مجلة أطفال اسلامية كن أول من يقيّم
تصور مقترح لمجلة أطفال إسلامية نموذجية
بقلم:د.طارق البكري
إن أطفال المسلمين وهم يلامسون عتبة الألفية الميلادية الثالثة، يحتاجون إلى وسائل حديثة لمواكبة العصر، على جميع الصعد، ومنها المجال الإعلامي بالتأكيد، وذكر أن هناك آلافا من مجلات الأطفال تصدر في الغرب تطبع ملايين النسخ، وبعضها أسبوعي، بينما في بلادنا مجلات عامة للأطفال ومنها ما هي واسعة الانتشار، لكننا لا نعثر على مجلات إسلامية شاملة وواضحة الأهداف. وإن كل هذه الأسباب، تمثل أسبابا دافعة لإصدار مجلة أطفال إسلامية رفيعة المستوى، تبنى على أسس علمية واضحة، تستشف من التجارب السابقة معينها، لتجنب الأخطاء المتكررة، وتطوير الجوانب المضيئة، وحصر اهتمامات المختصين، لإنتاج مجلة أطفال إسلامية ذات تأثير شامل، لا تكون مجرد تجربة، بل فعلاً متحققاً ومستمراً.
ولعل هذا يستدعي قيام جهة متخصصة بعملية الإصدار، وتكون أغراضها بعيدة عن النفعية الذاتية، لأن أطفال المسلمين بأشد الحاجة إلى من يعينهم على مواجهة التحـديات الكثيرة التي أسفرت في السنوات الأخيرة عن ضياع كثير من شباب المسلمين، وأبنـهارهم بالبـريق الغربي المـزيف، وبات بعضهم يعيش في ديار المسلمين وقلبه معلق بالغرب وليس أدل على ذلك من الهجرات المتتابعة من الشرق إلى الغرب لأسباب شتى، تظهر أغلبها وهن النفوس، نتيجة البعد عن حقيقة الدين، والانخداع بالاهتراء الأصفر اللون، الذي يظنه كثير من الناس من أجود أنواع الذهب. ويقدم الباحث تصوراً لمجلة أطفال إسلامية، عبر توضيح الأهداف والخطط والسياسات وإمكانيات التنفيذ. ويأتي هذا العمل بعد تتبع كثير من مجلات الأطفال، عربياً ودولياً، في سياق الدراسة. وفي هذا التصور قدم أفكاراً عملية واضحة، تسعى إلى مجلة هادفة ترسخ المبادئ الدينية السليمة عند الأطفال، وتنمي في أنفسهم الشعور والإحساس بالانتماء الكلي إلى الأمة، واستشراف الوعي والمعرفة لديهم وتفتيح مواهبهم، وتنمية مداركهم، وتدعيم القيم الإيجابية في نفوسهم، وبنائهم بشكل شامل وكامل.
واقترح اسم مباشر للمجلة وهو (الطفل المسلم) ويحوي الاسم إشارة واضحة وصريحة، تعلمنا فوراً بأنها للأطفال، وليس لعموم الأطفال، بل للطفل المسلم تحديداً. وبذلك على المجلة أن تتقيد بأسلوب خطابها الموجه لجمهور معين بالتزام الإسلام شكلاً ومحتوى. ولا يمكنها بهذا التخصص أن تقدم مواد لغير الأطفال، كما عليها أن تلتزم بأن تكون موادها المنشورة ذات صبغة دينية شاملة، وأن تكون لها أهداف تسعى نحو بناء شخصية إسـلامية سليمة، بعيداً عن الشوائب وكل ما يسئ إلى العقيدة الإسلامية الصحيحة. ولا يخفى أن انتظام صـدور المجـلة يجعـل الطفل حريصاً على الحصول عليها ويترقبها، وأن تتابعها بصورة أسبوعية، ينشئ بين الطفل ومجلته علاقة شخصية راسخة، تجعله يبحث عنها إن لم يجدها في المكتبة المعتاد حصوله عليها منها، كما يجعله كل ذلك قلقاً في حال تأخرها، ومتحفزاً لمتابعة موضوعاتها، مما ينمي في نفسه روح المتابعة والانتظام والثبات، ويدفعه نحو البحث عن الجديد في المكتبات، نظراً لبحثه الشخصي عن المجلة، الأمر الذي يعرفه بعدد كبير من المعروض على الرفوف. وقد يدفعه حب الاستطلاع للمطالعة الدائمة، والتمييز بين الجيد والرديء.
الأهـــــــداف:
من الضروري أن يكون للمجلة مجموعة من الأهداف تسعى إلى تحقيقها بعيداً عن الأهداف الربحية المادية، ومن الطبيعي أن يكون لها هدف عام وأهداف تفصيلية، تنبع كلها من النظرة الإسلامية تجاه الطفل.أما الهدف العام والأول، فهو بنـاء شخصية الطـفل المسلم بناء حضارياً متكاملاً لتمكن الطفل بالتعاون مع مختلف وسائل التربية في المجتمع من أن يتحلى بالصفات السامية، التي يجب أن يتمتع بها أبناء الإسلام، وبذلك يكبر الطفل على محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) مصقولاً بالعلم والمعرفة والإيمان، فضلاً عن الأخلاق الحميدة.
ومن الأهمية أن تتسق الأهداف مع الأدوار التي على المجلة أن تؤديها في خطتها الساعية إلى بناء شخصية الطفل. حيث تعمل الأهداف في خمسة اتجاهات رئيسية وهي الاتجاهات: العقدية، التربوية، التعليمية، الجمالية، الترفيهية.
وتتنوع أهداف المجلة مع تنوع موضوعاتها، التي تتبدل من عدد إلى آخر، مع الحفاظ على شخصيات محددة يرتبط بها الطفل ويشعر بأنها تفهمه كما أنه يفهمها. وتأخذ المجلة مكانتها من خلال أهدافها المحددة التي ترتبط بلحمة الدين وسداته فلا تتعارض الأهداف والتطبيقات العملية مع ما يبثه الإسلام من قيم وأخلاقيات تنعكس سلوكيات راسخة تجعل المجتمع بأسره مجتمع الالتزام الديني، المتقيد بأوامر الله ونواهيه، وتبث شعاعها في كل أرجاء المعمورة.
الخصائص والمميزات
تتعدد خصائص المجلة من حيث الشـكل والمحتوى والجمهور المستهدف ، ولعل من أبرز هذه الخصائص والمميزات أنها :
أولاً: موجهة إلى شريحة عمرية محددة من الأطفال المسلمين العرب أو الذين يعرفون العربية، لا لغيرهم، وربما يقرأها الكبار أو الأصغر سناً ويستفيدون منها، لكنهم ليسوا هم المستهدفين برسالتها، وهذا التحديد يناقض كثيراً من مجلات الأطفال المثيلة، التي بمعظمها، لا تحدد الأطفال المخاطبين، ويتفاوت الأسلوب من كاتب إلى آخر، ومن صفحة إلى أخرى، وهذا التنوع، وإن كان مستساغاً في المجلات الأخرى، فإن مجلة (الطفل المسلم) وضعت لنفسها خطة محددة وأهدافاً معينة لجمهور مقصود لنفسه دون غيره.
ثانياً: لا تعتبر المجلة نفسها متحدثة عن أحد من الناس، بل هي لا تشبه إلا نفسها، ولا تتحدث إلا عن نفسها، وبما أنها اتخذت الإسلام منهجاً فإنها تخرج من ثوب التبعية لغير الله تعالى ولرسوله الأمين (صلى الله عليه وسلم).
ثالثاً: تنشد العالمية، ولا تحصر نفسها ضمن أطر محلية ضيقة، لأن خطابها موجه لجميع الأطفال المسلمين، والعرب منهم على وجه الخصوص، والمجلة تخطط مستقبلاً لترجمة موضوعاتها وإصدار طبعات بمختلف لغات العالم، على أن تخرج بثوب يلائم المسلمين غير العرب.
رابعاً: تصدر أسبوعياً بحجم مناسب للأطفال صباح يوم الخميس، بداية العطلة الأسبوعية في معظم البلاد الإسلامية.
خامساً: لا تهدف إلى إشاعة أفكار مذهب معين أو اتجاه ما، لأنها تؤمن بأن الطفل هو خـارج إطار المذهبية أو الحزبية، وعليها أن تقدر أنها لجميع الأطفال المسلمين بلا استثناء، في إطار الشريحة المستهدفة.
سادساً: لا تتوخى الربح، ولا تسعى إلى تكديس الأموال، بل تهدف إلى بناء شخصية الطفل المسلم، وإن هدفها يفرض عليها أن تخفض من قيمة الاشتراك وسعر النسخة الواحدة، وأن لا تسمح للإعلان أن يحتل مكان النص أو أن يقدم سلعاً تخالف الهدف العام.
سابعاً : إسلامية بالكامل وموضوعاتها تخضع للإشراف الديني والتاريخي والتربوي والنفسي، وتخصص لذلك مجموعة من المستشارين، دون أن يكون ذلك مجرد تكريم لهؤلاء، بل عليهم أدوار محددة يجب أن ينفذوها بدقة.
ثامناً: حددت منذ البداية أهدافها بوضوح، وهي تقوم باختيار عناصرها البشرية بدقة متناهية، وتخضعهم لدورات متخصصة لرفع كفاءتهم، وتطور إمكاناتهم باستمرار.
تاسعاً: تهتم المجلة بدراسة الميول القرائية للشريحة المستهدفة بالتعاون مع الجهات المتخصصة، وبواسطة التحقيقات الميدانية، والاستبيانات العامة.
عاشراً: تقيم المجلة علاقات مباشرة مع الأطفال، ويحتك المحررون والرسامون وسائر العاملين في المجلة، بشريحة القراء مباشرة، بواسطة الرسائل المرسلة، أو الاتصالات الهاتفية، أو عبر زيارة أماكن وجود الأطفال من مدارس ونواد، ودراسة احتياجاتهم ورغباتهم، ومحاولة تحقيقها من خلال صفحات المجلة.
الحادي عشر: تقدم صحافة متخصصة للأطفال، وتتميز بعناصر بشرية مؤهله ذات خبرات طويلة، وقدرات عالية موهوبة ومجربة ومحترفة، لأن المجلة تؤمن بأن صحافة الأطفال ليست محل تجريب وتدريب، ولكن باستطاعة المجلة أن تساعد من ترى لديه الموهبة الكافية للمشاركة تمهيداً لخوض هذا المضمار مستقبلاً.
الثاني عشر: تمتاز المجلة بأسلوبها الخطابي البسيط والواضح والمتجدد والممتع والمفيد في آن واحد، حيث تحرص على انتقاء الألفاظ والعبارات والقصص والموضوعات بأسلوب تربوي ممتاز.
الثالث عشر: تمتاز المجلة بتركيزها الكبير على الجانب الفني، وحرصها على اختيار الرسامين الموهوبين، القادرين على المواءمة بين الألوان وابتكار الرسوم المتوافقة مع النص، التي بإمكانها أن تقدم فوائد قد تفوق النص نفسه أو على أقل تقدير تدعمه بشكل كبير وتساعده ليؤدي غرضه بيسر وسهولة وتسهم بمساعدة الطفل في استيعاب النص وتقبله دون جهد كبير.
اللغة والأسلوب:
من المؤكد أن المجلة وسيلة تعليمية مهمة عليها أن تثري لغة الطفل، لذا فإن مجلة الطفل المسلم النموذجية، تقوم على تفهم وفهم اللغة والأسلوب، اللذين يراد استخدامهما من أجل تحقيق الأهداف والأدوار، وهذا يقتضي أن تكون الألفاظ المستخدمة بسيطة ومفهومة ومناسبة للقراءة الخاطفة، لأن المجلة يجب أن لا تأخذ مكان الكتاب، بل هي بمثابة جرعة أساسية، يحتاج إليها الطفل لفترة زمنية حسبما يتاح له من وقت. ومن هنا فإن من الضروري أن تكون الكلمات والتراكيب سهلة الفهم في سن الطفل المستهدف، وهذا يقتضي مراعاة قاموس الطفل اللغوي. وبما أن هذا الأمر غير واضح تماما لأن الأطفال قد يتفاوتون عقلياً وفكرياً وثقافياً، نظراً لعوامل متعددة منها المستوى الاجتماعي ومكان وجودهم في الريف أو المدينة، في مجتمع متقدم أو نام أو أن يكون الطفل أبناً لأسرة أمية أو متعلمة.. فإن ذلك يطرح صعوبة بالغة في تقدير عملية الكتابة للأطفال، لا سيما أن المجلة لا تتوجه إلى مجتمع محدد أو منطقة معينة، بل تخص الطفل المسلم المعاصر القارئ للغة العربية الفصحى.
السياسة التحريرية:
تقوم مجلة (الطفل المسلم) على مبادئ أساسية تنبني عليها السياسة التحريرية، ومنها: أ) تلتزم المجلة شكلاً ومضموناً بقواعد النشر، على اعتبار أنها مجلة أطفال إسلامية، حيث تمنع على الإطلاق نشر كل ما يمس الإسلام بسوء مهما كان بسيطاً، وبذلك فإن إدارة التحرير مسؤولة تماماً عن كل ما ينشر من نصوص ورسوم وصور وإعلانات، وعليها أن تكون بمثابة المصفاة النهائية بشكل لا تقبل معه النشر دون مراجعة شاملة ومعمقة، حرصاً على الدور الذي تقوم به.
ب) تعين المجلة مراجعاً للتدقيق اللغوي مؤهلاً تماماً لكشف الأخطاء وتشكيل الأحرف بشكل كامل، ومراقبة الأناشيد كيلا يكون فيها خلل في الوزن، وعليه أن يراجع النصوص قبل الطباعة الأولية، ثم التدقيق النهائي بعد تركيب الصفحات وقبل إرسالها إلى المطبعة.
ج) تناط مهمة مراقبة النصوص الدينية بمتخصص، مع توفير المراجع اللازمة للابتعاد عن قضايا الخلاف، والتأكد من أن ما ينشر من فتاوى وأحكام دينية وقصص إسلامية.. كلها متفق عليها ولا خلاف بشأنها، وهذا من شأنه أن يخرج المجلة من الدوائر الضيقة ويجعلها لجميع أطفال المسلمين بلا استثناء، ويستحسن عدم الخوض في الأحكام الشرعية الدقيقة التي لم يتفق عليها الفقهاء، لكي لا يشوش ذهن القارئ.
د) تحظر المجلة نشر صور وموضوعات تثير الغرائز تحت أي ذريعة كانت، كما أن المجلة تحذر من وجود أخطاء طباعية وفنية، وتمتنع عن نشر رسومات مخلة بالآداب أو التي تظهر مخالفة شرعية باستثناء حالة نقد هذه السلوكيات الخاطئة وتبيان موطن الخلل، ويتبع ذلك إرشاد إلى مكارم الأخلاق.
هـ) تعين المجلة مستشاراً تربـوياً تناط به مهمة مراجعة النصوص ودراسة الصـور قبل النشر، ومن الأفـضل قبل عملية الصف والإخراج والتركيب، ليتسنى له إعادة المواد للصياغة من جديد، أو لرفضها تماماً في حال اعتقاده أن في ظاهرها إفادة تربوية وفي باطنها أخطاء يمكن أن تزرع قيماً تربوية وسلوكية خاطئة، تؤدي إلى عكس ما هو متوخى في المستقبل، إذا توافرت لها مناخات معينة تمهد لها الطريق لتسلك سبيلاً مغايراً للخطة والأهداف والتطلعات التي تسعى المجلة إلى تحقيقها.
و) وإلى جانب المستشار التربوي، من المفضل أن يكون للمجلة مستشار متخصص في علم نفس الأطفال، لأنه قادر على البحث بكل ما يدركه الإنسان، كيف يتعلم وكيف يتذكر وكيف يصمم وكيف يفكر ويتخيل ويبتكر، ولماذا يثور وينفعل، ولماذا يحب ويكره ويخاف ويغضب. ويساعد المستشار النفسني إدارة التحرير على تأدية رسالتها، بدراسته طبائع الأطفال الموجهة إليهم المجلة، وتوضيح النتائج لإدارة التحرير، ليتصرفوا بناء على ملاحظات مبنية على أسس علمية واضحة، وبإمكان المستشار تحديد حاجات الأطفال النفسية، وما يتوقعونه من مجلتهم.
ولا يخفى أهمية إفساح المجال للطفل كي يعبر عن آرائه بكل حرية، فلا يتدخل المحرر إلا في بعض التحسينات اللغوية، ولا تنشر فقط المساهمات التراثية أو التي تهدف إلى التسلية فقط، كما هو ملاحظ في كثير من مجلات الأطفال العربية، لأن على الطفل أن يتفاعل مع كل ما يحتك به. وعلى المجلة أن تفتح صدرها لجميع المشاركات، وأن يكون باب مساهمات القراء متحركاً ومرناً، كما أن بعض الأطفال يملكون موهبة الكتابة و الرسم ومن المفيد للمجلة أن يستفاد من هؤلاء وتنشر مساهماتهم، وليس التوقف عند ذلك فحسب تقدم مكافآت مناسبة، مما يجعل من هؤلاء الأطفال كتاباً محترفين ورسامين ماهرين عندما يكبرون. وبذلك تستطيع المجلة أن تتغلغل إلى عقل الطفل وقلبه، ويصبح بإمكانها إرشاده إلى الطريق السوي بمختلف المسائل التي تتعرض لها في صفحات، وتثير لديه الانفعـالات الكامنة وتحفزه نحو المثل العليا التي تبثها في أعدادها المتفرقة.
الأبواب المقترحة:
ومن الأبواب التي يقترحها الباحث: المغامر الصغير، قصص من التاريخ، أخبار، مقال، تسلية، العالم الصغير، الفنان الصغير، تحقيق صحافي، ندوة شهرية، طاولة مستديرة، أبطال المستقبل، طفلة مسلمة، قصص الخيال العلمي، مسابقات متنوعة، الداعية الصغير، أناشيد، نادي الطفل المسلم... وغيرها من الأبواب التي تحدث عنها الباحث بالتفصيل.
ويقول الباحث إن الحرص الشديد على تجويد عملية إنتاج مجلة إسلامية للطفل يأتي من الفهم العميق لفداحة الأخطار التي تدهم أطفال المسلمين في مضاجعهم، ومن تقدير الدور الإعلامي الكبير الذي يمكن للإعلام الإسلامي عامة ـ ومجلة الأطفال الإسلامية خاصة ـ أن يؤديه، رفعاً لراية الإسلام، وبناء الجيل الصاعد بناء سليماً. ولعل براعم الإسلام، هم في أشد الحاجة اليوم إلى توفير مصادر ثقافية إسلامية، بعيداً عن الترهات التي تملأ مساحات شاسعة من الإعلام الوافد بأنواعه المرئي والسمعي والمقروء. ولا حجة لمن يقول إن هناك كماً كبيراً من صحف الأطفال، وهذا كلام لا وجه للمقارنة فيه، فحاجتنا إلى إعلام جاد أكبر بكثير من السابق، كما أن كثيراً من مجلات الأطفال المنتشرة في بلاد المسلمين هي غير إسلامية، تبث في أحيان كثيرة قيماً ومعتقدات تخالف الشريعة السمحاء، فضلاً عن أن بعضها مترجم حرفياً ومليء بالسلوكيات الخاطئة والمنحرفة والتي يجب أن يرفضها مجتمعنا الإسلامي.
ويقول الباحث: إن مجرد التفكير بإصدار مجلة إسلامية للأطفال، قد يكون أمراً مرعباً، لا سيما بالنسبة إلى الذين خبروا الإعلام ومارسوا المهنة، ولم يكونوا مجرد متطلعين إليها؛ لأن الحديث عن المعاناة من الداخل لا يشبه مطلقاً من يرى المعاناة ويتحدث عنها دون تجربة حقيقية، لكن ذلك يجب أن لا يؤثر على مسيرة الإعلام الإسلامي، فسلاح الكلمة أصبح في عصرنا الحديث من أخطر الأسلحة فتكاً وتدميراً، مما يستوجب مزيداً من الإصرار والمثابرة لتحقيق أعلى مستويات النجاح في مجال الإعلام الإسلامي عامة، ومجلات الأطفال الإسلامية خاصة.
|