البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : العلوم عند العرب

 موضوع النقاش : العلم في الإسلام    كن أول من يقيّم
 زائر 
19 - نوفمبر - 2005

السلام عليكم

إني أقوم ببحث جامعي في إطار دراستي العليا وقد واجهني سؤال أود لو يمكنكم مساعدتي به:

بعض من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية قد دعت إلى طلب العلم. سؤالي هنا هو: هل توجد لديكم معلومات إذا القصد بطلب العلم هو ليس علوم الدين والقران فقط, وإنما القصد هو أيضا علوم الطبيعة بكل أقسامها (الكيمياء, الفيزياء, ....)??

ديننا جميل وواضح, ولكني في كل الآيات والأحاديث التي قرأتها لم يكن ذكر يجيب عن تساؤلي - هل هناك آيات وأحاديث قد غفلت عنها بهذا الموضوع?

لكل من يمكنه إجابتي فأرجو منه إيتائي بالمصدر الموثوق.

جازاكم الله كل خير

 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
استفسار علمي    كن أول من يقيّم
 
هل هناك تفسيرا علميا تناوله أحدالعلماء الثقات للآية الكريمة (سبحان الذي خلق الأزواج كلها مماتنبت الأرض ومن أنفسهم وممالايعلمون) سورة يس .
شفاء
8 - يناير - 2006
العلم مصدره الوحي (3 )    كن أول من يقيّم
 

 

 يسرني العودة إلى هذا الموضوع خصوصاً بعد أن قرأت وإستفدت من المشاركات الجديدة للأخوة والأخوات ، وأتمنى طرح بعض التساؤلات :

الأخ الذي تكلم عن موضوع السحر والكهانة والعرافة ، ولم أتميز أسمه ، طرح موضوعاً في غاية الأهمية لكن يلزمنا فيه إختصاصي في تاريخ الأديان ، خصوصاً ما يتعلق منها بالأديان التي سبقت ديانات التوحيد ، كالفرعونية وديانات بلدان الهلال الخصيب من سومرية وبابلية وكنعانية وغيرها ، بالإضافة إلى العبادات التي كانت سائدة في شبه الجزيرة العربية ، لأنها إرتبطت بها . هذا الموضوع شيق ، إلا أنه عويص ومتشعب لطول الفترة التاريخية وإتساع رقعتها الجغرافية . أما الشعر والحكمة فمعانيها اللغوية لا يوجد حولها إلتباس كبير . وأما علم الأولين وعلم اليقين فمعانيها محددة في القرآن وهي من المسلمات .

لكن ما أردت التساؤل حوله هو قولك عما أسميته :  "إشكال الوحي والعلم ."

ثم قولك : " فالنصوص التأسيسية تعمد إلى هذا التمايز بل تقره وتتبناه " . بما يعني بأنهما مفهومان متمايزان .

لم توضح لنا كيفية الإشكال ، إن كان هناك إشكالاً من وجهة نظرك ?

ثم لم توضح لنا : ما هي هذه النصوص التأسيسية التي تتكلم عنها والتي تقر هذا التمايز وتتبناه ?

كل ما جهدنا في قوله حتى الآن كان هو أنه لا يوجد تمايز في الإسلام بين الوحي والعلم ، وأن العلم مصدره الوحي ومرجعه الوحي ، وأنه لا يوجد علم خارج الوحي بل أن الجهل بهذه الحقيقة هو الجهل بعينه .

ما قاله الأخ أحمد بهذا الصدد يوضح الصورة ، فالعلوم في التاريخ الإسلامي ، إنطلقت في البداية من القرآن ومن ضرورات الحياة الإجتماعية تحت ظل الدين الجديد . أول ما تفرع عن القرآن هو علوم الحديث ، ثم الصرف   والنحو ، ثم الفقه والتفسير . ثم جاءت العلوم الأخرى تباعاً وفقاً لضرورات حياتية الإجتماعية ولكن دون أن تنفصل أو أن تستقل عن الدين . أبسط ما يدلل عليها هو أنك لا تجد كتاباً في أي علم كان لا بيدأ بالبسملة والحمدلة والصلاة على النبي المصطفى وعلى صفحة كاملة على الأقل من الدعاء والشكر لله ، هذا أبسط دليل .

ثم أنه لا يوجد " سيرورة " ، وأعتقد بأن الأصح هو أن نقول" صيرورة "وهو مصطلح جديد . هذه أيضاً يلزم فيها نقطة نظام . إفتراض الصيرورة يتضمن إعتماداً  لنظرية هيغل في التاريخ وما رافقها من فلسفات على نحو متواز، كالماركسية والداروينية والتي تعتبر بنظرية النشؤ والإرتقاء وتفترض بأن للتاريخ إتجاه تطوري متصاعد نحو هدف معين . الإسلام لا يرى في التاريخ إلا حركة دائرية له بداية ، هي خلق آدم ، ونهاية ، هي يوم القيامة ، نتميز فيه الصراع بين الخير والشر ونختار بينهما . بإمكان من شاء أن يؤمن ، ومن شاء أن يعتقد لنفسه إعتقاداً آخراً يجده بنظره أقرب إلى الحقيقة ، إلا أن الخلط في المفاهيم مسؤول لدرجة كبيرة عن تخبطنا الفكري وهذا ما أجرب توضيحه .

 

*ضياء
10 - يناير - 2006
حدود العقل الإنساني    كن أول من يقيّم
 

 

ربما يتبادر إلى الذهن من خلال ما قلته سابقاً ما يدلل على أنني أرى بأن العلم مقتصراً على الوحي وغير متمايز عنه .

لم يكن القصد كذلك ، وربما أكون قد أسأت التعبير . فالعلم مرتبط قطعاً بالوحي لكن الوحي أشمل من العلم وهو مرجعه ، العلم جزء من الوحي وليس الوحي كله ، هذا من جهة . ومن جهة أخرى ، يرتبط العلم بالوحي ويتفرع عنه إلا أنه بعدها حر طليق ، البحث والدراسة والتجارب العلمية وكل ما ينتج عنها من إبداع إنساني غايته تحسين ظروف حياة الإنسان على الأرض  لا يتعارض أبداً مع الدين ، بل هو ضرورة بديهية لتحصيل المعاش الإنساني .

المسألة دقيقة وجوهرية : فالوحي هو الفضاء المسموح به للعقل الإنساني بالتفكير ، العقل في الإسلام هو وسيلة وليس غاية ، والعقل في الإسلام يتوقف عند حدود الوحي الذي ينطلق من الإيمان والتسليم .

ربما يبدو للوهلة الأولى بأنها حدود ضيقة . إلا أن حدود الوحي واسعة جداً ، فالإسلام إنفتح على كل الأديان التي سبقته اليهودية منها بالأخص التي هي ما أراد النبي عيسى عليه السلام تقويمه ، وكل الأنبياء الذين سبقوا حتى عهد آدم . لا يوجد في الإسلام نص مقدس إلا النص القرآني وهو فضاء معرفي هائل لا تزال كل التفاسير والإجتهادات التي نعرفها تسبح على شطآنه .

العقل الغربي تحرر من كل القيود ، هذا ما يبدو ظاهرياً عل الأقل ، ونقل نقلة تكنولوجية معرفية هائلة تتمثل بكل ما نراه ونستخدمه يومياً في حياتنا الإعتيادية . نحن نعيش اليوم في فضاءه و نخضع له شئنا أم أبينا ، لذلك تلتبس علينا الأمور . ليس في ذلك شر مطلق أو خير مطلق . وعينا بمنطلقاتنا وحاجاتنا سوف يسهل علينا تحديد موقفنا ووجهة نظرنا فيما نعيشه من تناقض .

شكري وإمتناني لصبركم على مداخلاتي الطويلة نسبياً .

 

*ضياء
14 - يناير - 2006
 1  2