البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : رسائل جامعية

 موضوع النقاش : ما المقصود بمصطلح السلف??    كن أول من يقيّم
 حليمة 
14 - ديسمبر - 2005

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته إخواني الباحثين رواد موقع الوراق

عندي سوال هام و أرجو الافادة:

من هم السلف، و ما المقصود بهذا المصطلح? و هل نقصد به القرون الثلاثة الأولى المشهود لها بالخيرية في قوله عليه الصلاة و السلام:( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )، أم المقصود بالمصطلح هو المعنى اللغوي للكلمة فقط.

أفيدوني جزاكم الله خيرا، مع التعليل و ذكر المصادر إن أمكن.

مع جزيل الشكر 

تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
دلالة كلمة السلف    كن أول من يقيّم
 

السلام عليكم ،

تتحدد دلالة الكلمة بحسب السياق الذي وردت فيه ، ولا يكون هذا السياق نصيا فحسب ، بل قد يكون اجتماعيا أو تاريخيا .

وعادة ما يأخذ المصطلح دلالة بحسب تداوله ، لا بحسب معناه الأصلي ، وقد يكون مصطلح سلف إحداها ...

فسلف يقصد بها تقدّم : كما في قوله تعالى " فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين " ، وقوله تعالى " فله ما سلف " ...

أما بالتعريف ( السلف ) فيقصد به من تقدَّمك من آبائك وذوي قرابتك الذين هم فوقك في السنّ والفضل، واحدهم سالف،، " ولهذا سمي الصدْر الأَول من التابعين السلَف الصالح "  ...

ومنه قَوْلُ طٌفَيْلٍ الغَنَوِيٍّ، يَرْثِى قَوْمَهُ:

مَضَوْا سَلَفاً قَصَدُ السَّبِيلِ عَلَيْهِمُو                            صَرْفُ الْمَنَايَا بِالرِّجَالِ تَقَلَّبُ

أَرادَ أنَّهُم تَقَدَّمُونا، وقَصْدُ سَبِيلِنا عليهم، أي: نَمُوتُ كما مَاتُوا، فنَكُون سَلَفاً لِمَن بَعْدَنَا، كما كانُوا سَلَفاً لنا.
ومنه حديثُ الدُّعَاءِ للمَيِّتِ: ( وَاجْعَلْهُ سَلَفاً لنا، ولهذا سُمِّىَ الصَّدْرُ الأَوَّلُ مِن التَّابِعين السَّلَفَ الصَّالِحَ، ومنه حديثُ مَذْحِجٍ: نَحْن عُبَاب سَلَفِهَا ).

فكلمة سلف تنصرف إلى المعنيين ، وإلى معاني أخرى ...

والله أعلم

زين الدين  

*زين الدين
14 - ديسمبر - 2005
محاولة لفهم مصطلح ( السلف )    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
وجدنا من تتبع اسم ( السلف ) أو مصطلح السلف شبه اتفاق على أن السلف هم جيل الصحابة ، وزاد بعضهم جيل التابعين . والحقيقة أن التابعين ليسوا جيلا واحدا فمما وجدناه عند ابن سعد في كتابه ( الطبقات ) أنهم طبقات يمثلون عدة أجيال ، كما زاد الاتساع حتى شمل غير الصحابة والتابعين ؛ وذلك بالتحديد الزمني المحصور في القرون الثلاثة الأولى ، والناظر المدقق في أقوال التحديد لا يجد مقياسا واحدا عند هؤلاء المحددين لهذا الجانب من معنى السلف لذلك يتوقف عن  قبول الجزاف في التحديد ، ويتحول إلى مقياس من نوع آخر يدرك به أقرب المعاني لاسم ( السلف ) ولعل المنطَلَقَ  العقدي الذي اتخذه أصحاب هذا الاتجاه  الذين يرون أن كمال الإيمان بالوقوف عند حد وصف الله عز وجل نفسه فنؤمن بأسمائه وصفاته كما تلقيناها عن رب العزة بلا تجسيم ولا تأويل ولا تشبيه ولا تمثيل ، و نأخذ ظواهر النصوص المتعلقة بذلك كما وردت ونفوض معانيها إلى الله فهو أعلم بمراده  منها . هذا المنطَلَقُ هو أدعى لتحديد معنى السلف :  فيكون معنى السلف مقرونا بهذا المعتقد ، وكل ملتزم به فهو من السلف ولوكان معاصرا لتاريخ تعليقي هذا  ونسقط الحساب الزمني من المصطلح لتوسيع دائرة الشمول ؛  لأنا وجدنا ناسا من الصحابة وناسا من التابعين وتبعهم أناسي كثير بعد هؤلاء وهؤلاء إلى يومنا هذا كان لهم قول يفسر أحيانا ويؤول أحيانا بعض النصوص التي يوجب أصحاب مبدأ ( السلف ) التوقف عندها  ( ولست هنا بصدد التدليل والترجيح ولكني أناقش مسألة محددة تتعلق بمفهوم اسم السلف ، ومن شاء غير ذلك فليرجع إلى الكتب المختصة وهي بحر قاموس )  . وبذلك نخرج من حرج الزمن المحدد ، حتى لا يتحول المفهوم إلى انتماء الحديث إلى القديم من الأجيال بتقليد يشبه حركة النقل الآلي من عصر إلى عصر ، ولكننا نحبها عقيدة ثابتة من حيث كونها في خاتمة الرسالات السماوية ، ومتجددة من حيث كونها عقيدة كل جيل من أجيال هذه الأمة إلى أن يُسْمَعَ في القيامة ( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار )  ، وهنا يتضح مغزى هذا التحديد الذي شرحته آنفا ؛ ليكون فكر الأمة فيما وراء ذلك المعتقد  مفتوحا للأخذ والرد والبيان والدفاع على حد سواء بلا حجر ولا جمود ما لم تكن دعوة إلى كفر صراح  ،  لنزيح بذلك  أثقال الوقفة المتكررة على محيط دائرة لا يُدْرَك لها طرف وكان الأَوْلَى أن تكون خطى ذات حركة على طريق سوي ومستقيم   .  والله أعلم وأستغفر الله من الزيغ والبهتان .
*منصور مهران
15 - ديسمبر - 2005