مرت حضارات الشرق الادنى القديم ( حضارتي وادي الرافدين ووادي النيل ) بفترات تاريخية عديدة تبادلت خلالها التاثير الحضاري .

 تشير الادلة الاثارية الى ان هذا التاثير قد بدأ منذ وقت مبكر وبالتحديد خلال الفترة التي اتفق علماء الاثار على تسميتها بالدور الشبيه بالتاريخي في العراق القديم ( قبل اكثر من 3500 ق.م ) وخلال هذه الفترة تم انتقال الكتابة الصورية من بلاد وادي الرافدين الى وادي النيل ومن ثم تطورت لتصبح فيما بعد الكتابة الهيروغليفية اضافة الى انتقال بعض الخصائص الفنية التشكيلية خلال ذات الفترة وفي نفس الاتجاه ، كما استخدم المصريون الاختام الاسطوانية التي كانت شائعة في العراق القديم .

واستمر ذلك التأثير المتبادل في اكثر من فترة تاريخية لاحقة ففي منتصف القرن الخامس عشر قبل الميلاد وبالتحديد في موقع تل العمارنة الذي اتخذه ( اخناتون ) عاصمة له تم الكشف عن كميات كبيرة من الرقم الطينية تحوي نصوصا مدونة بالكتابة المسمارية معظمها عبارة عن معاهدات بروتوكولية بين الدولتين .

ويظهر التأثير مرة اخرى في النماذج النحتية العاجية خلال العصر الاشوري المتأخر ( بداية الالف الاول قبل الميلاد ) حيث تتجلى الخصائص الفنية الفرعونية بشكل كبير في تلك الاعمال النحتية .

لقد كانت سوريا حلقة الوصل بين تلك الحضارتين بسبب صراع الحضارتين للسيطرة على بلاد الشام لذلك فأن فناً هجيناً قد ظهر في هذه البقعة في فترات عديدة من التاريخ القديم .