أنا أعتبره من أسوأ الشعراء العرب ، وأكثرهم نفاقا و دجلا. لقد كان هربه من العراق مسرحية كتبها فصولها مفكرو النظام البهثي السابق، و تم توديعه من مطار مكرما و معززا من قبل صدام نفسه و اعلامييه. مقابل ماذا? هذا السؤال يصعب على الكثيرين ايجاد جواب له ، لكننا لم نر الله سبحانه بالعين ، و إنما بالعقل. كان يتظاهر بمعارضة النظام السابق ، حين يحرجه أحد، و لكنه اقتصر كل حهوده لتطبيع الاستبداد في العراق و الوطن العربي. و لإبعاد الأنظار عما يجري في العراق ، كان يوجه شتائمه الفارغة و السخيفة للسلطان قابوس ، مثلا. لا يرى أحد ما في شعره أي انتقاد مباشر للوضع في العراق. و إنه بقصيدته اللاشعرية " القدس عروبتكم" و أنشادها أمام الطغاة و قبولهم بها حين يقول في شتيمته السوقية " لا أستثني منكم أحدا ، يا أولاد ...." قد كسر الحاجز النفسي السميك بين المثقفين و الثقافة وبين الطغاة . و هذه موضوعة جديرة بدراسة معمقة. و أ،ه عدا بعض قصائده بالغة العامية العراقية مثل الريل و الحمد ، تفتقر البقية إلى الشعرية وتفسير الماء بالماء ، بل أن بعضها بذاءات أولاد الشارع. و أظن أن النقاد يبعدون انفسهم عن الخوض في قصائده سببه أنهم لا يرون فيها شعرا ، و ثم أنهم لا يريدون أن يزعل منهم معجبو مظفر النواب ، فيتركون كل شئ للأيام أن يميز الغث من السمين. لكني بدوري أرجوهم القيام بدراسة شعره و حياته بجدية و بعمق خدمة لثقافة العرب و الحق و الحقيقة

في كل ندوة ، أو أي ّ مناسبة يُذكر فيها هذا الشاعر ، يؤكد أصدقاؤه ، و طبعا بطلب منه، أنه عربيّ أصيل ، و ليس هنديا في أصله. هجّرت أهله قبل مئات السنين إلى الهند من قبل الحكام العرب المسلمين ، و ثم عادوا إلى بغداد . كل هذه الأدعاءات السخيفة و لا دليل و لا برهان ... فما هو العيب في إنسان هندي ، أو أن يكون المرء من أصل هندي ??? أليس الهنود بشرا? لماذا يمزّق مظفر النواب ياقته ، مصرّا أنه من عائلة عربية عريقة? و من هم العرب غير العريقين? هل كان الزهاوي العظيم من أحفاد عدنان و قحطان ?? أم هل كان العقاد من أحفاد خير الله طلفاح و عدي ّ و قصيّ?