الشعر الجاهلي الفصيح الذي وصلنا هو أكذوبة. فهو في الحقيقة لشعراء مسلمين عاشوا في أواخر الدولة الأموية وفي العصر الذهبي للدولة العباسية ، أي أنهم شعراء رخاء واستقرار وتقدم أدبي واضح.وطبعاً هذا لا ينفي وجود شعر جاهلي ولكنه بمستوى متواضع كسجع الكهنة والرجز والزمل والغناء والشعر المحلي النبطي. وعرب الجاهلية ليسوا أمة لا تقرأ ولا تكتب بدليل آلاف النقوش العادية الصخرية بأرجاء الجزيرة العربية.

اللغة قديمة قدم الإنسان وتطورت خلال الزمن وسكان الجزيرة لغاتهم العربية كانت مختلفة وبلهجات لا تحصى وكانت تتقارب وتتباعد تباعد الشام واليمن ثم تطورت عبر الزمن تطورا عظيما حتى وصلت لمرحلة ما قبل الإسلام ثم أصبحت أعظم لغة في العالم عندما نطق القرآن بها

نقوش اليمن القديم مع كثرتها لا تختلف عن نقوش بقية الجزيرة كنجد والحجاز مع قلتها نسبياً ولا يغرنك دعاوى المستشرقين المغرضة الذين يسعون لخلق لغتين متمايزتين لعرب الجزيرة القدماء لغرض التفرق والفتن.واختلاف النقوش العربية القديمة لا يعدو اختلاف لهجات كما هو الحال اليوم . وأما مدى انبساط اليمن العسكري قبل الإسلام فقد بلغ شمال الرياض عند مأسل الجمح حيث وجدت نقوش على الجلاميد تتحدث عن حملة الملك أبي كرب أسعد وإخضاعه لقبائل معدّ وبني تميم ومعروف تاريخياً أن قبيلة كندة قد نابت حمير في حكم قبائل نجد بدعم من ملوك اليمن . وسبأ شأنها خطير بالجاهلية وقد شهد القرآن لها بالسير بأمان حتى فلسطين وقد تحدثت التوراة عن نفوذ السبئيين الذين كانوا يغيرون على مملكة إسرائيل ويسبون ويقتلون ولا ننسى محطات معين التجارية كددن وغيرها بالحجاز كما وجد نقش معيني بجزيرة دلث ( ديلوس اليونانية)يذكر ودّ إله معين ونقش زيدال المعيني بمصر بعهد البطالمة.

اليهود من قول الله على لسان موسى بعد أن عذّب الله من عبد العجل من قومه : { إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ } (156) سورة الأعراف أي بمعنى التوبة والرجوع إلى الله . ولكن تطورت اليهودية مع الزمن حتى أصبحت ديناً خلط الحق والباطل ولا يمتّ لدين الله بل انحرف عنه كثيراً.وأما بنو إسرائيل فهم ذرية يعقوب ومن تبعهم من الناس أو التحق بهم ولو بالولاء أو بالانتساب {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ } (78) سورة البقرة كما نقول العرب أي كل من كان من عربياً عرقاً أو عربياً بالاندماج والسكنى معهم والانتساب لهم.

أظن أن من الأجدر أن نبحث في هل عنترة بن شداد حقيقة أم خيال .

ليس بهذه السهولة ..إلا إذا كنت تريد أطلس على طريقة خرافات أهل الحديث

فكثير من الأمم القرآنية القديمة لا يُعرف لها مكان أو زمان فمثلاً أين الأحقاف وأين عاد وأين الرسّ وأين قوم تبع وأين الجودي وأين جنة أصحاب الجنة وأين جنة آدم وأين مكان قوم نوح وأين مكان يعقوب وبنيه وأين ردم ذي القرنين وأين وأين وأين ? ولا تقل لي ما تقوله التفاسير المتناقضة المسرخية المتهودة والمتنصرة ..وعندما نقوم بعمل اركيولوجي آثاري حقيقي وجدي ربما استطعنا أن نضع أطلس لأماكن الشعوب بالقرآن.