إضافة كن أول من يقيّم
كثيرا ما يستخدم شعراء الصوفية الرموز حول تقربهم إلى الله عز وجل، وهذه قضية احتدم فيها النقاش حول نشأتها وبداياتها، فقد قيل إن المتنبي كان مولعا ومتأثرا بمبادىء الصوفية وهذا ما عزا البعض إلى القول : إن المتنبي كان صوفيا، والبعض الآخر قال: إن المتنبي كان متأثرا بالصوفية ولكنه لم يكن منهم، ومثال ذلك قوله: أصبت ماء حياة من مقبلها**** لو صاب تربا لأحيا سالف الأمم فقد قال بعض النقاد: إن المتنبي لا يقصد بتقبيل امرأة حقيقية إنما كان محلقا برمز الحب الآخر، وإني أرشدك إلى كتاب قيم حول أثر الصوفية في شعر المتنبي للدكتور الفاضل: محمد أبو المجد. أما عن مبادئ الصوفية ورموزهم بصفة خاصة فهي موجودة -ولا شك- في أكثر أشعارهم حتى قيل: ما من شاعر صوفي إلا ورمز في شعره، وكثيرا ما يستخدمون رموز الخمر أو النساء أو غيرها من الملهيات تقربا إلى الله تعالى، كما قال الشاعر: رق الزجاج وراقت الخمر فتشابها فتشاكل الأمر فكأنه خمر ولا قدح وكأنه قدح ولا خمر وهذا الشاعر متأثر بقول أبي نواس حين قال: ألا فاسقني خمرا وقل لي هي الخمر ولا تسقني سرا إذا أمكن الجهر فعيش الفتى في سكرة بعد سكرة فإن طال هذا عنده قصر العمر وما الغبن إلا أن تراني صاحيا وما الغنم إلا ان يتعتعني السكر فبح باسم من أهوى ودعني من الكنى فلا خير في اللذات من دونها ستر وكثر من هذه الرموز التي تمسك بها الصوفية...... وللحديث بقية. والله أعلم. |