استنادا إلى علوم اللسان يمكن التقرير في اطمئنان أن اللغة ظاهرة إنسانية من حيث كون الإنسان كائن رامز. وقد ذهب أغلب الأصوليين والفلاسفة في التراث العربي الإسلامي إلى كون نشأة اللغة كانت بالمواضعة (انظر مثلا كتاب المغني للقاضي عبد الجبار) وأنها في نشأتها الأولى كانت قائمة على ازدواج النظام الإشاري لتستقل اللغة المنطوقة في مرحلة تالية نتيجة تفوقها على بقية الأجهزة التبليغية الأخرى.أما القضية الميتافيزيقية المتعلقة بلغة آدم فهذا ما لا علاقة للعلم به حتى أن ابن حزم في كتاب الإحكام في أصول الأحكام ذهب إلى تلك اللغة الماورائية قد تكون جماع اللغات كلها. فالمسألة لا يمكن إخضاعهالمحك العقل العلمي .

لا يمكن اٌلإقبال على الكتاب إلا إذا كان المرء منا ذا هموم فكرية معرفية ، أما إذا كانت الغاية تجارية -سواء أكانت آجلة أم عاجلة- فإني لا أعتقد أن الكتاب يحقق هذا المطمح...

كيف حدث أن عادت هذه القضية إلى الظهور على سطح الخطاب العربي في الحقبة المعاصرة والحال أنه حسم في هذا الأمر منذ بدايات القرن العشرين? هل هي انتكاسة الفكر أم المد الأصولي النجمي الإعلامي? ومن يقف وراء إثارة هذه المحاور الوهمية للصراع والعنف الرمزيين?