إطلالة كن أول من يقيّم
أَيَرْجُو نَهْضَةً لِلشِّعْرِ رَاجٍ - وَقَدْ أَوْدَى بِهِ الْجَدَلُ الْعَقِيمُ ?! ، تَحَيَّرَ فِي قَضِيَّتِهِ الْبَرَايَا ، - وَطَاشَتْ فِي حَقِيقَتِهُ الْحُلُومُ ، وَصَارَ النَّاسُ أَحْزَابًا ، وَقَالُوا :- أَيُعْتَنَقُ الْجَدِيدُ أَمِ الْقَدِيمُ ? ، وَبَعْضُهُمُ لِبَعْضِهِمُ يُوَالِي ، - وَبَعْضُهُمُ لِبَعْضِهِمُ يَلُومُ ، فَلا أَبْقَى الْجِدَالُ لَهُمْ وِدَادًا ، - وَلَمْ يَضِحِ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ ، وَلَوْ نَظَرُوا بِعَيْنٍ مِنْ تَرَوٍّ - لأَرْشَدَهُمْ لَهُ الطَّبْعُ السَّلِيمُ ، وَأَلْفَوْهُ إِذَا سَجَعَ الْكَنَارِي ، - وَأَلْفَوْهُ إِذَا خَطَرَ النَّسِيمُ ، وَفِي صَمْتِ السَّمَاءِ ، وَفِي صَفَاهَا ، - وَقَدْ حَلَّى مُقَلَّدَهَا النُّجُومُ ، وَفِي الأَزْهَارِ فَيَّاحًا شَذَاهَا ، - عَلَيْهَا النَّحْلُ أَسْرَابًا يَحُومُ ، وَفِي الْوَجْهِ الْجَمِيلِ إِذَا تَبَدَّى - وَأَشْرَقَ مِنْهُ لُؤْلُؤُهُ النَّظِيمُ ، وَفِي الْحُبِّ الْعَفِيفِ إِذَا تَلاقَتْ - عَلَى عَرَصَاتِهِ أُسْدٌ وَرِيمُ ، وَفِي بَسَمَاتِ فَجْرٍ قَامَ يَحْبُو - كَمَا يَحْبُو عَلَى الْمُهُدِ الْفَطِيمُ ، وَفِي ثَوْرَاتِ أَحْرَارٍ كِرَامٍ - إِذَا هُمْ فِي صُرُوفِ الدَّهْرِ ضِيمُوا ، وَكُلُّ جَمَالِ هَذَا الْكَوْنِ شِعْرٌ - وَسِحْرٌ جَلَّ بَارِئُهُ الْعَلِيمُ ، إِذَا مَا بِالْكَلامِ أَبَنْتَ عَنْهُ - فَذَلِكَ مَا نُرِيدُ وَمَا نَرُومُ ، فَمَا هُوَ بِالطَّلاسِمِ وَالأَحَاجِي - يَعِيهَا الْفَيْلَسُوفُ أَوِ الْحَكِيمُ ، وَلا بِالْوَزْنِ تَبْنِيهِ اعْتِسَافًا - وَلَيْسَ وَرَاءَهُ إِلا الْوَخِيمُ ، وَلَقِّبْهُ بِنَثْرٍ أَوْ بِشِعْرٍ ؛ - فَمَا فِي وَصْفِهِ خَطْبٌ جَسِيمُ ، أَجَادَ الأَقْدَمُونَ وَمَا أَسَاؤُوا ، - سَقَى أَجْدَاثَهُمْ غَيْثٌ عَمِيمُ ، لَنَا بِهُدَاهُمُ أَيُّ اقْتِدَاءٍ ، - وَذَمُّهُمُ فَمَنْقَصَةٌ وَلُومُ ، وَسَارَ الْمُحْدَثُونَ عَلَى خُطَاهُمْ ، - وَعَن نَّهْجِ الْبَلاغَةِ لَمْ يَرِيمُوا ، وَوَافَوْنَا بَأَجْمَلِ مَا جَلاهُ - وَأَثْْمَرَهُ الْقَرِائِحُ وَالْفُهُومُ ، وَمَنْ لَزِمَ الْبُحُورَ أَوِ الْقَوَافِي - فَمَا فِيهِنَّ نَيْرٌ أَوْ شَكِيمُ ، وَمَنْ لَمْ يَلْتَزِمْ بِهِمَا وَأَوْفِى - فَمَا فِي فِعْلِهِ شَيْءٌ ذَمِيمُ ، وَلَمْ يَقْدَحْ زِنَادَ أَسَايَ إِلا - لِسُوءِ الْحَظِّ وَاقِعُنَا الأَلِيمُ ، أَرَى الْعَرَبِيَّةَ الْحَسْنَاءَ أَضْحَى - يُحَاصِرُ بَدْرَهَا لَيْلٌ بَهِيمُ ، وَلَمَّا يَنْبَرِي لِيَذُودَ عَنْهَا - مِنَ اهْلِ غَرَامِهَا أَسَدٌ شَتِيمُ ، وَمَا أَنْ شِمْتُ فِي (( الْوَرَّاقِ )) بَرْقًا - وَفَتْكُ اللَّيْثِ أَوَّلُهُ النَّئِيمُ وَأَبْصَرْتُ اللِّوَاءِ يَدِفُّ = حَتَّى - تَقَشَّعَ مِنْ تَشَاؤُمِيَ الغُيُومُ ، وَلَكِنْ قَدْ أَتَى هَذَا التَّلاحِي- لِتُنْكَءَ بَعْدَ مَا الْتَأَمَتْ كُلُومُ ، وَتَسْرِيَ فِي الْوَلِيدِ مِنَ الأَمَانِي- بِفَضَلِ مُجَادَلاتِكُمُ سُمُومُ ، فَهَلا شَادَ (( قَصْرَ الشِّعْرِ )) فِينَا - مُحِبٌّ قَبْلَ أَنْ تُمْحَى الرُّسُومُ ، وَأَسْعَفَ بِنْتَ عَدْنَانٍ وَدَاوَى - أَبٌ حَانٍ وَوَالِدَةٌ رَؤُومُ ، فَلَيْسَ جَوَابُكُمْ قَوْلِي بِمُجْدٍ - إِذَا مَا قِيلَ : قَدْ حَلِمَ الأَدِيمُ . |