البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : المعلقات

 موضوع النقاش : أين يكمن جمال قول لبيد (وجلا السيول...)    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 cosmos 
5 - أكتوبر - 2005
وجلا السيول عن الطلول كأنها زبـرٌ  تـجـد متونها iiأقلامها
البيت: هو البيت الثامن من معلقة لبيد، ولهذا البيت أخبار متفرقة في كتب الأدب، أختار منها هنا قول الآمدي في كتابه (الموازنة):

(ما زلت أسمع العلماء تعجب من حسن هذا البيت ولطافة معناه، وكان الفرزدق إذا أنشده يسجد ويقول: إنا نعرف مكان السجود في الشعر كما تعرفونه في القرآن).

قلت: وفي (لسان العرب) و(تاج العروس) :(مادة زبر) وردت (تخدُّ) مكان (تجدُّ).

قال ابن رشيق في العمدة: (فشبه الطلول بالزبر والسيول بالأقلام، بل زاد فشبه جلاء هذه عن هذه بتجديد تلك لتلك). وهذا يعني أنه اختار (تُجدُّ)

وفي (الأغاني) نقلا عن المفضل الضبي قال: قدم الفرزدق فمر بمسجد بني أقيصر، وعليه رجل ينشد قول لبيد:

وجلا السيول عن الطلول كأنها زبـر  تـجـد متونها iiأقلامها

 

فسجد الفرزدق فقيل له: ما هذا يا أبا فراس? فقال: أنتم تعرفون سجدة القرآن، وأنا أعرف سجدة الشعر.

وفي الوساطة للجرجاني: وقد يتفاضل متنازعو هذه المعاني بحسب مراتبهم من العلم بصنعة الشعر؛ فتشترك الجماعة في الشيء المتداوَل، وينفردُ أحدهم بلفظة تُستعذب، أو ترتيب يُستحسَن، أو تأكد يوضع موضعه، أو زيادة اهتدى لها دون غيره؛ فيريك المشترَك المبتذل في صورة المبتدَع المخترع، كما قال لبيد:

وجَلا السّيولُ عن الطّلولِ كأنها زبُـرٌ  تـجِـدّ متونَها iiأقلامُها
 

فأدى إليك المعنى الذي تداولته الشعراء، قال امرؤ القيس:

لـمَن طللٌ أبصرتُه iiفشجاني كخطّ زَبورٍ في عسيبِ يماني
وقال حاتم:

أتعرِفُ أطلالاً ونؤياً iiمهدّما كخطّك في رقٍّ كتاباً مُنَمنَما

وقال الهذلي:

عرفتُ  الديار كرسْم iiالكتا بِ يزْبُره الكاتب الحِميَري

 

وأمثال ذلك مما لا يحصى كثرة، ولا يخفى شُهرة، وبين بيت لبيد وبينهما ما تراه من الفضل..

 

تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
لا يوجد تعليقات جدبدة