البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات سوزان الـ هاربة

تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
نبذة عن فلسطين بالتاريخ القديم    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

أقدم ما يعرف عن بيت المقدس يرجع إلى الألف الرابعة ق.م ..ففي ذلك الوقت أنشأ الكنعانيون _وهم عرب_مدينة أسموها يوروشالم_أي منشأة الاله سالم_وظل هذا الإسم شائعاً منذ ذلك العهد إلى يومنا هذا مع شيءٍ من التغيير علاوة على بعض الأسماء التي ظهرت في بعض المراحل التاريخية بعد ذلك.. ومن يورو سالم جاءت الأسماء الغربية المستعملة ومن هذا الإسم جاءت كلمة أورشليم الواردة في التوراة.. استولى العبرانيون على المدينة في القرن العاشر ق.م على يد الملك داود الذي اتخذها عاصمة لملكه ووحد الأسباط وعزم على بناء الهيكل ولكنه توفى فبناه ابنه سليمان ونقل إليه تابوت العهد وصار العهد بيتا مقدساً يذكر فيه اسم الله. وانحرف العبرانيون عن الصراط المستقيم فعبدوا الأوثان وتنكروا لرسالة الله الواحد الأحد وظلموا وقتلوا الأنبياء فأخذهم الله اخذ عزيز منتقم وسلط عليهم أعدائهم فقضى الأشوريون سنة 721ق.م على مملكة اسرائيل وقضى البابليون سنة 585ق.م على مملكة يهوذا ودمروا الهيكل وسبوهم ثم أحسن إليهم الفرس وأعادوا من أراد منهم إلى بيت المقدس سنة 538ق.م ولكنهم لم يتعظوا بما حل بهم ولم يصغوا إلى أنبيائم فضربهم الرومان سنة 70 ب.م على يد الإمبراطور (تطوس) الذي دمر المدينة وأحرق الهيكل ,ومرة سنة 135ب.م على يد الإمبراطور (حدريانوس) الذي محا المدينة محواً تاماً وغير اسمها إلى إيليا كابتولينا أي إيليا العظمى.وشتت سكانها وحين تنصر الرومان في القرن الرابع الميلادي اشتدت الوطأة عليهم بسبب غدرهم بالسيد المسيح وحرمت المدينة عليهم وصار مكان الهيكل قمامة تجمع فيها القاذورات من المدينة ومن خارجها.. لقد أثبت التاريخ أن الكنعانيون وهم عرب هم من بنوا بيت المقدس كباقي المدن الفلسطينية مثل يبنا التي بناها الكنعانيون العرب قبل الميلاد بأكثر من ثلاثة اّلاف وخمسمائة سنة وأريحا التي تعتبر أقدم المدن في التاريخ والتي هاجمها اليهود بقيادة (يوشع بن نون الذي أحرق أريحا مما إضطر الكنعانيون لإنشاء الحصون للدفاع عن مدنهم المرجع??..من تاريخ بيت المقدس,الدكتور إسحق الحسيني

5 - نوفمبر - 2004
تاريخ فلسطين القديم
النص النثري ، و قصيدة التفعيلة ، و قصائد لشعراء يشقون دربهم نحو النور    كن أول من يقيّم

الأخ الفاضل:

ربما لن أختلف معك بالكثير هنا  ، و لكنني وددت الإشارة إلى أن هذه اليقظة الكتابية ومهما اختلفنا في تسميتها هي يقظة جميلة للكلمة ، دعهم يكتبون فالبساتين تضم الأقحوان و النرجس و اللبلاب و كذلك الأدب و إن اختلفت المسميات ، نريد أن نحتكر مواهب الناس من أجل مفردة شعر ، الزمان ليس هو الزمان ولو تضامنت معك فيما تقول كله فلن ندعو شيئاً مما يكتب الآن شعر ، أي لو التزمنا بوحدة الوزن و القافية و غيره من مقومات الشعر القديم ، لكن هذا لا يعني أيضاً أن نلغي جمال قصيدة النثر  ، أو دعني أسميها النص النثري إذ اطلاق كلمة قصيدة على النص النثري  تزعج المتحيزون للشعر الموزون خاصة بشتى أنواعه ،، و يبقى أن نقول أن لكل نوع أدبي محبيه و مرديه ، و باعتقادي أيضاً أنك تظلم الآخرين حين تقول أن النص النثري من السهولة بحيث أن كل شخص قادر على امتطائه ، النص النثري المكثف يحتاج لتجربة أدبية غنية و هناك نصوص نثرية فاقت بجمالها القصيدة العمودية ،، أما بالنسبة لقصيدة تفعيلة سأورد لكَ بعض قصائد لشعراء من الجيل الجديد ، بعضها بالنسبة لي أراه قد فاق جمالاً قصائد مطولة للأقدمين ، ربما تختلف معي ، فدعنا نرى:

الشاعر اليمني : دكتور مروان الغفوري

التي حملتني إلى الجبل

كنتُ أكتبُ في سترة السيفِ أنّ العدوّ غبارٌ يحطُّ على شفة الشمسِ
يلعقها
ثم يسقطُ - عند الزوالِ - إلى النهرِ
كالظلّ ، كالحلمِ ، كالخوفِ من أيكةٍ في المساء
و كالجوعِ .. و الوقتِ ، و الرائحة !


***


... عندما قلتُ أنّ الإلهَ اصطفاني عليهم ،
غزوني بأعينهم
فتّشوا كلْمتي

لم يكُن قد تكوّن لي من ظلالٍ سوى قبضةِ الشعر

ترقبُ منسأتي حين أسقطُ

تسندُ لي قامتي ..


و الملاكُ - الذي " شُـفْتِهِ " شاهرَ السيفِ -للتوّ -
جاء من اللامكان ليحفظ لي عورتي
حينَ تكشِفُها الريحُ ،
حين تجدّلها الكائناتُ التي لا إزارَ لها ..

جاءتِ الشمسُ تصعدُني من ظلالي المزيّفِ ،
حتى الهزيع الأخير من البردِ
تكشطُ عن أذرعي سحنتي
قيل لي أنّ بعض الإلهاتِ ثرنَ
و أنّ الكثيراتِ رددنَ شيئاً غريباً

- حديث الحريم الذي تعرفين تفاصيلَه يا حبيبةُ -

أنّ إلهي الكبير تفرّد بالشعر -

بي

حين َقال بأنّ علامة ملكي على القومِ ستّون جاريةً
يرتدينَ المواويل في درج الحيّ - همساً
و ينقشنَ بعض الرموزِ الغريبة في صدر أكوازهنّ ،
على حجرِ البئرِ
فوق الجدار الذي شوّكتهُ القبيلة ما بين أذرعهنّ ،
.. و أنّ فتاةً ، كما وصفتها العوانسُ في الحيّ ،
تمشي على " حِلّ " شِعري
تردده في الطريقِ إلى الخدرِ ،
تفركُ يتم غناها على ذكره
و تعلّقهُ - كالتميمةِ - في صدرِها حين تخلدُ للجوعِ ،
تقسمُ أنّ السماء التي شكّلتها على هيئة الوطنِ المستديرِ
ستوقظها في غدٍ للرسولِ الأخير .

لستُ أذكرُ من مولدِ الدمِ غير ترابٍ تساقطَ فوق وجودي المحطّم ،
حين قبضتُ على أثرِ من بكاءِ الرسولِ ،
ارتجفتُ
كإضبارةٍ فضّها دائنٌ غارقٌ في الذهول ..
تلفّتُّ في الأوجهِ المسرجاتِ بقيدٍ غريب ،
أردتُّ قليلاً من الماءِ يمسحُ عن دهشتي ثلّةً من وعاثةِ خدّي ..
كنتُ وحدي :
نبيّاً تشاقِقُه المرسلاتُ ،
و عيناً تهزُّ قناديلها في نبوءةِ جدّي ،
و صوتَ حديثٍ قديمٍ .. مسمّم !

فجأةً
مرّ ما بينَ صدري و .. سيفي
حافرٌ من خيولِ الرفاقِ الصديقةْ ،
لم يقُل كلْمةً ،
غير يومٍ تكسّر ما بين حذوتِه و الرمالِ اللصيقة
.. منذ ضاع الخليفةُ مرتهناً بالسلامِ المعلّبِ في غرفِ النومِ ،
و الطاولات
لم أرَ راكباً يشهرُ الخيلَ في كبدِ الموتِ
.. كل الذين يمرّون دون النوافذِ و المهرجاناتِ
خيلٌ مطهّمةٌ للحديقة !

.. كيفَ جئتِ ،
و خيطانِ من فضّة الموتِ يغترفانِ حكايا مهندمةً
موطناً جاثماً - أرهقتهُ المحاذيرُ في سترتي ،
كنتُ ، و الدارُ يذكُرني كلما غبتُ أكثرَ ،
أحمل خوف الرفاقِ على درجِ الصبحِ
أقسمُ أنّ الذين انتهوا للعدوّ على ظمأ النهرِ و الرغبةِ الجامحة
قلّةٌ ..
مزّقوا ثوب " جالوت " و الكثرةَ الجارحة !
.. كنتُ أكتبُ في سترة السيفِ أنّ العدوّ غبارٌ يحطُّ على شفة الشمسِ
يلعقها
ثم يسقطُ - عند الزوالِ - إلى النهرِ
كالظلّ ، كالحلمِ ، كالخوفِ من أيكةٍ في المساء
و كالجوعِ .. و الوقتِ ، و الرائحة !

كيف جئتِ ، و أنتِ ترين الأقاويلَ تصعدُ من هيئتي ?
كيفَ ..?
آهٍ .. تذكّرتْ ،
تذكرتُ شيئاً كمنديل عينيكِ مدّ جناحيهِ بين السيوفِ السليلةِ
رغم دمٍ وزّعته الرماحُ على وطنٍ دسّ في الراحلين سبيلَه !
هل صعدتُ إلى اللهِ ، أم دنّستني الحكاياتُ ،
أم خلّدتني تهاويلُ أطفالهم ،
بعد أن غادرتني السيوفُ عشيّة جاء العدوّ فخانَ الستائرَ و العهدَ ?
هل ذرف الأصدقاءُ قليلاً من الذكريات
- الرفاقُ الذين نجوا من سيوف العدوّ بُعيدَ دمي -
......
.........
.................
و أنتِ - هنا !
منذ دهرٍ بعيد الثآليلِ تستنطقين الفصول وعوداً لأحيا
تسقّينَ جرحي بنفثِ شفاهِك
تجرينَ ما بين وعدٍ و ذكرى !
تشقّين من أجل دمعي نطاقيكِ
علّ غداً أستفيقُ من الموتِ،
أحمِلُ ما بين عينيكِ خبزاً و شعرا !

إيهٍ ليال !
أدركُ أنّ غداً رمّلتهُ الحناجرُ في كعبِ مومسةٍ
و الأناشيدَ شيءٌ من الطينِ نزرعُه في الكتاب المقدّس .
و أنّ الرفاق الذين قضوا نحبهم في الرمال البعيدةِ
باعت شئون المتاحفِ قمصانهم في مزادِ السلامِ ،
و دوّن أسماءَهم صبيةٌ من رعايا الإمام :
.. الجنودُ المجاهيلُ ماتوا لنحيا ،
و لكنّهم يبعثونَ غداً في نصوص العقيدة !
قلتُ :
ماتوا غداً في الظلالِ المنكّس .

إيهٍ ليال ،
.. لمّي جناحيكِ ، أشعرُ بالموتِ يجتاحني من صلاتي الأسيفة
كم بين هذا العراء الذي كنَستْه السماواتُ
و الدار - تلك التي كنتُ أكنِسُها مرتين
ليأتيْ بنفسجُ عينيكِ مسترسلاً في حفيفِ الرياحِ الأليفة !

غداً قد أعودُ كما كنتُ فارسَك الغضّ
عنوان طيرِك
موّال جاراتنا في فصولِ الحصاد ،
قد أعودُ ، كما كنتُ ، سيفاً يعلّمُ منهاجنا المدرسيّ الطريقَ إلى الرافِدينِ
و عيناً تدلّت على ورقٍ
من بقايا " الذين طغوا في البلاد " !

***

مروان الغفوري
" في انتظار نبوءة يثرب " - مجموعة شعرية

 

الدكتور براء العويس ، سوريا /منبج

الربيع بخارطتي قد تأجل

بعيداً إلى وطن لا سماء له
بينما الأرض مترعة بالفرات
رحلت ولم أستطع أن أعيش عزيزاً
ولا أن أموت كريماً ..
هنالك أدركت أنك أنت القضية ..
يا شرود الجنون إلى الزمن المستحيل اللقاء
كتبتك في نسمة الصبح
عصفورة الطهر تلفحني بالوطن
رسمتك في القلب شمساً توسوس للروح بالـ الأبجدية .






قبل أن ترحلي
لملمي بعض شعري وحبري
وأسئلة ما تنفست الأمنيات ..
وشدي على وجنتيك ظلالي ..
كنت ألتحف الماء حتى أجيء إليك
كأحلام أطفالك الحالمين بصوتك يشري
ندى الفجر ينمو على راحتيك كشعري ..
ويستل من دفتري مفردات اللقاء ،
وكان احمرار ردائك يدهن أمداء ذاكرتي بالوضوء
وأجنحة الطير تطوي الكتاب السماوي
في فلك تائه عن سمائي ...
كنت أحكي لغادية الزيف عنك وعني
وعن شِعرك المستباح بظلّي
ويجتاحني هاتفي بالزغاريد يشعلني كالإشاعة
في حيّنا / كالمطر ..
كانت الغيم تحملني كالنعاس
إذا مدت الساعة الليل في مدفأت الشتاء
وتقفز كركرة الطفل بين يديك
إذا ما تحرك كفك صوب الحقيبة ..
هكذا حين كان النهار الذي يحتوينا
يحوم بقلب كلينا بأصداء نجهلها
غير أن القصيدة لم تعرف الانحناء ..
وها أنت معنى ارتحال المسافة
من وجهة الريح للوجهة الصامتة ..
سأكتب أنك كنت طريقي
إذا الصيف ضلّ الحصاد
ولم يبق ما بين سنبلة تشتري الأرض من ربّها والتراب
سوى موعد للغياب ..
هكذا أستقل البكاء وأمضي إلى رحلتي في الجنون
وأسكب لون السرور على وجنة اللحظات
وألهج حين انفراج ضياء الصباحات باسمك ..
هكذا أحتسي الذكريات زعافا
تقطّر أشياء موغلة في الفناء
وأرتاد أزمنة كان وجهك يمطرني في أزقتها بالصور
سأكتب أن الربيع بخارطتي قد تأجّل
مذ أسبغ النأي في شاشة النخل أقصوصة للصحارى وواحاتها الضائعة ..

دكتور محمد سيد حسن ،، مصر /القاهرة

ليلى الوجوه الأربعة

------ 1 ------



الليل من أقصى دروب الحزن جاءْ
نامت عيون مدينتى
مقرورة الأوصال تحت غطاء أمطار الشتاءْ
و طلا الظلام سقوفها البيضاء خوفاً..
لون حزن القلب فى زمن البكاءْ
لون انكسار الحلم فى الزمن الكسيرْ
لون الفناءْ
و سرى يعربدُ فى الدروبِ ..
و فى القلوبِ ..
و فى الدماءْ
هرعت جموع الناس للفرش الوثيرة تستجيرْ
هرعت تلوذُ ? كما العناكب ? بالعراءِ ..
من العراءْ
تركوا المدينة وحدها
للبرد و الليل الضريرْ
ما عاد من أثرٍ هناكْ
إلا..
أنا
وحدى أهيم بلا قرارْ
فى الوجه أحزانٌ ..
على الكتفين آثام النهارْ
أمضى..
أسائل عتمة الليل الأصمِّ ..
أسائل الريح الطريدةَ ..
ضوء أعمدة الإنارةِ ..
و الشوارع و الشجرْ
و أدورُ..
أبحث عن زمانٍ تاه من ركب العمُرْ
عن نجمةٍ ترنو بأطواق النجاه
عن واحةٍ عذراء ما عرفت بشرْ
و أدورُ ..
ثم أدورُ ..
تسلمنى الشوراعُ
للحوارى
للأزقةِ ..
للحفرْ
و أتيه ثم أتيهُ
تدمينى حراب البردِ
يجلدنى المطرْ
أذوى رويداً
أملأ السكك الحزينة ألف جرحٍ
ألف آه

حتى..
أراكِ !!!

حتى أراكِ على المدينة تشرقين وراء أسوار الحياه
و أرى بعينيك القمرْ
فيذوب من حولى الشتاءُ ..
تذوب أسوار المدينة و الشوارع و الأنينْ
و أراكِ ..
- ملء الأفق ?
فى ثوب البراءة تخطرينْ
و أرى بعينيك الوطنْ
فى الوجه حلماً عاشقاً
فى الجيد جوهرة الزمنْ
فى الروح عمراً ليس يدركه انكسارْ
فى القلب تذكاراً قديمْ
و أراكِ ..
أنتِ

كما افترقنا منذ آلاف السنينْ
و أنا ..
أعود كما أنا
إسمى :
محمدُ
و اسمك المجهولُ :
ليلى !!
لا تسألينى كيف كنتُ ..
فقد تركت يباب أمسى
و اتخذت هواكِ ظلاّ
و هجرت حزن مدينتى
و عرفت فى عينيك من بعد الضياع هويتى
واسمى :
محمدُ
و اسمك المجهولُ :
ليلى !!




------ 2 ------



عاد الصباحْ !!
و استيقظت كل العيوت النائماتْ
و تفتح الورد الحزين على نوافذ دور موطننا الحزينْ
و تفتحت كل الجراحْ
و عوت على كل الوجوهِ ..
توضأتْ
صلت لرب العالمينْ
جلست لتفطرَ
تشرب الشاى الردئ
تشاهد الأخبار فى التلفاز فى كسلٍ
و تبتلع المرار على حبوب الأسبرينْ
نزلت ..
لتزحف فى الشوارعِ
فى إشارات المرور
و فى زحام الحافلاتِ
و فى ركام الأمنياتِ
على وجوه السائرينْ
( العابرين كبارىَ اليوم الجديد من الأنينِ ..
إلى الأنينْ )
الراحلين بلا تذاكر فى قطارات الأسى العادىّ ، و العمر الضنينْ
عاااااادَ
الصباحْ !!
و مشيت وحدى
بين أكوام العراة الجائعينْ
ورأيت نفس الحزن يرتع فى الوجوه
نفس العذاب المستكين
و الكل يمشى فى الطريق من الغداة إلى الرواحْ
( يدعونه :
درب الكفاحْ !! )
و الكل يرحل للنهاية دون زادٍ أو رفيقْ
و مضيت و حدى
أنبش الآفاقَ ..
أبحث فى عيون الشمسِ ..
أستجدى البريقْ
و عبرت بين العابرينْ
و بحثت بين قوافل الــ .. أرباع أمواتٍ هنا ..
أنصاف أمواتٍ هناكَ ..
و فى النهاية ميتينْ
و بحثتُ ..
ثم بحثتُ ..
لكن ما وجدت بآخر الدرب الضنين سواك ليلى
تتألقين كما السراب ..
و تملأين الأفق أحلاماً و فلاّ
تتنزلين كما الحياة على احتضارات القلوبْ
تترنمينَ ..
فتزرعين الأفق أنغاماً تدورُ ..
نرى النهار غدا .. نهاراً
و الورود غدت وروداً
و امتداد الأفقِ
لون النيلِ
شقشقة الطيور العائدات
الذكرياتِ
الأمنياتِ
أغانىَ الماضى الجميلِ ..
غدت ربيعأ ضاحكاً بين الدروبْ
و أنا ..
غدوت كما أنا
إسمى محمد و اسمك المجهول ليلى
لا تسألينى كيف كنتُ
فكل موت الأمس ولّى
مدى إلىّ يديك إنى
قد هجرت حقيقتى
و عرفت فى عينيك من بعد الضياع هُويّتى
و اسمى
محمد
و اسمك المجهولُ : ليلى



------ 3 ------



عبر النهارُ
مشوه القسمات وانطمر الشعاعْ
عاد الجميع ككل يومٍ للمدينة متعبينْ
عادوا كما ذهبوا جياعْ
و تجمعوا وسط المدينة كالسكارى..
حمحموا مثل الجيادْ
و تلفتوا..
صرخوا جميعاً
أرجفوا الجدر الحزينةِ ..
زلزلوا قلب المدينةِ ..
دقت الأجراسُ ..
و انفتح االمزادْ !!
و تفتحت ..
كل الشوارع و الحوارى ،
و المدارس و المساجد و الكنائس ،
و الضمائر و القلوبِ ،
تفتحت كل الندوبِ ،
تفتحت كل القلاعْ
و علا النقاشُ ..
فأرعد السادات وقتاً
أرجف القادات وقتاً
أخرس الكل الرعاعْ
حمى الوطيسُ ..
و جاء أصحاب الجلالة و الفخامة و السمو
و جاء أصحاب و الوضاعة و الحقارة و الدنوِ
و جاء أتباع اليمين
و جاء أتباع اليسارِ
و جاء أمن الدولة ( الفاشست و المتأمركونَ )
و جاء نواب القروضِ
و جاء أذناب اليهودِ
و جاء ..
من قد جاءَ ..
و احتدم الصراعْ
و الكل أسكره الجنونْ
و الشر يزأر فى العيونْ
و رأيت بلدتنا .. تباعْ
و رأيت أنهار الدماء تدنس الوطن الطهورْ
و رأيت جند الخوف ترتع و سط أمواج الشرورْ
( و الليل باقٍ لا يدور )
و مضيت أبحث عن طريقٍ للنجاه
عن وجه ليلى فى الظلامِ ..
يطل فوق مدينتى من خلف أسوار الحياه
و بحثتُ
ثم بحثتُ ..
لكن ما وجدتك غير أشلاء ممزقةٍ على نهر الطريقْ
و بحثتُ
ثم بحثتُ
لكن ما وجدتك غير عمرٍٍ ضائعٍِ
و زمان أحلامٍ أًريقْ
و بقيت وحدى
فيك يا بلد البراءة و الهوى
و المجد و الماضى العريقْ
من أين يأتى الحب فيك و كل ما نحياه ضاعْ
من يأتى الحب فيك و كل من أحببتهِ ..
قد باع حبك حين باعْ
قد باع عرضك حين باعْ
من أين يأتى الحب فيكِ ..
و ها أنا
ألقاكِ ليلى ??
فى المواخير الرخيصة تحت أحذية الجناةِ
و ملء كاسات الطغاه !!
و أراك فى ثوب البغايا ترسفينْ
و أرى بعينيك الـ .. وطن ??
فى الوجه أصباغاً رخيصه
فى الجيد طوقا من عطنْ
فى الروح قبح الجرح تنهشه النسورْ
فى القلب ماضٍ مات من زمنٍ بعيدْ
و أراكِ ..
أنت ??!!
و لا أراك كما افترقنا
منذ آلاف السنينْ
و أنا ?
أعود كما .. أنا
و حدى أهيم بلا قرارْ
فى الوجه أحزانٌ
على الكتفين آثام النهارْ
أمضى أسائل عتمة الليل الأصمّ
أسائل الريح الطريدة و الشوارع و الشجرْ
و أدورُ أبحث عن زمانٍ تاه من ركب العمُرْ
عن نجمة ترنو بأطواق النجاه
عن واحةٍ عذراء ما عرفت بشرْ
و أدورُ ..
ثم أدور
تسلمنى الشوراع
للحوارى
للأزقة
للجوى
للموتِ
لليوم الجديدِ
و يأس قلبٍ لست أدرى منتهاه
و أتيهُ
ثم أتيه
تدمينى حراب البردِ
يجلدنى المطرْ
أذوى رويداً
أملأ السكك الحزينةَ
ألف جرحٍ
ألف آه ..
..........................



------ 4 ------



مأساتنا اليوم انتهت يا أصدقاءْ
فامضوا جميعا للبيوت و غيروا أثوابكم
أو قبلوا أبناءكم
أو ضاجعوا أوهامكم
وغداً ..
نقص حكايةً أخرى
عن الغيلان و العنقاء و الخل الوفىّ
و عودة الوطن الشهيد إلى الحياة
بلا عناءْ
فإلى لقاءْ !!

دكتور يزيد الديراوي / فلسطين

هنا كل شيءٍ بغير اسمه


على أرففِ الوقتِ
وحدي
أرتبُ ذاكرةً .. و أفتشُ عن ظل سيفٍ
ألملمُ بعضَ الصدى لنبيٍ أشار إلى الأرضِ :
" أقسمُ أني أراكِ على هدب كل غيابٍ يمر عليكِ "

و النبي الذي يغزلُ الورد فوق التلالِ
يخاف السحاب ْ
السحابُ غدا معتما
و النهار هنا متعبٌ
و العواصف دائمة كالرحيل ْ .
يقول النبي :
" هنا كل شيءٍ بغير اسمهِ ..
يدُ العسكري ،
أساطيرُ ليلى ،
و حتى دموع الحبيبة .. حتى الكفنْ "
.
.
و أردفَ :
" ماذا تبقى من الموتِ لم يأتِ بعد ?
ملامح وجهي المغبر /
هدوء الفريسة قبل السقوط /
جدارٌ تصدع بالصور العاريات /
حكاية موت السنابك ترشق في الرمل لون الهروب /
حديث البنات عن البطل الموسمي .. "
إذنْ ،
سوف تسقط من أعيني الحالمات بقايا السنابل تذوي على شفةِ الأرضِ ، ترسمني نجمتين تساقطتا من رماد السماء ْ .

2
لماذا يريدون أن يسلبوا الصمت مني ?
لأني رأيت السماوات في وجه بئر تكدس بالأنبياءِ ،
رأيت الكلام ـ يفرّ بعيدا بثوب من الجرح و الليل ـ و الفرحَ ينثر في أعين الوقت حفنة ليلٍ و يبكي ..
رأيت الحمام يواصل رحلته ،
و الرصاص ينير طريقا من الموت و الأمنيات ..
و صوت الغياب يئن .. ينمنم ذاكرة للدخول إلي
و يمضي ،
يلفُّ ،
يجيءُ إليّ و في كفه قبسٌ من رصاص و بقيا حمام .

و حيث انكسارِ المدينة ـ تزدحم الذكريات بأنثى تبادلني رشفة الخمر و الذل ، أصحو على لسعة الشعر و العشق و اللحظة الهاربةْ ـ رأيتُ النبي يؤسس عاصمة للفرار ْ ..



 

17 - فبراير - 2006
أين هو التجديد في الشعر الحر والحديث ?
فاصل شعري    كن أول من يقيّم

انتقيت لكم هذه القصيدة للشاعر السوري / د . براء العويس ، عسى أن تنال إعجابكم
 
صديقاي في الانتظار يهزّان جذع المدينة
تبتلّ أغنية بالغياب وتندلع العاصفة ..
المدينة .. تخدر تحت يد الذئب ،
تمتدّ أعشابها خلسة في دم الجائعين /
المحبّون يمحون أسماءهم من فم الليل ،
يلقون ألوان قمصانهم واحداً واحداً
في الصفة ..


نهاراً ،
صديقاي يلتهمان المثنى
كأمنية سهلة الشكل
ليلاً ،
يقدّان قلب المدينة من قبل حينما تطحن الريح قلبيهما ،
مثلما تدهس التوت رجل الربيع على الأرصفة ..


صديقاي عمران متفقان على الانتظار ،
يخوضان حرباً مع السلم ، لا يولدان ولا يقضيان
هما زمن واقف بجناحين ، يهوي بأعبائه في القرى
والقرى ضحلة الوجه كاشفة ، خاصفة ..


صديقاي ،
نصفان من قلق ، وبيادر من أسئلة ..
المدينة نائمة في خلاياهما والجهات لحلمهما قاصفة ..


يثنيان على الرُّحَّـل الصاعدين إلى آخر الذكريات
وينتظران .. لينتظرا
لا أقلّ ولا أوسع ، الوقت يبدأ أشغالة والمدينة فارغة المحجرين وفارعة الاحتضار ..
صديقاي متهمان بأنهما يسرقان المدينة
والريح تطحن قلبيهما
مثلما تنهب النهر جائعة منصفة ..

13أيار 2007






24 - مايو - 2007
حوار الشعر والفلسفة...أو الحكمة الموزونة