يتناقل الناس الكثير من الأشطار الشعرية، هي في حقيقتها أمثال بالمعنى العلمي لكلمة (أمثال) والتي تعني : (عبارة متداولة، تقال في مواطن متفق عليها، وهي على الأغلب ترتبط بقصة، وتنسب إلى صاحبها فيقال: هذا مثل يضرب ويراد به كذا وكذا، وأول من قال كذا فلان، وقصته أنه ...إلخ).
كما يتناقلون أشطارا، ليست من الأمثال في شيء، وإنما هي حكم وتجارب، يستشهد بها في المجالس وتجري مجرى الأمثال.
وسوف نتاول في هذه الملف التفريق بين هذين النوعين من الأشطار، بتمييز ما كان منها مثلا مذكورا في كتب الأمثال، وما هو مجرد شطر من بيت، لا قصة له فتذكر، ولا مكان له في أدب الأمثال. والنوع الثاني هذا مجموع في كتب المختارات الشعرية تحت عناون (أنصاف الأبيات السائرة).
1- قولهم: (وعند جهينة الخبر اليقين) مثل مشهور، له قصة في كتب الأمثال، انظرها على الوراق، في كتاب (مجمع الأمثال) (ص 197) وتمام البيت:
تسائل عن حصين كل قوم |
|
وعند جهينة الخبر iiاليقين |
2- يقولون: (لا يصلح العطار ما أفسد الدهر) شعر جرى مجرى الأمثال، لا يعرف قائله، وليس له ذكر في كتب الأمثال، ولكن اليوسي ذكره في (زهر الأكم) لأنه خلط بين الأمثال والحكم. وتمام البيت:
تـدس إلـى الـعطار حلية أهلها |
|
وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر |
3- يقولون: (لا حياة لمن تنادي) وهي قطعة من بيت مشهور، ينسب لأكثر من شاعر، وهو على الأرجح من شعر عمرو بن معدي كرب (ت 25هـ)، وتمام البيت:
لقد أسمعت لو ناديت حيا |
|
ولكن لا حياة لمن تنادي |
4- يقولون: (ولا نلومكم أن لا تحبونا) وهو عجز بيت، يقال ويقصد صدره، وتمام البيت :
الله يـعلم أنا لا iiنحبكمُ |
|
ولا نلومكم أن لا تحبونا |
وهو من قصيدة للأخضر اللهبي (ت 95هـ) والأخضر اللهبي حفيد أبي لهب، واسمه الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب. لُقب بالأخضر لشدة سمرته. وقبل هذا البيت بيت آخر من الأبيات السائرة، وهو قوله:
لا تطمعوا أن تهينونا ونكرمكم |
|
وأن نكف الأذى عنكم iiوتؤذونا |
نتمنى من الأصقاء المشاركة والإضافة. ... جميل اللحام