البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : صفحة من تاريخ العبيد    كن أول من يقيّم
 زهير 
15 - أكتوبر - 2005
ذكر عبد الرحمن الرافعي في كتابه (عصر إسماعيل) (ص 136) أن الاتجار بالرقيق منع من عهد محمد علي، ولكن هذا المنع لم يكن إلا اسميا، وبقيت تجارة الرقيق في السودان قائمة إلى عهد سعيد باشا بعين الحكومة وبصرها، وبتأييد موظفيها، وكان يتولاها تجار أقوياء، لهم بيوت تجارية كبيرة، تتجر في حاصلات السودان وفي الرقيق، وتربح من كل ذلك الأرباح الطائلة، وكان تجار الرقيق لما لهم من النفوذ والسطوة والمال يقيمون في مختلف الجهات معاقل حصينة اتخذوها مراكز للتجارة واصطياد الرقيق. فلما تبوأ إسماعيل عرش مصر اعتزم أن ينضم إلى حركة العاملين على تحرير الأرقاء في أنحاء العالم وأن يكسب ثناء الإنسانية في مقاومة الرقيق، وبذل جهودا كبيرة في هذا الشان. وكان لاهتمامه أثره في ضبط سبعين سفينة مشحونة بالأرقاء بين كاكا وفاشودة، أطلق سراحهم، واعتقل التجار الذين جلبوهم، ولم يفرج عنهم إلا بعد تعهد بعدم العودة إلى ذلك، كما كان لاحتلال فاشودة سنة (1865م) أثر كبير في سد طريق النيل في وجه تجار الرقيق الذين كانوا يقتنصون الأرقاء في جهات بحر الغزال وخط الاستواء ويشحنونهم في السفن. ويأخذ الرافعي على الخديوي إسماعيل أنه جعل على رئاسة مقاومة الرقيق جماعة من الأجانب منهم السير (صموئيل بيكر) و(غردون) الذي لم  يقترن اسمه إلا بمحاربة الاتجار بالرقيق، فاستثار وجودهم عواطف الأهلين الدينية، فاستهدفت الحكومة لعداء طبقة كبيرة من أعيان السودان وتجاره، مما ظهر أثره في نجاح دعوة المهدي في أوائل عهد توفيق، إذ انضم إلى الثورة تجار الرقيق في السودان. (عن مقدمة عبد السلام هارون لنشرته رسالة (شرى الرقيق وتقليب العبيد) لابن بُطلان، وهي الحلقة الرابعة من سلسلته (نوادر المخطوطات) (القاهرة: مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر 1373هـ 1954م). وأشار في هذه المقدمة إلى من تناول تاريخ الرقيق في أبحاثه، قال: (منها: فجر الإسلام وضحاه للدكتور أحمد أمين، و(الرقيق في الإسلام) لأحمد شفيق باشا، وضعه بالفرنسية، وترجمه أحمد زكي باشا ومنها الفصول التي كتبها الرافعي في كتابه (عصر إسماعيل) وكتاب الدكتور محمد فؤاد شكري (الخديوي إسماعيل والرقيق في السودان) وضعه بالإنجليزية، وكتبت دائرة المعارف البريطانية فصلا ضافيا في الرق (slavery) وللزعيم المغفور له مصطفى كامل كتيب في الرق ألفه عندما كان طالبا بمدرسة الحقوق سماه (أعجب ما كان في الرق عند الرومان) طبع بمطبعة المحروسة سنة (1310هـ) في عشرين صفحة. ونقل عبد السلام هارون  عن كتاب أحمد شفيق باشا أن عادة رؤية الأرقاء عراة قبل شرائهم لا تزال قائمة إلى وقت تأليف الكتاب. قال: وفي المصور العدد (1530) الصادر في جمادى الاخرة 1373هـ خلاصة تقرير يقع في (200) صفحة لعالمين من علماء الاجتماع هما (جاك آلان) و(جورج هيرالد) قضيا في تتبع عصابات الرقيق أربعة أعوام، وفيه من المآسي ما ينطق بقسوة الأوربيين من تجار الرقيق وفظائعهم التي يرتكبونها في هذه القارة البائسة. وانظر التعريف بكتاب ابن بطلان في زاوية التعريف بالكتب غير المنشورة على الوراق.
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
لا يوجد تعليقات جدبدة