عسى أن تكون ذات نفع ...2/2 كن أول من يقيّم
تابع 2/2
حادث طريف: كتب ابنه إيريك والِّس Erik Walles سنة 1981كتاباً يُنصف فيه أباه . وجعل في نهاية الكتاب ثبت مراجع والده مشيراً إلى عنوان في حال أراد شخص شراء الكتب.
كنت قد اشتريت، مصادفة، هذا الكتاب بثمن مضحك من محل يبيع عادة ما يزيد من توزيع إرث. قراءته أنستني وعكة صحية في شهر أيار 2005 . مباشرة بعد قراءة الكتاب أسرعت إلى الهاتف، وحسبما يشير إليه الإبن، كي أشتري كتب هذا العالم. العنوان غير موجود ورقم الهاتف غير موجود. قمتُ ببحث هاتفي عن اسم الأسرة والِّس وفي المنطقة المشار إليها في كتاب الإبن. فرحت وقد حصلت على عنوانين وأرقام لهاتفين.
الرقم الأول: ردَّ عليّ في الطرف الآخر ومن مدينة بعيدة عن استوكهولم صوت رجل واهن. قدَّمت نفسي معتذراً على الإزعاج إذ حسبته مريضاً وبيَّنت غرضي. شتمني وخبط سماعة الهاتف. لا ادري إن كُسرت!
الرقم الثاني: ردَّت امرأة ربما في الستينات. قدَّمت نفسي وبيَّنت غرضي دون اعتذار إذ كان صوتها يجلجل في الطرف الآخر. لم تخبط السماعة بل تحوَّل صوتها إلى سلاسل متقطعة تخرُّ في قاع سحيق.
قالت: هذا الرجل شيطان، هذا الرجل ملحد، هذا الرجل خطير. يجب ألا تقرأ كتبه، لا تقرأ كتبه، لا تقرأها إنها شريرة.
وتابعت: إننا مؤمنون بالبعث وبالمسيح وبالكلمة ...
اجبتها: إنني أحب سيدنا عيسى المسيح بن مريم ... أريد شراء ...
لا اعتقد أنها سمعتني وما عدت أسمع إلا قرقعة ومع ذلك قدمت الشكر وأنهيت المكالمة بوضع السماعة التي بدت وكأنها ممغنطة براحة كفي.
وكانت رحلة بحث على الإنترنت في العالم كله. حصلت على ستة من سبعة في اسكندنافيا وألمانيا. وبالرغم من أنني قد طلبت السابع المسمى بـ "اسطورة عذابات المسيح" لم يصلني ولم يُردَّ على رسائلي إطلاقاً.
يونَس والِّس يجيد اليونانية والعبرية والألمانية والإنكليزية.
يونَس والِّس عالم مُكبَّل بالعًتًمة.
راسلت أكثر من دار نشر تتبجح بنشاطاتها الثقافية واستعدادها لنشر السمين: ليتها ردَّت على عرضي لترجمة كتاب "الجغرافيا القُدسية" أو "نشأة قوم اسرائيل". وبالمثل اتصلت بمؤسسة ذات صيت تخطى خط الطول والعرض، شكت الشحد حتى جفَّ قلمي قبل ان تجفَّ مِعاد أولادي جراء عملي المجاني.
وأمنّي النفس عسى يوم يحل ذاك اليوم ألا تؤول ترجماتي أو مؤلفاتي إلى ...
المهم أخي الطالب كتاب"يتحدث عن آثار القدس منذ العصر الحجري حتى صدر الاسلام" لو كانت ثبوت الكتب ذات منفعة فلا تضن على نفسك بطلبها.
يوسف طباخ/ السويد
|