الوعي أولا ............ كن أول من يقيّم
شكرا للأخ أحمد الذي أثار هذا الموضوع عن مفهوم الديمقراطية ولقد حاول جاهدا أن يحلل ويركب ويجتهد ويبدي رأيه وفي العموم أستطاع ببعض المقاطع أن يضع يده على الجرح لكنه لم يستطع في راي المتواضع أن يعطي المفهوم الحقيقي للديمقراطية ومن ثم يضع الأسس والقواعد المطلوبة نحو تطبيقها كما أن اضفاء الطابع الديني ومحاولة ألباس الديمقراطية ثوبا اسلاميا لم يكن موفقا به لأنه جاء بسرد غير ولضح هنا . ومفهوم الديمقراطية في أعتقادي هو نهج وفلسفة قائمة بذاتها وقبل كل سيء يجب أن تنتشر هذه الفلسفة ومفاهيمها لتصبح من المفاهيم العمومية أي الشعبية وأن انتشارها يتطلب وعيا متقدما حضاريا مختلف تماما عن الفسفة العملية التي تسيطر على التفكير الجماعي وبصورة أوضح أن المجتمع غير الواعي ولا أريد هنا أن أقول الجاهل لا يمكن له وضع وفهم فلسفة الديمقراطية وعقدتها فمثلا أن الأجتياح الفلفي الديمقراطي للغرب استغرق عقود عدة وربما كانت أولى أسس ديمقراطيته وضعها الفلاسفة اليونان ومنهم أفلاطون في جمهوريته المثالية وقياسا على ذلك فأن مجتمعنا الحالي ليس مجتمعا مدركا وفاعلا بل منفعلا كما أن هناك اشكالية متجذرة في عقليته وتفكيره الذي لا زال يعاني من رواسب عديدة كما أنه يعاني مشكلة تتعلق بوعيه الديني الذي يقوم عليه فلا زال مفهومنا عن الدين أنه أداة رجعة وليس أداة أنفتاح على الأخر والعالم .وصار اداة للتفرقة بعد أن كان موحدا وأصبح منغلقا بعد أن كان مفتوحا وشفافا ولذلك لا يمكن أن يتقبل هكذا وعي مسائل مثل الديمقراطية والمواطنة وحقوق الأنسان طالما لم يتكون مفهوم جديد للأنسان المواطن العربي المسلم بل بقي هذا الأنسان تائها ولم يستطع تحقيق هويته وتوضيحها هل هو عربي أم مسلم أم عربي مسلم أم متدين أم مواطن يؤمن بحقوقه المدنية أو أنه لا زال يخضع للنظام القبلي العشائري او التصنيف العرقي او المذهبي حتى خلقت اشكالات عديدة هنا بين الديني والقومي وبين العلماني والأصولي وبين المدني والعشائري وكل هذه الأشكالات بحاجة الى حل قبل أي حديث عن اليمقراطية ومفهومها . هذا ما أستطعت ان أوضحه وهذا راي في هذه القضية . شكرا على تقبلك مروري سلفا أخي العزيز . |