الدكتور تمام حسان وتجديد النحو كن أول من يقيّم
تحية واحتراما وبعد .. أقتطف هذه العبارات من مقال نشره السيد ( حسام تمام ) في موقع إسلام أون لاين ..وقد وصف الكاتب نفسه بأنه صحفي ، ولا صلة بين الكاتب حسام تمام والدكتور تمام حسان سوى اللفظ .. يقول الكاتب :
(( فالعالم الكبير الدكتور تمام حسان هو صاحب أول وأجرأ محاولة لترتيب الأفكار والنظريات اللغوية في اللغة العربية بعد سيبويه وعبد القاهر الجرجاني....)) ثم يتحدث عن كتاب ( اللغة العربية معناها ومبناها ) للدكتور تمام فيقول : (( وفي هذا الكتاب -كما في بقية كتبه- قدم الدكتور تمام حسان نظرية متكاملة في دراسة اللغة العربية خالف فيها ما استقر عليه الأمر في هذا الشأن من لدن سيبويه إلى عصره، ورفض نظرية العامل.. )) ثم يتابع القول (( وكان سيبويه في نظرية العامل التي شيد على أساسها النحو قد عد العلامة الإعرابية هي القرينة الوحيدة لفهم المعنى... حتى فعلها تمام حسان الذي أعاد صياغة النظام النحوي العربي كله على أساس فكرة تضافر القرائن اللغوية في تحديد المعنى ، وعدم انفراد العلامة الإعرابية به إذ اعتبرها مجرد قرينة واحدة يمكن أن تختفي في بعض الأحوال، فلا تستطيع تحديد المعني... وهو ما يستلزم في رأيه اللجوء إلى قرائن أخرى توضح المعنى وتجليه، وقد حدد تمام حسان عددا من القرائن التي لا بد منها (مثل قرائن: الرتبة، التضام، الربط، الضمائر، البنية، النغمة، أمن اللبس، مستوى الصواب والخطأ، التماثل الصوتي)؛
فالرتبة تقول إن ما يلي الفعل مثلا هو الفاعل ما لم يحدث استثناء، وقرينة التضام تعتمد على افتقار الكلمة لأخرى بعدها (مثل الموصول لصلة الجار لمجرور.. وهكذا بما يعين في فهم المعنى دون البحث عن العلامة الإعرابية). انتهى كلام الكاتب ..
والآن أقول : هل القرائن المتعددة المجهولة التي ابتدعها العلامة تمام حسان أسهل مما وصفه الكاتب نفسه بأنه قرينة واحدة هي القرينة العلامة الإعرابية ?.. هذا مع العلم بأن القرينة قد لا تعمل وحدها إلا (( بتضافر )) قرائن أخرى كما قال الكاتب.. إن هذا يذكرني ببعض الاتفاقيات التي يحتاج كل بند منها إلى اتفاقية توضيحية .. هذا تعليقي على جانب واحد مما قاله الكاتب ..
فكيف إذا وقفنا عند قوله : (( قدم الدكتور تمام حسان نظرية متكاملة )) فكل جهابذة التجديد زعموا مثل ذلك ، ولم يقدم واحد منهم فصلا متكاملا ، بله أن يقدم بابا أو كتابا أو نظرية متكاملة .. أليس هذا من الادعاء العريض?. لقد ادعى ذلك إبراهيم مصطفى وإبراهيم أنيس وإبراهيم السامرائي ومهدي المخزومي وكثير سواهم ، من كبار علماء وجهابذة اللغة العربية المحدثين والمعاصرين .. فليتفضل أي أخ كريم ممن يهمهم الأمر بأن يعطينا من نظرياتهم ما ينوب عن درس نحوي واحد .. أما أنا فقد رأيت أنهم لم يقدموا سوى طلبات حذف ما لم يرق لهم من الأبواب النحوية والصرفية .. فالدكتور ( شوقي ضيف ) وحده ، وهو من المعتدلين ، طلب حذف ثمانية عشر بابا من أبواب النحو ، فكيف بغيره?!. ولكن الدكتور ضيف تراجع عن كل ذلك وتراجع بعده مجمع القاهرة عن كل ما كان يجاري فيه القوم ، عندما كان بعضهم متنفذا ، ويستخدم سطته لا علمه .. رحم الله الأموات وأطال عمر الأحياء ممن ذكرت .. مع حفظ الألقاب للجميع والسلام .. داوود .. |