| تعليقات | تاريخ النشر | مواضيع |
| قرة العين باللغة الإنجليزية كن أول من يقيّم
السلام عليكم
على هذا الرابط معلومات قيمة وأشعار منتقاة لقرة العين باللغة الإنجليزية.
http://www.bayanic.com/showItem.php?id=taheng
| 29 - يونيو - 2006 | من قائل هذه القصيدة الخالدة |
| في أَوّلِ عَمَارِ غَدامس وما مَعنَاها ( من قبل 2 أعضاء ) قيّم
رأي الوراق :
السادة الكرام ، أهل "الوراق" وزواره السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد ، أدعو الله أن يصلكم بريدي هذا وأنتم في خير صحة وأطيب حال . اسمي موسى علي ، شابٌ دارسٌ من عرب ليبيا ، وقد هداني الله لموقعكم المعرفي ، حتى فهمنا عنكم إشاراتكم ، وعرفنا مقاصدكم ، وخبرنا سرحاتكم وسياحاتكم ، فوجدناكم في مرتبة من الأدب عظيمة ، ومقام عليّ ، لايصله إلا العارفون ، ولايثبت فيه إلا الأحرار ، وقرّ في قلوبنا أننا ذوو رَحم فكري ، وإن بعدت بيننا الشقة واختلف الحال .
هذا أول سرد أكتبه في سنواتي الثلاثين ، ولم أنشر شيئاً في رقعة أدبية من قبل . وقد توسمت في "الوراق" خيراً ، وهو أهل لكل خير ، فعزمت أن أبعث به إليكم على جهة خاصة . فسردي يحمل هموم العمارة الإسلامية ، والخبر العربي التراثي ، والسياحة الصوفية ، وكلها من أصول مشاغلكم ومبادئ اهتماماتكم . ومن هذا المعنى حديثي عن صلة الرحم بيننا ، لاقطع الله لكم رحماً ، ولاأوهن منكم صلباً .
ومجرى حكايتي هذه عن "غدامس" جوهرة واحات ليبيا ، وخيرة بَلداتها الصحراوية ، كانت على مر الزمان محطة كبرى للقوافل ، ومعبراً للتجارة ، وداراً للعلم والعبادة . وهي بلد طيب الهواء ، حسن البناء ، أهلها كرم باذخ ، وشيوخها علم راسخ ، عجب الناس من بهاء عمرانها وكمال رسمها ، ووقْعِ اسمها ومامعناه ، فخرجوا بالأحاديث في ذلك فلم يُغنوا شيئاً . فرأيتُ أن أجعل لها حكاية على قدرها ومقامها ، فكتبتُ ماأثبتهُ الله في فؤادي بالخير ، وأجراه على لساني بالمحبة ، فكانَ ماتكادُ أن تقرأْ ، وهو تخييلٌ فاحمِله على ذلك ، والله الموفق ، هو المقصود والغاية .
أخوكم ، موسى علي إبراهيم ، لندن
قال موسى :
كنت شاباً غراً ، ذا صحة وجمال ، وصولة وخيال ، وصرعة وفتوة ، وقد فَرشتْ لي الدنيا بساطَ الأملِ ، وأرختْ لي عنانَ اللذاتِ ، فوالله مايهم قلبي شيئٌ يهم الناس ، ولايكدر حاله أمر من أمورهم ، وقد أخذني الزهو بالباطل ، والخيلاء بالغرور ، فلم أفقه علة لمعيشتي ، أو معنى لجهدي وقوتي ، حتى كان رمضانُ المباركُ عام ثمانية عشر وأربعمائة وألف لهجرة النبي ، الموافقة للعام ألفٍ وتسعمائةٍ وثمانية وتسعين افرنجية ، فألمّ ببدني داءٌ عضال ، حيّرَ الأطباء ، وقصُرَ دونه الدواء ، فظلَلتُ أياماً طريحَ الفراشِ ، واهنَ القِوى ، حتّى استبدّت بيَ الحمّى ، واشتد الألم ، وظننتُ أني بلغتُ أجلي ووفيتُ أيامي .
وفي ليلة السابع والعشرينَ منهُ دَنتْ منّي أمّي ، أطالَ الله في عُمرها وأدناها من الجنّة ، فقبّلتني في جبينيَ المحمُومِ وقَالتْ : أيْ ولدي ! أرَى الداءَ عليك اشتدّ ، والعِلّةَ فيك استقرّتْ ، وقد سلّم الطبيبُ بالعجز ، وأنت على ما أنت عليه ، فإنْ رأيتَ أن تسمع قولَ أمكَ أشرتُ عليكَ بما فيه الشّفاء ، والبُرءُ منَ الداء إنْ شاءَ الله : دعاءُ أمٍّ أدعُوه ، وكلامٌ كريمٌ أتلوه ، وشَرابُ خيرٍ تحسُوه فَتقومُ مُعافاً ، وهُو على الله هيّن .
فَلمّا ابْتسمتُ مُشفقاً عليها ، وأومأتُ بالقبولِ إليهَا ، قامت ، رعَاها الله وقدّرَني على بِرّها ، فجَاءتْ بوُرَيقات مخطُوطة ، وأعواد زكية ، وشَراب جعلتهُ في كأسٍ صغير . فرأيتُها وقد أَوقدتِ البخورَ ، ونَثرت عليَّ حظاً منَ الشَّراب وسقتني حظاً ، وغطّت جبيني وصدري بالورق المكتوب ، ثمّ طفقتْ تُهمهمُ بكلامٍ مُبهمٍ اختلطَ قُرآنه بدُعاء ، وترتيلهُ بما أشبهَ الغناء ، فمَا وَعيتُ بعدها شيئا حتّى الفجر . فكأنّي حينَ نفضتُ عنْ بدني رداءَ النّومِ ، لَبستُ رداءَ العافيةِ ، وإذا أَنا في أتمّ صحة وأحسنِ حال. فبيْنا أنا أتضوّعُ طِيبَ البَخورِ ، شاكراً فضلَ الرّحمانِ ، أخَذني الفُضولُ إلى تفقُّدِ هذه الأوراقِ المسطُوره ، والصحائفِ المنثوره ، فإذا هيَ بعضُ مخطوطٍ قديمٍ تآكلتْ أطرافُهُ ، وبَهُتَتَ سُطورُه ، وامّحَتْ كلماتُه . تَقارَأتهُ فعَصى عليّ متنُه ، والتبسَتْ عِبارتُه . فناديتُ أمّي وقُلت :
أيْ أمّي ! إني قدْ أمسيتُ عليلاً ، وأصبحتُ كأنْ لمْ يمسَسْني ضُرّ ! فكيفَ ذاكَ ? وما حالُ هذيْ الصحائفِ وأنت لا تقرئينَ ?
فرأيتُها تلهجُ بحمد الله على سَلامَتي وقدْ اغْرَوْرَقتْ عَيناها الرحيمتانِ بالدّموعِ ، ثمّ قالتْ ، الصادقةُ سليلةُ الصادقين،:
أيْ بُنيّ ! لمّا أَوقعَ الله فيما بين النّصارى فتقاتَلوا [1] ، منعوا الناسَ مراعيهم ، فأصابَ أهلكَ شرٌّ عظيمٌ ، فعزَّ الطعامُ ، وعمَّ المرضُ ، وماتَ خلقٌ كثيرٌ ، وكانَ أبوكَ رحمهُ اللهُ دونَ العاشرةِ ، فاسْتولى عَليه داءٌ عُضالٌ أَوهَنَ بدنهُ ، وأجهدَ قواهُ ، حتّى ظنَّ القومُ أنّه بلغَ أجلهُ ووفّى أيامَهُ . فَبَينا هُو كذلكَ إذْ مرّ بالنجعِ رجلٌ صالحٌ من أهلِ بلدةِ غَدامسَ ، بَيِّنُ التّقوى ، جَليُّ العلمِ ، عليه ختمُ الولايةِ ، وسيماهُ المُرابطين ، قد قارب المئة أو زاد ، فلمّا علمَ أهلُ أبيكَ أنّ الشيخَ آيبٌ منَ الحجِّ هتفتْ جدتكَ بهِ أنْ يا شيخَ الخيرِ ، وزائرَ النبيّ ، أَدرِكْ ابني ببَركاتِك .
فأخذَ الرجلُ الصالحُ يقرأُ على رأسِ أبيكَ القُرآنَ ، ويسقيه الشراب يصنعه بيديه ، ويحرقُ البَخورَ حتّى شفاهُ بإذنِ الله . ثمّ أنّ الشيخَ استَطابَ البقاء في النّجعِ فلازمَ أهلَك وَقتاً ، أمّ فيهِ الصلاةَ ، وعلّمَ الصّبيانَ ، وحلت بركته على النجوع والوديان . غيرَ أنّ مُنادي الرّحيلِ هتفَ به فأجابه . وذكر عيالاً له بغدامس ومسجداً وطلاب علم ، فبكى لذلك الرجال ، وذُهِلتِ النسوانُ ، وقام القوم جماعات جماعات فمشوا معوا ثلاثة أيام ، وحلفوا عليه أن يأخذ ناقةً شديدة كانت لجدك ، فمضى بها ، ولم يُسمَع له خبرٌ بعدها ، وذهبَ ما تركهُ من أوراقِ علمٍ إلهيّ ، وأذكارِ حَمدٍ ربانيّ إلى جدّكَ فأبيكَ فأمكَ . وإني والله رأيتُ أباكَ يتطبّبُ بهذي الأوراقِ المُباركةِ المرّةَ تلوَ المّرةَ فيكونَ مِنها البُرءُ والشّفاء ُ، وذهاب الداء ، وهو فضل العلم الطيب ، وحاصل العبادة الصادقة .
سَألتُ : فَهلْ تعرفينَ اسمَ الشّيخِ ونَسبَهُ يا أمّ الخيرِ وأصلَ البركةِ ? فقالتْ : كان أبوكَ يقولُ أنّه سمعَ النّاسَ يُنادونَه ابنَ الحَبيبْ . فقلتُ : فهُو إذنْ ابنُ الحبيبِ الغَدامسي !
فكان هذا أول عهدي بالشيخ الجليل ، ومبدأ تفكري في أمره ، وتدبري في أحواله ، فأخذتُ الأوراقَ الشافية وهيَ لا تزيدُ على خمسٍ ، فإذا أولها الإخلاص والعصر ، ثم كلام منثور ، اختلطتْ خطوطُه ، والتبستْ كلماته ، وتباينت عباراته ، فعقدت العزم على فهمه ، وأثبتُّ النيةَ على شرحه ، فاجتمع حولٌ ثم انصرم ، فكانَ مما كُشفَ لي وقَدرتُ على ترتيبهِ "رِسَالةٌ في أوّلِ عَمارِ غَدامَسَ وما مَعناها" ، ما كدت أفهمه حتى نهض بي شوق لزيارتها ، ووله لرؤيتها ، فوافق تمامي من المخطوط صيام العام ، فقصدتُها أول الشهر الكريم في مسيرة يوم أو جُلِّه ، ولزمتُ مسجدها العتيقَ أسأل عن الشيخ وأخباره ، ورسائله وتصنيفاته ، حتى كان من خبر مخطوط الحديقة الذي سلف ذكره أول هذا الكتاب. وهذا تحقيق الكلام في أول عمار هذه البلدة الطيبة ، ومازلت والله كلما قرأته شاقني هواؤها وظلها ، وكدت أن أقوم عن أهلي إليها :
"رسَالةٌ في أَوّلِ عَمَارِ غَدامس وما مَعنَاها"
قال العبد الفقير ، الخالص المحبة ، الراجي الرحمة ، العارف بالله الشيخ أبو الخير عبدالرحمن بن الحبيب الغدامسي ، المعروف بالخليفة:
اعْلَم ، حفظكَ الله ، أنّ أولَ عَمارِ هذه البلدةِ الطّيبةِ ، والقريةِ المباركةِ ، كانَ منْ نَسلِ رجلٍ يُقالُ لهُ أبو سُلمى غَيثٌ بْنُ رَواحٍ السُّلَيْميّ من مَتنِ نجد [2] . وخَبرهُ أنّه ما أمسَى يوماً فيْ محلٍّ أصبحَ فيه ، فكان يجوبُ الأرضَ بعدَ الأرضِ ، ويَطوي المفازةَ بعدَ المفازةِ ، فظلَّ علَى حاله هذا ثلاثينَ حَولاً ونَيفاً ، لا يُرفعُ له بيتٌ ، ولا يُقامُ حجرٌ . فجازَ الحجازَ وسيناءَ وأرضَ النيلِ وصَحراءَ سِيوة وبُرقةَ والسّوداء [3] حتّى حلَّ بأرضِ الجبلِ [4] ، ونزلَ عنهُ يُريدُ برّ السّودان . فبَيْنا هُو يسيرُ في الحَمراءِ [5] أَخذتهُ ريحٌ شديدةٌ ، أقامتِ الرّملَ ، وحَجبتِ الطّريقَ ، وأَفزعتِ الرّاحلةَ فطارتْ بما حَملتْ مِن زادٍ وآلةٍ ، وقدْ تعلّقَ الترابُ بالجوِّ بلا نُزولٍ ، واسْتمسَكَ بلا فِصالٍ . فأصَابهُ من ذلك كَربٌ عظيمٌ . وأدرك الرجلُ أنّه هالكٌ لا محالةَ ، وأنهُ لا يصبرُ علَى الماءِ يومينِ ، معَ غيبةِ الوجهةِ ، وامّحاءِ الأثَر . فإذا هُو بالرمَقِ دعا ربَّه أنْ نجّني بما قدمتُ . فخرجَ له ملاكٌ أسودُ البَشرةِ ، أخضرُ الثيابِ ، بهيُّ الزينةِ ، وقال: يا عبدَ اللهِ ، فأين المصيرُ [6] ? فقال أبو سُلمى : إنّما أنا عبدٌ سيّار[7]. فقالَ الملَكُ : فإنّا نُسيّر إليك ما لمْ ترهُ عينُكَ ، ولا سَمِعتْ به أُذُنكَ ، ولا خَطرَ بقلبكَ قَطّ . فانظرْ ما تَرى . فإذْ بالغبارِ يَجلو عن صَفاءٍ ، والريحِ تكشفُ عن هُدُوّ. وإذْ بالأفقِ واحةٌ ظليلةٌ ، ونخلٌ بهيٌّ ، وماءٌ طيّبٌ ، وحيوانٌ كثيرٌ . فأعجبهُ ما رأى ، وأثنى علَى الرحمانِ . وقرَّ أن يبيتَ ليلته تلك في حيثُ أصبحَ بالمكانِ الغُفل . ففعل . وفي صُبحها رأى أنّه ألقَى العصا [8] ، واسْتثقلَ حَمْلَها . فاسْتبطى نفسَه يومين ، شربَ فيهما من ماء الواحةِ ، وأكلَ من رُطَبِها ، واستظلّ بِفيئها ، وتنفّسَ ريحَها قِبلياً وبَحرياً. فبينا هو يُسوّفُ ويَستمهلُ إذْ بالقوافلِ تغدو وتروحُ ، فيبيعُ الناسُ ويَشترونَ ، ويُعرِسُونَ ويَندبونَ ، ومنهمْ من يبيتُ ليلة ً، ومنهمْ من يبيتُ جُمُعةً . فرأى أبُو سُلمى أن يُظلَّ نفسه بصُفّةِ نخلٍ ، ثمَّ رأى أن يُقوّيها بالطينِ ، ثمّ رأى أن يَستر عورتَهُ عن العابرينَ بصُفَّةٍ أخرى جعلها من حجرِ الرملِ . فما درى إلا والدارُ ارتفعتْ ، والحوائطُ انتصبتْ . فتعجّبَ من حالِه وكيفَ تبدّلَ . وفي حَولِهِ مرضتِ امرأة بقافلةٍ، فظنّوها هالكةً يومَها ذاكَ ، فداواها ابنُ رَواحٍ بما عرفَ من تطبيبِ الأعرابِ ، وعلمِ الأعشابِ ، حتّى شفاها الله على يديهِ . فلمّا قامتْ ، وكانتْ سيّدةً في قومِها ونفسِها ، وَهبتْهُ نفسَها ورَواحِلها بما حملْنَ . فكانَ أنْ دَخلَ بها من لَيْلَتهِ تلكَ . وجعَلا منْ ذلكَ مَبدأَ مَعاشٍ وتجارةٍ ، وزينةٍ وعَمارٍ ، فأنسلا ستَّة صِبيانٍ وتسعَ بناتٍ . وتكاثرَ خلفُهما واختلطَ معَ من جاءَ الواحةَ مُستسقِياً أو مُستظِلاً ، وحَدثَ من ذلكَ خلقٌ وعُمرانٌ عَظيمينِ . وفي تمامِ الثلاثينَ حَولاً رأى أبو سُلمى في نومهِ كأنّ المَلَك الكريمَ أتاهُ للزيارةِ والسؤالِ عن الحالِ ، فجعلَ يُحادثُه بحديثٍ طيبٍ كانَ ختمُه أنْ أنشدَ المبعوثُ الربّاني : إيهِ أبا سُلمى ،
شُغِفْتَ الرَّحيلَ حتّى اهتَدَى بكَ النَّجمُ ، واسْتَوحَشَ الإنْسُ وَرُمْتَ القُعودَ حتى استَوَتْ لكَ الدَّار،ُ والزَّرعُ ، وَالكَدْسُ لِكِلٍّ حمَلت َ حِيْناً هَوىً فَإنْ رَاحَ مَسّ ٌ ، غَدَا مَسُّ
فقامَ أبو سُلمى وهُوَ يلهجُ بين الفزعِ والفرحِ :
غَدَا مَسُّ ، غَدَا مَسُّ [9] .
فكانَ من ذلكَ ما كان ، وأضْحتِ الوّاحةُ زينةَ الدّنيا ، ودُرّةَ العالمينَ . ولنا في ذلكَ تفصيلٌ وتأويلٌ . وسبحانَ المُريدِ إذا أرادَ شيئاً أنْ يَقولَ لهُ كُنْ فَيكونُ .
[1] عنت بذلك ، حفظها الله ، الحرب العالمية الثانية . [2] علها هضبة نجد بأرض الجزيرة . [3] لعلها جبال السوداء شمالي هون الليبية [4] لعله الجبل الغربي جنوبي اطرابلس . [5] هي الحمادة الحمراء الممتدة جنوب الجبل الغربي . [6] يسأله أي أرض يريد وأين منتهى تجواله . [7] . يشير بذلك إلى الآية الكريمة "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق". [8] عنى عصا الترحال . [9] فَإنْ رَاحَ مَسّ ٌ، غَدَا مَسُّ : أي إن راح عنك مَسُّ الترحال ، غدا عليك مَسُّ القُعود والتوطّن ، فغدامس إذن تعني "هوى القُعود والتوطّن" ،وهي عن حقٍّ مُنتهى كلّ مسافر .
| 25 - مارس - 2007 | في معاني أسماء المدن والبلاد |
| لعيونك يازهير ! كن أول من يقيّم
الأستاذ زهير : ها أنت ترمي ببذرة حبٍّ في قلبي ، فاسقها من ماءِ أخوتك ، واجري عليها فصولَ مواصلتك ، واجعلْ لها من فضلِ صدقكَ وكرمِك ، وإني والله جلستُ هذا الوقتَ فأنشأتُ فيكَ مااختلج بقلبي ففاض عنه خيراً ومحبةًً فقلتُ : زُهيْرٌ جَادَهُ غَيثٌ مَعانٍ تُثلجُ الصّدرا طَليبُ الشعر والمجد عليهِ بيَّتا أمْرا بأنْ تأتي قوافيهِ ، عظيمٌ وقعُها ، سِحرا وأنْ تُبدي مَعانيهِ جميلَ الحُسنِ مُسْتتِرا رعاك الله أنت ومن في الوراق أهلاً و زوّاراً أخوكم : موسى علي - ليبيا (ولو أني أكتب من لندن) | 26 - مارس - 2007 | في معاني أسماء المدن والبلاد |
| أثمر حبك يازهير حماساً في قلبي كن أول من يقيّم
يا سيد البيان ! تواصلك شعرياً مع حكاية غدامس ملأني حماساً لأكتب عن أمصار أخرى ، ولو أني مشغول بتسليم جزء من بحث الدكتوراه هذه الفترة للأستاذ المشرف . فلعلي أعود قريباً بإذن الله والعود أحمد . وهذه دعوة لقراء الوراق للمشاركة في هذا المجلس : هل تعجبكم فكرة إبداع اساطير وحكايات عن أصول البلاد والأمصار ? وليغثنا من لديه من هذا الباب شيئ يحبه لنا . أخوكم موسى | 27 - مارس - 2007 | في معاني أسماء المدن والبلاد |
| لاتقس علي يازهير الرضا والسماح كن أول من يقيّم
أخي زهير
إغفر لي، واعفو عني، واجعلني في حِلٍّ من سخطك ياسيدي!!
فأنا في خضم السنة الأخيرة من رسالتي لنيل درجة الدكتوراه من جامعة لندن حول "توظيف التقنيات الرقمية في تنمية صناعات السينما في العالم الثالث" . ومن ضمن متطلبات الرسالة أسفار إلى نيجيريا وكوبا، واحتمالاً، فنزويلا !
كما أنني أنظم ، مع زوجتي ، لبرنامج تطوعي كبير لدراسة آفاق التنمية وعلاقتها بالعدالة الاجتماعية والاقتصادية والاجتماعية في حوض المتوسط لصالح منظمة العفو الدولية . يتضمن هذا البرنامج ترحلي مع زوجتي بالدراجة الهوائية على طول الساحل المتوسطي العظيم (حوالي 20.000 كم، عبر 17 بلداً ) في مدة عام كامل (من شتاء 2008 إلى شتاء 2009).
سنقابل في سفرنا مسؤولين وفنانين وكتاباً ورجال دين وأناساً من مختلف الأجناس والعقائد، وسنتحدث مع السكان في الشوارع والأحياء الفقيرة لنوثِّق جزء من تجاربهم وأحلامهم فيما يخص قضايا التنمية والفقر والعدالة والسلام في حوض المتوسط، وسنصور كل ذلك بالفيديو والفوتوغرافيا لأننا ننوي إنجاز فيلم وثائقي حول خبراتنا واكتشافاتنا (وإخفاقاتنا) المتوسطية. منظمة العفو الدولية ستهتم بعرض الفيلم ضمن أنشطتها التوعوية الخاصة.
وهذا عنوان مدونة البرنامج التطوعي الذي نشرف عليه. (وفيه أفكارنا ودراساتنا وتجاربنا الشخصية التطوعية)
وبحثي، ياأخي زهير، عن عنوان المركز العربي للأدب الجغرافي-ارتياد الافاق ومجلة الرحلة له علاقة وطيدة برسالتي في الدكتوراه وببرنامجي "الرحلاتي" .
فسأوضح لك ياأخي الكريم وللسيد الكريم محمد أحمد السويدي، أي وشيجة عربية كريمة تشد المركز العربي للأدب الجغرافي ومجلة الرحلة لمشروعي المتوسطي وعلاقة ذلك بالأدب والإنسان!
أدامكم الله
أخوك موسى علي - ليبيا
| 24 - يوليو - 2007 | عنوان المركز العربي للأدب الجغرافي-ارتياد الافاق ومجلة الرحلة |
| الزامل في السعودية وليبيا ( من قبل 2 أعضاء ) قيّم
كانت القنوات الفضائية تذيع إعلانات فخمة عن "مكيفات الزامل" السعودية وصوت هامس يعلن بإغراء: "الزامل... متعة كاملة" أو "الزامل ... استمتع بأجواء منعشة" فكان الحرج يصيب المشاهدين وأُسرهم في ليبيا والمغرب وربما تونس والجزائر. فالزامل عندنا هو المأبون الذي لايستطيع صبراً على شهوته. واشتقاق الزامل له منطق واضح في العربية فهو من تزمّل بالشيء أي تغطى به ولايفعل الزامل إلا ذلك ، ولله في خلقه شؤون!! وقد ورد في القرآن الكريم قوله سبحانه وتعالى عن كل نقص: "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن" (البقرة الآية 187) كناية عن التواصل الجنسي المشروع بين الرجل والمرأة . | 24 - يوليو - 2007 | إحراج العامية وطرائفها |
| الكسكسي مشرقاً ومغرباً كن أول من يقيّم
الكُسْكُسي هو الطعام الأشهر في المغرب العربي الكبير، وينطقه كثيرون "الكُس كُس"، وفي هذا حرج كبير لأهلنا في مصر والمشرق، فالشطر الأول من الكلمة لديهم فرج المرأة، وهو عربي فصيح يجهله أهل المغرب الكبير، أَورَدَه، مثلاً، مرتضى الزبيدي في "تاج العروس" وقال، بعد نقاش حول عروبيَّته من عدمها: "وَجَدْنا له اشْتقَاقاً صَحيحاً، من الكَسِّ الذي هو الدَّقُّ الشَّديدُ، سُمِّيَ به لأَنَّهُ يُدَقُّ دَقّاً شَديداً"!!
فتخيل ليبياً أو مغربياً يدعو أخاه المصري قائلاً: تعال ياراجل! وزوجتي ح تديرلك كس كس مافيش كيفه!
فلنحذر من هذا الخلط! | 24 - يوليو - 2007 | إحراج العامية وطرائفها |
| العافية الشامية والعافية الليبية كن أول من يقيّم
في أيام الدراسة الابتدائية في ليبيا، وفي يوم قائظ، شهدت خصومة حامية بين شيخ ليبي أمّي ومعلّم ابتدائي شامي. كان الشيخ الليبي يريد أن يراجع المعلّم حول نتيجة ابنه المدرسية المخيبة لآماله العريضة. فلما حضر المعلّم بدأَ شيخَنا بالسلام قائلاً "يعطيك العافية، حجّي" فرد الشيخ ثائراً: العافية تْقِلِّكْ (أي تذهب بك إلى الهلاك). فلم يفهم المعلّم الشامي ثورة الشيخ وهو قد بدأه بالسلام! والسّرُّ أن العافية عند بدو ليبيا وكثير من سكان المغرب وموريتانيا تعني النار!! وتعبير مثل "عطك عافية" في ليبيا هو سُبّةٌ ودعوة بالهلاك! وتفسير هذا من طريقين: الأول أن الليبيين يتطيرون من معان معينة فيحيلونها إلى ألفاظ تفاؤل، مثل قولهم للفحم "بياض"، وللإناء الذي يسخَّن فيه الشاي "برَّاد"، والثاني أن العافية من عفا الشيء أي دَرَسَ أو غابَ أثرُه وانطمس، وهذا فعل النار. عافانا الله وإياكم من النار والدَرْسِ والطَمْس! | 24 - يوليو - 2007 | إحراج العامية وطرائفها |
| الزيطة بين مصر وليبيا ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
وهذه قصة لابد أنها حدثت مع آلاف التلاميذ الليبيين: يدخل عليهم المدرس غاضباً من ضجيجهم الذي سمعه من حجرة المدرسين قائلاً: مين اللي عامل الزيطة دي ياأولاد? مين اللي عامل الزيطة دي ياأولاد?! وبدلاً من الصمت المشوب بالخوف ينفجر الفصل بالضحك! والسبب أن "الزيطة" عند أهل مصر هي الضجة بينما هي عند أهل ليبيا "الضرطة"، وعلاقة الضجة بالضرطة بينة واضحة وفي لسان العرب لابن منظور: "زاطَ يَزِيطُ زَيْطاً وزِياطاً: نازَعَ، وهي المُنَازَعةُ واخْتِلافُ الأَصوات؛ قال الهذلي: كأَنَّ وَغَى الخَمُوشِ بِجانِبَيْهـا | | وَغَى رَكْبٍ، أُمَيْمَ، ذَوي زِياطِ | هكذا أَنشده ثعلب وقال: الزِّياطُ الصِّياحُ. ورجل زَيّاطٌ: صَيّاحٌ، وروي: ذَوِي هِياطِ. والزِّياطُ: الجُلْجُلُ، وأَنشد بيت الهذلي أَيضاً." فكلامنا العامي على طول الوطن العربي وعرضه له حقاً أصول اشتقاقية عربية، غير أنها تحتاج للدرس والبحث! أغيثونا بكلام أهل الشام والخليج الذي لانعرف وقعه المحرج رغم صوابه في الفصحى. | 25 - يوليو - 2007 | إحراج العامية وطرائفها |
| اقتراح كن أول من يقيّم
الأخ الكريم زهير،
أنا أملك نسختين من كتاب النبوغ المغربي، واحدة طبعة 1961 والثانية طبعة 1975، فإن رأيتَ جعلتُ إحدى النسختين على الكومبيوتر على شكل نصٍّ حرفي (لاصوري)، يمكنُ البحثُ فيه وتبديلُه، ويجري عليه كلُّ مايجري على الوثائقِ النصية، ليتم نشره في الوراق للفائدة. | 25 - يوليو - 2007 | كتاب للبيع |