اذا كان الآنسان يمتلك وسائط متعددة يعبر بها عن أفكاره و أحاسيسه و عن الآشياء ويتواصل بها مع أفراد نوعه.فأن اللغة هي أهم وأغنى و أعقد تلك الوسائل بحكم ما توفره اللغة للآنسان من امكانات لا محدودة و بحكم ما تثيره اللغة من تعقيدات مرتبطة بالوجود الآنساني.وتتجلى أهمية اللغة من خلال وظا ئفها العامة المتنوعة و المتداخلة في ما يلي=دورها في تحقيق الجماعة و في الحوار و التواصل بين أفرادها/دورها في تمكين الآنسان من التمييز بين الآشياء و بالتالي ترتيبها و تصنيفها و تحويلها من مدركات حسية الى مدركات عقلية مجردة.لكن نلاحظ أيضا من خلال التجربة المعاشة أن اللغة قد تكون مصدرالتعقيدات و المشاكل منها=قد تكون وسيلة لآخفاء الحقيقة أو التعتيم/أن اللغة تمارس على مستعملها نوعا من الآكراه أو السلطة بحكم طابعها المؤسسي.ان هذه الوظائف المتعددة و المعقدة هي ما يبرر تناول الفلاسفة لمفهوم اللغة كموضوع.بل هي ما يبرر نشأت علم حديث مختص هو علم اللسا نيات.لكن ما هي اللغة بالضبط? أصلها هل هو الطبيعة أم هو العرف الآجتماعي? ما العلاقة بين اللفظ كشكل و المعنى كمفهوم?هل يمكن الحديث عن وجود فكر سابق ومستقل عن اللغة?أم أنها شرط وجوده وتكونه?هل اللغة مجرد أداة للتعبير عن الفكر?هل التواصل هو الوظيفة الوحيدة للغة أم أن لها وظائف متعددة?.ejjiar@hotmail.com