بسم الله نبـدأ كن أول من يقيّم
بسم الله نبدأ يافاطمة ..فالبداية هي أصعب شيء أليس كذلك ?
فعسْر الأمور iiبداياتها |
|
وبعد البدايات لا تعْسر |
سأبدأ عفوياً بأول آية استحضرها:
قال الله تعالى: " الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها.."
المعنى: عندما يموت الناس فإن الله هو الذي يتوفاهم إليه بالموت والرجوع إليه، فكلهم يموتون ويعودونإليه. وأمر الله هو الغالب.هذا بالنسبة للأموات. أما الأحياء فإنّ الله يتوفاهم بالموت الأصغر وهو النوم..ذلك أنّ الله جل وعلا هو الذي يتولى هذا الأمر العظيم الذي حارت البرية فيه، ألا وهو الموت الأكبر.. وأن الله هو الذي يتوفى الناس بالموت الأصغر الذي عجزوا عن معرفة أسراره.. فالمرجع إلى الله سواء الأموات الذين رحلوا عن الدنيا والأحياء الذين ما زالوا لم يرحلوا، لكن عليهم عندما يستيقظون أن يتذكروا الموت الحقيقي الذي هو قريب منهم.وأن ناصيتهم بيد الله تعالى، ولو شاء لتوفاهم بالموت الأكبر.. وأن هذا الموت الأكبرآت لا محالة ليستعدوا له...وفي هذا حجة من الله على الناس يوم القيامة إذْ يقول لهم: ألم يذكركم الموت الأصغر بالموت الأكبر?
الإعراب:
الله: لفظ الجلالة مبتـدأ
يتوفى: ج فعلية في محل رفع خبر للمبتدأ
الأنفس: مفعول به منصوب.
حين موتها: ظرف زمان وهو مضاف/ موت: مضاف إليه وهو مضاف/ الهاء: مضاف إليه.
وشبه الجملة متعلق بالفعل: يتوفى.
وهذه الجملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
لبلاغـة:
لماذا بدأت الجملة بالمسند إليه المبتدأ فجاءت اسمية لا فعلية?
الجواب: أن الإخبار بالجملة الاسمية يفيد ثبوت المعنى، وثبوت الخبر للمبتدأ من غير تغيّر.. والثابت الذي لا يتحول حسب المعنى في هذه الآية هو دوام الله عز وجل على حال القدرة والجلالة والعظمة، فهو باق على ألوهيته وملكوته وجبروته وكبريائه. والناس يتغرون فهذا يموت وهذا يولد ولكن الله ثابت لا يتغير. فسبحان من يغيّر ولا يتغيّر.. وسبحان من بيده الأمر كلّه..هذا ما يستفاد من المنعنى في هذه الآية والله أعلم.
|