البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : من هم أمراء المؤمنين في رواية الأحاديث    كن أول من يقيّم
 بنت السمو 
16 - فبراير - 2006

اريد المساعدة

 

تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
أمير المؤمنين في الحديث    كن أول من يقيّم
 

بسم الله الرحمن الرحيم

ردا على سؤال الأخت بنت السمو ، وأرجو لها نصيبا من اسمها أقول :

كنت أسمع من أساتذتي أن أمير المؤمنين في الحديث هو الإمام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله ، ولكنني وجدت في سير أعلام النبلاء عددا من الرواة الذين أخذوا هذا اللقب ومنهم :

1- ورد عن أحمد ابن حنبل وشعبة وأبي نعيم وابن عيينة أن أمير المؤمنين في الحديث هو ( سفيان )  2- روي عن ابن عيينة ويونس بن بكير أنه ( محمد بن إسحق ) 3- وورد عن سفيان أيضا أنه ( شعبة بن الحجاج ) 4- وورد عن ابن معين أنه ( عبد الله بن المبارك ) 5- وورد عن الدراوردي  أنه ( الواقدي ) وأنا أشك بذلك ؛ لوجود أقوال في الواقدي . 6- وقد ورد من غير نسبة القول إلى أحد أنه ( يحيى بن سعيد بن فروخ ) وورد ( أبو الحسن علي بن المديني ) وورد ( يحيى بن معين ) وورد ( محمد بن يحيى ) وورد ( أبو حاتم ) .. هذا والله أعلم .. داوود ..

 

*داوود
24 - فبراير - 2006
هدية المغيث في أمراء الحديث    كن أول من يقيّم
 

هذا اللقب هو أعلى رتبة يبلغها رجل الحديث، وللشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي الجكني (ت 1363هـ) أرجوزة سمى فيها من عثر له على أصل في تلقيبه بأمير المؤمنين في الحديث، وسماها ( هدية المغيث في أمراء المؤمنين في الحديث).
وقد نشرتها دار البشائر الإسلامية في لبنان عام (1989م) بتحقيق رمزي سعد الين دمشقية. وتجد مختارات من هذه الأرجوزة في نهاية هذه البطاقة، وسوف أعرض للتعقيب عليها في سياق تراجم أمراء الحديث.
وآخر من استحق هذا اللقب بجدارة: الحافظ ابن حجر العسقلاني، وأحسب أن الذي أطلق عليه هذا اللقب هو ابن تغري بردي في (النجوم الزاهرة) وكانت وفاته ليلة السبت (28/ 12/ 852هـ) قال الجكني:

ونـجـل عَلّان المحقق iiذَكَر من أمراء المؤمنين ابن حجر
أي إن ابن علان البكري الصديقي هو أول من أطلق على ابن حجر لقب أمير المؤمنين في الحديث، وهذا وهمٌ من الجكني لأن ابن علان ولد عام (996هـ) وابن تغري بردي توفي عام (874هـ)
 ولا أعلم بعده أحدا نال هذه المنزلة المرموقة. فإن كان فهو غير مشهور، ولا متفق عليه، كالشيخ علي أفندي السويدي، وقد نعته بذلك الآلوسي في (غرائب الاغتراب) وغيره من كتبه. انظر ترجمته في (حلية البشر: الوراق ص 486) ووفاته يوم (27/ رجب/ 1237هـ)
وأول من أطلق عليه هذا اللقب من المتقدمين:
 
1- أبو الزناد القرشي: عبد الله بن ذكوان المتوفى سنة (131هـ) عن (66) سنة وهو من كبار شيوخ الإمام مالك بن أنس، من طبقة ربيعة الرأي، وقد أطلق عليه هذا اللقب الإمام سفيان الثوري كما في تذكرة الحفاظ وتهذيب التهذيب وتاريخ دمشق وتاريخ الذهبي.
2- ثم هشام بن عبدالله الدستوائي البصري الحافظ، كما في (تاريخ الذهبي وتهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر، ومرآة الجنان لليافعي) قال: قال أبو داود الطيالسي كان أمير المؤمنين في الحديث،وقال غيره بكى هشام حتى فسدت عينه) مولده عام (76هـ) ووفاته سنة (153هـ) ودستواء التي ينسب إليها: بلدة في الأهواز، كان يبيع الثياب المجلوبة منها.

3- ثم محمد بن إسحاق صاحب المغازي، في رأي شعبة بن الحجاج (كما في المحلى لابن حزم وتاريخ الإسلام للذهبي وغير ذلك من المراجع) ومولده عام (85هـ) ووفاته ببغداد سنة (151هـ) انظر ترجمة مفصلة له في التعقيب على كتابه في السيرة على الوراق.

4- ثم شعبة بن الحجاج، كما نص على ذلك الذهبي في التاريخ وذلك في رأي سفيان الثوري. ومولد شعبة عام (83هـ) ووفاته بالبصرة سنة (160هـ)

5- ثم سفيان الثوري في رأي شعبة وابن معين ووكيع وجماعة (وهو أشهر من نال هذا اللقب من أئمة المحدثين) وكانت وفاته في البصرة سنة (161هـ) وهو المراد بقول أبي العلاء: (والخوف ألزم سفيان أن يغرق كتبه)

6- ثم حماد بن سلمة البصري الربعي بالولاء ووفاته سنة (167هـ) قال أحمد بن حنبل: (إذا رأيت الرجل ينال من حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام. (انظر ترجمته في تاريخ الإسلام للذهبي)

7- ثم علي بن المديني (ت 178هـ) كما نص على ذلك الذهبي في (سير أعلام النبلاء) لم يذكره الجكني

8- ثم الإمام مالك بن أنس، في رأي يحيى بن سعيد القطان ويحيى ابن معين، وكانت ولادة الإمام مالك عام (93هـ) ووفاته سنة (179هـ)

9- ثم عبد الله بن المبارك الحنظلي بالولاء: وذلك في رأي يحيى بن معين (كما في سير أعلام النبلاء ص 918) ومولده عام (118هـ ووفاته في هيت سنة (181هـ)

10 - ثم يحيى بن سعيد القطان المولود عام (120هـ) ووفاته في صفر عام (198هـ) (نعته بذلك الذهبي في سير أعلام النبلاء) لم يذكره الجكني

11- ثم الحافظ الدراوردي واسمه عبد العزيز بن محمد بن عبيد الجهني بالولاء المدني الدراوردي قال معن بن عيسى كما نقل الذهبي في التذكرة: (يصلح الدراوردي أن يكون أمير المؤمنين في الحديث) ووفاته في المدينة المنورة سنة (187هـ) ومعن بن عيسى المذكور: من أئمة الحديث، من كبار أصحاب مالك، توفي بالمدينة المنورة سنة (198هـ)

12- ثم الواقدي صاحب الفتوح، في رأي الحافظ الدراوردي، ومولد الواقدي عام (130هـ) ووفاته سنة (207هـ) وذكر ذلك الحافظ ابن حجر في (تهذيب التهذيب) والسخاوي في (التحفة اللطيفة) وياقوت في (معجم الأدباء) وابن الجوزي في (المنتظم) قال: وقال: الدراوردي: ذاك أمير المؤمنين في الحديث ... وقال أحمد بن حنبل: هو كذاب، جعلت كتبه ظهائر للكتب منذ حين... وقال بندار: ما رأيت أكذب شفتين من الواقدي.

13- ثم الفضل بن دكين التيمي الملائي الكوفي الأحول أبو نعيم، قال الفراء: (سمعتهم يقولون بالكوفة قال أمير المؤمنين وإنما يعنون الفضل بن دكين. ومولده عام (130 هـ) ووفاته سنة (219هـ)
14- ثم يحيى بن معين وذلك في رأي المحدث نعيم بن حماد. (كما في تهذيب الكمال) ومولده عام (158هـ ووفاته سنة (233هـ) بالمدينة المنورة. ويبدو أن الجكني لم يطلع على ما ورد في (تهذيب الكمال) فقال:

وأحمد بن حنبل على iiصفهْ تعطيه  ذا مع ورع ومعرفهْ
وابن  معين مثله فيما iiسلف ولم أجد هذا لهم عن السلف

15- ثم إسحاق ابن راهويه الحنظلي، شيخ الإمام البخاري، مولده عام (161) ووفاته سنة (238)

16- ثم الحافظ الذهلي محمد بن يحيى أبو عبد الله النيسابوري المولود عام (172هـ) ووفاته سنة (258هـ). (كما في تاريخ الذهبي وتذكرة الحفاظ وتهذيب التهذيب) وهو من طبقة الإمام أحمد. قال ابن أبي داود وأبو بكر بن زياد: كان أمير المؤمنين في الحديث.


17- ثم الإمام البخاري: وترجمته نار على علم، مولده عام (194هـ) ووفاته سنة (256هـ) أما الإمام مسلم فلم ينل هذه الرتبة وإنما قاربها. قال الجكني:

وكـاد مـسـلـمٌ بهذا iiاللقب يدعى كما لبعضهم وما اجْتبي
  18- ثم الإمام الدارقطني  ومولده عام (306هـ ووفاته سنة 385هـ) وقد نال هذه الرتبة كما ذهب إلى ذلك أبو الطيب الطبري (كما في تاريخ دمشق) ونسبته إلى محلة (دار القطن) في بغداد

19- ثم انقطع هذا اللقب، ولم يحرزه أحد فيما أعلم بعد الدارقطني غير الحافظ عبد الغني الجمّاعيلي الدمشقي المولود عام (541هـ) وأطلق عليه هذا اللقب الحافظ الضياء وتابعه الذهبي في تاريخه.
20- ثم الحافظ ابن حجر العسقلاني كما ذكرنا في بداية هذه البطاقة.

وهذه مقتطفات من أرجوزة الجكني:
المقدمة:

قـال مـحـمـد حـبـيب iiالله مـن  بـعـد الابـتدا ببسم iiالله
الـمـدنـي  الـجـكـني iiنسبا الأشـعـري  الـمـالكي iiمذهبا
الـحـمـد لـلـه الذي قد يسرا فـن  الـحـديث بالرواة iiالأُمَرا
أي أمـراء عـلـمَـيِ iiالحديث فـي سـالـف الزمان iiوالحديث
إذ  هـم أخـصُّ مِن سواهم iiفيه مِـن كـل مَـن قـد كان iiيقتفيه
مِـن  حـافـظ في علمه iiمعتمد ومـتـقـن بـين الورى iiمجتهد
ثـم صـلاتـه مـع iiالـسـلام عـلـى الـنـبـي سـيد الأنام
وآلـه  وصـحـبـه الـكـرامِ ومـن تـلاهـمُ مـنَ iiالأعـلامِ
وبـع فـالـقـصـدُ بهذا iiالنظمِ جـمـعُ  الـرواة أمـراءِ iiالعلمِ
أي أمـراء المؤمنين في iiالحديث لِمَن لضبطهم يرى السيرَ الحثيث
سـمـيـتـه  هـديـةَ iiالمغيثِ فـي الأُمَـرا أئـمـة الـحديثِ
نـظـمـتـه  لـكل ذي iiعنايهْ وهـمـةٍ  فـي صـنعة iiالدرايهْ
أسـأل  ربـي الله خالق iiالورى عـونـا على نظم الرواة iiالأُمَرا
فـقـلـت  بـادئـا بـبسم iiالله جـلَّ مُـثَـنّـيـاً بـحـمد iiالله

ثم تناول شرف الإسناد ومنزلة الرحلة في طلب الحديث ومشاهير الرحالة، واختصاص المحدثين بلقب الحافظ وأمير المؤمنين في الحديث، وذلك كله في (23) بيتا ثم قال تحت عنوان (ذكر أمراء المؤمنين في الحديث):
فـمـالـكٌ  إمـامـنا iiالمقدَّمُ وشـيـخـه  أبو الزناد iiالعلمُ
ثـم إمـام الـعارفين الثوري مـن زانه الزهد كزين iiالنَور
فـشـعـبـة  المحقق iiالإمامُ مـن ازدهـت بـعلمه iiالأيام
كـذاك إسحق الإمام iiالحنظلي ثـم  هـشام الدستوائي iiالعلي
وابـن  دُكين الفضل iiالالْمعي كذا  ابن يحيى الحافظ iiالذهلي
ثـم  الـبخاري الشهير iiالفخم والـدارقـطنيُّ  الإمام iiالشهم
ثـم ابـن إسحاق إمام iiالسيرهْ مـن  كـان ذا بصيرة iiمنيرهْ
قد قال ذاك الذهبي في التذكرهْ وغـيرُه  إذ حاز تلك المفخرهْ
والـواقدي الشهم ذو iiالبصيرهْ مـنهم وكان ماهرا في السيرهْ
وهـكـذا  حـماد نجل iiسلمهْ فابن  المبارك وكم من iiعظمه
والـدارورديُّ  لـذاك iiيصلح قد  قاله معن بن عيسى المفلحُ
وكـاد مـسـلـمٌ بهذا iiاللقب يدعى كما لبعضهم وما iiاجْتبي
ونـجـل  عَلّان المحقق iiذَكَر من أمراء المؤمنين ابن iiحجر
قـلت  ولا يبعدُ في iiالسيوطي ذاك  لـمـا حاز من الشروط
وأحـمد  بن حنبل على iiصفهْ تـعطيه  ذا مع ورع iiومعرفهْ
وابـن  معين مثله فيما iiسلف ولـم أجد هذا لهم عن iiالسلف
هـذا الـذي حررته من iiأُمَرا ء المؤمنين في الحديث iiالكُبَرا
أسـأل  ربـي أن أُرَى iiأميرا فـيـه ولـو أتـيـته iiأخيرا
وأن أنـال بـالحديث الرحمهْ في جنة الفردوس فهي iiالنعمهْ
أكـمـلـتـه في بلدة iiالخليل مـقـتـبسا من نوره iiالجليل
عـلـيه  مني صلوات iiباهرهْ وآلـه الـغر النجوم iiالزاهرهْ
وإنـنـي  ضـيف لإبراهيما ولـم  يـزل لـضيفه iiكريما
ثم ختم الأرجوزة بذكر بيان ألقاب جرى عليها اصطلاح المحدثين كطالب الحديث والراوي والمسند والمحدث والحافظ والحجة والحاكم، وتقع هذه الخاتمة في (29) بيتا.

*زهير
26 - فبراير - 2006