قرأت حديثاً كتاب ( أطلس القرآن ، أماكن ، أقوام ، أعلام ) لمؤلفه شوقي أبو خليل والصادر عن دار الفكر: بيروت ودمشق ،وقد صدمني الكتاب كثيراً بتبسيطه الأشياء واستناده إلى مقولات شعبية وأساطيرشائعة في تقديمه الأمكنة الواردة في القرآن الكريم ،ورسم خارطة مبسطة تبين المكان المشار إليه ،على سبيل المثال يقدم خريطة لشبه القارة الهندية ويقول إن فيها أثر قدم أبينا آدم عليه السلام إذ كان مهبطه فيها ويشير إلى مصادر ذكرت ذلك كالطبراني وأبو نعيم في ( الحلية) كما يشير إلى موضع قبر هابيل في دمشق على الطريق الذاهبة من دمشق إلى الزبداني وبلودان مستنداً إلى قول العامة في هذا ، كنت أنتظر من الكتاب أن يقدم معلومات تستند إلى أساس علمي وخصوصاً ما جادت به المكتشفات الأثرية الحديثة ، والوثائق التاريخية للأمم والشعوب المختلفة والمناهج اللغوية وغيرهاوهذا ما لم أجده.
يقدم المؤلف أيضاً ترجمات للأعلام وأماكن ولادتهم دون تقديم المعطيات التي تؤكد المعلومات ومن ذلك قوله : إن لقمان أصله من بلاد النوبة ? دون تقديم أي دليل منطقي على انتماء لقمان للنوبة ،وهكذا يمضي الكتاب بتقديمه للأقوام أيضاً ، وبصراحة لم أجد في الكتاب أي فائدة ولم يقدم أي معلومة موثقة وممنهجة ، وما يحتويه معروف ومتداول بين الناس من العوام وأهل العلم ، علماً أن البحث في موضوع كهذا يحتاج الكثير من الدراية والإلمام ويقدم الكثير من الفائدة ،وما وجدت في كتابنا هذا إلا التبسيط والاستخفاف بعقولنا. وأود أن أشير إلى أنني قرأت العديد من المؤلفات حول جغرافية التوراة ومنها الغث ومنها الثمين، لكنها كانت تقوم على منطق ومنهج وإن لم تقنع فهي تمتع ، لذلك أتمنى أن يقدم لنا أصحاب العلم والمعرفة في جغرافية القرآن الكريم معلومات مفيدة وممتعة حول هذا الموضوع وجزاكم الله خيراً |