البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : قصيدة البوصيري في ذم المستخدمين في عصره    كن أول من يقيّم
 زهير 
25 - ديسمبر - 2005
هذه القصيدة من أشهر قصائد البوصيري، صاحب البردة، وموضوعها ذم الموظفين المستخدمين في عصره، في مدينة بلبيس في الشرقية بمصر، وقد ذكر جانبا منها الصفدي في ترجمته في الوافي، قال: وأظنه كان يعاني صناعة الكتابة في التصرف وباشر ذلك في الشرقية ببلبيس، وله تلك القصيدة التي نظمها في مباشري الشرقية التي أولها: (فقدت طوائف المستخدمينا) ثم ساق (25) بيتا منها وعلق عليها بقوله:( وهي طويلة إلى الغاية وقد اختصرت من أبياتها كثيراً، وله فيهم غير ذلك وشعره في غاية الحسن واللطافة، عذب الألفاظ منسجم التركيب، كان الشيخ فتح الدين يقول: هو أحسن من شعر الجزار والوراق). وفي ديوانه في الإصدار الثالث من الموسوعة الشعرية (99) بيتا منها، وفي بعض أبياتها ما هو بحاجة للشرح، عسى أعود إلى ذلك في وقت لاحق. وإليك القصيدة:
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
القطعة (1)    كن أول من يقيّم
 

ثَـكِلْتُ  طوائِفَ iiالمُسْتَخْدَمِينا فَـلَـمْ  أَرَ فِـيهمُ رَجُلاً iiأَمِينا
فَـخُـذْ  أَخْبَارَهُمْ مَنِّي iiشِفاهاً وَأنْـظِـرْني  لأُخْبِرُكَ iiاليَقِينا
فَـقَـدْ  عَاشَرْتُهُمْ وَلَبِثْتُ iiفِيهمْ مَعَ التَّجْرِيبِ مِنْ عُمْرِي سِنينا
حَوَتْ  بُلْبُيْسُ طائِفَةً iiلُصُوصاً عَـدَلْـتُ بِـوَاحِدٍ مِنْهُمْ iiمِئِينا
فُـرَيْجِي  والصَّفِيَّ iiوَصاحِبَيْهِ أبَـا يَـقْطُونَ والنَّشْوَ iiالسَّمِينا
فَـكُـتَّابُ  الشَّمالِ هُمُ iiجَمِيعاً فـلا صَـحِبَتْ شِمالُهُمُ اليَمِينا
وَقَدْ  سَرقُوا الْغِلالَ وما iiعَلِمْنا كما سَرَقَتْ بَنُو سَيْفِ iiالجُرُونا
وَكَـيفَ يُلاَمُ فُسَّاقُ iiالنَّصارَى إذَا خـانَـتْ عُدُولُ iiالمُسْلِمينا
وَجُـلُّ  الـنَّاسِ خُوَّانٌ iiوَلكِنْ أُنـاسٌ  مِـنْـهُمْ لا iiيَسْتُرُونا
وَلَـوْلا  ذَاكَ مَا لَبِسُوا iiحَرِيراً ولا  شَـرِبُوا خُمُورَ iiالأنْدَرِينا
ولا  رَبُّـوا مِنَ الْمُرْدانِ iiقَوْماً كَـأَغْـصـانٍ يَقُمْنَ iiوَيَنْحَنِينا
وَقَـدْ طَـلَعَتْ لِبَعْضِهِمُ iiذُقُونٌ ولـكِـنْ بَـعْدَ ما نَتَفُوا iiذُقونا

*زهير
25 - ديسمبر - 2005
القطعة (2)    كن أول من يقيّم
 

بـأيِّ أَمَـانـةٍ وبِأيِّ iiضَبْطٍ أَرُدُّ  عَـنِ الـخِيانَةِ iiفاسقِينا
ولا كِيساً وَضُعْتُ عَلَيْهِ شَمْعاً ولا  بَيتاً وَضَعْتُ عَليْهِ iiطِينا
وَأَقْـلاَمُ  الـجَماعَةِ iiجائِلاتٌ كـأسْـيَـافٍ بأَيْدِي iiلاعِبِينا
فـإنْ  ساوَقْتَهُمْ حَرْفاً بحَرْفٍ فـكُلُّ  اسْم يَحُطُّوا مِنْهُ iiسِينا
وَلا تَحْسَبْ حٍِسابَهُمْ iiصَحِيحاً فـإن بـخصْمِهِ الدَّاءَ iiالدَّفِينا
ألَمْ تَرَ بَعْضَهُمْ قَدْ خانَ iiبَعْضاً وعَنْ فِعْلِ الصَّفا سَلَّ iiالمَكِينا
ولَـمْ يَـتَقاسَمُوا الأسفالَ iiإلاَّ لأَنَّ  الشَّيْخَ مَا احْتَمَلَ الْغُبونا
أٌقـامُـوا في البِلادِ لهُمْ جُباةً لِـقَـبضِ  مُغَلِّها iiكالمُقْطعينا
وَإنْ  كـتَبُوا لِجُنْدِيٍّ iiوُصُولاً عَـلَـى بَلَدٍ أَصابَ بِهِ iiكَمِينا
وَمـا نَـقْـدِيَّةُ السُّلْطَانِ iiإلاَّ مَـعَ الـمُسْتَخْدَمِينَ iiمُجَرَّدِينا
فَـكَـمْ  رَكِبُوا لِخِدْمَتِمْ iiنهاراً ولَـيْلاً  يَسْأَلُونَ iiوَيَضْرَعُونا
وَكَمْ وَقَفُوا بِأَبْوَاب iiالنَّصارَى عَـلَـى  أسْـيَافِهِمْ iiمُتَوَكِّلِينا
ولَـمْ يَـنْفَعْهُمُ البَرْطِيلُ شَيئاً ومـا ازْدَادُوا بـهِ إلاَّ iiدُيُونا
كـأنَّـهُـمْ  نِساءٌ مَاتَ iiبَعْلٌ لَـهُ وَلَـدٌ فَـوُرِّثْـنَ iiالثُّمَينا
وقَـدْ تَعِبَتْ خُيُولُ الْقَوْمِ iiمِمَّا يَـطُوفُونَ  البِلادَ iiويَرْجِعُونا
عـذَرْتُـهُمْ إذَا باعُوا iiحَوالا تِـهِـمْ  بالرُّبْعِ iiلِلْمُسْتَخْدِمِينا
وَأَعْطَوْهُمْ  بِها عِوَضاً فكانُوا لِـنِصْفِ الرُّبْعِ فيهِ iiخاسِرِينا

*زهير
25 - ديسمبر - 2005
القطعة (3)    كن أول من يقيّم
 

أمَـولاَنـا  الوزيرَ غَفَلْتَ iiعَمَّا يَـهُـمُّ  مِـنَ الكِلابِ iiالخَائِنِينا
أَتُـطْـلِـقُ  بـامِـكِيَّاتٍ لِنَومٍ وتُـنْـفِـقُ فَـيء قَوْمٍ iiآخِرِينا
فـلا تُـهْملْ أُمورَ المُلْكِ iiحَتَّى يَـذِّلَّ الـجُـنْـدُ iiلِـلْمُتَعَمِّمِينا
فَـهَـلْ مَـلَـكُوا بأقلامٍ iiقِلاعاً وهَـلْ  فَتَحُوا بأوْراقٍ iiحُصُونا
وَمَـنْ قَـتَـلَ الفَرَنْجَ أشَدَّ قَتْلِ وَمَـنْ أَسَـرَ الفَرَنْسِيس iiاللَّعِينا
ومنْ  خاضَ الهواجِرَ وَهُوَ ظامٍ إلَـى أَنْ أُوْرَثَ الـتَّتَرَ iiالمَنُونا
ولاقُوا المَوْتَ دُونَ حريمِ مِصْرٍ وَصـانُـوا المَالَ مِنهُمْ iiوَالبَنِينا
وَلَـمْ تُـؤْخَذْ كما أُخِذَتْ iiدِمَشْقٌ ولا  حُـصِـرَتْ iiكَـمَيَّافارقِينا
وَمَـا أَحَـدٌ أَحَـقَّ بـأَخْذِ مَالٍ مِـنَ  الأتْـرَاكِ iiوَالـمُتَجَنِّدِينا
وَمَـنْ  لَـمْ يَدَّخِرْ فَرَساُ iiجَوَاداً لِـوَقِـعَـةٍ وَلا سَـيْـفاً iiثَمِينا
فَـبَعْدَ المَوْتِ قُلْ لِي أَيِّ iiشَيءٍ لـهُ فـي بَـيْتِ مَالِ المُسْلِمِينا
إذَا أُمَـنـاؤُنَـا قَـبِلُوا iiالهَدَايا وَصَـارُوا يَتْجَرُونَ iiوَيَزْرَعُونا
فـلِمْ  لا شاطَرُوا فيما iiاسْتَفادوا كـمـا كـانَ الصَّحابَةُ iiيَفْعَلُونا
وَكَـلُّـهُـمُ  عَلَى مَالِ iiالرُّعايا وَمـالِ  رُعـاتِـهِـمْ يتَحيَّلُونا
تَـحَـيَّـلَتِ  القُضاةُ فَخانَ كُلٌّ أَمـاَتَـهُ  وَسَـمَّـوْهُ iiالأمِـينا
وَكَـمْ  جَعَلَ الْفَقِيهُ الْعَدْلَ iiظُلْماً وَصَـيَّـرَ بَـاطِـلاً حَقَّاً iiمُبِينا
ومـا أَخْشَى عَلَى أَمْوَالِ iiمِصْرٍ سِـوَى مِـنْ مَـعْشَرٍ iiيَتَأَوَّلُونا
يَـقُـولُ  المُسْلمُونَ لَنا iiحُقوقُ بـهـا ولَـنَحْنُ أَوْلَى iiالآخِذِينا
وَقَـالَ الْـقِـبْـطُ إنَّهمُ iiبِمِصْرَ الْـمُلُوكُ ومَنْ سوَاهُمْ غَاصِبُونا
وَحَـلَّـلتِ  الْيَهُودُ بِحِفظِ سَبْتٍ لَـهُـمْ  مَالَ الطَوَائِفِ iiأَجْمَعِينا
فـلا  تَـقْبَلْ مِنَ النُّوَّابِ iiعُذْراً ولا الـنُّـظَّـارِ فِـيما يُهْمِلُونا
فـلا تَـسْتَأْصِلِ الأمْوالَ iiحَتَّى يَـكُـونُـوا  كـلُّهُمْ iiمُتَوَاطِئينا
وَإلاَّ  أَيُّ مَـنْـفَـعَـةٍ iiبِـقَوْمٍ إذَا اسْـتَـحْفَظْتَهُمْ لاَ iiيَحْفَظُونا
أَلَـيْـسَ الآخِـذُونَ بِغيْرِ iiحَقِّ لِـمَـا فَـوْقَ الْـكِفايَةِ iiخَائِنِينا
وَأنَّ الْـكـانِـزِينَ المَالَ iiمِنْهُمْ أُولـئِـكَ  لَـمْ يكُونُوا iiمُؤمِنِينا
تَـوَرَّعَ مَـعْـشَرٌ مِنْهُمْ iiوَعُدُّوا مِـنَ الـزُّهَّـادِ وَالـمُتَوَرِّعِينا
وَقِـيـلَ لَـهُمْ دُعاءٌ iiمُسْتَجابٌ وَقَدْ  مَلَئُوا مِنَ السُّحْتِ iiالبُطُونا
فـلا  تَـقْبَلْ عَفاف المَرْ iiحَتَّى تَـرَى  أتْـبـاعَـهُ مُـتَعَفِّفِينا
ولا  تُـثْـبَتْ لهُمْ عُسْراً إذَا مَا غَـدَتْ ألْـزامَـهُ مُـتَـمَوِّلِينا
فـإنَّ  الأصْلَ يَعْرَى عَنْ iiثِمَارٍ وَأوْراقٍ وَيَـكْـسُوها iiالغُصُونا
فـإنَّ قَـطائِعَ العُرْبانِ iiصَارَتْ لِـعُـمَّـالِ  لـهـا ومُشَارِفِينا
فَـوَلَّـى  أمْرَها ابنُ أبِي iiمُلَيْحٍ فَـأَصْـبَحَ لا هَزِيلَ وَلاَ iiسَمِينا
ونـاطَحَ  وَهْوَ أَقْرَعُ كلَّ iiكَبْشٍ فَـكَـيْفَ وَقَدْ أصابَ لهُ iiقُرُونا
وَقَـدْ  شَـهِـدَتْ بِذاهُلْبا سُوَيْدٍ وَهُـلْـبـا  بَعْجَةٍ حَرْباً iiزَبُونا
وكَـمْ  رَاعَـت لِـبغْلَتِهِ iiشِمالاً وكَـمْ رَاعَـتْ لِـبَـغْلَتِهِ يَمِينا
ولَـوْلا ذَاكَ مَـا وَلَّـوا iiفِراراً مِـنَ  الْبَحْرِ الكَبِيرِ لِطُورِ iiسينا
إذَا  نَـثَـرُوا الدَّراهِمَ في iiمَقامٍ ظَـنَـنْتُ  بهِ الدَّراهِمَ iiياسَمِينا

*زهير
25 - ديسمبر - 2005
القطعة (4)    كن أول من يقيّم
 

إذَا  جَـيَّـشْتَ جَيْشاً في غَزاةٍ تَـرَى  كُـتَّـابَـهُمْ مُتباشِرينا
وإنْ رَجَـعُـوا لأرْضِهِمْ iiبخَيْرٍ فَـلَـمْ  تَـرَ كـاتِباً إلاَّ iiحَزِينا
وَقَـدْ  ثَـبَـتَتْ عَدَاوَتُهُمْ فَمَيِّزْ يَـمِـيـنَكَ مَنْ يكُونُ لهُ iiمُعِينا
ولَـمَّـا  أنْ دُعُـوا لِلْبَابِ قُلْنا بِـأنَّ الْـقَـومَ لاَ iiيَـتَخَلَّصُونا
وكـانُوا  قَدْ مَضَوْا وَهُمُ iiعُرَاةٌ فَـجَـاءُوا بَـعْدَ ذَلِكَ iiمُكْتَسِينا
وصارُوا يَشْكُرُون السِّجْنَ حَتَّى تَمَنَّى النَّاسُ لَوْ سكَنُوا iiالسُّجُونا
فـقُـلْـتُ  لَـعَلُّكُمْ فيهِ وجَدْتُمْ بِـطُـولِ  مُـقامكُمْ مَالاً iiدَفِينا
فـقَـالُـوا  لا وَلـكِـنَّا iiأسَأْنا بـأَنْـفُـسِـنا وَخالَفْنا iiالظُّنُونا
وَقُـلْـنـا  المَوتُ مالا بُدَّ مِنْهُ فـمـاذا بَـعْـدَ ذلِكَ أنْ يَكُونا
فـلـمْ تَتْرُكْ مِنَ الأقْوالِ iiشَيْئاً وخـاطَـرْنـا  وجِئْنا iiسَالِمِينا
يُـحِـيلُ عَلَى البلادِ بِغَيْرِ حَقٍّ أنـاسـاً  يَـعْسِفُونَ iiوَيَظْلِمونا
وإنْ  مَـنَـعُـوا تَقَوَّلْنا iiعَلَيْهِمْ بـأنَّـهُـمْ عُـصَـاةٌ iiمُفْسِدُونا
وَجَـهَّـزْنا  وُلاةَ الْحَرْبِ iiلَيْلاً عَـلَى  أنْ يَكْبِسُوهُمْ iiمُصْبِحِينا
فَـصَـالُوا  صَوْلَةً فيمَنْ iiيليهِمْ وَصُـلْـنَـا صَوْلَةً فيمَنْ iiيَلِينا
فَـجِـئْـنا  بالنِّهابِ iiوَبِالسَّبايا وجـاءُوا  بـالرِّجالِ iiمُصَفَّدِينا
وَجِـنُّ مَـشارِفٍ بُعِثُوا iiشُهُوداً فـإنَّ  مِـنَ الوُثُوقِ بهِمْ جُنُونا
وَمنْ  ألِفَ الخِيانَةَ كيْفَ iiيُرْجَى لـهُ أنْ يَـحْفَظَ اللِّصَّ iiالْخَئُونا
ومـا ابـنُ قُـطَيَّةٍ إلاَّ iiشَرِيكٌ لـهُـمْ  فـي كُلِّ مَا يَتَخَطَّفُونا
أغـارَ  عَلَى قُرَى فَاقوسَ iiمِنْهُ بِـجَـوْرٍ يَـمْنَعُ النَّوْمَ iiالجُفُونا
وَجَـاسَ خِلالها طُولاً وعَرْضاً وغـادَرَ عـالِـياً مِنْها iiحُزُونا
فَـسَـلْ  أَذْنِينَ وَالبَيْرُوقَ iiعَنْهُ وَمَـنْـزِلَ  حَاتمٍِ وسَلِ iiالْعَرِينا
فَـقَدْ  نَسَفَ التِّلالَ الحُمْرَ نَسْفاً وَلَـمْ يَـتْرُكْ بِعَرْصَتِها iiجُرُونا
وَصَـبَّـرَ عِـيْنَها حِمْلاً وَلكِنْ لِـمَـنْـزِلِـهِ وَغَـلَّتَها iiخَزِينا
وَأَصْـبَـحَ شُغْلُهُ تَحْصِيلَ iiتِبْرٍ وكـانَـتْ  رَاؤُهُ مِنْ قبْلُ iiنُونا
وَقَـدَّمَـهُ الَّـذِينَ لَهُمْ iiوُصُولٌ فَـتَـمَّـمَ  نَقْصَهُ صِلَةُ iiاللذينا
وفـي  دَارِ الْـوِلايَةِ أَيُّ iiنَهْبٍ فَـلَـيْـتَكَ  لَوْ نَهَبْتَ iiالنَّاهِبِينا
ومـا فِرْعَوْنُ فيها غَيْرَ iiمُوسَى يَـسُـومُ المُسْلِمينَ أَذَىً iiوهُونا
إذَا  ألْـقَـى بِها مُوسى iiعَصاهُ تَـلَـقَّـفَـتِ الْقَوَافِلَ iiوالسَّفِينا
وَفِـيـها  عُصْبَةُ لا خَيرَ iiفِيهِمْ عَـلَـى كُلِّ الوَرَى iiيَتَعَصَّبُونا
وَشـاهِـدُهُمْ  إذَا اتُّهِمُوا يُؤَدِّي عَـنِ  الْـكُلِّ الشَّهَادَةَ iiوَاليَمِينا
وَمَـنْ  يَـسْتَعْطِ بِالأقْلامِ iiرزْقاً تـجِـدْهُ  عَـلَى أمانَتِهِ iiخؤونا
وَلَـسْـتُ مُـبَرِّئاً كُتَّابَ iiدَرْجٍ إذَا  اتُّـهِـمَتْ لَدَيَّ iiالنَّاسِخُونا
فَـهـاكَ قَصِيدَةً في السِّرِّ iiمِنِّي حَـوَتْ  مِـنْ كُلِّ وَاقِعَةٍ iiفُنُونا

*زهير
25 - ديسمبر - 2005
لامية البوصيري في الرد على اليهود والنصارى    كن أول من يقيّم
 

للبوصيري قصائد ومقطعات كثيرة في دعوة أهل الكتاب إلى الحوار، وأشهرها اللامية، التي أولها:

(جاء المسيح من الإله رسولا) وهي  قصيدة جديرة بالدراسة والتحقيق، لما اشتملت عليه من نقولات نادرة من أسفار الكتاب المقدس، و تقع في (153) بيتا من البحر الكامل. وقد استطاع البوصيري أن يستعرض فيها كل الحجج التي تناقلتها الأجيال الإسلامية في الرد على اليهود والنصارى. وتعرض لذكر طائفة من معاني القصيدة في همزيته المشهورة والتي مطلعها (كيف ترقى رقيك الأنبياء) وهي أطول قصائده وتقع في (457) بيتا من البحر الخفيف، وربما كان للاميته أثر كبير في فكر ابن تيمية الذي اهتدى كما يبدو بأبيات القصيدة وجعلها نبراسه في الرد على النصارى، وكان في عنفوان شبابه حين قضى البوصيري نحبه عام 696هـ وفيها قوله يرد على اليهود:

أخلوا  كتاب الله من iiأحكامه غدرا  وكان العامر iiالمأهولا
ودعاهمُ ما ضيعوا من فضله أن يملأوه من الكلام iiفضولا
انظر القصيدة كاملة في الموسوعة الشعرية (الإصدار الثالث: أبو ظبي، المجمع الثقافي 2003م)

*زهير
25 - ديسمبر - 2005
إضافة أخرى    كن أول من يقيّم
 

    جميل منك أخي زهير هذا الإختيار، فهو يخرج بنا عن منطقة الشعر المعروفة بأغراضها الثابتة، إلى لون آخر من الشعر تمتزج فيه رؤية الشاعر الذاتية بلون من النقد الصريح، تنبيها على مواطن الخلل في سلوك الناس.

   وقد ذكرني اختيارك بشعر ابن الهبارية وغيره من شعراء المرحلة السلجوقية الذين تجرأوا على ساسة وموظقي عصرهم أيضا، فنسبوهم إلى الجهل والنقص والتفاهة ، ومن الأمثلة على ذلك ما ورد في كتاب،( تاريخ دولة آل سلجوق) للعماد الأصفهاني باختصار الفتح بن علي البنداري:

     ـ ومن ذلك قول أبي طاهر الخاتوني في أبيات فارسية يعبث فيها بيرجالات عصره،  وعرب بعضها العماد الأصفهاني وهي:

       

صـدور  مـابهم iiللم لـك إيـراد iiوإصدار
خـفـاف  لو iiنفختهم وهم في دستهم طاروا
رأيـتـهم  كما iiكانوا وأعرفهم  كما iiصاروا

   ـ وكقول نفس الشاعر في بيتين عربهما العماد أيضا، في وزير:

      

كان حمارا وزيرنا ومضى فما يملك السلطان من خلل
لـكنما  في صدور iiدولتنا ليس لذاك الحمار من iiبدل

   ـ وقد جمع ابن الهبارية رؤساء عصره في سينيته الطويلة، ومنها:

    

لو  أن لي نفسا هربت iiلما ألـقى ولكن ليس لي iiنفس
مـا لـي أقيم لدى iiزعانفة شـم القرون أنوفهم iiفطس
لـي  مأتم من سوء iiفعلهم ولهم بحسن مدائحي عرس
ولقد غرست المدح iiعندهم طمعا  فحنظل ذلك iiالغرس
الـشـيخ  عينهم iiوسيدهم حرف  لعمرك بارد iiجبس
كـالجاثليق  على iiعصيته يـعدو ودار خلفه القس...

إلى أن يقول: 
   

ولـقد هممت بأن iiأفارقهم وتـجد  بي عيرانة عنس
لـكـم  ثناني عن iiفراقهم علمي بأن الناس قد iiخسوا
مـن ذا أروم وأجتديه iiلقد عـم البلاء وأشكل iiاللبس
والمقتدي المسكين ليس له عقل ولا رأي ولا iiجس..

وهي طويلة تمضي على هذا النحو في هجاء صدور عصره بدءا من الخليفة العباسي المغلوب على أمره وانتهاءا بأصغر عون في سلم الوزارة والكتابة، وهي قصيدة مشهورة أومأ إليها بعض من ترجموا له،  وهي المسماة ب( الصادح والباغم). 

            
 

       

      

*عبد اللطيف
25 - ديسمبر - 2005