البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : حركة الإصلاح الديني/الأصولية المسيحية مذاهبها وعقائدها    كن أول من يقيّم
 mustafa 
30 - يناير - 2006

حركة الإصلاح الديني /الأصولية المسيحية ومذاهبها

كنت قد تحدثت في الأقسام الماضية عن حركة الإصلاح الديني وزعيمها مارتن لوتر وعن مدى علاقته ببث الروح اليهودية في المذهب البروتستانتي عندما دعا إلى الإيمان المطلق بالنبوءات التوراتية لإعادة بني إسرائيل إلى أرض المعاد (فلسطين) تنفيذاً للوعد الإلهي الذي وعد به الرب اليهود

وتحدثت عن الأصولية المسيحية وأشهر دعاتها

والآن سأتحدث عن المسيحية المتصهينة في التاريخ في بعض طوائف المذهب البروتستانتي

 مذهب البوريتانية (التطهرية) الذي ساد في انكلترا في القرن السابع عشر

كان البيوريتانيون شديدي المحافظة على التقاليد العبرانية ,وكان مذهبهم بمثابة بث للروح اليهودية القديمة واعتمدوا على العهد القديم (التوراة)فاعتبروه وحيا سماويا ووجدوا فيه مثالا سماويا للحكومة الوطنية,وأساسا لاستنباط الأحكام,وكان الاتجاه العام الذي سار فيه البيورتانيون يرمي إلى إحلال العهد القديم بتشريعاته وأخلاقياته وطقوسه مكان العهد الجديد(الإنجيل) ومن الشواهد الدالة على التزامهم الشديد به أن مجموعة متطرفة من البيوريتانيون عرفت باسم Levellers طالبت الحكومة البريطانية بأن تعلن التوراة دستورا للقانون الانجليزي,إن من أشهر شخصيات هذا المذهب هو أوليفركرومويل الذي بزغ نجمه فجأة وقاد المجلس النيابي ضد الملك شارل الأول وخلعه عن العرش وأسس الجمهورية واستبدل أعضاء البرلمان بالقديسين  (البروتيانيون)وكان مجلس الدولة يتألف من سبعين عضو أسوة بعد أعضاء السنهدرين (المجلس الأعلى اليهودي القديم), وقد كان طيلة حكمه التي استمرت عشر سنوات 1649/1659 يطبق في بريطانيا الشرائع اليهودية بحذافيرها, ونظرا للصلة الوثيقة التي كانت تربط البيوريتانية باليهود استطاعوا أن يسيطروا على مقدرات بريطانيا المالية,ولما عادت الملكية مجددا إلى بريطانيا كان اليهود قد رسخوا أقدامهم في جميع مرافق الدولة, احتاجت الطبقة الحاكمة الارستقراطية  المال بعد أحداث هنري الثامن وعهد كرومويل التي هدت قواها واستنزفت مواردها المالية اضطرت أن تستنجد بأثرياء اليهود لتقترض المال اللازم لها فتقربت إليهم بخطب ودهم فلبى اليهود مطالبهم مقابل فواتير خيالية أعجزت فيما بعد أكثر أفرادها عن سداد ديونهم فاضطر بعضهم للتخلي عن ممتلكاته لليهود وأرغم البعض على الاقتران ببناتهم اللواتي كان اليهود يسعون دائما لتزويجهن من نبلاء الإنكليز بغية تهويدهم عرقيا بعد أن تم تهويدهم فكريا ودينيا فكثر عدد النبلاء الذين تزوجوا من يهوديات وبذلك دخلت اليهودية أعرق البيوت الانكليزية وأصبحت نساء اليهود الآمرات الناهيات في بيوت نبلاء بريطانيا وأصبحن أمهات سادة المستقبل في بريطانيا ويقول الكاتب الانكليزي هيللر بلوك (إن تهويد الإنكليز وخاصة طبقة النبلاء منهم بلغ حدا استعصى معه التفريق بين النبيل الانكليزي واليهودي )

ومع تضاؤل شأن البيوريتانية بعد عام 1660 ظلت مبادئها وعلى الأخص مايدعو منها إلى عودة اليهود كأمة إلى أرض فلسطين ,سائدة في بريطانيا وفي القارة الأوربية ومن هناك انتقلت للعالم الجديد

وفي بداية القرن التاسع عشر شهدت بريطانيا حركة بعث إنجيلية مشابهة في مبادئها ومعتقداتها للحركة البيوريتانية

تقوم العقيدة الانجلية على القبول بكل ماجاء في الكتاب القدس  والاقتناع بأن إنشاء دولة إسرائيل هو أعظم حدث في التاريخ الحديث وفي النصف الأول من القرن التاسع عشر أسفر الواقع السياسي عن ظهور جيل جديد من المسيحيين المتصهينين اقترنت في أيديولوجيتهم الحوافز الدينية بالحوافز الامبريالية أو قل بدأ العمل على توظيف الدافع الديني لتحقيق مكاسب سياسية ذات أبعاد إستراتيجية

ومن الأسماء التي لمعت في الجيل الجديد

اللورد شافتسبري(1801/1885) يعتبر من أشد المحبين لصهيون ومن أبرز المبشرين الإنجيليين الذين عملوا على تشجيع الاستيطان اليهودي في فلسطين كتب اللورد بالمرستون01781/1865 عين وزيرا للخارجية البريطانية ثم انتخب رئيسا للوزارة البريطانية عام 1855 وظل في هذا المنصب إلى حين وفاته

ظل متحمسا لفكرة توطين اليهود بفلسطين ويعتبر أهم نصير سياسي للورد شافتسبري    وكان يعتبر أن اليهود يمكن أن يكونوا إسفين تدقه بريطانيا في الإمبراطورية العثمانية  في عام 1840 قرر فتح قنصلية بريطانية في القدس

  والملاحظ أن المسيحيين المتصهينين لم يشاؤا النظر إلى المسألة الفلسطينية من زاوية حقوق أهالي البلاد الأصليين حتى أنه لم يروا ضرورة للاعتراف بوجود هؤلاء وخير مثال على هذا كتاب القس جيمس نيل الذي زار فلسطين بين العامين 1877/1883 مالا يقل عن ثماني مرات يقول عن عودة اليهود :هذه العودة إلى بلاد خراب خالية من السكان ,حيث يغرق الذين يؤلفون السواد الأعظم من شعب فلسطين ـ العرب المسلمون ـ في الجهل التام وليسو مؤهلين لتأليف هيئة سياسية واليهود يفوق تعدادهم بكثير عدد المنتمين إلى أي أمة متمدنة أخرى في الأراضي المقدسة

هذا بعض من دعاة المسيحية المتصهينة قديما والحديث يطول جدا جدا لكن الملاحظ أن الأمة الانكليزية تسير في ركب الصهيونية منذ أكثر من 200عام وحتى يومنا هذا وقد انتقل هذا الولاء الصهيوني المسيحي إلى أمريكيا التي ورثت الإمبراطورية البريطانية في كل شيء

 مصطفى لطفي

يتبع عن الأصوليتان المسيحية واليهودية والجامع بينهما

 

تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
لا يوجد تعليقات جدبدة