البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : تاريخ أم أدب    كن أول من يقيّم
 hela 
12 - نوفمبر - 2005

السلام عليكم

هل كتب التّاريخ العربيّة القديمة هي فعلا وثائق تاريخيّة يمكن الاطمئنان إليها أم هي نصوص تاريخيّة ذات أسلوب أدبي أم هي نصوص أدبيّة فيها من التّاريخ ما هو جدير بالاعتماد كوثائق تاريخيّة?

تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
في الحقيقة...    كن أول من يقيّم
 

السلام عليكم

في الحقيقة هذه الكتب تجمع ما بين الأدب والتاريخ وإن كانت أساسا إنما هي مخصصة للتاريخ وبعضها موثقة والبعض الآخر مختلط ما بين الحقيقة وغيرها، غير أن تميّز العلماء ودقة لغتهم وفصاحتهم يجعلك تسأل مثل هذا السؤال

حسين
13 - نوفمبر - 2005
توضيح    كن أول من يقيّم
 

السلام عليكم

ما قصدته هو أين الجانب المتخيّل في كتب التّاريخ -وهو بالتّأكيد موجود- وهل وجود المتخيّل في كتب التّاريخ يعطيها مشروعيّة التّأريخ للأحداث وتوثيقها بالمعنى التّاريخي الدّقيق للكلمة?

*hela
14 - نوفمبر - 2005
لا تاريخ بدون وثيقة    كن أول من يقيّم
 
السلام عليكم: يقول سييوبوس:" لا تاريخ بدون وثيقة". والنص يمثل وثيقة يتعامل معها كل باحث حسب تخصصه ومنهجه، والمصادر العربية القديمة لم تكن تتضمن في جنباتها ما هو تاريخي بل كان أصحابها ذو ثقافة موسوعية لذا وجدنا في كتبهم التاريخ والفقه والشعر والتراجم...وحتى الاخبار التي تخرج عن المؤلوف( الاساطير)، وهذا النوع من الكتابة الغرائبية لم يبتدعه الاخبارون المسلمين بل ورتوه عن الحضارات الاغريقية والفارسية والرومانية، وانت ياختي تعلمين مسبقا على أن تاريخ هذه الامم ارتبط وبشكل مدهش في جزء مهم منه بالاساطير، ولا ننسى دور الاسرايليات وبصمتها على تلك الكتابات التاريخية الاولية، وفي تلك القرون الاولى لظهور المدرسة التاريخية الاسلامية، ونحن نعلم بأن العرب لم يعرفوا فن الرواية( القصة) الا من خلال الحكايات الشفاهية، والتاريخ كما هو معلوم لذيك ولد في رحم الاسطورة، وشكلت الاخبار الشفاهية(المسموعة) بعلالها أول خطوات تدوين التاريخ، فعلى الرغم من المنهج الصارم الذي نهجه الكثير من المؤرخين العرب بتقل أخبارهم اعتمادا على منهج أهل الحديث والفقه( التعديل والجرج والقياس..)، فان رواياتهم شابها في احيان عديدة خلل واضح، وهنا تأتي مهمة المؤرخ المعاصر اذ يلزم بوضع كل وثيقة في المستوى الخاص بها، وان لا يلغي خلال عملية التصنيف العامل الزمني والمجالي المشار إليهما في الوثيقة، كما لا يجب أن يسطح دور الاشخاص والجماعات المذكورين فيها. بمعنى ان الوثيقة تخضع للبحث والتمحيص والوقارنة مع غيرها من النصوص المماثلة، وهذا يدفع بالمؤرخ ليصبح ناقدا لكل ما توفر إليه من نصوص، وأن يطرح عليها الاسئلة التي تخدم بحثه وموضوعه، ولا يجب أن نغفل على أن ما لا يهم المؤرخ من تلك النصوص العجائبية يمكنه أن يهم الاديب الذي يشد لاسلوبها البلاغي ولخيال صاحبها وقدرته الوصفية، كما يمكنها أن تهم الانثروبلوجي المهتم بدراسة ذهنيات جماعة معينة وفي مرحلة معينة، أي أنها ليست حكرا على المؤرخ، وهنا يقول د- العروي:" التاريخ ظاهرة عامة من ناحية(كل موضوع تارخي) ومن ناحية ثانية لا يوجد تاريخ عام إنما توجد تواريخ خاصة فقط. ولا يوجد إذا منهج عام ينفع كل المؤرخين على اختلاف مباحثهم. لكن جميع المباحث والتخصصات تطرح اسئلة لها كلها جوانب تاريخية. التساؤلات المنهجية المعرفية لا تعين الباحث في بحثه الخاص( تطور العملة، تنظيم العمل، تقنية الحرب، الخ...) ولكن توضح أشياء كثيرة تهم كل تخصص"( عبد الله العروي، مفهوم التاريخ، الجزء 1، الالفاظ والمذاهب، ط3، المركز الثقافي العربي، الدارالبيضاء، 1997،ص.28). ولربما أصبح الآن متاح أمامنا أختي العزيزة امكانية استخراج تلك النصوص العجائبية(الاسطورية) وتصنيفها ضمن التاريخ الثقافي للمجتمع العربي وليس ضمن التاريخ الحدثي و السياسي.   
*عبد الرحمان
17 - نوفمبر - 2005
شكرا    كن أول من يقيّم
 
شكرا للأخ عبد الرّحمان على ملاحظاته القيّمة، وما أبغيه من استفساري عن علاقة الأدب بالتّاريخ هو التّالي: وهو أنّ كتب التّاريخ العربيّة القديمة هي كتب -وإن ضمّت العديد من جوانب التّاريخ- يمكن دراستها دراسة أدبيّة صرف، أي دراسة الجانب المتخيّل في كتب التّاريخ وأظنّ أن ذلك سيكون ممتعا ومقلقا في نفس الوقت خاصّة إذا ما علمنا أن كتب التّاريخ القديمة تحمل من القصص الخرافيّة ما رسخ في الأذهان على أنّه حقائق لا غبار عليها.
*hela
17 - نوفمبر - 2005
كتابة التاريخ    كن أول من يقيّم
 
التاريخ نظريا هو وثائق محايدة تصور الحقائق المجردة دون زيادة او نقصان ، ولك الواقع تثبت ان التاريخ يكتبه المنتصرون ، فمن الطبيعي ان ينقل لنا وجهة النظر الحاكمة ن اما الشعب وكيف كان يعيش ، فلا نعلم عن حقيقته شيئا ، للنظر الى ما يسجله الصحفيون في عالم اليوم ، كل واحد يكتب ما فهمه من الموضوع ، لهذا يجب تسجيل الحدث راسا دون انتظار لان المخيلة البشرية قد تضيف اشياء لم تكن موجودة اصلا ، جرب ان تسال عن حقيقة حادثة معينة شهدها اثنان ، سوف تفاجأ الى الاختلاف الكبير الموجود بين الروايتين مع ان الشخصين يعتبران لديك من اهل الثقة
*صبيحة
17 - نوفمبر - 2005
ردّ على الأخت صبيحة    كن أول من يقيّم
 

السلام عليكم

ولأنّنا يا أخت صبيحة نسمع نفس الخبر بأشكال مختلفة، أقول أنّ المخيّلة البشريّة تعمل بجدّ لأنّ الإنسان لمّا يسمع خبرا ما فإنّه يعمل بمعونة مخيّلته طبعا على أن يبدع في نقله ظنّا منه بأنّ ما يزيده في الخبر إنّما هو جزء لا يتجزّأ من الخبر نفسه. وهذا الجزء المتخيّل في هذه الزّيادات هو الذي يُخرج التاريخ من بعده الوثائقي ليطبع على الخبر طابعا أدبيّا يمتزج فيه بعض التاريخ بكثير من الأدب.

*hela
19 - نوفمبر - 2005
كتابة المتخيل    كن أول من يقيّم
 
السلام عليكم، يبدو ان لك أختي العزيزة فكرة مسبقة عن مرادلك من هذا النوع من البحث، وبسلك هذا المسلك يمكن منح تلك النصوص التراثية روح جديدة. ان تلك النصوص( الكتب) التاريخية أو الادبية كان لمجموعة منها غرض معين من وراء كتابتها، وهذا يجرنا لنتساءل حول الهدف الكامن خلف كتابة تلك النصوص الخيالية( الغرائبية) وما هي الظروف التي كان يعيشها المجتمع العربي حين ظهورها، لأنه لا يعقل أن يكون ذلك الزخم الهائل من النصوص لا غرض له سوى ابراز خيال صاحبها( نعلم بأن بعض النصوص التي تناولت بعض الأمور الخارقة التي يقوم بها مجموعة من رجال التصوف، المشي فوق الماء، الحلول في مكانين وفي نفس الوقت...الخ هدفها تزكية صلاح ذلك الزاهد وغير ذلك من الأغراض). فعلى سبيل المثال في أيامنا هذه تظهر النكت من حين لاخر، وهي وسيلة يعبر بها عامة الشعب عن وضع معين سواء كان سياسيا أو اقتصاديا أو ثقافيا...الخ، تمر به الأمة العربية الاسلامية، وأعتقد بأن نسج تلك النصوص الخيالية بالرغم من جماليتها وخيال مؤلفها الواسع ووصفه المثير، فإنها ترمز وبدون شك إلى شيء معين ووضع خاص، وانه من الصعب وضعها في اطارها الزمني والمجالي، فلو اتيح لنا وضعها في داخل هاذين الاطارين لكان من الممكن وضع استنتاج  ولوتقريبي عن الدوافع الكامنة وراء نسجها وروايتها، وذلك عن طريق اعادة قراءة تاريخ المرحلة التي تناولتها. وهذا سيقدم لنا جزء من ذهنية ذلك المتقف العربي وفي تلك المرحلة وعن كيفية تعمله من الظروف التي يعيشها المجتمع وتفاعله معها. 
*عبد الرحمان
21 - نوفمبر - 2005