وفي الوساطة للجرجاني: وقد يتفاضل متنازعو هذه المعاني بحسب مراتبهم من العلم بصنعة الشعر؛ فتشترك الجماعة في الشيء المتداوَل، وينفردُ أحدهم بلفظة تُستعذب، أو ترتيب يُستحسَن، أو تأكد يوضع موضعه، أو زيادة اهتدى لها دون غيره؛ فيريك المشترَك المبتذل في صورة المبتدَع المخترع، كما قال لبيد:
وجَلا السّيولُ عن الطّلولِ كأنها |
|
زبُـرٌ تـجِـدّ متونَها iiأقلامُها |
فأدى إليك المعنى الذي تداولته الشعراء، قال امرؤ القيس:
لـمَن طللٌ أبصرتُه iiفشجاني |
|
كخطّ زَبورٍ في عسيبِ يماني |
وقال حاتم:
أتعرِفُ أطلالاً ونؤياً iiمهدّما |
|
كخطّك في رقٍّ كتاباً مُنَمنَما |
وقال الهذلي:
عرفتُ الديار كرسْم iiالكتا |
|
بِ يزْبُره الكاتب الحِميَري |
وأمثال ذلك مما لا يحصى كثرة، ولا يخفى شُهرة، وبين بيت لبيد وبينهما ما تراه من الفضل..