عملية التقويم شاملة ولا تخص الطالب وحده.. كن أول من يقيّم
أولا وقبل كل شيء يجب ألا نحصر التقويم في الإطار
الضيق الذي هو مراقبة الطالب،،، إن عملية التقويم
يدخل فيها بالخصوص عمل الأستاذ في الميزان، وإن
لم نقل المنظومة التربوية بكل مكوناتها بدءا من
الأسرة وانتهاء بالسياسة المتبعة في البلاد.....
يا أخي عبد المجيد، أنت تتحدث لنا عن إخضاع
المناهج للتجريب،،، ربما يا أخي لا تدري بأن
الميدان التربوي في العالم العربي هو حقل تجارب
لفلسفات تربوية وافدة تتنافى مع قيمنا و لا تراعي
خصوصياتنا وهذا منذ عقود... وتريد أن نستمر
في تجريب ما هو عقيم ،، تريدنا أن نستمر في
تجريب مناهج جاهزة لا يساهم في إعدادها
من هما معنيان بالدرجة الأولى بالأمر الطالب
والأستاذ،،، وحتى وإن استدعيا للمساهمة يكون
إشراكهما ضيقا ومن باب الديكور وتلميـــع
صورة المناهج وإضفاء عليها طابع القبول
والرضى من جميع أطراف مكونات المنظومة
التربوية... يا أخي عبد المجيد لا يعقل أن
نتحدث عن التقويم ولا زالت الدول<< الصديقة>>
تفرض علينا سياستها التربوية بدعوى <<التعاون>>،
وتملي علينا ما نحذف وما نظيف،، ثم كذلك
نحن تمتلكنا العشوائية ولا زلنا لم نحدد بعد وبصفة
واضحة ما الذي نريده من العملية التعليمية، يعني
وبالتحديد لم نهيء بعد ما يجيب لنا عن السؤال
القفل: أي إنسان نريد??...........
بالله عليك والحالة هاته ما الذي تريد تقويمه???
أنا لا أضرب بعرض الحائط كل شيء كما اتهمتني
أخي الكريم وإنما قصدي أن نتناول الموضوع
في شموليته نظرا لتشعبه وعلاقته بأركان تربوية
ينبغي التطرق إليها ومناقشتها قبل الحديث عن
التقويم لأنها هي أساس كل تقويم بناء ومجدي...
أما أن نختزل التقويم في مراقبة ما اكتسبه الطالب
من العملية التعليمية... نكون غير مدركيــن
لأهداف التقويم وغاياته... إن عملية التقويم التي
نحصرها في فرض ونقطة هي عملية يتوخى
من ورائها دراسة ممنهجة تضع المنظومة
التربوية بكل مكوناتها في الميزان....
أظن أن التجريب الغير ممنهج والمبني على
الإرتجال لم يعد وقت لممارسته،، لأن نهجنا
له طيلة عقود فرخ لنا كما أسلفت البطالة
والعطالة الفكرية...
|