جواب ، ومسألة أخرى كن أول من يقيّم
شكرًا للأخت الفاضلة ، لا أعلم إن كان الحريري كتبها تاءً مربوطة أو تاءً مفتوحة ، فأنا لم أطلع على المخطوطة التي كتبها بيده ، إنما أتحدث هنا بشكل عام عن طريقة كتابة أمثال هذه الكلمات في أمثال هذه الجمل ، وهي مسألة من عندياتي ، وأما مسألة الألف التي ذكرتها فلعل مقصودك ألف الإطلاق التي ترد في نهايات الأبيات الشعرية التي تتولد من إشباع فتحة حرف الروي فهي واردة جائزة كـ[ ما بال قلبك يا مجنون قد خُلِعَا - في حب من لا ترى في نيله طمعا ] ، والفرق بينها وبين الألف المستعاض بها عن تنوين الفتح وقفًا كـ[ طمعًا ] في البيت السابق ، وكذلك بينها وبين الألف المبدلة من نون التوكيد المخففة وقفًا كـ[ قفا ] وأصلها فعل الأمر [ قِفَنْ ] دخلت عليه نون التوكيد المخففة ، وكذلك بينها وبين ألف الاثنين ، والألف الأصلية في الكلمة = كله جليٌّ بينٌ ، أما إدخال ألف الإطلاق هذه في النثر فلا يجوز على حسب علمي ، ومن كان لديه علم فليفدنا .
وهناك مسألة أخرى ؛ وهي كتابة تاء التأنيث المربوطة بلا نقط في خواتم الجمل السجعية والأبيات الشعرية التي تقتضي ذلك ، لأن فائدة كتابتها بالنقط أنها تقرأ تاء حال الوصل ، والوصل ممتنع للسجع والقافية ، فكتبها بلا نقط مغن ، بل أفضل ؛ وذلك لتفرقته بينها وبين تاء التأنيث التي جعلت حرف روي في الأبيات الشعرية ، وتناسبه مع هيأة الكلمة المختومة بهاء الغيبة في الجمل السجعية ، مثال لهذه المسألة قول الحريري : (( وأن تسعدنا بالهدايه ، إلى الدرايه ، وتعضدنا بالإعانه ، على الإبانه ، وتعصمنا من الغوايه ، في الروايه ، وتصرفنا عن السفاهه ، في الفكاهه )) ، والله أعلم . |