قول على قول كن أول من يقيّم
الأخ العزيز فراس حج محمد بعد التحية والسلام لقد أعجبت بطرحك المتميز واشاراتك الجميلة ولي عليها بعض المداخلات لو سمحت لي، فلقد قلت: 1- إن حضارة الأمة الإسلامية الأصلية النقية حضارة متميزة وربانية وغير قابلة للتطور. لو توقفت عند هذا النص قليلا تجد انك حجمت الاسلام وجعلت التطرف بابك الذي دخلت منه الى طرح فكرتك وتفيد بان الاسلام لايقبل التتقدم الفكري في المنظومة التعبدية حيث اعتبرته جمودا على نفسه كمثل الحجارة الصماء، فمن هذه العبارة يكون المفهوم العام هكذا، واختلطت عليك المفاهيم بين الحضارة بمفهومها والثوابت الدينية لو اعتبرت هذا الموضوع داخلا في الثوابت الدينية التي لا تتغير كمثل عدد ركعات الصلام وعدد شهأيام الصيام والحج وما الى ذلك من ثوابت دينية لايختلف عليها اثنان، فالمنبغي التفريق بين الحضارة بالمفهوم الصحيح والثوابت الدينة في نطاقها الاسلامي. 2- فمتى كان التمثيل والفن والغناء علامة لنهضة أمة أو أنها تسير نحو الصواب؟ وأنا أقول لك لم يكن كذلك ولكن هناك وسائل حديثة متاحة للوصول الى بعض الاطروحات الاسلامية القديمة والي كانت على عهد الرسول (ص) والمشاهد التي كانت حاصلة منذ ذلك الوقت المبارك بوجوده (ص) مثل الغزوات والفتوحات الاسلامية، فلقد كان مسلسل الصحابي خالد بن الوليد الذي مثله عزت العلايلي قبل أكثر من خمس وعشرين سنة لاقى رواجا جميلا بين الأوساط المهتمة بالتراث الاسلامي ولم يُنظر للموضوع على أنه فن وتمثيل واستجلاب شخصيات تلازمها الذنوب لتمثل دورا نقيا طاهرا في المنظور العام. أما من ناحية الغناء والطرب فليس لي فيه مدخل ليكون تحت المظلة الاسلامية، لانني لست على نفس المنهج للغناء وما لازمه. أما قولك عن سير الامة نحو الصواب فأقول لك بأنه لا مانع في ذلك وليس هناك دليل يحرم تمثيل شخصية صحابي أو تابعي أو نبي اذا لم تنتهك حرمة النبي أو الصحابي بالأفعال والأدوار المؤداة لتلك الشخصية. فلقد كان هناك جنوح من البعض في بعض المواقف التي تستدعي التشدد وتستبعد المرونة في تقريب الفكرة للناس فالتمثيل أكثر واقعية أحيانا من سرد القصة وقراءتها على الشكل السردي العام. 3- والأمر الثاني يتعلق بالسيناريو والحوار أو كتابة النص بشكل عام: من هذا المنطلق علينا التأمل بأن قصة النبي يوسف وإن كانت بها محطات لم يذكرها القرآن الكريم فلقد ذكرها التاريخ والمؤرخون في تفاصيل موسوعات تارخية كبيرة تفصل بعض الأحداث فمثلا جاءت قصة أصحاب الرس في القرآن الكريم بآيتين فقط والآيتان هما اشارة فقط، ولكي نعرف تفاصيل القصة عن أصحاب الرس يجب علينا الرجوع الى قصص الأنبياء والتاريخ الذي يفصِّل قصتهم، كما أن هناك أقواما قد ذكرهم القرآن بإشارات عابرة نرجع لها من مظانها في كتب التاريخ وقصص الأنبياء عليهم السلام. ولقد أشكلت عل الفترات الزمنية التي تتابعت أحداثها في المسلسل فأقول لك ليس هناك ماهو مخل بالأصل وهو من ذهاب يوسف مع اخوته الى حين لقاءه بأبيه عليهما السلام. 4- فما دام أن هناك مسلسلا يشرح قصة يوسف ويبنها فلماذا تقرأ الآيات. أقول بأننا يجب أن نتأمل بأن قراءة القرآن شيء ومعرفة القصص التي به شيء آخر فمثلا من بدأنا القراءة والاطلاع فاننا نقرأ قصة يوسف من القرآن الكريم، وعلى مبدئك فإننا في المرات القادمة لا نقرأ سورة يوسف بسبب تمثيلها كاملة أو قراءتها ومعرفتها مسبقا من القرآن الكريم فيجب علينا عدم الخلط في المفاهيم، فإننا نقرأالقرآن الكريم ليس للقصص فقط وإن كنت تقرأ القرآن للقصص فهذا شأن الذين يقرؤنه لهذه الغاية ولا تتوقف قراءتنا للقرآن على تلك الغاية فالثواب والنور والبركة حاصلة بالتلاوة والنظر للقرآن أما الذي تتوقع منه ما أشرت إليه فهذا شأنهم وليس لممثيل قصة يوسف دخل في ذلك. 5- وقبل الختام، فهل يا ترى هذا الذي كانت تنتظره الجماهير الإسلامية الغفيرة المتعطشة للكرامة والمتلهفة لضخ دماء العزة في عروقها من إيران الثورة؟ والرد على هذه النقطة ليس له مدخلا في موضوعنا الرئيس فلا دخل لمصدر المسلسل في بيان الأحداث الجارية على يوسف الصديق عليه السلام وهل مصدر المسلسل من ايران الثورة على حد تعبيرك تجعلك تسخط على الدكتور لأنه امتدح ذلك العمل لأنه جاء من ايران فلا تحجم الاسلام بالقطر الذي تعيش فيه فالعالم الاسلامي واسع وبه كوادر وطاقات ليس من الحكمة تجاهلها. 6- هذه الثورة بنظامها التي كانت وبالا حقيقيا على العرب والمسلمين، في المجالات كافة سياسيا وفكريا وثقافيا ويزاد إليها الآن فنيا، تلك الإيران الثورية التي تعيث فسادا كنظام بأرض الرافدين وأرض أفغانستان وحليف قوي لأمريكا ساندتها في حروبها على الأمة. والرد عليك في هذه النقطة ليس من شأني لأنني كاتب وشاعر وليس لي الدخول في الشأن السياسي لكني أقول لك لا تختلط عليك الأمور وتتداخل لديك المعرفة بالقطر والفن بالبلد بل ان البلد الذي ذكرته لم تنطلق منه طائرة واحدة لاحتلال العراق وأفغانستان، أما قولك وبالا على الأمة فهذا رأي لك منا أن نحترمك وليس لك منا أن نحترم رأيك فليس منا أحد دخل مع الخوراج ليطلق العنان لنفسه فيقول بالاسلام لشخص والكفر لشخص آخر وما الى ذلك. لك مني أجمل تحية |