البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : أين هو التجديد في الشعر الحر والحديث ?    قيّم
التقييم :
( من قبل 7 أعضاء )
 علاء 
16 - فبراير - 2006

السلام عليكم ورحمة الله يدعي الكثير من النقاد أن الشعر الحر كله تجديد . لكنني أرى أن عبارة التجديد لا تتناسب مع الشعر الحديث والشعر الحر بصفة خاصة . لأن لفظة التجديد تستدعي إجراءات صارمة تطبق في الحقل الشعري حتى نستطيع أن نقول أن هناك تجديد . فإذا اقتربنا أكثر لرصد هذا التجديد وملامحه داخل القصيدة الحديثة فإننا نجد استغناء تام عن نظام الأشطر الشعرية وتعويضه بنظام الأسطر، استغناء عن البحر الشعري وتعويضه بشعر التفعيلة أحيانا وعدم استخدام أي تفعيلة معينة في الشعر أحيانا أخرى،...استغناء عن المقدمة الطللية أو الخمرية أو...إلخ

فإلى أي حد يمكننا أن نعتبر هذا الشعر فيه تجديد بما تقتضي لفظة تجديد من معاني. في رأيي أنه ليس هناك تجديد فما حصل في شعرنا العربي ماهو سوى محاكاة للشعر الغربي ولا يمد للشعر العربي بصلة . وبالتالي ليس هناك تجديد لأننا لم نبدل جهدا في التغيير سوى تقليد الغرب. واستغنينا عن تراثنا الشعري العريق...

وهناك مسألة أخرى في الشعر الحديث إذ نجد أن الشعراء يطلقون على انتاجاتهم الشعرية قصيدة. لكن هذه القصيدة التي كما ينعثونها لا تتجاوز 6 أبيات في احيان كثيرة ومع ذلك نسميها قصيدة. فكما نعرف أن القصيدة على الأقل عليها أن تكون مكونة من 16 بيت حتى نسميها قصيدة وفي القديم حتى ينتجوا أشعارا يسمونها قصائد كان عليهم أن يقضوا وقتا طويلا في التنقيح والتفكير حتى ينتجوا قصيدة ولهذا سميت قصيدة لأنه قصد بها أن تكون شعرا محكما وهي نابعة من العقل، لكن الكثير من شعرائنا اليوم لا يفرقون بين القصيدة والشعر المرتجل إذ يخلطون بينهم كثيرا لكن النتيجة دائما تكون لصالح القصيدة أي أنهم دائما يقولون انهم انتجوا قصيدة فهل تتوفر في ما سموها قصائد شروط القصيدة فعلا ام انها مجرد ارتجالات ألبسوها جبة القصيدة رغم أنها لا تناسبها.

كما ان هذا الشعر في نظري هو حمارة المتطفلين، فإذا كان الرجز حمار الشعراء فالشعر الحر حمارة المتطفلين إذ تسمح سهولة هذا النوع من الشعر إلى افقاذ الشعر اهميته من طرف النخبة من الأدباء والمثقفين إذ أصبحنا لا نستطيع التفريق بين المتطفل وصاحب التخصص الكل أصبح يشعر رغم ضعف هذه الحاسة في عصرنا . وبهذا فقد الشعر مصداقيته لأننا نحس بأن هذا الشاعر يكذب ويتكلف... رغم اقلقائه البارع فقد أصبح الشاعر اليوم مع هذا النوع الشعري ممثل يتلاعب بعواطف الناس. يقول أشياء لا يحسها فعلا ولو عرف معنى مايقول ما استطاع ان يقول...

الشعر الحر يوازي التجديد فهو لا يتقاطع معه حتى ولو أطلناه فهما لن يلتقيا رغم المحاولات اليائسة لذلك...

هذا رأيي ولكم الحرية في الدفاع عن رأيكم، مع احتراماتي

                                                          والسلام

                                                              تطوان في 15/02/2006

 3  4  5  6 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
أنا أعرف الشعر الحر ولكن    كن أول من يقيّم
 
أشكر جميع الإخوان الذين دفعتهم حرقتهم على الشعر الحر والقصيدة النثرية على مشاركاتهم
ولكني كنت أود أن يجيبوني عن أسئلتي.
ماهو مفهوم التجديد ?وأين هو التجديد في القصيدة الحديثة?
ألا نستطيع أن نقول عن القصيدة الحديثة بأنواعها تقليد ليس إلا ?
وهل كان يشكل عمود الشعر بالنسبة للشعراء القدماء عقبة في وجه الافصاح عن المشاعر والتعبير عن الحياة?
فلماذا لم يحاول ابو نواس أن يغير هذا العمود، رغم تغير الحياة ?
ألا يعد الشعر الحديث مظهرا من مظاهر التبعية إلى الغرب من الناحية الثقافية?
ألم يكن الشعر العربي من أفضل الشعر الإنساني على الإطلاق?
أتمنى أن تجيبونني ولاتقدمون إلي مقاطع من الشعر الحديث فأنا مطلع على أفضلها والحمد لله وأنا لا أتحدث من فراغ
وشكرا على اهتمامكم بالموضوع على أية حال
والسلام.
  
*علاء
15 - ديسمبر - 2006
صدقت والله....    كن أول من يقيّم
 
(كما ان هذا الشعر في نظري هو حمارة المتطفلين، فإذا كان الرجز حمار الشعراء فالشعر الحر حمارة المتطفلين إذ تسمح سهولة هذا النوع من الشعر إلى افقاذ الشعر اهميته من طرف النخبة من الأدباء والمثقفين إذ أصبحنا لا نستطيع التفريق بين المتطفل وصاحب التخصص الكل أصبح يشعر رغم ضعف هذه الحاسة في عصرنا . وبهذا فقد الشعر مصداقيته لأننا نحس بأن هذا الشاعر يكذب ويتكلف... رغم اقلقائه البارع فقد أصبح الشاعر اليوم مع هذا النوع الشعري ممثل يتلاعب بعواطف الناس. يقول أشياء لا يحسها فعلا ولو عرف معنى مايقول ما استطاع ان يقول...) أقول والله صدقت وأهديك الأبيات التي كتبتها  في دوحة الشعر بعنوان (الشعر العربي في خطر)
وأشكرك شكرا جزيلا على أخلاقك وحلمك على من سبق أهل التجديد!!!!!!.
 
محمدزاهر
17 - ديسمبر - 2006
إطلالة    كن أول من يقيّم
 
أَيَرْجُو نَهْضَةً لِلشِّعْرِ رَاجٍ - وَقَدْ أَوْدَى بِهِ الْجَدَلُ الْعَقِيمُ ?! ،
تَحَيَّرَ فِي قَضِيَّتِهِ الْبَرَايَا ، - وَطَاشَتْ فِي حَقِيقَتِهُ الْحُلُومُ ،
وَصَارَ النَّاسُ أَحْزَابًا ، وَقَالُوا :- أَيُعْتَنَقُ الْجَدِيدُ أَمِ الْقَدِيمُ ? ،
وَبَعْضُهُمُ لِبَعْضِهِمُ يُوَالِي ، - وَبَعْضُهُمُ لِبَعْضِهِمُ يَلُومُ ،
فَلا أَبْقَى الْجِدَالُ لَهُمْ وِدَادًا ، - وَلَمْ يَضِحِ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ ،
وَلَوْ نَظَرُوا بِعَيْنٍ مِنْ تَرَوٍّ - لأَرْشَدَهُمْ لَهُ الطَّبْعُ السَّلِيمُ ،
وَأَلْفَوْهُ إِذَا سَجَعَ الْكَنَارِي ، - وَأَلْفَوْهُ إِذَا خَطَرَ النَّسِيمُ ،
وَفِي صَمْتِ السَّمَاءِ ، وَفِي صَفَاهَا ، -  وَقَدْ حَلَّى مُقَلَّدَهَا النُّجُومُ ،
وَفِي الأَزْهَارِ فَيَّاحًا شَذَاهَا ، - عَلَيْهَا النَّحْلُ أَسْرَابًا يَحُومُ ،
وَفِي الْوَجْهِ الْجَمِيلِ إِذَا تَبَدَّى - وَأَشْرَقَ مِنْهُ لُؤْلُؤُهُ النَّظِيمُ ،
وَفِي الْحُبِّ الْعَفِيفِ إِذَا تَلاقَتْ - عَلَى عَرَصَاتِهِ أُسْدٌ وَرِيمُ ،
وَفِي بَسَمَاتِ فَجْرٍ قَامَ يَحْبُو - كَمَا يَحْبُو عَلَى الْمُهُدِ الْفَطِيمُ ،
وَفِي ثَوْرَاتِ أَحْرَارٍ كِرَامٍ - إِذَا هُمْ فِي صُرُوفِ الدَّهْرِ ضِيمُوا ،
وَكُلُّ جَمَالِ هَذَا الْكَوْنِ شِعْرٌ - وَسِحْرٌ جَلَّ بَارِئُهُ الْعَلِيمُ ،
إِذَا مَا بِالْكَلامِ أَبَنْتَ عَنْهُ - فَذَلِكَ مَا نُرِيدُ وَمَا نَرُومُ ،
فَمَا هُوَ بِالطَّلاسِمِ وَالأَحَاجِي - يَعِيهَا الْفَيْلَسُوفُ أَوِ الْحَكِيمُ ،
وَلا بِالْوَزْنِ تَبْنِيهِ اعْتِسَافًا - وَلَيْسَ وَرَاءَهُ إِلا الْوَخِيمُ ،
وَلَقِّبْهُ بِنَثْرٍ أَوْ بِشِعْرٍ ؛ - فَمَا فِي وَصْفِهِ خَطْبٌ جَسِيمُ ،
أَجَادَ الأَقْدَمُونَ وَمَا أَسَاؤُوا ، - سَقَى أَجْدَاثَهُمْ غَيْثٌ عَمِيمُ ،
لَنَا بِهُدَاهُمُ أَيُّ اقْتِدَاءٍ ، - وَذَمُّهُمُ فَمَنْقَصَةٌ وَلُومُ ،
وَسَارَ الْمُحْدَثُونَ عَلَى خُطَاهُمْ ، - وَعَن نَّهْجِ الْبَلاغَةِ لَمْ يَرِيمُوا ،
           وَوَافَوْنَا بَأَجْمَلِ مَا جَلاهُ - وَأَثْْمَرَهُ الْقَرِائِحُ وَالْفُهُومُ ،            
وَمَنْ لَزِمَ الْبُحُورَ أَوِ الْقَوَافِي - فَمَا فِيهِنَّ نَيْرٌ أَوْ شَكِيمُ ،
وَمَنْ لَمْ يَلْتَزِمْ بِهِمَا وَأَوْفِى - فَمَا فِي فِعْلِهِ شَيْءٌ ذَمِيمُ ،
وَلَمْ يَقْدَحْ زِنَادَ أَسَايَ إِلا - لِسُوءِ الْحَظِّ وَاقِعُنَا الأَلِيمُ ،
أَرَى الْعَرَبِيَّةَ الْحَسْنَاءَ أَضْحَى - يُحَاصِرُ بَدْرَهَا لَيْلٌ بَهِيمُ ،
وَلَمَّا يَنْبَرِي لِيَذُودَ عَنْهَا - مِنَ اهْلِ غَرَامِهَا أَسَدٌ شَتِيمُ ،
وَمَا أَنْ شِمْتُ فِي (( الْوَرَّاقِ )) بَرْقًا - وَفَتْكُ اللَّيْثِ أَوَّلُهُ النَّئِيمُ
وَأَبْصَرْتُ اللِّوَاءِ يَدِفُّ = حَتَّى - تَقَشَّعَ مِنْ تَشَاؤُمِيَ الغُيُومُ ،
وَلَكِنْ قَدْ أَتَى هَذَا التَّلاحِي- لِتُنْكَءَ بَعْدَ مَا الْتَأَمَتْ كُلُومُ ،
وَتَسْرِيَ فِي الْوَلِيدِ مِنَ الأَمَانِي- بِفَضَلِ مُجَادَلاتِكُمُ سُمُومُ ،
فَهَلا شَادَ (( قَصْرَ الشِّعْرِ )) فِينَا - مُحِبٌّ قَبْلَ أَنْ تُمْحَى الرُّسُومُ ،
وَأَسْعَفَ بِنْتَ عَدْنَانٍ وَدَاوَى - أَبٌ حَانٍ وَوَالِدَةٌ رَؤُومُ ،
فَلَيْسَ جَوَابُكُمْ قَوْلِي بِمُجْدٍ - إِذَا مَا قِيلَ : قَدْ حَلِمَ الأَدِيمُ .
*محمود العسكري
21 - ديسمبر - 2006
إلى ....    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
طَالَ انْتِظَارِي وَلَمْ تُسْعِفْ عَلَى ظَمَئِي lll رِسَالَةٌ مِنْكَ فِيهَا بَارِدُ الْمَاءِ ،
لا أَقْتَضِيكَ بِحُبِّي مَا أُكَابِدُهُ lll إِنِّي أُعِيذُكَ مِمَّا بَيْنَ أَحْشَائِي ،
كَفَانِيَ الْوُدُّ لِي فِي الْقَلْبِ تُضْمِرُهُ ؛ lll إِلَّمْ يَحُلْ وُدُّكُمْ يَا أَيُّهَا النَّائِي ! ،
لَقَدْ عَرَفْتُكَ بَحَّارَ الْقُلُوبِ فَهَلْ lll رَسَتْ سَفِينَتُكُمْ فِي غَيْرِ مِينَائِي ?! .
*محمود العسكري
21 - ديسمبر - 2006
لا والله    كن أول من يقيّم
 
هل من سبيلٍ إلى روحي فأرسلها أم  من سبيل إلى تصديق iiمعذور
والله مـا نظرت عيني إلى iiجبل إلا  تـمثلتُ محمود iiالدمنهوري
*زهير
21 - ديسمبر - 2006
هكذا تحلق النسور    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
 
فاجأني اليوم  شعر الدمنهوري ! سليم ، بديع اللفظ ، جميل المعنى وهذه الشساعة في الرؤية كأنه ينظر إلى الحياة من على مرتفع . فمن أين لك يا محمود هذا النضج وهذه البصيرة البعيدة المدى في سنك المبكر هذا ? سلمت الأيادي التي ربتك ورعتك والأرض المعطاءة ، مصر الولادة ، التي أنجبت أمثالك من الأفذاذ على مدى الدهر :
 
وَصَارَ النَّاسُ أَحْزَابًا ، وَقَالُوا :- أَيُعْتَنَقُ الْجَدِيدُ أَمِ الْقَدِيمُ ? ،
 
فَلا أَبْقَى الْجِدَالُ لَهُمْ وِدَادًا ، - وَلَمْ يَضِحِ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ ،
وَلَوْ نَظَرُوا بِعَيْنٍ مِنْ تَرَوٍّ - لأَرْشَدَهُمْ لَهُ الطَّبْعُ السَّلِيمُ ،
 
وَكُلُّ جَمَالِ هَذَا الْكَوْنِ شِعْرٌ - وَسِحْرٌ جَلَّ بَارِئُهُ الْعَلِيمُ ،
إِذَا مَا بِالْكَلامِ أَبَنْتَ عَنْهُ - فَذَلِكَ مَا نُرِيدُ وَمَا نَرُومُ ،
فَمَا هُوَ بِالطَّلاسِمِ وَالأَحَاجِي - يَعِيهَا الْفَيْلَسُوفُ أَوِ الْحَكِيمُ ،
وَلا بِالْوَزْنِ تَبْنِيهِ اعْتِسَافًا - وَلَيْسَ وَرَاءَهُ إِلا الْوَخِيمُ ،
وَلَقِّبْهُ بِنَثْرٍ أَوْ بِشِعْرٍ ؛ - فَمَا فِي وَصْفِهِ خَطْبٌ جَسِيمُ ،
 
فَهَلا شَادَ (( قَصْرَ الشِّعْرِ )) فِينَا - مُحِبٌّ قَبْلَ أَنْ تُمْحَى الرُّسُومُ ،
وَأَسْعَفَ بِنْتَ عَدْنَانٍ وَدَاوَى - أَبٌ حَانٍ وَوَالِدَةٌ رَؤُومُ ،
فَلَيْسَ جَوَابُكُمْ قَوْلِي بِمُجْدٍ - إِذَا مَا قِيلَ : قَدْ حَلِمَ الأَدِيمُ .
 
 نعم ، هو خلاف مفتعل وغير مجد كأكثر ما نختلف عليه ، والخلاف في صميمه أيديولوجي بين دعاة الحداثة ودعاة التقليد وأما الشعر بينهما فهو الخاسر الأكبر . 
 
اللغة الشعرية لا تعني الوزن والعروض بل تعني الحالة الشعورية التي تؤلف بين وجدان الشاعر واللغة التي يصوغ بها مشاعره وأحاسيسه . هو مكان ما يقف فيه الشاعر بين الحسي ـ اللغوي ، وخزان الشعور والانفعال وفوضى الأفكار التي تعتمل في نفسه . بل أن أكثر ما يقوله الشاعر ، يصطاده من مخيلته الصاخبة ، ومن منطقة اللاوعي الغائبة عن إحساسه الحاضر . من هنا تأتي لغة الشعر ، من شفير الهاوية ، من وادي عبقر ، من المكان الذي لا يخضع لمعيار العقل الواعي المنضبط .
 
والإيقاع العروضي هو ترابط هندسي ، وعملية حسابية صعبة فيها توازن يشبه معادلة الكيمياء . هو جميل جداً من الناحية الموسيقية ، لكنه يتطلب الكثير من الوقت لتعلمه في عصرنا الحاضر وهو مقيد للأفكار . القدماء كانوا يستطيعونه بسهولة لأنهم كانوا يحفظون الشعر شفاهية  ، ولأن موسيقاه قريبة جداً من واقع اللغة المحكية آنذاك ( وهذه مجرد فكرة أسوقها هنا لا أدري مدى صحتها ) . ولأن وظيفة الشعر الخطابية لم تعد هي الأشد إلحاحاً : نحن اليوم في حالة بحث عن الأفكار لأننا في حالة تنافس ، ولأن المخيلة العربية لم تعد تنتج من الأفكار ما يكفي لحاجات الإنسان العربي المعاصر  ولا بد ، والحالة كذلك ، من بعض التساهل في مسألة الشكل أو النظام الهندسي الثابت والرزين الذي يتوجب على المعاني بأن تنضوي تحته لو أردنا تحرير هذا المنتج الذهني ، الذي هو الشعر ، من سلطة الوزن والقافية مما يتيح لعدد أكبر من الشعراء والأفكار الجديدة من الحضور إلى ساحة الشعر . سيكون ذلك على حساب قيمته الجمالية بدون شك ، لكن الإصرار عليه أصبح جدلاً عقيماً والحاجة تقتضي هذه المساومة . لا خوف على الشعر نفسه لأن الزمن سوف يحتفظ بالجيد منه وينسى الباقي ، وربما تنتج هذه الحالة أشكالاً أو أوزاناً أخرى أكثر تكيفاً مع الواقع .
 
فاللغة ، وخصوصاً لغة الشعر ، هي الأداة التي تمكننا من إعادة صياغة المفاهيم بشكل مستمر ، وهي عملية تشبه عملية ترتيب البيت لا تتوقف أبداً . فالفكر من خلال علاقته بالحسي والواقعي ، هو بحاجة دائمة للتكيف لأن وعيه بالوجود والموجودات متغير بحسب ما يتوارد إليه في كل يوم من المعلومات ، وبحسب ما تحتفظ به مخيلته من انفعالات . واللغة هي وسيلتنا لصياغة وفهم هذه الأفكار وهذه الانفعالات وإعادة إخراجها من ذواتنا ، لنتمكن من الإبتعاد عنها مسافة ، وليتمكن الوعي من رصدها ومتابعتها .
 
من هنا تأتي أهمية الشعر في حياتنا الراهنة ، من كونه مرصداً للذات يراقبها ويسبر غورها ونحن بحاجة له لفهم ذواتنا والتكيف مع محيطنا . الشعر ليس صورة فنية فحسب ، بل هو ضرورة لإحداث هذا الإتصال مع الواقع المغيب في كنه الذات غير الواعية ، هو وسيلتنا للربط بين الداخلي والخارجي ، والشاعر الحقيقي عليه أن يتمرد دائماً على الواقعي والمقبول اجتماعياً والمنتظم في حجرات العقل النفعي والصارم ، لكي يتمكن من تخطي هذه الحدود إلى الحجرات الأخرى المغلقة التي تحتوي على كل ما هو منبوذ ومزدرى ، كل ما لا نريد بأن نراه ونعترف به ، كل ما لا يلزمنا في حياتنا اليومية .
 
لا ليس الشعر هلوسة ولا تحليل نفسي ، بل هو الذات من وجهها الآخر الذي لا نراه عادة في كل حين ، هو حالة الصدق القصوى في رؤية الداخل المعاش . لكن الشعر لا يصبح شعراً إلا إذا اكتسى حلة اللغة وقوالبها الأدبية ، وهو سيستخدم أجملها ، لأن الشاعر فنان ونرجسي ومتسلط ويسعى دائماً لأن يكون الأجمل ، ولن يكشف عن مكنوناته بهذه البساطة ، بل سيعمد إلى التجريد والترميز عبر صور وطاقات تعبيرية ، وعبر موسيقى وطاقات لفظية . فالشعر ليس كتابة مباشرة ، بل هو كتابة تصويرية ، كالرسم والنحت والموسيقى وسائر الفنون ، هو إعادة خلق وإحياء لما يعتلج في الذات من طاقات لم تبدد ، وتجد متنفساً لها في الصورة الفنية المرمزة . هو سلطة لا تكتمل إلا باكتمال رونقها الفني وسحر المعاني والألفاظ التي تنطق بها . فالكلام سلطة ، والشعر هو سلطان الكلام .
 
 
*ضياء
21 - ديسمبر - 2006
وكل جمال هذا الكون شعر وسحر    كن أول من يقيّم
 
لم تبق لى أستاذتنا /ضياء 00مجالا للقول
،وسيكون كلامى تكرارا مملا0
 
  الدمنهورى
  فى العين والقلب ،
  شاعرا
  وابنا
  وصديقا0
    
*عبدالرؤوف النويهى
22 - ديسمبر - 2006
أفضل ما قرأت.    كن أول من يقيّم
 
   أفضل ما قرأت هذااليوم على الإطلاق شعر الأخ الكريم، والشاعر الحليم: محمود الدمنهوري، جمع شعره بين حسن السبك وقوة المعنى ووضوحه، وقد أتى بالفيصل في هذا الباب، والشكر للأستاذة ضياء على توضيحها، بوركتم إخواني، وتحيتي إليكم جميعا.
*سعيد
22 - ديسمبر - 2006
تهنئة    كن أول من يقيّم
 
لجميع الأحبة فائق الشكر والامتنان على هذه الكلمات الطيبة المشجعة ، وأقدم لهم التهنئة بأيام العشر المباركة أعادها الله على الجميع بكل صحة وخير وسعادة .
*محمود العسكري
22 - ديسمبر - 2006
التجديد بين التحديد والتحييد    كن أول من يقيّم
 
أولا أخي الفاضل علينا أن نحدد أولا مسار التساؤل لكي نسير على نمط موحد..فالشعر الحديث يشمل الحر كما يشمل العمود ولئن كان التجديد في النمط ينسب الى السياب فالتجديد في الأساليب ينسب الى البارودي ولا يمكننا بحال من الأحوال أن نخلط بين شعر التفعيلة الذي هو الوليد الشرعي للشعر العمودي والشعر النثري الذي يحاكي أشعار الغربيين فشتان بين الإثنين..
ثم ان الثورة على المقدمات التي ذكرت -الخمرية والطللية-قد بدأت مع بشار بن برد وأبي نواس وحذا حذوهم غيرهم
ولا يمكننا أن نلغي جمالية أشعار من كتب في التفعيلة فأغلبهم أبناء العمود الشعري ودوواينهم زاخرة بنفائسه إذ فالمرجعية عندهم موثقة لا غبار عليها
المهم التجديد في نظري مالم يمس بأساسات الشعر واللغة فهو محمود بل يعطي دفعا آخر للنفس الشعري
ammar
22 - أبريل - 2007
 3  4  5  6