 | هل يعد سيبويه أول واضع للنحو ? كن أول من يقيّم
الحقيقة أن سيبويه لم يضع النحو العربي على الصورة الناضجة و الهيئة المتكاملة التي وجدناه عليهاٌ ؛ فقد ذهب أصحاب التراجم إلى أن أول من أسس العربيةَ و فتح بابها و أنهج سبيلَها و وضعَ قياسَها أبو الأسود الدّؤَلي ، و قيل لأبي الأسود الدّؤلي:من أين لك هذا العلمُ ? - يعني النّحو ? فقال : لَقِنْتُ حدودَه من عليّ بن أبي طالبٍ ، و قالوا عن عبدِ الله بن أبي إسحاقَ الحضرميّ: كان أوّل من بعجَ النّحو و مدَّ القياسَ و شرح العلل.
و إحالةُ المؤرِّخين إلى أبي الأسود أو غيرِه من المتقدّمين ، تُفسّر أنّهم اعتنوا به ؛ لأنّه من الأولين الذين سمعوا كلامَ العربِ من أفواه أصحابِه ، و نقلوه و نظروا فيه . فكلامه موثَّق لأنه منقول عن موثوقٍ به . و تُعدّ كتب النّحو المتقدّمةُ ككتابِ سيبويه أنموذجًا للتّحديث أو السّماع من العرب أو ممّن سمع عن العرب ، و يظهر ذلك جليّا في أقوالِه ذاتِها ، ممّا فيه استناد صريح إلى السّماع عن العرب ،
و قد أخَذ عن أبي الأسودِ الدّؤلي نصر بنُ عاصم البصري ، و أخذ عن أبي عمرو الخليلُ بنُ أحمد، و أخذ عن الخليل سيبويه أبو بشرٍ عمرو بنُ عثمان ابن قنبر ، و أخذ عن سيبويه أبو الحسن سعيدُ بن مَسعَدة الأخفشُ الأوسط ، وأخذ عن الأخفش أبو عثمان بَكرُ ابنُ محمّد المازنيّ الشّيباني و أبو عمرو الجرميّ ، و أخذ عن المازني و الجرمي أبو العبّاس محمّدُ بنُ يزيدَ المبرِّدُ ، و أخذ عن المبرّد أبو إسحاقَ الزّجّاجُ و أبو بكر بنُ السّرّاج ، و أخذ عن ابن السّرّاج أبو الحسن بنُ عبد الغفّارِ الفارسي ، وأخذ عن الفارسي أبو الحسن الرّبَعيُّ
| 27 - يناير - 2005 | هل سيبويه اول من وضع نحو العرب في كتاب?! |