العلم مصدره الوحي (2 ) كن أول من يقيّم
لا أدري إن كانت المداخلات التي قمنا قد أدت المطلوب منها وهو الإجابة على طلب الأخ الزائر .
لتوضيح الفكرة ، بإمكاننا إعتماد سورة قرآنية معينة يأتي فيه سبحانه وتعالى على ذكر العلم ، وذكر العلم يتردد منتشراً في أغلب السور ، لكن دعنا نتخذ مثلاً للتوضيح كسورة الكهف :
في سورة الكهف يأتينا بخبر أهل الكهف الذين هم : " فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدىً "الآية 12 . ولم يقل علماً لأنهم عندما إستفاقوا لم يعرفوا كم لبثوا نائمين وظنوا بأنهم غفلوا ليوم أو بعض يوم حتى أرسلوا بواحد منهم بورق إلى السوق ليبتاع لهم طعاماً وإنكشف أمرهم . " قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السموات والأرض ... " الآية26 ، وكانوا قد ناموا 309 سنين .
والمثل الثاني هو مثل رجلين واحدهم ذات يسار إذ كانت له جنتان من أعناب ونخل ظن بأنها لن تفنى أبداً ، حتى أنه إستكبر على صاحبه معيراً إياه بالفقر ، مدللاً على جهله بساعة الحساب وبأن مصيره هو بين يدي ربه وحده مغير الأحوال ، حتى تبدلت أموره من حال إلى حال " فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحداً " آية 42 .
والخبر الثالث هو قصة النبي موسى مع الرجل الصالح الذي هو على الأرجح الخضر عليه السلام : " فوجدا عبداً من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علماً " آية 65 . في هذه المرة ورغم نبوة موسى وجلالة مقامه إلا أن الله لم يوح إليه بما أوحى إلى العبد الصالح من العلم ، لكي يتم ما أمره به من أمور غريبة أشكل فهمها على نبي الله وكليمه موسى عليه السلام .
وفي خبر ذي القرنين ، فإن العلم الذي أوحى به الله إليه ليبني السد إنما هو من نوع العلم المادي إذ قال : " اتوني بزبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله ناراً قال اتوني أفرغ عليه قطراً " الآية 96 . " قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاً وكان وعد ربي حقاً " الآية 98 .
العلم مصدره الوحي ، والله يوحي لمن يشاء أو لا يوح بتقدير منه ، ولا يوجد علم غير زائل إلا ما علمه سبحانه وتعالى . |