما في الإحالة، وبعد صفحات قليلة يصرح أنها في هدي الساري !!!!
فانظر ـ رجمك الله إلى قلة الأمانة في البحث، وغمط الناس حقوقهم كيف يفضح صاحبه ، ويُرديه ? والله المستعان.
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
لا يوجد تعليقات جدبدة