الحزن كن أول من يقيّم
السلام عليكم
ما معنى أن يكون الإنسان حزينا?? أو ما معنى أن يكون الإنسان فرحا?? أسئلة لا يجيبك عنها إلاّ الحزين فعلا والفرح فعلا. هي أسئلة مثل سؤال ما الأدب تماما. فإذا كان مفهوم الأدب غائما غامضا، فكذا مفهومي الحزن والفرح وكلّ المشاعر التي تختلج في صدر الإنسان.
وإذا عدنا إلى كلمة حزين فلا تعني هذه الكلمة سوى شعور بالنقص، مهما كان نوع هذا النقص، نقص عاطفي، نقص في الإيمان... نقص متى تمّ تعويضه انتقل الإنسان من حالة الحزن إلى حالة أخرى يمكن أن نسمّيها الفرح أو يمكن أن نسمّيها حالة سُدَّ فيها ذلك النقص. وحتى لا يبقى كلامي معلّقا بين أدراج السّماء ممكن أن أشير إلى أنّ الإنسان لمّا يُصاب بالحزن تنتابه نوبة لاشعوريّة يبدأ خلالها بالبكاء وحده في غرفته لا يراه أحد ولا يرى أحدا ويكون بين يديّ الله يطلب الرّحمة تارة ويطلب العفو أخرى ويطلب اللّطف ثالثة... ولمّا تهدأ نفسه يعود كما كان وكأنّ شيئا لم يكن، هذه حالة أسمّيها حالة الحزن العميق أو حالة تقرب كثيرا من الاكتئاب، وسببها واضح وهو كما أشرت إليه سابقا بـ"النقص". ولمّا يُسدّ النقص تعود حالة الاستقرار والهدوء إلى النّفس. ولكن تبقى الكارثة كبيرة إذا لم يتمَّ سدّ هذا النقص أو هذا الفراغ فيلجأ الإنسان حينها إلى ما لا تُحمَد عقباه فإمّا أن ينتحر أو يثور أو ينحرف... |