معلومات لعلها تفيد كن أول من يقيّم
الحافظ ابن حجر العسقلاني (773 - 825 هـ)
نسبه:
هو أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد الشهير بابن حجر - نسبة إلى آل حجر قوم تسكن الجنوب الآخر على بلاد الجرين وأرضهم قابس - الكناني العسقلاني الأصل مصري المولد والمنشأ والدار والوفاة الشافعي هكذا نسبه ابن العماد في شذرات الذهب ويقول السخاوي في الضوء اللامع: "ويعرف بابن حجر وهو لقب لبعض آبائه".
نشأته:
ولد في مصر العتيقة ثالث عشر شعبان سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة مات والده وهو طفل في شهر رجب سنة سبع وسبعين وسبعمائة فأدخل الكتاب بعد كمال خمس سنين وحفظ القرآن وهو ابن تسع سنين وكان له ذكاء وسرعة حافظة بحيث أنه حفظ سورة مريم في يوم واحد وكانت نشأته في كنف أحد أوصيائه "الزكي الخروبي" وحج في سنة أربع وثمانين وسبعمائة وجاور بمكة في السنة التي بعدها واشتغل في فنون شتى من العلم تلقاه عن عدة من شيوخه وحبب الله إليه الحديث فأقبل عليه بكليته وطلبه من سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة فعكف على الزين العراقي وتخرج به وانتفع بملازمته وقرأ عليه ألفيته وشرحها ونكته على ابن الصلاح دراية وتحقيقا والكثير من الكتب الكبار والأجزاء القصار وتحول إلى القاهرة قبيل القرن فسكنها وارتحل إلى البلاد الشامية والمصرية والحجازية وأكثر جدا من المسموع والشيوخ فسمع العالي والنازل وأخذ عن الشيوخ والأقران فمن دونهم.
نماذج من الثناء عليه:
قال السخاوي في الضوء اللامع: "شيخي الأستاذ إمام الأئمة". وقال: "شهد له القدماء بالحفظ والثقة والأمانة والمعرفة التامة والذهن الوقاد والذكاء المفرط وسعة العلم في فنون شتى وشهد له شيخه العراقي بأنه أعلم أصحابه في الحديث". وقال كل من التقي الفاسي والبرهان الحلبي:"ما رأينا مثله". وقال ابن فهد في ذيل تذكرة الحفاظ: "الإمام العلامة الحافظ فريد الوقت مفخرة الزمان بقية الحفاظ عَلَم الأئمة الأعلام عمدة المحققين خاتمة الحفاظ المبرزين والقضاة المشهورين". وقال: "ولم يخلف بعده مثله في الحفظ والإتقان". وقال السيوطي في ذيل تذكرة الحفاظ: "شيخ الإسلام وإمام الحفاظ في زمانه وحافظ الديار المصرية وحافظ الدنيا مطلقا". وقال: "وقد غلق بعده الباب وختم به هذا الشأن". وقال الشوكاني في البدر الطالع: "الحافظ الكبير الشهير الإمام المنفرد بمعرفة الحديث وعلله في الأزمنة المتأخرة". وقال: "وتصدى لنشر الحديث وقصر نفسه عليه مطالعة وإقراءً وتصنيفا وتفرد بذلك وشهد له بالحفظ والإتقان القريب والبعيد والعدو والصديق حتى صار إطلاق لفظ الحافظ عليه كلمة إجماع ورحل الطلبة إليه من الأقطار وطارت مؤلفاته في حياته وانتشرت في البلاد وتكاتبت الملوك من قطر إلى قطر في شأنها". وقال ابن العماد في شذرات الذهب: "شيخ الإسلام علم الأعلام أمير المؤمنين في الحديث حافظ العصر".
آثاره:
قال السخاوي في الضوء اللامع: "وزادت تصانيفه التي معظمها في فنون الحديث وفيها من فنون الأدب والفقه والأصلين وغير ذلك على مائة وخمسين تصنيفا ورزق فيها من السعد والقبول خصوصا فتح الباري الذي لم يسبق إلى نظيره أمرا عجيبا". وقال: "و اعتنى بتحصيل تصانيفه كثير من شيوخه وأقرانه فمن دونهم وكتبها الأكابر وانتشرت في حياته وأقرأ الكثير منها". وقال ابن فهد في ذيل التذكرة: "ألف التآليف المفيدة والمليحة الجليلة السائرة الشاهدة له بكل فضيلة الدالة على غزارة فوائده و المعربة عن حسن مقاصده جمع فيها فأوعى وفاق أقرانه جنسا ونوعا التي تشنفت لسماعها الأسماع وانعقد على كمالها لسان الإجماع فرزق فيها الحظ السامي على اللمس وسارت بها الركبان سير الشمس فأولاها بالتعظيم وأولها في التقديم فتح الباري في شرح البخاري". وقال السيوطي في ذيل التذكرة: "وصنف التصانيف التي عم النفع بها كشرح البخاري الذي لم يصنف أحد في الأولين والآخرين مثله". وقال: "وله تعاليق وتخاريج ما الحفاظ والمحدثون لها إلا محاويج".
من أشهر مؤلفاته المطبوعة:
"فتح الباري" وهو واسطة عِقْدِها وغرة جبينها الذي يعتبر موسوعة علمية كبرى ليس لها مثيل ومنها "تهذيب التهذيب" و"تقريبه" و"تعجيل المنفعة" و"لسان الميزان" و"الدرر الكامنة" و"المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية" و"بلوغ المرام" و"الإصابة في تمييز الصحابة" و"تبصير المنتبه بتحرير المشتبه".
وفاته:
توفي رحمه الله ليلة السبت الثامن والعشرين من شهر ذي الحجة سنة 852هـ على أثر إسهال حصل له مع رمي الدم وصلى عليه قبيل صلاة الظهر بمصلى المؤمنين بالرميلة خارج القاهرة وكان له مشهد عظيم حضر الصلاة عليه السلطان الملك الظاهر جمقمق ودفن بالقرافة رحمه الله وغفر له.
ممن ترجم له :
1- ترجم له السخاوي في كتاب مفرد وفي الضوء اللامع 2/36.
2- والسيوطي في ذيل تذكرة الحفاظ 380.
3- وابن فهد في ذيل التذكرة 326.
4- والشوكاني في البدر الطالع 1/87.
5- وصديق خان في التاج المكلل 362.
6- وابن العماد في شذرات الذهب 7/270.
7- وعمر كحالة في معجم المؤلفين 2/20.
|