البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : عالم الكتب

 موضوع النقاش : من تكلم في غير فنـــــه أتى بالعجائب !!!    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )

رأي الوراق :

 أبو النصر 
25 - فبراير - 2006

من تكلم في غير فنــه أتى بالعجائب !!!
 يقول علي بن المديني" معرفة الرجال نصف العلم"
سير  أعلام النبلاء 11/48
لعل شهرة العلامة المحقق النظار الصاعقة  أبي علي الحسن بن مسعود اليوسي المغربي (تـ1102هـ ) تغني  تكلف التعريف به، وسرد أخباره، إلا أني رأيت ـ في مقدمة هذا التنبيه ـ أن  ألم ببعض ما قيل فيه من ثناء وتقريظ مما يدل على مكانته، ويعرب عن منزلته .
فهوالذي قال فيه أبو سالم العياشي:

من فاته الحسن البصري يصحبهُ فـليصحب الحسنَ اليوسي يكفيهِ
وقال فيه القادري تلميذه:
قسَما  بمروةَ والصفا وبزمزم قسَمَ التقَى والبر غير غموسِ

ما حاز ذو علم ولا ذو iiهمة كلا ، ولا أدنى مقام اليوسي

ووصفه ابن زاكور بـ :" حبر الأحبار، وجهينة الأخبار، وزين القرى والأمصار،العديم في سائر الأقطار...".
وحكي أنه سأله مرة سائل عن مسألة؛ فقال له اليوسي:" اسمع ما لم تسمعه من إنسان، ولا تجده محررا في ديوان، ولا مسطرا ببنان، وإنما هو من مواهب الرحمن ".
وقال فيه الكتاني:" علامة المغرب،ونادرة الدنيا في وقته، ...سمعت من يقول من وعاة التاريخ من بلدنا: لو كان له مذهبٌ لاتُّبِع ".
وقد كني بأبي المواهب لتعدد مواهبه، وتضلعه في العلوم المختلفة ؛ فهو فقيه نوازلي، وهو نظار متكلم ،  وهو لغوي ضليع ، وهو شاعر فحل،  وهو مصلح اجتماعي وسياسي بحسب مفهوم الإصلاح في عصره ، وقد عد من المجددين في القرن الحادي عشر. 
يراجع: فهرس الفهارس 2/1154، ومقدمة المحاضرات لليوسي1/1ـ 16
ولأجل هـدا فقد حظي باهتمام كبير من الباحثين المعاصرين من العرب والمستشرقين؛ فقد كتبت العديد من الدراسات والرسائل العلمية  عن شخصيته، وعن شعره، ورسائله ... ومختلف جوانب حياته.
 كما اهتم آخرون بخدمة تراثه وإحيائه ونشره  لتعميم الاستفادة منه، وزيادة الانتفاع به، ولعل من أبرز هؤلاء، وأكثرهم نشاطا الأستاذ الفاضل الباحث الدكتور حميد حماني اليوسي ـ الأستاذ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ـ الذي أخذ على عاتقه نشر تراث اليوسي كاملا في :" سلسلة الأعمال الكاملة لليوسي في الفكر الإسلامي" .وبذل في ذلك جهدا كبيرا يشكر له، ويعد في حسناته، ولا غرابة فهو بلَديه، بل يعتبر من أحفاده وأقرب إلى تراثه؛ وهو أحق به من غيره .
ومن  جملة  ما نشره مؤخرا سنة 1424هـ :" فهرسة اليوسي " التي ظلت ردحا من الزمن مخطوطة ، محدودة التداول على الرغم من أهميتها وقيمتها الخاصة من بين الأثبات والبرامج ، فصدرت محققة مفهرسة  في 189ص
 ولا أريد أن أطيل الكلام عن فوائد فهرسة اليوسي، وميزاتها ؛ فحسبي ما قاله الكتاني عنها :" ولليوسي فهرسة ملأها علما وتطاول بُعدُ العهد بمثله، وكان يريد إخراجها في جزء كبير، ولكن لم يكملها ".
 ولا أريد كذلك أن أتحدث عما قام به المحقق في تحقيق نصها، وتجميله بجملة  من  التعليقات النافعة، والحواشي المفيدة،فذلك شىء ظاهر لمن وقف على الكتاب وطالعه.
وإنما أريد فقط أن أنبه على شىء وقع للمحقق الفاضل، لم يسعني السكوت عليه، ولم يمكني  التغاضي عنه، وهو أمر مؤسف بل محزن بل مخجل حقيقة !!
وسأنقل لك نص المؤلف بكماله، وبحروفه أولا، ثم أعقب ببيان ما في تعليق المحقق من الخلل والفساد؛ ففي ضمن الفهرسة يذكر اليوسي نص الإجازة التي أجازه بها شيخه محمد بن سعيد الْمِرِغْتي السوسي (1007ـ 1089هـ)
يقول المِِرغْتي فيها (ص137ـ 138) ـ وأعتذر عن الإطالة لأني مضطر  ـ :"  أما سند صحيح البخاري فبالسند الذي لا يوجد في الدنيا أعلى منه، عن الشيخ الحافظ الحسني أبي محمد مولاي وسمط محياى سيدي عبد الله بن علي بن طاهر الحسني السجلماسي ـ رحمه الله ـ سماعا عليه لنحو نصفه، بقراءة ولده العلامة أبي عبد الله مولاي عبد الهادي ، وباقيه بالإجازة عن عدة من شيوخه، منهم:
الشيخ أبو عبد الله محمد بن قاسم القصار  القيسي عن الشيخ أبي عبد الله محمد بن أبي الفضل خرُوف  التونسي  عن قاضي القضاة الطويل القادري عن شهاب الدين ، عن ابن أبي المجد الدمشقي ، عن الحجَّار  عن الزُّبيدي ـ (كذا) عن أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي عن الداودي عن ابن حمويه السَّرَخْسِي عن ابن مطر عن أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله". انتهى.
هذا نص المؤلف بتمامه ؛ فما ذا فعل المحقق الفاضل?
زعم أنه يريد ترجمة رجال السند فشرع يكتب ـ ويح أمه ـ ليته ما كتب شيئا فأراح نفسه،وأراحني معه  !!

 1ـ أبي عبد الله محمد بن خروف التونسي (تـ966هـ ) ترجم له، وأحال على فهرس الفهارس 1/375
أقول: وله أيضا ترجمة في: نشر المثاني 1/91، والفكر السامي 2/317، وشجرة النور ص/281
2ـ الكمال الطويل القادري لم يترجم له، وهوقاضي القضاة كمال الدين محمد بن علي الطويل القادري القاهري الشافعي(846 ـ 936هـ) انظر: الكواكب السائرة 2/45، وديوان الإسلام 4/56 وشذرات الذهب 10/307
3 ـ شهاب الدين، لم يترجم له، وهو شهاب الدين الحجازي أحمد بن محمد بن علي المصري (790ـ 875هـ)، وهو الذي يروي عن ابن أبي المجد مشيخته  يراجع : المنجم  للسيوطي ص/63، والضوء اللامع للسخاوي 2/147
4 ـ ابن أبي المجد الدمشقي : لم يترجم له، وهو أبو الحسن علي بن محمد بن أبي المجد الدمشقي (تـ800هـ) وقد بلغ 90سنة، له مشيخة خرجها له ابن حجر.  انظر: شذرات الذهب 6/365
5 ـ  الحجَّار  ترجمه بأنه أحمد بن أبي طالب ابن نعمة الصالحي (تـ733هـ) وأحال على فهرس الفهارس 1/340
وإلى هنا الأمور بخير وسلام، ولا شيء حدث، وأنا وأنت في عافية وخير.
6 ـ الزُّبيدي ، وهنا الطامة الكبرى، حيث يبدأ التخليط،، وتتوالى العجائب ، فالزبيدي على رأي المحقق هو :
" محمد مرتضى بن محمد بن عبد الرزاق  الحسيني العلوي  الزبيدي (1145/1205هـ) له:شرح القاموس في 10 مجلدات . فهرس الفهارس 1/526
يا ألله في أي عقل وفي أي منطق يجوز هذا? رجل مثل الحجار توفي قبل منتصف القرن الثامن (تـ733هـ) يعود بعد قرون طويلة وأزمنة متباعدة إلى الحياة  في أواخر القرن الثاني عشر ليروي عن  المرتضى الزبيدي شارح القاموس، بل ويتأخر  بعد اليوسي صاحب الفهرسة ـ الذي بينه وبينه 7رجال في السند ـ  بقرن كامل من الزمان !! بلاء ليس يشبه بلاء، ألا إنه زمن العجائب  !!
وأخرى أيضا فإن الزبيدي على مذهب المحقق بضم الزاي، وليس بالفتح؛ نسبة لماذا ? لست أدري؛ ولكن إذا علمت أن المصدر الذي أحال عليه لم ينص عليه، فاعلم أنه استنباط من المحقق !!

ألا  تسألان المرءَ ماذا iiيحاول? أنحبٌ فيقضَى أم ضلال وباطل
 
7 ـ أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي  لم يترجم له، وهو عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي  الهروي (458ـ553 هـ)  ينظر: التقييد لابن نقطة 2/163
8 ـ  الداودي ، وهذه  أعجوبة ثانية، يا رب سلم سلم، فقد  عرفه المحقق بأنه:
" شمس الدين محمد الداودي المصري الشافعي ، وقيل المالكي، الحافظ العلامة المحدث ، له: ذيل على طبقات الشافعية الكبرى، وذيل على " لب الألباب في الأنساب ". فهرس الفهارس1/392
وما أشبه الفول بالفيل ?  أبو الوقت من أهل القرن السادس يروي عن رجل جاء بعده بثلاثة قرون أو يزيد ?
وللحديث رجال يعرفون به ولـلدواوين كتاب iiوحساب

9 ـ ابن حمويه السَّرَخْسِي ، وهنا أعجوبة ثالثة، ولا تضحك فإن الأمر جد لا هزل فيه.
 فإن السرخسي عند المحقق هو :
" عبد الله بن عمر بن علي بن محمد بن حمويه الجويني السرخسي (572هـ/ ...)أبو محمد تاج الدين الخراساني، له: "رحلة إلى المغرب"، و"المؤنس في أصول الأشياء"  و"الأمالي". الأعلام 4/110،
وللذكرى فإن هذا الكلام ـ عافانا الله وإياك ـ ليس في سند غريب، ولا كتاب نادر، لم يسبق أن تكلم عليه أحد من العلماء،  وإنما في تراجم  رجال سند صحيح البخاري أصح كتاب بعد القرآن ، ومن أشهر الأصول العظيمة التي اشتغل عليها العلماء عبر التاريخ،
طربتُ وما شوقا إلى البيض أطرب ولا لـعِباً مني، وذو الشيب يلعب ?
ولم يلهني دار ولا رسم منزل ولـم يتطرَّبني بنانٌ iiمخضَّبُ

10 ـ ابن مطر، وهذه أعجوبة رابعة، وعلم جديد لم يسمع به ولا خطر بالبال، يقول:
" علي بن عبد الله بن أبي مطر الإسكندري (241/ 339هـ)القاضي أبو الحسن .الإمام الفقيه العلامة الحافظ.روى عن محمد بن المواز، ومحمد بن عبد الله بن ميمون . شجرة النور /80
يا ألله ، يا سيدي الدكتور ، كيف يروي هذا السرخسي الذي  ولد سنة (572هـ)، عن رجل توفي سنة(339هـ) حسب رأيك? كيف يقطع مدة تزيد على القرنين ليجلس بين يديه ويصبح تلميذا له? ولكني أظن أن الأزمنة التاريخية في ذهن المحقق الفاضل ليس بينها أي فاصل، فكأنما الناس ـ في التاريخ ـ محشورون في صعيد واحد؛فلا بدع أن يجتمع المتقدم عن المتأخر مهما بعد الزمن.
لا بأس ندع هذا ، ونأتي إلى  ابن أبي مطر  ، إذا كان الأمر كما ذكرتَ؛ فهل رأيت أحدا قبلك ذكر أنه يروي عن البخاري، يا فضيلة الدكتور !! أو لعلك على مذهب من يكتفي  بالمعاصرة بين الراوي وشيخه !!
وفي النهاية أقول...
إن فن التراجم (علم الرجال)  فن خاص له أهله المختصون به، المتحققون بمعرفته، وهم مع ذلك قد يختلط على أحدهم هذا بذاك، والمتقدم بالمتأخر، والحنبلي بالحنفي، والمغربي بالمشرقي، وقد تعزب عن أحدهم ترجمة رجل وهو مشهور فلا يعرف عنه شيئا، وقد يقع في اسمه أو نسبه  تحريف أو تصحيف  فيلتبس عليه الأمر؛ فكيف بمن يرمي بنفسه في عباب هذا الخضم من غير أن يتمرس  بكتب التراجم ، ولا أن يتتبع المصادر، ولا أن يستوعب طبقات الرجال ،ولا يميز أصحاب الفنون والمذاهب المتعددة? يأتي على عجل فيعرف بفلان، ويترجم لفلان، فمثل هدا قد يصيب مرة أو مرتين، ولكنه لا يلبث أن تلتوي عليه السبل، وتشتبه الأسماء فيقع على أم رأسه، وحري بمن كان هكذا أن يكف، وأن يستأخر فهو أسلم له ولعرضه وإلا فإنه سيخبط خبط عشواء، وسيضل في مهامه فيحٍ مقفرات، وسيأتي بالمضحكات ... ويرحم الله الحافظ ابن حجر إذ قال في الفتح (3/738):" وإذا  تكلم المرء في غير فنه أتى بهذه العجائب "
وإني لأتساءل في مرارة شديدة ما الذي يدفع الإنسان إلى التورط فيما لا يحسن، والتولج فيما لا يتقن، وماذا يضيره  إذ كان ولا بد فاعلا أن يعرض عمله على واحد مختص، صاحب معرفة وفهم يرشده ويهديه ? 
  وإلى متى يستمر هذا العبث بالتراث بلا رقيب ولا حسيب نهارا جهارا، يتناول أحدهم الكتاب ليحققه بسهولة وارتياح بلا  أدنى كلفة   كما يتناول كأسا من الشاي ، أو فنجان قهوة، فما عرفه كتبه، وما لم يعرفه تركه، لا بل حتى الأشياء التي  لا يعرفها  يكتبها، وفي نفسه أنه أعلم الناس بها !!
فلا حول ولا قوة إلا بالله. 
الصواب في تراجم الرجال المذكورين:
وسأعرف بهم باختصار، وإن كانوا في الحقيقة في غنى عن التعريف :
 [الزبيدي: هو الحسين بن المبارك بن محمد بن يحيى  الشهرزوري الزبيدي ـ بفتح الزاي ـ نسبة إلى زبيد ـ أبو عبد الله سراج الدين (546 ـ 631هـ)سمع البخاري على أبي الوقت السجزي،  انظر: ذيل التقييد 2/352]
[الداودي:عبد الرحمن بن محمد بن مظفر الداودي البوشنجي، أبو الحسن (374 ـ467هـ) ، سمع البخاري من السرخسي  في صفر سنة381هـ، انظر: التقييد 2/85 ]
[السرخسي:عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي (تـ 381هـ)، وقد سمع البخاري من الفربري سنة 316هـ،  انظر: التقييد 2/63 ]
 [ابن مطر: محمد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشر الفربري  (231 ـ320هـ) انظر: التقييد 1/131 ]

تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب (2) !!    كن أول من يقيّم
 

من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب (2) !!

الحمد على توفيقه وتسديده، وأشكره  على جميل  لطفه وتأييده،  .

وبعد،،

فهذه  صلة تالية، أصل بها الحديث  عن فهرسة الإمام أبي علي اليوسي  ـ رحمه الله ـ  المطبوعة بتـ: الدكتور حميد حماني اليوسي ـ  حفظه الله بخير وعافية ـ ،  مبينا ما وقع في تحقيقها  من الأوهام والهنات التي لو احترز منها المحقق  لسلم من الطعن،  وأفلت من سهام النقد ، وكلنا نخطئ  ونـهـِم ، ولكن الخطأ  إذا كثر لا يستحمل، والوهم إذا فحش لا يعذر صاحبه..

وهي  ـ كما سترى ـ  ليست  ملحوظات  منهجية  تختلف حولها  وجهات النظر، وتتجاذبها الآراء  المختلفة ؛ بل أوهام شنيعة  أبعد فيها النجعة، وخذله إزاءها التوفيق،  وقد زدت عليها  أشياء سكت عنها ـ على غير عادته ـ  وهي في حاجة إلى التوضيح !!

وقد كانت المقالة السابقة  خالطها نوع من  الحدة ، حتى ظن الظانون  أني أحمل  للمحقق ضغينة تدفعني إلى تتبع سقطاته، والتشنيع عليه، ثم  خرجتها من بعد مغلفة  بغلاف النقد والمباحثة؛ ومعاذ الله ، فما ذاك شأني، ولا  إياه  قصدت، ولا وقت لدي يتسع لمثله؛ بل أغضبني هذا التهاون الذي لاحظته، وأحفظني التخليط القبيح الذي رأيته،   مما  تأكد معه   التنبيه على الخطأ ، والإرشاد إلى الصواب  ، والقيام بواجب البيان، وأداء فرض النصيحة  لمن قد يقع بيده  الكتاب، ويقرؤه،  ممن ليس من أهل التمييز  والنقد  فيلتبس عليه الأمر ....

والآن أفتح الكتاب  على :

ـ ص/115/ قال المؤلف " سمعت عليه شيئا من " الديانات "

ثم قال  في  ص/ 116 " ومنظومة الرقعي في  " الديانات "

لم يعرف المحقق  بمقصود المؤلف هنا؛ هل يعني كتابا معينا أم مراده دروسا مطلقة في العبادات? 

والحقيقة أنه يقصد منظومة معينة عرفت بهذا الاسم .

وهذا تعريف موجز بها وبناظمها، فأما ناظمها فهو:

الإمام أبو زيد عبد الرحمن بن علي  السنوسي الرقعي الفاسي المتوفى بعد  سنة (853هـ) ـ وترجمته عزيزة ـ

وقد نظم فيها مقدمة  ابن رشد الجد المتوفى سنة (520هـ)  في العبادات

وأولها:

 

قـال  الـفقير عابد iiالرحمن من بعد باسم الله ذي الإحسان
وقد فرغ منها في غرة ربيع الثاني من سنة (853هـ)  

 ومنها  نسخة مخطوطة في دار الكتب المصرية (99)، وقد طبعت  سنة 1300 هـ بمصر .

وقد شرحها  العلامة محمد بن محمد بن أحمد المديوني  المتوفي سنة (853هـ) في: فتح الجليل في أدوية العليل.

 يراجع: معجم المؤلفين 2/89  وجامع الشروح والحواشي 3/1806 و3/1889

ـ ص/ 120

بيت لبيد :

الـحـمد لله إذ لم يأتني iiأجلي حتى لبست من الإسلام سربالا
لم يوثقه   ?

ـ ص/ 115و122و 123

ضبط  المحقق " مورد الظمآن " لمحمد بن محمد الخراز (تـ 718هـ) بضم الميم في المواضع الثلاثة المشار إليها ، والمعروف أنه بالفتح  للمكان ، وقال: إنه مخطوط  في الرباط ،  والكتاب  مطبوع قديما من سنة 1365هـ

ـ ص/ 124ـ 125 ذكر المؤلف البيتين المشهورين:

إذا كان يؤذيك حر المصيف وكرب  الخريف وبرد الشتا
ويلهيك  حسن زمان iiالربيع فـأخذك للعلم قل لي متى ii?
ولم يعزهما إلى أحد،  وهما مشهوران  للإمام اللغوي الشهير أبي الحسين أحمد بن فارس (تـ395هـ) نسبهما له  أبو منصور الثعالبي في المنتحل ،  وياقوت في ترجمته من معجم الأدباء، والذهبي في السير 17/106.

ـ وفي هامش ص/ 124  قال :  "  بدر الدين  بن الحسن بن قاسم .. المرادي "

والصواب: بدر الدين الحسن بن قاسم المتوفى سنة (749هـ)، فـ" بدر الدين "  لقب للحسن.

ـ وفي ص/ 126 قال المؤلف:" وقرأت عليه " رسالة الأسطرلاب" وشيئا من الحباكية، وشيئا من " القلصادي ".

ما المراد بالحباكية في النص، وفي أي فن  هي ?  ولم يعلق عليها المحقق  بشيء ، مع أن الحاجة داعية إلى معرفة أمرها ؛ لأنها غير مشهورة ، فقد يظنها بعضهم أن هناك تصحيف.  

والمقصود بها ـ فيما  رجحت ـ   النظم المسمى :" بغية الطلاب في علم الأسطرلاب " وهي منظومة ـ مخطوطة ـ للعلامة الفرضي  الفلكي المعدِّل  محمد بن أحمد بن أبي يحيى المبارك  التلمساني المتوفى سنة (867هـ)  وتنظر: ترجمته في: نيل الابتهاج 2/226 والأعلام للزركلي 5/333، ومعجم المؤلفين لكحالة 3/114

وقد سماها اليوسي اختصارا بــالحبَّاكية  نسبة لمؤلفها، وواضح من السياق أنها هي المقصودة بذلك.

ـ وفي  ص/ 12127 ـ 128 قال المؤلف:" وله خطب وعظية  بنى فيها على  منزع ابن نُباتة ".

وعرف المحقق  ابن نباتة بــ:" عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نباتة التميمي السعدي، أبو نصر (376/405هـ) (1) من شعراء سيف الدولة ابن حمدان  ، له ديوان شعر أكثره في مختارات البارودي  . الأعلام 4/23 ".

و ليس ما قاله بصواب ، فالمؤلف يذكر أن له خطبا يحتذى حذوها، والذي ترجم له  لم يذكر في ترجمته أن له خطبا.

والصواب أن المقصود به الشيخ  أبو يحيى عبد الرحيم بن محمد بن إسماعيل  بن نُباتة الفارقي  (335 ـ374هـ) 

قال الذهبي :" وكان فصيحا مفوها بديع المعاني جزل العباره رزق سعادة تامة في خطبه ".

وقال الزركلي :" صاحب الخطب المنبرية  ... وأجمعوا على  أن خطبه لم يعمل مثلها  في موضوعها ،... وكان سيف الدولة كثير الغزوات  فأكثر سيف الدولة  من خطب الجهاد ... له ديوان خطب  ط ".  وانظر  ترجمته في: السير  للذهبي16/321 و الأعلام 3/347 ، ومعجم المؤلفين 2/135

 وهذه الخطب  مشهورة ، وقد اعتنى بها  جمع كثير من العلماء بالشرح والتعليق  ونحو ذلك . ويراجع :  جامع الشروح والحواشي 2/869

وأتوقف عند هذا الحد، سائلا الله الإعانة على متابعة   هذه التنبيهات، وأن يحفظنا من الصوارف  والشواغل  حتى نتمكن من إتمامها على الوجه المطلوب.

(1) كذا أثبت الدكتور تارخ مولد أبي النصر ابن نباتة عام (376) في هامش صفحة /128 وهو خطأ مطبعي بلا شك، وكيف يكون من شعراء سيف الدولة، ثم يولد بعد وفاة سيف الدولة بعشرين سنة، والصواب في مولده: سنة 327هـ  

*أبو النصر
18 - مارس - 2006
شكر خالص، واستدراك    كن أول من يقيّم
 

عزيزي الغالي، الأديب الفاضل/ زهير

أخجلني ـ والله ـ أدبكم العالي، وشمائلكم الحسان..

وأشكرك كل الشكر على اللمسات الفنية والتصويبات الجيدة التي أدرجتها ـ وأنت المنعم المفضل المتطول ـ في المقالة، وقد دلت على علم ومعرفة، وقد سررت بدلك جدا، وأنا  أبيح لك سلفا أن تصلح وتغير ما تراه من غلط أو وهم بل أنت تحسن إلي بدلك.

[عفوا، فجهازي ليس فيه حرف الدال المعجمة]

كما أني سأطلع ما كتبتم في سند شيخنا ومجيزنا العلامة زهير الشاويش ـ حفظه الله ـ إلى صحيح البخاري.

استدراك:

وأريد أن أستدرك بعض الأشياء إدا سمحتم لي :

1ـ الخطأ :فيه لغة بالمد الخطاء،وأدكر أنه كدلك في إحدى القراءات، وأنا مشيت على هده اللغة حتى يقابل المد في الجملة التالية " الصواب"، وإن كانت غير مشهورة.

2ـ كلمة"يظنها بعضهم " صوابها: يظن بعضهم

3ـ بيت ليبد لم أره في ديوانه المطبوع؛ لكن نسبه له ابن عبد البر في الاستيعاب في ترجمته 3/1335  قال:" وقال بعضهم لم يقل في الاسلام إلا قوله ..البيت . وقيل:إن هدا البيت لقردة بن نفاثة السلولي وهو أصح عندي".

كما عزاه له ابن الأثير في أسد الغابة 4/483 ثم قال :" وقيل: إن هدا البيت لغيره"

وفي الموسوعة الشعرية رأيته  منسوبا للنابغة في قصيدة طويلة. والله أعلم.

 

*أبو النصر
19 - مارس - 2006