| شكرا لكم جميعا كن أول من يقيّم
هذه من المرات القليلة التى أدخل فيها على موقع عربى وكنت اعتقد أن معظم المواقع تدور حول موضوعات تافهة، لكن يبدو أن هناك من يهتم بموضوعات جادة. أما فيما يختص بالمنطق فهو يتعلق بدراسة الاستدلالات العقلية وأنماطها وكيف نستطيع أن نحكم على صحة الحجج والبراهين. أما عن الهجوم على المنطق باعتباره صنواً للكفر فهذا سوء فهم كبير لأنه خلط بين المنطق والفلسفة ( الفلسفة ذاتها أيضا لا علاقة مباشرة لها بالكفر والالحاد) المنطق يبين لك فقط أن هناك لوناً من الحجج تستطيع أن تقبله بصورة يقينية لأنك حين تسلم بمقدمات الحجة لا تملك إلا أن تسلم بنتيجتها ويطلق على هذا اللون اسم الحجج الاستنباطية، أما النوع الثانى فيطلق عليه اسم الحجج الاستقرائية، وهى حجج احتمالية أى أنك حتى لو سلمت بصدق كل مقدماتها فلا تسلم بصق نتيجتها إلا على سبيل الاحتمال. المعضلة التى واجهها كل من درس المنطق من قدماء الفقهاء ورجال الدين هو أن البرهنة على وجود الله والعقائد الإيمانية كافة تنتمى إلى اللون الثانى الاحتمالى، فنحن لا نستطيع أبد من خلال المنطق البرهنة على يقينية وجود الله، وإنما نستطيع من خلال الحديث عن الجمال والكمال فى الكون والتدبر والتأمل فى الموجودات أن نستنتج وجود الخالق، ولكن هذا الاستنتاج ليس استنباطيا يقينيا وإنما استقرائى احتمالى وهذا لا يضير المنطق فى شئ. كنت أتمنى أن استرسل معكم ولكن فى مرة قادمة ولكم خالص تقديرى جميعاً | 2 - يناير - 2006 | من القائل : ( من تمنطق فقد تزندق ) ولماذا ? |