القرآن والغريب كن أول من يقيّم
تحية وبعد ..
ثمة كتب كثير في غريب القرآن أو مشكل القرآن .. والإشكالية التي أطرحها هنا هي إشكالية التسمية والعنوان ، وليست إشكالية البحث نفسه ، فعندما أراد مكي بن أبي طالب تأليف كتاب في إعراب القرآن الكريم كان العنوان الذي طرحه على نفسه هو( إعراب مشكل القرآن ) ولكنه درس كلمات هذا العنوان ، فوجد أنها تصف القرآن بالمشكل ، أو بوجود المشكل ، أو بوجود شيء من المشكل ، ورأى أن هذه التسمية تفتقر إلى حسن التعامل مع القرآن الكريم ، الذي أنزله الله بلسان عربي مبين ، ووجد أن هذا العنوان بهذا اللفظ قد يخلو من التأدب مع القرآن الكريم ، فلم يلبث أن غير العنوان إلى ( مشكل إعراب القرآن ) فليس القرآن هو المشكل ، ولكن إعراب القرآن هو المشكل ، وهذا حس إيماني سليم .. والعكبري لم يشر إلى أي مشكل في كتابه ( التبيان في إعراب القرآن ) المطبوع مرارا باسم ( إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن )
ومن هنا أقول أليس من الصواب أن ننظر في عنوان ( غريب القرآن ) مثل نظرة المكي ?. ولو أن كثيرا من الأقدمين كتبوا كثيرا من الكتب بعنوان ( غريب القرآن ) فليكن العنوان مثلا ( غريب تفسير القرآن ) أو ( غريب ألفظ القرآن ) أو (غريب تصوير القرآن ) مع أن وجود بعض المشكل وبعض الغريب على بعض الناس أمر لا غضاضة فيه .. فإذا وصلنا إلى هذه القناعة لم تعد أمامنا مشكلة أخرى ، فلنبحث في أي النقاط شئنا ، ومنها ما أسلفت : الألفاظ والصور والبديع والفواصل ( رؤوس الآي ) والغيبيات والإعجاز ، وأي شيء يراه الباحث غريبا .. مع تحياتي للأخ زهير والأخت سارة .. ولو جاءت مشاركتي متأخرة ، فأنا حين أشارك أنسى النظر في تاريخ المشاركات غالبا .. |