البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات خولة الحديد

 1  2 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
العنف وتدمير الشخصية    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

يرفض علماء النفس والتربية أي شكل من أشكال العنف ضد الطفل مع الإشارة إلى أنماط ونماذج عديدة للعنف بعضها أبعد أثرا من الضرب ، و تؤكد كافة الدراسات أن العنف الممارس على الطفل يدمر شخصيته ويترك أثرا بعيد المدى عليها تطال كافة مراحله العمرية ، ولعل أول آثار العنف ضعف الثقة بالنفس وبالتالي الآخرين والشعور بالاضطهاد ، وردات الفعل غير السوية كالميل للعدوانية والعناد ، إضافة إلى الخوف وعدم الإحساس بالأمان والحاجة إلى الحب والرعاية ، كما يشير عدد من علماء النفس إلى أن الطفل الذي يتعرض للعنف يصبح في المستقبل مترددا مرتبكا غير قادر على اتخاذ القرارت بفعل ضعف شخصيته التي تخفي ما تخفي من تارخ القمع

22 - يناير - 2006
صغعة في الطفوله
مصادر علم النفس في التراث    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

تعقيباً على ما سبق حول علم النفس في التراث العربي الإسلامي نضيف أن التوجه نحو دراسة علم النفس في التراث له أكثر من وجهة ، إذ يوجد علم النفس في التراث على شكل معارف متفرقة تحتاج لجهود كبيرة لجمعها في سفر واحد، وهذه الجهود طبعاً فوق طاقة المبادرات الفردية ، فهي بحاجة إلى عمل مؤسساتي منظم ، ولكن أين ينبغي البحث حول المعارف السيكولوجية في التراث الإسلامي?

مما لاشك فيه بأنه هناك مصادر بنيت وتبنى عليها محاولات الإحاطة بعلم النفس في التراث الإسلامي، وتحليل مفرداته، وتبين منظوماته المعرفية وتتبع التطورات التي طرأت على مناهجه الأساسية وأهم هذه المصادر:

أولاً: المصنفات التراثية التي وفرت كل مساحتها، أو جزءاً مقدراً منها للقضايا النفسية، وتحوي هذه المصنفات إضافة إلى الموضوعات النفسية والمناهج البحثية، مادة تؤرخ للمفاهيم الأساسية: كيف تكونت وكيف تطورت? فيمكن أن نرى في هذا السياق كيف اقتبس ابن سينا من الرازي بعض مكونات نظريته الإدراكية، وكيف تأثر بهما من بعدهما الإمام الغزالي.

ثانياً- كتب التراجم وطبقات الأعلام التراثية، وبعض هذه الكتب غنية بمادتها السيكولوجية، مثل طبقات الأطباء (ابن أبي أصيبعة وابن جلجل) وبعضها يتسع ليشمل تراجم جميع أعلام الفكر، وتوفر هذه المؤلفات قاعدة متينة تمكننا من متابعة تطورات المفاهيم.

ثالثاً- كتب الأدب والمصنفات الأدبية مثل: كتاب الأغاني، الإمتاع والمؤانسة، والعقد الفريد، وتحتوي هذه المصنفات على تفاصيل هامة كانت قد أهملت أو اختزلت في المؤلفات النفسية بسبب أخلاق المهنة والمنهج العلمي الاختزالي.

رابعاً:- المؤلفات الغربية التي أرخت للعلوم عامة، والعلوم العربية خاصة مثل (سارتون، سيديد وديورانت وغيرهم)، وهؤلاء جميعاً أشاروا بالتلميح حيناً ، والتصريح حيناً آخر ، إلى أن الفترة الإسلامية كانت على الأقل معبراً نفذت من خلاله العلوم الإنسانية إلى عصر النهضة.

خامساً:- المؤلفات الفلسفية ، والتي تضم آراء الفلاسفة في النفس، إضافة إلى بعض النظريات الهامة، والتصورات والتي تشكل أساساً نظرياً لشرح التصور الإسلامي للإنسان وحياته النفسية.

سادساً:- الاستناد إلى أبحاث ومداولات المؤتمرات التراثية وخاصة تلك التي تهتم بالتراث الإسلامي.

إن المصادر السابقة ، وغيرها من مشروعات إحياء التراث، إضافة للمبادرات الفردية الجادة تشكل أساساً لتجميع وتوثيق ،وإعادة قراءة ما يخص علم النفس في التراث الإسلامي كخطوة أولى على طريق تأصيله في العالم العربي.

25 - يناير - 2006
علم النفس في التراث العربي الإسلامي
معلومات قيمة    كن أول من يقيّم

ألأخ عبد الله

أشكرك جزيل الشكر على المعلومات التي ذكرتها ، وسأحاول البحث عن الكتاب في المكتبات الموجودة في منطقتي ، وإن لم أجده ، سأسألك عن إمكانية الحصول على الكتاب وأين يمكن أن يباع أو يعار ، علماً أنني في الإمارات العربية المتحدة ، مدينة أبو ظبي.ولك تحياتي

30 - يناير - 2006
جغرافية القرآن الكريم
التطبيقات العملية لعلم النفس في التراث العربي الإسلامي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

أخذ علم النفس المعاصر فترة طويلة من الزمن حتى نال الإعتراف العلمي والشعبي أيضاً، وذلك بعد تحوله من النظرية إلى الممارسة العملية ، ويستطيع المهتم في هذا المجال الكشف عن أسبقية التطبيقات العملية لعلم النفس لدى علماء العرب المسلمين ، إذ عالج هؤلاء الكثير من الحالات منذ قرون مضت بأساليب تعتبر من نتاج علم النفس المعاصر ، ولعل خير مثال على ذلك جهود ابن سينا في هذا المجال فقد سبق علماء الفيزيولوجيا والسيكولوجيا المعاصرين في قياس الانفعال على أساس قياس التغيرات الفيزيولوجية المصاحبة له ، ففي علاجه لأحد المرضى شك ابن سينا بوقوع المريض في الحب الذي تحول إلى حالة عشق ، وحاول معرفة اسم الفتاة التي يعشقها المريض وابتكر طريقة طريفة ، وهي أن يقول للمريض عدة أسماء لبلاد وأحياء وفتيات ، وكان يقيس أثناء ذلك سرعة نبض المريض لمعرفة مقدار الانفعال الذي تثيرة هذه الأسماء ن وقد استطاع بهذه الطريقة أن يعرف اسم الفتاة التي كان يعشقها المريض ، والمكان الذي تعيش فيه ، وتعتبر هذه الطريقة إرهاصاً مبكراً لاختراع الجهاز الحديث المعروف باسم ( جهاز استجابة الجلد الجلفانية ) والذي ؤيسمى أيضاً ( جهاز كاشف الكذب ) ، وهو جهاز يقيس الاضطراب الانفعالي على أساس ما يثيره في الجسم من تغيرات فيزيولوجية ، إضافة لذلك ابتكر ابن سينا طريقة لمعرفة أسباب الاضطراب الانفعالي عن طريق النطق بسلسلة من الكلمات أو الأسماء ، وملاحظة ما تثيره في الفرد من انفعال  وقد سبق بذلك المعالجين النفسيين الذين استخدموا طريقة ( قوائم الكلمات ) ، لمعرفة أسباب الاضطراب الانفعالي .

أشار ابن سينا كما أشار الفارابي من قبل إلى الأسباب الأهم لحدوث الأحلام ، والتي توصل إليها العلماء المحدثون فيما بعد ، ومماذكره كل من الفارابي وابن سينا أن بعض الأحلام تحدث نتيجة لتأتير بعض المؤثرات الحسية التي تقع على النائم ، سواء كانت هذه المؤثرات الحسية صادرة من الخارج أو من داخل البدن ،قال ابن سينا في هذا الصدد( ...ومن عرض لعضو منه برد أو سخن بسبب حراً أو برد حكى له هذا العضو منه موضوع في نار أو في ماء بارد )وقد دلت البحوث التجريبية المعاصرة على صحة ذلك ، كما قال كل من ابن سينا والفارابي بالرمزية في الأحلام ، إذ أن كثيراً مما يراه النائم هو عبارة عن رموز تشير إلى أشياء أخرى ، يتضح ذلك من الدور الذي تقوم به المخيلة في الحلم من محاكاة ما يقع على النائم من مؤثرات حسية بصورة محسوسة قد لا تكون مطابقة للمؤثرات الحسية التي تقع على النائم ، كما أشار ابن سينا إلى دور الأحلام في  إشباع الدوافع والرغبات ، فإذا كان البدن في حالة نزوع إلى شيء ما ، قامت المخيلة بمحاكاة الأفعال التي من شأنها أن تشبع هذا الدافع وبذا الصدد يقول: ( مثل ما يكون عندما تتحرك القوة الدافعة للمنى إلى الدفع ، فإن المخيلة حينئذ تحاكي صوراً من شأن النفس أن تميل إلى مجامعتها ، من كان به جوع حكيت له مأكولات ...) وبهذا سبق ابن سينا فرويد مؤسس مدرسة التحليل النفسي في تفسير الأحلام بأنها تقوم علىإشباع الرغبات والدوافع ، كما أشار إلى الأهمية الطبية للأحلام إذ يستدل من خلالها على الحالات المرضية ، أو بداية ظهور حالات مرضية معينة ستظهر في المستقبل ، وهذا ما أيدته الدراسات الحديثة بأدلة تشير إلى علاقة الأحلام بلأمراض ، ودلالتها عليها.

توصل ابن سينا إلى تفسير علمي للنسيان بإرجاعه إلى تداخل المعلومات، وهذا التفسير لم يتوصل إليه علماء النفس المعاصرون إلا بعد الربع الأول من القرن العشرين ، فقد كان علماء النفس قبل ذلك يفسرون النسيان بأنه راجع إلى زوال الآثارالتي يتركها التعلم السابق نتيجة عدم الاستعمال ، بينما بينت الدراسات الحديثة أن النسيان لا يحدث بسبب مجرد مضي الزمن بدون استعمال المعلومات ، وإنما يحدث بسبب كثرة نشاط الإنسان وانشغاله بأمور كثيرة تؤدي إلى تداخل معلوماته الجديدة وتعارصها مع معلوماته السلبقة وسميت هذه الظاهرة بالتداخل الرجعي أو الكف الرجعي ، وبينت بعض الدراسات التجريبية الحديثة الأخرى أن النسيان قد يحدث نتيجة تداخل المعلومات السابقة مع المعلومات الحديثة ، وسميت هذه الظاتهرة بالتدخل اللاحق ومما قال ابن سينا في هذا المجال : ( ..وأكثر من يكون حافظاً هو الذي لا تكثر حركاته ولا تتفننّ هممه ، ومن كان كثير الحركات لم يتذكر جيداً ...لذلك كان الصبيان مع رطوبتهم  يحفظون جيداً لأن نفوسهم غير مشغولة بما تشتغل به نفوس البالغين ، فلا تذهل عما هي مقبلة عليه بغيره)، كما توصل ابن سينا إلى معرفة الارتباط الشرطي قبل أن يكتشفها الفيزيولوجي الروسي المشهور إيفان بافلوف في العصر الحديث نتيجة البحوث التجريبية التي قام بها .

 

المراجع :

1-     الدراسات النفسانية عند العلماء المسلمين :  تأليف د. محمد عثمان نجاتي ، دار الشروق القاهرة ، 1993

2-     الشفاء ، كتاب النفس :  ابن سينا ، تحقيق الأب جورج قنواني وسعيد زايد ن ومراجعة ابراهيم بيومي مدكور ، القاهرة ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 1975

 

30 - يناير - 2006
علم النفس في التراث العربي الإسلامي
العقول المستعبدة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

ليست كل العقول حرة ، هناك عقول حرة وأخرى مستعبدة وأحب أن أشير هنا إلى ما كتبه الفيلسوف الألماني نيتشه في ( قياس الأشياء لدى العقول المستعبدة ) فيقول : هناك أربعةأشياء تقول العقول المستعبدة أنها مبررة .أولاً : كل الأشياء التي تدوم ، ثانياً : كل الأشياء التي لا تزعجنا ، ثالثاً : كل الأشياء التي نجني منها بعض الفائدة ،رابعاً : كل الأشياء التي من أجلها قدّمنا تضحيات . هذه الأخيرة تفسر مثلاً لماذا تستمر وبحماس كبير ، حرب بدأت والشعب لها كاره بمجرد ما تقدّم التضحيات الأولى .، يجب على المفكرين الأحرار الذين يدافعون عن قضيتهم في مؤتمر العقول المستعبدة أن يبرهنوا أنه كان هناك دائماً مفكرون أحرار ، وأن يبرهنوا أن الفكر الحر يدوم ، ثم أنهم لا يسعون لأن يكونوا مزعجين ، وأنهم أخيراً ، وإجمالاً ، يحملون بعض الفائدة للعقول المستعبدة ، لكن بما أنهم لن يستطيعوا إقناع هؤلاء بهذه النقطة الأخيرة فإنه لا جدوى من البرهنة على النقطة الأولى والثانية .

يضيف نيتشه حول ( العقل القوي )  :

يعتبر المفكر الحر ،- إذا ما قورن بالذي يقف التقليد إلى جانبه ولا يحتاج إلى حجج يبرر بها فعاله-، يعتبر دائماً ضعيفاً خاصة في فعاله ، لأن لديه الكثير من البواعث ومن وجهات النظر التي صيرت يده مترددة وغير متمرسة . ما هي الوسائل التي ستجعله قوياً نسبياً حتى يستطيع على الأقل أن يثبت نفسه، ولا يضمحل سدىً? كيف يولد العقل القوي ? المسألة في حالة منفردة ، هي مسألة إبراز العبقرية . من أين تاتي الطاقة ، القوة المتينة ، التحمل ، التي بها يسعى الفرد ، ضد تيار التقليد إلى اكتساب معرفة بالعالم تكون شخصية تماماً?

أما الحديث عن الحرية كمفهوم ، وعن ماهيتها ، وعلاقتها بالعقل فهذا باب يفتح على العديد من القضايا والتي من الممكن التعريج عليها في المستقبل ، لكنني مؤمنة بما قاله نيتشه حول العقول الحرة والمستعبدة.

 

المرجع :

- إنسان مفرط في إنسانيته ، كتاب العقول الحرة : تأليف فردريك نيتشه ، ترجمة : محمد الناجي ، أفريقيا الشرق، الدار البيضاء ، بيروت ، 1998.

31 - يناير - 2006
ما علاقة العقل بالحرية
ما زال السؤال قائماً    كن أول من يقيّم

أشكر الأستاذ العلامة منصور مهران على هذه الفائدة القيمة ، ولكن لايزال السؤال قائماً وهو: من الذي أرسل هذا المثل ومتى كان ذلك ? أي هل يعلم أول من قال : ( قال فيه ما لم يقل مالك في الخمر ) ? قال لي أحد أصدقائي من موريتانيا إن أول من قال هذا المثل هو العلامة ابن التلاميد، ولكنه لم يؤيد رأيه هذا بحجة موثقة ، فما رأي الأستاذ منصور بذلك وشكراً

4 - فبراير - 2006
من القائل: ( قال فيه ما قاله مالك في الخمر )
نحو علم نفس عربي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

يبدو أن الأستاذ وحيد لم يقرأ بشكل دقيق كل التفاصيل السريعة التي أشرت إليها فيما سبق ، وقد بينت أن علم النفس كنسق علمي قائم بذاته لم يكن موجوداً ، ولكن توجد الكثير من الدراسات النفسية النظرية منها والعملية مبعثرة في بطون المؤلفات التراثية ، والعمل على إعادة صياغتها جزء من العمل لتأصيل علم النفس عربياً ، أما عن سؤال هل هناك علم نفس عربي ، فحسب رأيي المتواضع ليس هناك علم نفس عربي وهناك بعض المحاولات باتجاه صياغة سيكولوجيا عربية ، ولعل الاستناد إلى التراث خطوة أولى على هذا الطريق ، وأذكر في هذا المجال جهود الدكتور محمد أحمد النابلسي مدير مركز الدراسات النفسية والنفسية الجسدية في طرابلس / لبنان ورئيس الاتحاد العربي لعلم النفس ، وقد نظم بجهوده الشخصية أكثر من مؤتمر تحت عنوان ( نحو علم نفس عربي ، مدخل إلى علم نفس عربي ) ، كما عمل على مشروع توحيد المصطلحات النفسية بين الأخصائيين النفسسيين العرب ، ومشروع دليل الأطباء النفسيين العرب وأشار إلى أهمية التراث العربي الإسلامي كخطوة على طريق علم نفس عربي ،وله في هذا المجال مؤلفات عديدة منها كتابه نحو سيكولوجيا عربية والذي يؤكد فيه على أهمية الهوية العربية وخصوصيتها ، وضرورة وجود مناهج واستراتيجيات علاجية تناسبها ، ويبرز فيه دور التراث في ضبط المصطلح النفسي وأصول ترجمته إلى العربية ، كما يصدر المركز الذي يترأسه مجلة الثقافة النفسية التي باتت منبراً للأخصائيين النفسيين العرب ودراساتهم ، إضافة لتعريفها بأحدث نظريات علم النفس والطب النفسي على مستوى العالم ، وهي مجلة شهرية أتمنى أن يتسنى للأستاذ وحيد الاطلاع عليها ، وختاماً : بجهودنا معاً يمكن أن نشهد قيام علم النفس العربي والذي لا أظنه سيكون منفصلاً عن علم النفس في العالم بل متكاملاً معه تأثراً وتأثيراً ، ولاحقاً سأكتب بإذن الله حول المقتضيات الضرورية لقيام علم نفس عربي

4 - فبراير - 2006
علم النفس في التراث العربي الإسلامي
الذكاء العام والخاص    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

عرّف بينيه (1905 ) الذكاء بأنه القدرة على الفهم والحكم الصحيح وتوجيه السلوك لبلوغ الأغراض ، ولم يذهب تيرمان ( 1920) بعيداً من ذلك حين عرّف الذكاء بأنه القدرة على التفكير التجريدي ، كما عرفه البعض بالقدرة على حل المشكلات ، ويمكن القول إن تعريفات الذكاء في هذه المرحلة تمحورت حول الفهم ، وبعدها دخلت مرحلة جديدة إثر دراسات ثيرستون العاملية ( 1938) والتي استبعدت فكرة الذكاء كقدرة عقلية واحدة ، وأشارت إلى وجود قدرات عقلية متعددة منها : القدرة المكانية ، القدرة العددية ، والاستقرائية والادراكية ... وغيرها ، ومنذ ذلك الحين والجدل قائم بين علماء النفس في حقيقة الذكاءأهو واحد أم متعدد ? وفي حال تعدده ، فما هي القدرات ( ثيرستون ) أو ( العوامل ) أو الأشكال ( كاتل ) التي يتكون منها ?إن إجابة نهائية على هذه الأسئلة المعقدة ليست بالطبع منظورة في المدى القريب ، وأياً كانت الإجابة فإن الذكاء في العموم يشمل التفكير ، وحل المشكلات ، والتعلم ، والتكيف ،وقد تحدث بعض علماء النفس وخصوصاً ( الروس ) حول الذكاء العام والذكاء الخاص ، واعتبر هؤلاء أن هناك ذكاء عاما  لدى كافة البشر في حين يتميز البعض منهم بذكاء خاص هو ما أطلق عليه القدرات الخاصة ، وقد صممت الاختبارات والروائز (2) على هذا الأساس فأصبح هناك مقياس للذكاء العام ، ومقاييس للقدرات الخاصة، وأحياناً تقاس كل قدرة بشكل منفصل، وأحياناً تقاس القدرات الخاصة مجتمعة، وهذا ما يعرف ببطارية الاختبارات، والتي تضم مجموعة من المقاييس لعدد من القدرات ، وتذكر جهود ( جيلفورد ) في هذا المجال.

أحب أن ألفت نظر الأستاذ وحيد إلى أن التراث العربي غني بدراساته حول هذا الموضوع والتفوق العقلي عموماً ، وأحيله هنا إلى مؤلفات ابن الجوزي وخصوصاً كتابيه ( الأذكياء ) و( أخبار الحمقى والمغفلين ) ، ويتبين من خلالهما أن له نظرية خاصة في الذكاء ، وإن لم تعرض لديه بشكل واضح جدلية الذكاء : واحد أم متعدد? ولكن يمكن التوصل إلى بدايات هذا الاتجاه لديه وذلك من خلال ذكره للمهارات التي تستخدمها كل مجموعة مهنية لحل المشكلات التي تواجهها ، وفي تصنيفه للسلوكات الذكية على أساس المناشط = حسب تعبير ابن الجوزي ويريد القدرات= العقلية ، وهنا يتضح أنه اقترب كثيراً من الرأي القائل بأن الذكاء هو قدرات متعددة، ويقارن بعض المهتمين بدراسة التراث بين قياسات ابن الجوزي للذكاء وطرق تقديره وبين الاختبارات المعاصرة ( بينيه ، وكسلر ) ويحددون العديد من نقاط الالتقاء ، وبالطبع هناك الكثير من الآراء حول موضوع الذكاء في عدد من كتب التراث قد يكون من المفيد قراءتها والاستئناس بما ورد فيها.

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) العاملية: نظرية تنظر إلى الذكاء باعتباره مجموعة من العوامل والمحددات

(2) الروائز: المقاييس النفسية والعقلية.

4 - فبراير - 2006
هل الذكاء واحد أو متعدد?
كتاب مفيد    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

يمكن للأخ السائل العودة إلى كتاب ( مدرسة الكوفة ومنهجها في دراسة اللغة والنحو ) لمؤلفه د .مهدي المخزومي والصادر عن المجمع الثقافي في أبو ظبي ،عام2002م ، وهو كتاب رصين يتمتع بمنهجية وعلمية ، وفيه يوضح المؤلف الفرق بين المدرستين الكوفية والبصرية ، ويدرس المصطلح النحوي بين الكوفيين والبصريين ، ويشير إلى ما زاده الكوفيون في النحو العربي ، إضافة إلى مصادر الدراسة الكوفية ومنهجها ، وخصائص المدرسة الكوفية العامة ، ويفصّل في نقاط الخلاف بينها وبين المدرسة البصرية.

4 - فبراير - 2006
المعارك النحوية بين مدرستي كوفة والبصرة , اريد ان اعرف عن هذا الموضوع بالاختصار وشكرا
الذكاء والفروق الفردية    كن أول من يقيّم

أشكر الأستاذ وحيد على المعلومات القيّمة والحديثة التي زودنا بها ، وأريد أن أعقب فقط على موضوع الذكاء كما تناوله ابن الجوزي ، والذي يوضح أن الذهن هو الوظيفة النفسية التي يمكّن الإنسان من القيام بعمليات مثل الفهم  ( الفهم جودة التهيؤ لهذه القوة ) ، أما الذكاء فهو ذلك الجزء من الذهن ، أو بكلمة أكثر تداولاً تلك البنية الذهنية التي تقوم وعلى وجه التحديد بعمليات الفهم المذكورة ( الذكاء جودة حدس من هذه القوة ..فيعلم الذكي معنى القول عند سماعه ، وبهذا حددوا الفهم فإنهم قالوا: الفهم هو العلم بمعنى القول عند سماعه ) ، فالذكاء إذن عند ابن الجوزي ، هو تلك البنية الذهنية التي تقوم بعمليات الفهم ، غير أنه يعتمد تعريفات أخرى للذكاء تساعد في شرح المقصود من فكرة الفهم في هذا السياق، إذ يوضح أن الذكاء يقدر أولاً بجودة وكمال المعنى الذي يتم فهمه، وثانياً بالسرعة التي التي يكتسب فيها ذلك الفهم ،يقول ( جودة حدس تحدث في زمان قصير غير ممهل ) ، ويقول : ( وقال بعضهم حد الذكاء سرعة الفهم وحدته .... وقال الزجاج : الذكاء في اللغة تمام الشيء .. وهو أن يكون فهماً تاماً سريع القبول ) وعلى ذلك فإن التفاوت بين الناس في الذكاء هو تفاوت أولاً في كمال الفهم ، وثانياً في سرعته .

وأقول للأخ وحيد أنه بغض النظر عن توافقي أو اختلافي مع ما أورده ابن الجوزي ،فإنه من المفيد وبل الضروري مراجعة ما جاء فيها والاستفادة منها ، هذا أولاً ، وثانياً بالنسبة لموضوع اعتماد السرعة في الفهم معياراً من معايير الذكاء ألا يرى معي الأستاذ وحيد _ وهو المتخصص في هذا المجال وأكثر علماً مني بالطبع _ أن  اختبارات الذكاء الحديثة تحدد زمناً معيناً للإجابة عن كل بند من بنودها ، كما تولى أهمية للزمن الكلي الخاص بالاختبار ،وبالتالي تكون السرعة في الاستجابة والقدرة على الفهم السريع أحد مؤشرات الذكاء الهامة .

وأعود إلى السؤال الأساسي حول دور علماء النفس العرب في تطبيق نتائج نظريات علم نفس الفروق الفردية ونظريات الذكاء في العالم العربي، فأقول : حسب وجهة نظري المتواضعة لا يوجد علماء نفس في الوطن العربي ، وإنما يوجد متخصصين ودارسين لهذا العلم ، ويمكن للذين تمكنوا منه ،وتعمقوا في فروع معينة فيه كسيكولوجيا التفوق العقلي، وعلم نفس الفروق الفردية ،والمقاييس النفسية والعقلية ،والإرشاد النفسي المدرسي والمهني .. وغيرها ، أقول يمكن لهؤلاء أن يقدموا خدمات جليلة في المجال التربوي والمهني ، وذلك عبر بناء اختبارات تناسب البيئة العربية ضمن أطر متعددة ومتنوعة لتشمل كافة مجالات التوجيه المدرسي والمهني،فيتم توجيه الأبناء نحو الدراسة التي تناسب قدراتهم وميولهم  ، وبالتالي نحو المهن التي تناسبهم، وبذلك نساهم في التوافق بين مخرجات التعليم وسوق العمل والتي تعتبر من أهم أسباب انتشار البطالة بين خريجي الجامعات في الوطن العربي ، وفي مجال آخر يمكن الاستفادة من تطبيقات علم النفس في هذا الجانب في القطاع الصناعي والمهني عموماً وذلك من خلال العمل على تقنين الطاقات والقدرات والاستغناء عن الكثير من الجهود التي تهدر في أداء مهمات لا تتطلب كل ما يبذل عليها من وقت وجهد ، وعلى كل حال لا يمكن في هذه العجالة تعداد كل مايمكن تقديمه في الحقول المختلفة وفي مجالات الحياة عامة ، ولكن أفضل ما يمكن تقديمه وما نحن نحتاجه بشكل عاجل هو في المجال التربوي وعملية إصلاح التعليم التي نسمع عنها الكثير في عالمنا العربي ولا نشهد نتائج ، ويمكن الإطلاع على التجارب العالمية في هذا الخصوص وخصوصاً التجربة الألمانية ، ولكن أرجو أن لا يظن الأستاذ وحيد أنني متشائمة إذا قلت له إن أي شيء مما نطمح إليه في هذا المجال لن يتحقق لأن العرب ينظرون إلى علم النفس وكانه تكملة عدد ،ومهن المساعدة النفسية من توجيه وإرشاد وعلاج في نظرهم هي مهن ترفيهية يعمل فيها من لا عمل لهم ويقصدها المتبطرون فقط.

8 - فبراير - 2006
هل الذكاء واحد أو متعدد?
 1  2