عناق القتل الأخير
ارتجافة الفراش لم تكن إلا لتزيد أشواك الصقيع حدة، في قلبها، هي وحدها تصارع موت الحياة ، تعانق أزيز الرياح الملتهبة برودة وتجمدا ، على سريرها، بل على العذاب، ترنح جسدها المزروع، كانت عيناها تتسلقان غور هيكلها النحيل، وأنينها يزداد حفرا وعمقا في قلبها الصغير...
شموع كزهور المساء نثرت بين أسطر الغرفة، كانت كمبعد أو عيد صلب للمسيح...
أغمضت جفنيها وأصوات الشهب تخترق غشاء الأرض ، كتل من النيران الملتهبة تلتهم الغشاء ، كانت زفراتها تئن كلما تهاوت الشهب ، أغرت عناقيد الشهب شموع الغرفة ، فتزايدت اتقادا .. فلهيبا .. فاحتراقا .. حتى هدأت ثورة الشهب .. وغط الكون في فسحة السواد.. كان أنينها هي الأخرى قد تلاشى ...
فتحت عينها .. لتنظر إلى جسدها المتحطم..
ماتزال الشموع تضيء غرفتها .. أغمضت عينها لتنام في هدوء بلا شهب جديدة .. وبلا عذابات جديدة.. أغمضت عينيها وماتت في هدوء... |