البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التربية و التعليم

 موضوع النقاش : الأطفال بين مضار التلفزيون ومزاياه.    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )

رأي الوراق :

 عبد الصادق 
26 - ديسمبر - 2005

 

تطور الإعلام المرئي في العقود الأخيرة إلى درجة لا يمكن استثناؤه في

شتى مجالات الحياة. ويحتل التلفزيون المرتبة الأولى من حيث الاستعمال

الإعلامي لانتشاره الواسع بين كل فئات المجتمع. فلا تجد بيتا في الحضيرة

أو البادية إلا والجهاز يأخذ مكانه بين أفراد الأسرة الواحدة. لقد أصبحت

كلمته مسموعة وتأثيره بالسلب أو بالإيجاب على الأطفال ملموس حتى ذهب

البعض إلى تسميته ب << الأب الثالث >> بعد الأبوين الحقيقيين ( الأب والأم )

لما يتمتع به من دور في توجيه سلوك الأطفال بصفة خاصة.. واعتبارا لمكانته

المهيمنة في الوسط الاجتماعي، وتأثيره التربوي على الناشئة، بات مــــن

الضروري إخضاع التلفزيون إلى السياسة التربوية بما يتلاءم وعملية التنشئة

الاجتماعية. لكن المؤسسات الإعلامية المرئية سواء الرسمية أوالمستقلة تحتج

بالإكراهات المادية والسياسية التي تحول دون الوصول إلى هذا المبتغى..

فقنوات التلفزيون لا يمكنها الاقتصار على استهداف الأطفال حتى تفقد عددا

كبيرا من مشاهديها لتمرير وصلاتها الإشهارية التي بها تدعم ماديا سير

استمرار بث برامجها. وكما هو معلوم يكون إقبال من يود الإشهار على

القنوات التي لها جمهورا واسعا من المشاهدين.. أما من الجانب السياسي،

فالتوجهات النظامية للبلاد وما يمارس على الدولة من ضغوطات حزبية

داخلية أو دولية هي التي تتحكم عموما في مسار البث التلفزيوني...

ففي ظل انعدام التلفزة التربوية الهادفة والتي تستهدف الأطفال وتحاكيهم

عالمهم وحياتهم الخاصة موازاة مع ما تهدف إليه المنظومة التربوية في

تكوين الإنسان الصالح، فلم يبق أمام الآباء إلا المحافظة على أبنائهم أصحاء

بدنيا ونفسيا بترشيد علاقة أبنائهم بالتلفزيون.. لكن الإشكال المطروح في

مدى استيعاب الآباء لدورهم التربوي إزاء هذه العلاقة الحميمية بين الأبناء

والجهاز.. فغالبا ما يتخذ هذا الدور منحى سلبي إما بترك الأبناء عرضة

لالتهام جل البرامج الغث منها والسمين، معتبرين التلفاز مجرد جهاز للتسلية،

فلا بأس أن يقضي الطفل أمامه أوقاته بدل الخروج إلى الشارع والاختفاء

عن أنظارهم دون معرفة ما يقوم به.. زيادة على ذلك يتخلص الآباء من

ضجيج الأبناء ويجدون الراحة في البيت عندما يكون هؤلاء بدون حراك

أمام الجهاز... وهناك أيضا من يحرم الأبناء من التلفزيون كلية بالتخلص

منه في البيت اعتقادا منه بهذا الإجراء سيتفادى كل ما من شانه أن يؤدي

بهم إلى الانحراف...

إذن كيف يمكن ترشيد استخدام التلفاز بطريقة معقلنة بعيدا عن حرمان الأطفال

من مزاياه الثقافية والترفيهية، وبعيدا عن كل إسراف في الاستعمال لا تحكمه

ضوابط قد يضر بحياة الأطفال الدراسية وبصحتهم النفسية والبدنية??

 

تحياتي

 

 

 

 

 

 

 

 

تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
( باركو جوبي ) تربية الطفل    كن أول من يقيّم
 

    يظهر التأثير الهائل للفيديو والتلفزيون على الأطفال بشكل واضح عندما يتم إدخال الجهازين أو أحدهما إلى البيت بعد نشوء الأطفال ووعيهم ، إذ يبدو ذلك جليًا في تبدل تكوينهم الشخصي والنفسي . ويستطيع المراقب إدراك ذلك من خلال نشوء اهتمامات جديدة لدى الأبناء وأنماط من السلوك تحاكي سلوك الممثلين أوالشخصيات الخرافية الوهمية ، أما أولئك الأطفال الذين يولدون والتلفزيون في  بيوتهم فإنه يغدو بعد حين أهم موجه لتفكيرهم وسلوكهم وذوقهم واهتماماتهم ، وقد لا يلاحظ ذلك كثير من الآباء والأمهات ، وخاصة أولئك الذين لا يهمهم أين تسير السفينة ومن يوجه الدفة                       
         " إن تأثير الإعلام على الأطفال تأثير ثابت ، ولا ينبغي للمسؤولين أن يقللوا من خطره ، أو يهونوا من أمره ، ولاشك (في)أن طريقة معالجة التـلفزيون للتراث الـــثقافي العالمي نفسه ، وخاصة أسلوب استخدام الكاميرا يجعل التلفزيون مصـنعًا للخوف والرعب بالنسبة للموضـوعات العنيفة ، وعندما يخلط الأطفال بين الواقع والخيال ، ويتعرضون للتأثير الضار باستمرار ، ويرون المجرم بطلاً خفيف الظل ، والقانون لا ينتصر إلا في النهاية ، ورجل الشرطة موضع تهكم وسخرية ، والقاضي إنسانًا مترددًا ومضحكًا ، فإن احتمال عدم التأثير بذلك كله أمر جد عسير ، وقد يكون صحيحًا أن تأثير التلفزيون - والفيديو - على الأطفال الأصحاء يختلف في شدته ونوعيته عن تأثيره على الأطفال الذين لا يحسون بالأمر ، ولكن لابد أن يكون التلفزيون مؤثرًا على كلا لنوعين .                                                               

     يشكو الآباء والمربون من آثار التلفزيون السلبية في علاقة الأطفال بالكتاب والمدرسة ، وتبدو نتائج ذلك ظاهرة على معظم الأطفال الذين يتابعون المشاهدة . ومن الملاحظ لدى العاملين أن مما يؤدي إلى التأخر الدراسي ، وعدم متابعة المعلم أثناء الشرح سبب كثير منه التعلق ببرامج التلفزيون ، والسهر الطويل في متابعة ما يجري على الشاشة المرتعشة ، إذ وجد أن الأطفال الذين لديهم أجهزة تلفزيون أوفيديو يذهبون للنوم متأخرين عن نظـائرهم في السن ممن لا يوجد لديهم ، ويبدو أيضًا أن التلفزيون يتداخل مع الواجبات المنزلية التي يكلف بها التلاميذ ، وبذلك يبدو الطفل سلبيًا أمام ما يدور في قاعة الدرس .   وفي ربيع عام 1977 ظهر كتاب بالغ الآثار والأهمية في الأسواق الغربية ، وهو الكتاب الوحيد الذي ناقش تجربة التلفزيون ومشاهدته ، وبين أهميتها عن محتوى البرامج التي تظهر على شاشته . هذا الكتاب من تأليف (ماري دين) وقد أسمته (المخدر الكهربي) وكان سببًا لضجة كبيرة عند الآباء القلقين ، وعلماء النفس والمربين ، ولقد أكد الكتاب أن مشاهدة الأطفال التلفزيون تسبب عندهم نوعًا من الإدمان ، وأنها تحول جيلاً كاملاً منهم إلى أشخاص يتميزون بالسلبية ، وعدم
التجاوب ، ولا يستطيعون اللعب والابتكار ، ولا يستطيعون حتى التفكير بوضوح  ، فكيف يتسنى لمثل هؤلاء الأطفال استيعاب الدروس وتركيز اهتمامهم فيما يلقى عليهم أو يطلب منهم التفكير فيه إذا كانت معظم أوقاتهم تستنفد أمام الشاشة الصغيرة ? . وفي تقرير لمنظمة اليونسكو العالمية ، رقم (33) تبين أن الأطفال ، في البلاد
العربية ، من سن السادسة إلى سن السادسة عشرة يقضون ما بين اثنتي عشرة ساعة وأربع وعشرين ساعة أمام التلفزيون أسبوعيًا ، وأن سن الخامسة حتى السابعة هي الفترة التي يبدي فيها الطفل أقصى اهتمام بمشاهدة التلفزيون ، وفي المرحلة التي تسبق هذه الفترة فإن الطفل في سن الثلاث سنوات يقضي 45 دقيقة يوميًا أمام التلفزيون ، وفي سن أربع سنوات ينفق ساعة ونصف الساعة يوميًا  . ولم تزل الدراسات والتقارير العلمية تتوالى في تبيان ما للأجهزة السمعية البصرية من أثر بالغ الضرر فيما يظهر على شاشاتها ، ولذلك فإن تقريراً آخر نشر في مجلة اليونسكو عن نتيجة الاستطلاع الياباني عن وسائل الإعلام جاء فيه :

إن فيض المعلومات التي تقدمها أجهزة الإعلام يعطل القدرات التأملية الخلاقة لدى الأطفال . وأوضح التقرير أن الأطفال كانوا ضحية لبرامج التلفزيون والمجلات الهزلية .وذكر الأطباء والمدرسون الذين شملهم الاستطلاع أن وسائل الإعلام أشد ضررًا بالأطفال وخاصة البرامج الترفيهية الساقطة والمجلات الهزلية التي ترد إليهم ، وإن حشو مخيلة الطفل ، وإشغال فكره بهذه الترهات لا تدع له مجالاً لاستيعاب المعلومات التي يتلقاها في المدرسة ، مما يؤدي في أغلب الأحيان إلى كراهية الطفل للمدرسة والكــتاب لشعوره بقصورهما وعجزهما عن جذبه إليهما كما يجذبه التلفزيون والفيديو ، إذا أنهما لا يتطلبان من الطفل مجهودًا ولا حركة ، ويحشوان رأسه بالخيالات والأوهام ، ويضحكانه ويعلمانه الرقص والغناء ، وكيفية إقلاق راحة الآخرين .                               

زائر
21 - يناير - 2006