البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : لغويات (1)    كن أول من يقيّم
 منصور مهران 
22 - ديسمبر - 2005
اختلف الصحب في عبارة عرضت جاء فيها ( وقد لا يكون من قولهم كذا وكذا ) فالمشتغلون بعلم العربية ركنوا إلى كلام سيبويه أن : ( قد ) لا يُفْصَلُ بينها وبين الفعل بغيره .  اه  ، كما استندوا إلى كلام ابن هشام في كتابه ( مغني اللبيب ) عن ( قد ) الحرفية أنه قال : وأما الحرفية فمختصة بالفعل المتصرف الخبري المثبت المجرد من جازم ، وناصب ، وحرف تنفيس وهي معه كالجزء ، فلا تفصل منه بشيء ، اللهم إللا بالقسم ..... ج 2 ص 528-529 ) ، وسرى ذلك في كلام النحاة إلى اليوم ، حتى إن أعضاء مجمع اللغة العربية بالقاهرة  يخطئون هذا الأسلوب  ، وقد اقترحوا له بديلا أن تقول : ( ربما)  بدلا من ( قد لا )  ، وكان على هذا الاقتراح اعتراض  و ..... إلخ ،  والمشتغلون بالأدب لم يروا في أسلوب ( قد لا يكون  .  وأمثاله ) غضاضة وحجتهم أن ذلك ورد كثيرا على ألسنة الشعراء  قديما وحديثا ، كما جرى في كلام كبارالعلماء بحيث لا تستطيع حصره وتقبلته الأمة بغير نكير إلى اليوم  ،  وإليكم شواهد مِنْ كلام مَنْ يُستشهد بكلامهم ، من ذلك : المثل القائل   ( قد لا يقاد بي الجمل ) وأنتم تعلمون سَنن العرب في رواية الأمثال فإنها لا تغير ولا تبدل ، والمثل بروايته تلك جاء في كتاب أمثال العرب للمفضل الضبي ص 75  - طبعة إحسان عباس _ وفي كتاب جمهرة الأمثال للعسكري ج2 ص 118  ، ورواية الأصمعي في فصل المقال لأبي عبيد البكري ص 133 بتحقيق  إحسان عباس وعبد المجيد عابدين  ورد هكذا : ( لقد كنت وما يقاد بي البعير ) وبنحوه في كتاب الأمثال المنسوب لزيد بن رفاعة ص 178  إذ ورد بلفظ : قد لا يقاد بي البعير ، وما جاء في مجمع الأمثال للميداني ج 2 ص 180 أنه من قول سعد بن زيد مناة : ( قد كنت لا يقاد بي الجمل )   .   ومن ذلك قول الطفيل الغنوي :                  
                   خلا أنني قد لا أقول إذا اختار المُدَ بـر صرم الحبل هل أنت iiواصله
ديوانه ص 82 تحقيق محمد عبد القادر أحمد - دار الكتاب الجديد  1968 م  .   ومن ذلك أيضا قول أنس بن نواس المحاربي : 
                          وكـنـت  فـينا iiحميدا وقد لا تعدم الحسناء ذاما
                                                      ================                                      والشطر الثاني ورد في شعر الأعشى ، وفي شعر الخرنق بنت بدر .  ومن هذا أيضا قول النمر بن تولب :          
                                وأحبب حبيبك حبا رويدا فقد  لا يعولك أنما iiتصرما
كما جاء في منتهى الطلب ج 1 ص 287  .   ومن الطريف أن ابن هشام صاحب الشرط في دخول قد على المضارع المثبت يرد في سياق كلامه استعمالها على غير شرطه ففي ج 2 ص 447 من كتاب ( مغني اللبيب ) عند بحث (عند ) يقول : ( وهو أنها قد لا تضاف )  ، وفي ج 6  ص 642  أيضا  قوله : ( ألا ترى أن المصدر قد لا يعطى حكم أن - بتشديد النون - وأنْ وصلتهما ، وبالعكس ) .  كما ورد مثل ذلك في كلام ابن منظور ومن قبله ابن جني وابن سيده وغيرهم وغيرهم ، وهؤلاء العلماء على فضلهم وعلمهم لم يجدوا في هذا الأسلوب غضاضة فأجروه في كلامهم وقد وقع في حصر مواضع وروده في كتب العلماء نحو ألفي موضع ولا نحسب أن ذلك العدد يبقي شبهة في صحة استعمالنا  ( قد لا يكون ) ، وبذلك فلنفرح ونكيد العذال .
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
تصويب بيت من الشعر    كن أول من يقيّم
 

تحية أخي منصور ، وأشكرك على هذه المشاركات الغنية ، أنت والأستاذ الكريم زهير ، جزاكم الله خيرا ..

لفت انتباهي بيت الطفيل الغنوي :

خلا أنني قد لا أقول إذا اختار المد بـر صرم الحبل هل أنت iiواصله

وهذا البيت بهذه الرواية مكسور ، واسأل الأستاذ زهير إن شئت .. وقد دخلت جامعة دمشق يوم دخلتها ، فإذا المرحوم الأستاذ  أحمد راتب النفاخ رحمه الله ينفخ ويهدر ويقول : إنه قرأ هذا البيت بروايات مختلفة رواها لنا وكلها مكسور ، وإنه هو وحده رحمه الله أول من اهتدى إلى تصحيح البيت وزنا ومعنى ، ومع أنني لم أطلع على ديوان الطفيل ولا على قصيدته ، إلا أنني ما زلت أذكر تصويب النفاخ للبيت وهو :

خـلا أنـنـي قـد لا أقـول لـمُدْبرٍ إذا اختار صُـرم الحبل هل أنت واصله

بضم الصاد وليس بفتحها ، وربما تجده في كتاب مختارات من الأدب الجاهلي للنفاخ ، ولست أملكه ، وقد طبع بعد تخرجنا .. ولعلك ترى معي أن الوزن صار سليما وأن المعنى أيضا صار أسلم من ذي قبل ..ونحن لم ندرس قصيدة طفيل ، وكنا ندرس قصيدة زهير بن أبي سلمى التي مطلعها :

صحا القلب عن سلمى وأقصر باطلُـه وعُـرِّيَ أفـراسُ الـصبا iiورواحلُـه

وأظن هذا البيت قد مر معنا على أنه من قصيدة زهير لا من قصيدة الطفيل .. ولا أدري إن كان هذا البيت لزهير أم للطفيل ، مع أن الطفيل وأوس بن حجر وبشامة بن الغدير كانوا من أساتذة زهير ، ولا شك بأنه تأثر بهم .. داوود ..

*داوود
24 - مارس - 2006
شعر مكسور    كن أول من يقيّم
 

عفوا أخي منصور .. لا يفوتني هنا أن أشير إلى أن البيتين الآخرين مكسوران  ..

وكـنـت  فـينا iiحميدا وقد لا تعدم الحسناء ذاما
... الكسر في الشطر الأول .

وأحبب حبيبك حبا رويدا فقد لا يعولك أنما تصرما
... الكسر في الشطر الثاني .

ولعل ذلك من الطباعة ، فأنا أعرف كوارثها .. داوود..

*داوود
24 - مارس - 2006