أسباب تأخر العرب كن أول من يقيّم
في رأي أن سبب تأخر العرب هو " التحجر الفكري" و أن الاستمرار في اتهام الدين أو السلطات بسبب "تأخر العرب" يبقينا في الدوران في حلقة مفرغة . فالدين جاء لمصلحة الإنسان وتقدمه ولحفظ الكون ، والسلطات هي في الأول والآخر هي نتاج هذا المجتمع الذي نحن منه، وهؤلاء العرب المتأخرون، السنا نحن منهم أيضا? أرى أن مهمة العمل على إيجاد الحلول بدلا من التباكي واإلقاء الاتهامات أمرا ملحا، وكل منا عضو في هذا المجتمع و يقع على عاتفه مسئولية نهوضه أيضا . و أوافق العالم أنشتين عندما قال " لا يجب الموت قبل أن يحقق هدف". فهل هناك الآن ، لما نعانيه من ، هدف أسمى من رفع هذه الامة من التردي. ففي نظري أن هناك أشياء كثيرة لا بد من الدفع على تغيرها في مجتمعنا العربي لتحقيق هذا الهدف ، وهي :
1- أساليب التربيه في المنزل مهمة جدا في تنشئة الأجيال القادمة لبناء شخصياتهم ليكونوا قادة عظماء وأفراد صالحين ؛ فإسلوب القمع والسيطرة أسلوب فاشل ينتج "شخصيات تسلطية تسلب الحريات" فمن الأسلم أن يربى الأطفال على المحبه والاحترام وليس على الخوف، وإعطائهم الحرية في إبداء آرائهم واحترامها وتعويدهم على نظام المناقشة والتعبير عما بمكنوناتهم وإشعارهم بأنهم أهل للثقة ويستطيعون قول لا وليس نعم دائما، وأن يكون الأهل قدوة حسنة للاولاد، بالتركيز على الاخلاق الحميده التي حضنا عليها ديننا السمح ، من احترام النفس والآخرين وحريتهم، الصدق والأمانه.
2- تغير طرق وأساليب التدريس التي تعتمد على التلقين، وإتباع أساليب البحث عن المعلومات- حتى من سن الروضة ? فهذا يسمح بتنمية العقول لاكتشاف مواهبها وإبداعها وقدراتها وتمكن الفرد من إثبات ذاته. وكذلك تشجيع الأطفال على حب القراءة منذ نعومة أظافرهم ، فهذا يفسح مجال مداركهم ويزيد من ثقافتهم، لأن حمل الشهادات ليس مقياس للثقافة والتقدم ، ثقافة الفكر مهمة جدا لبناء الشخصية. وإعداد المدرسين وتسليحهم دائما بأحدث أساليب وطرق التربية والتدريس الحديثة، ومع مراقبتهم. والمهم هنا التركيز في كتب الأطفال على الجانب الأخلاقي وليس على تذكر أمجاد الأجدلد فقط .
3- إحترام المرأة والاقتناع بأنها نصف المجتمع ، فهي التي تربي الأجيال وليس الأب المشغول بأعماله، وحتى لو كانت المرأة تعمل، تبقى مهمة تربية الأولاد عليها ، لأنها أقرب إليهم فيتشربون منها اللغه ومبادئ الأخلاق. لذا الإهتمام بالمرأة وتعليمها وتربيتها هو الأساس في بناء المجتمعات - ولا بد هنا من ذكر الظاهرة المنتشرة وهي ترك الأبناء في رعاية المربيات فهذا سيعكس أثرا سلبيا في النهاية علىالمجتمع ككل- إن تحجيم قدر المرأة وإعادتها إلى المطابخ وإبعادها عن بناء المجتع والتعامل معها كسلعة يمكن التحكم بها ، لن يؤدي للتقدم والازدهار ، وأنا ألوم كثيرا المرأة التي تقبل على نفسها أن تعامل هكذا باسم الدين فالدين بريء من ذلك.
4- فهم المعنى والمغزى المعنوي والروحي الحقيقي من الدين، فالتعلق بالدين من ناحية المظاهر المادية والطقوس فقط وترك اللب، هو طريق يؤدي ليس للتأخر فقط بل للتردي للهاوية التي قد قربنا من قعرها، وعدم التعلق بالتفسيرات السلطوية والجبرية التي وضعت في القرون الآولى للإسلام فنحن نعيش في القرن الواحد والعشرين ومعطياتنا وثقافتنا أكبر وأضخم بكثير من ذلك ، فمن الضروري إحترام العقل والمنطق في التفسيرات وجعل صمام الأمان هو النصوص القرآنية وترك "التقول المسلسل"، عندها لن تؤذنا لا العلمنه ولا أي ثقافة أخرى.
5- ترك العادات والتقاليد البالية من الثقافة ، والمحافظة على ما يحفظ كرامة الانسان والإنسانية ، والعودة إلى تراثنا الثقافي الذي كان شعلة للتقدم الغربي.
|