نظرية مركزية الشمس
ارتبطت هذه النظرية باسم "كوبيرنيكوس"، كبرنيك. وأحدثت ثورة في ذلك العصر ومابعده بنزعها لللأرض من موقعها كمركز لمجموعة الكواكب السيارة، وبقية الكون إن شئنا استرسالاً، ووضعها في مكان أقل تواضعاً. وقد لاقت تلك النظرية استحساناً من علماء النهضة الأوربية لأنها حاولت أن تشرح حركة الكواكب بنموذج مبسط، على عكس نموذج "طليميوس". وباستخدام هذا النموذج المبسط، تمكن العلماء من تفسير بعض الظواهر بمعادلات رياضية بسيطة، كمعرفة دورة الكواكب. لكنها لم تفسر كل شئ. فقد حافظت على أحد المبادئ الخاطئة في النموذج البطلمي. وارتكزت هذه النظرية الجديدة على المبدأ القديم القائم على كمال التصاوير الدائرية، الكاملة الاستدارة.
ولم تكن نظرية مركزية الشمس بجديدة. فأول من تكلم بها الفيلسوف الإغريقي "فيلالاوس". كما يعتقد ان الفيلسوف "أريستارخوس" درسها لتلامذته. لكن هذه النظرية لم تتلق تقبلاً كبيراً. ففكرة الإنسان كمركز الوجود، بما في ذلك الأرض التي يطأ عليها، فكرة محفورة في ذاكرة الإنسان منذ كان الإنسان. وأي قول عكس ذلك يخالف المعتقدات.
وقد نظر فيها كل من شكك في صحة النموذج البطلمي. فالنموذج البطلمي قد كان في بالغ التعقيد، حيث أصبح عائقاً كبيراً في تقدم العلم.
أبو عروة
عرفت المنطقة الممتدة من قطر جنوباً حتى كاظمة شمالاً باسم "البحرين".
فإن أردت تاريخ المنطقة فما عليك إلا أن تبدأ البحث في كتب التراث أولاً. لكن هذا، وللأسف، تجده متفرقاً.
وهناك كتب حديثة لكنها قليلة. مثل كتاي "كوت الإحساء" للدكتور سعادة من جامعة الكويت.
أبو عروة
إن أردت التاريخ القديم، فما عليك إلا الرجوع إلى ما نشره علماء الآثار. فعلى سبيل المثال هناك كتاب "الخليج العربي في العصور القديمة"، من فترات ماقبل التاريخ حتى الفتوح الإسلامية.
(أبو عروة)
إبن الشاطر ومدار القمر.
رأيت أن أضيف إلى تعليقي السابق مايلي: لقد انشغل إبن الشاطر، عالم الميقات في المسجد الجامع بدمشق، بما انشغل به علماء الهيئة (الفلك)، ممن سبقه وممن لحقه. ومن هذه المسائل محاولة التوفيق، ودون جدوى، بين نتائج الأرصاد الفلكية، وبين ما يمكن استنتاجه نظرياً باستخدام نموذج طولميوس، "بطليموس".
ولايمكننا أخذ الفقرة السابقة، إن أردنا في الموضوع استرسالاً، دون ذكر أعمال طولميوس. فقد غطت عبقريته على الأخطاء الضمنية في نموذجه الرياضي. لا أريد أن أبتعد عن جوهر الموضوع ولكن أجدني مضطراً للتلميح العام لذلك النموذج. ولا يستطيع من درس هذا النموذج إلا إكبار هذا العمل التاريخي الجليل. ولم تعد لذلك العمل من قيمة علمية تذكر في وقتنا الحاضر.
فقد رسم دوائراً تدور حول محيطاتها دوائر أخرى، ذات سرعات مختلفة، وبنسب حسابية مركبة. وصف رياضي شديد التعقيد. وعندما تببين له في وقت لاحق عدم مطابقة نموذجه للعديد من الأرصاد، أضاف بعداً أشد تعقيداً. فقد عدل في دوائر الأفلاك لتصبح كل دائرة ذات مركزين متساوي البعد عن المركز الرئيسي التقليدي. ( ولا أعرف ما هو المرادف باللغة العربية لما هو معروف في النموذج الطولمي بـ equant point. كل هذه الأعمال الشاقة كي لايخالف مبدأ أرسطو في وصف الكواكب.
وقد اختلف علماء الفلك من زمن طولميوس، حتى عصر النهضة الأوربية، بمن فيهم علماء المسلمين، بين مؤيد ومعارض لنظرية الأفلاك الدائرية ذات المركزين، equant point. ومن مخطوطاتٍ محفوظة في جامعة أكسفورد، نجد رسوماً هندسية لبعضٍ من أبحاث إبن الشاطر تبين مدار القمر مع بعض التعديلات في النموذج الطولمي. فقد كان المعروف في زمنه بأن حركة القمر حسب النموذج الرياضي تتناقض بشكل ملحوظ مع نتائج علماء الرصد. لكننا لم نعثر على أية نماذج عارض فيها ابن الشاطر المبدأ القديم، والذي عرّفه المؤرخون بـ"مبدأ أرسطو". ذلك المبدأ الأزلي المبني على كمال التصاوير الدائرية والكروية، وضرورة تكوين الكواكب ومساراتها لتتوافق مع هذا المبدأ الكوني. فالكواكب كرات كاملة، تسير بسرعات منتظمة، حول الأرض، في مدارات كاملة الاستدارة. ولم يتجرأ أي من العلماء والمفكرين، عبر العصور، في الشك في هذا المبدأ. فقد آثروا اتباع المبادئ الخاطئة، على التفكير بمبادئ مخالفة. ثم قرّوا عيناً.
(أبو عروة)
معظم التعليقات التي قرأتها هنا على موضوع النشر الألكتروني سالبة. ولكننا يجب أن لا ننسى فائدة التدوين الألكتروني للكتب.
فلولا موقع الوراق لما استطاع الكثير منا الحصول على هذه الكتب القيمة المعروضة. فأكثرنا ليست بقربه مكتبة يستطيع أن يزورها. وهاهي صفحة الوراق قد دخلت البيوت.
(أبو عروة)
التوقيت "العربي" كما اعتدنا تسميته، هو توقيت غروبي. يبدأ اليوم عند غروب الشمس. وهذا ما اعتمدته الشعوب السامية في المنطقة. فتكون الساعة عند الغروب الثانية عشر.
سأقوم بتفصيل هذا الموضوع، إن كانت هناك منفعة للتفصيل.
(أبو عروة)
لقد حرصت جميع الحضارات القديمة على وضع أنظمة لحساب الأيام لما في ذلك من أهمية في تنظيم الأنشطة اليومية، من مواسم الزراعة، ومواسم الأسواق التجارية، والأيام الدينية، إلى أعطيات الجند. وقد اختلفت تلك الحضارات في تحديد بداية الوحدة الزمنية في أنظمة حساب الأيام (الروزنامات). فكان اليوم يبدأ عند الغروب عند حضارات بلاد الرافدين، ومنتصف الليل في مصر، وساعة زوال الشمس (الظهر) عند الرومان.
وقد اقتبست بقية الشعوب السامية نظام البابليين، وذلك لقرب الرقعة الجغرافية التي سكنتها تلك الشعوب من أرض الرافدين، وارتباطاتها الاقتصادية بها. كما أن ذلك النظام كان الأكثر دقة في تحديد طول السنة (الحول). فعلى سبيل المثا ل، اقتبس الآشوريون النظام البابلي، وتركوا نظامهم، بعد سيطرتهم على بابل. كما اقتبس بنو إسرائيل، ممن كان من ضمن سبي بابل، تلك الرزنامة. وكانت السنة البابلية تبدأ بشهر "تشري". ومن شهورها "آب" و"أيلول"، ...
وقد جاء في الإنجيل، على لسان السيد المسيح، في أحد الأمثال ذكر للساعة الحادية عشرة، وهي الساعة التي تسبق الغروب. ساعة قرب انتهاء عمل العامل. كما نجد ذلك في أمثال اللغة الإنجليزية حتى يومنا هذا، للدلالة على نهاية إنجاز أي عمل كان.
وقد ظلت تلك الأنظمة مستخدمة لقرون عدة، حتى اختراع الساعة الميكانيكية. فقد لاحظ الأوربيون بأن بداية اليوم عندهم، لحظة زوال الشمس، لا تتفق مع عقارب الساعة. فالشمس، مقارنة بالساعة، قد تتأخر عن موعدها، وقد تبكر. ولذلك قرروا الاعتماد على الساعة الميكانيكية. ولكن علماء الفلك كانوا بحاجة إلى نقطة بداية لليوم، فاختاروا منتصف الليل بداية لليوم، وذلك لان الرصد يكون ليلاً، واعتمدوا على التوقيت النجمي الأكثر دقة، بدلاً من التوقيت الشمسي. ( يعتمد الفلكيون الآن على الساعة الذرية). أما عامة الناس فلازالوا بحاجة إلى التوقيت الشمسي من أجل تنظيم أعمالهم اليومية. ونجد في التقاويم الفلكية التي تصدر من مراصد عديدة جداولاً للتوقيت النجمي، ومعادلات رياضية لإستخراج الزمن الشمسي منها. فقد أصبح التوقيت الشمسي معرفاً بالتوقيت النجمي. وقد جرت تعديلات على التوقيت الشمسي. فبالإضافة إلى التوقيت المحلي، والذي يختلف باختلاف خط الطول، من قرية إلى أخرى، هناك التوقيت الشمسي المعدل. فبلدان الشام، باختلاف مواقع مدنها، على سبيل المثال، لها توقيت موحد. وهناك التوقيت الكوني.
أما الشعوب الاسلامية، عند اعتمادها على الساعات الميكانيكية، لاحظت بأن موعد غروب الشمس يختلف من يوم لآخر. وقد يكون الفرق مايقارب الدقيقة في اليوم الواحد، وهو مقدار صغير. ولكن مع مرور الأيام يزيد الفرق. وقد كنا نلاحظ، أيام الشباب، أن إمام المسجد يضطر إلى تحريك عقرب الدقائق بصورة دورية لتعديل الساعة، كي توافق الساعة الثانية عشر تماماً مع لحظة الغروب. ومع مرور الزمن، أهمل الناس ذلك التوقيت، وصار اعتمادهم لمواقيت الصلاة على جداول التقاويم المحلية، والآن على "الإنترنت".
أرجو أن أكون قد شرحت مافيه الكفاية، وبدون إطالة. فموضوع المواقيت غزيز ويحتاج إلى الصفحات العديدة، وتراني قد أهملت الكثير.
(أبو عروة)
لقد حرصت جميع الحضارات القديمة على وضع أنظمة لحساب الأيام مرتبط مع المواسم الطبيعية لما في ذلك من أهمية في تنظيم الأنشطة اليومية، من مواسم الزراعة، ومواسم الأسواق التجارية، والأيام الدينية، إلى أعطيات الجند. وقد اختلفت تلك الحضارات في أنظمتها لحساب الأيام، كما اختلفت في تحديد بداية الوحدة الزمنية في أنظمة حساب الأيام (الروزنامات). فكان اليوم يبدأ عند الغروب عند حضارات بلاد الرافدين، ومنتصف الليل في مصر، وساعة زوال الشمس (الظهر) عند الرومان.
وقد اقتبست بقية الشعوب السامية نظام البابليين، وذلك لقرب الرقعة الجغرافية التي سكنتها تلك الشعوب من أرض الرافدين، وارتباطاتها الاقتصادية بها. كما أن ذلك النظام كان الأكثر دقة في تحديد طول السنة (الحول). فعلى سبيل المثا ل، اقتبس الآشوريون النظام البابلي، وتركوا نظامهم، بعد سيطرتهم على بابل. كما اقتبس بنو إسرائيل، ممن كان من ضمن سبي بابل، تلك الروزنامة. وتركوا نظامهم القديم. وكانت السنة البابلية تبدأ بشهر "تشري"، وتنتهي بشهر "أيلول". وشهورها قمرية. وارتبطت مع حول الشمس عند نقطة الإعتدال الخريفي . وكان الشهر النسئ (الكبيس) يتبع الشهر السادس، شهر"آذار". ويبدأ اليوم عند لحظة الغروب.
وهذا التقليد نجده في التراث العربي. فالعرب لم يكونوا بمعزل عما حولهم. فعند غروب يوم الخميس، يبدأ يوم الجمعة، نصفه الأول ليلاً ونصفه الثاني يبدأ مع شروق الشمس. وللتحديد يطلق على النصف الأول من يوم الجمعة اسم ليلة الجمعة ( التي نطلق عليها الآن مساء الخميس).
وجاء في الإنجيل، على لسان السيد المسيح، في أحد الأمثال ذكر للساعة الحادية عشرة، وهي الساعة التي تسبق الغروب. ساعة قرب انتهاء اليوم، وفراغ العامل من عمله. كما نجد ذلك في أمثا ل اللغة الإنجليزية حتى يومنا هذا، للدلالة على قرب الانتهاء من إنجاز أي عمل كان.
وقد ظلت تلك الأنظمة مستخدمة لقرون عدة، حتى اختراع الساعة الميكانيكية. فقد لاحظ الأوربيون بأن بداية اليوم عندهم، لحظة زوال الشمس، لا تتفق مع عقارب الساعة. فالشمس، مقارنة بالساعة، قد تتأخر عن موعدها، وقد تبكر. ولذلك قرروا الاعتماد على الساعة الميكانيكية. ولكن علماء الفلك كانوا بحاجة إلى نقطة بداية لليوم، فاختاروا منتصف الليل بداية لليوم، وذلك لأن الرصد يكون ليلاً، واعتمدوا على التوقيت النجمي الأكثر دقة، بدلاً من التوقيت الشمسي.
أما عامة الناس فلازالوا بحاجة إلى التوقيت الشمسي من أجل تنظيم أعمالهم اليومية. ونجد في التقاويم الفلكية التي تصدر من مراصد عديدة جداولاً للتوقيت النجمي، ومعادلات رياضية لإستخراج الزمن الشمسي منها. فقد أصبح التوقيت الشمسي معرّفاً بالتوقيت النجمي. وقد جرت تعديلات على التوقيت الشمسي. فبالإضافة إلى التوقيت المحلي، والذي يختلف باختلاف خط الطول، من قرية إلى أخرى، هناك التوقيت الشمسي المعدل، والتوقيت المدني. فبلدان الشام، باختلاف مواقع مدنها، على سبيل المثال، لها توقيت موحد. وهناك التوقيت الكوني. ( يعتمد الفلكيون الآن على الساعة الذرية ويستخدمونها لتقويم التوقيت الشمسي الذي تشير إليه ساعاتنا).
أما الشعوب الاسلامية، عند اعتمادها على الساعات الميكانيكية، لاحظت بأن موعد غروب الشمس يختلف من يوم لآخر. وقد يكون الفرق مايقارب الدقيقة في اليوم الواحد، وهو مقدار صغير. ولكن مع مرور الأيام يزيد الفرق. وقد كنا نلاحظ، أيام الشباب، أن إمام المسجد يضطر إلى تحريك عقرب الدقائق بصورة دورية لتعديل الساعة، كي تتوافق الساعة الثانية عشر تماماً مع لحظة الغروب. كما لاحظوا اختلاف وقت الشروق من شتاء إلى صيف. فمع تعديل الساعة، والذي يكاد يكون يومياً، لتوافق الساعة الثانية عشر موعد الغروب، لا حظوا كذلك بأن وقت الشروق، لايكون عند الساعة الثانية عشرة إلا أياما معدودات في أول الربيع وأول الخريف. فعلى سبيل المثال، وحسب أفق مكة المكرمة، يكون أذان الفجر قرب الساعة الواحدة شتاءً، وقرب الساعة الحادية عشرة صيفاًً. ويكون الفارق أكبر لبلاد الشام. ومع مرور الزمن، أهمل الناس ذلك التوقيت، وصار اعتمادهم لمواقيت الصلاة على جداول التقاويم المحلية، والإذاعات والصحف ــ والآن على "الإنترنت".
أرجو أن أكون قد شرحت مافيه الكفاية، وبدون إطالة. فموضوع المواقيت غزير ويحتاج إلى